جمال الطبيعة والأجواء التاريخية الساحرة في الأحساء.. إليكم 5 تجارب لا تنسى

تمتلك محافظة الأحساء الواقعة في شرق المملكة العديد من مواطن الجمال وأجواء الطبيعة الخلابة بداية من أراضيها الخضراء الخلابة المدرجة في قائمة اليونسكو كما أن الأحساء تعد موطن إحدى أكبر الواحات في العالم. وفضلا عن بساتين النخيل، والأراضي الزراعية وينابيع المياه الطبيعية

كما تتواجد في الأحساء مواقع تاريخية تعود إلى العصر الحجري الحديث. وإن كنت تظن أن ليس في السعودية شيئا إلا الصحراء فإن الأحساء المكان المناسب لتبديد هذه الفكرة.

جبل القارة تجربة ساحرة لعشاق المغامرة في الأحساء - المصدر واس

جبل القارة

يعد جبل القارة أحد أمتع التجارب على الإطلاق لعشاق المغامرة في أحضان الجبال في المملكة العربية السعودية حيث يمكنك خلال رحلة صعودك إلى قمة الجبل، سماع صوت الأرياح المصفرة وهو يوجه أنظاره إلى المناطق الخضراء الناتجة عن غدران الماء التي اشتهرت بها الأحساء.

ولكن ليس الغرض من الصعود إلى جبل القارة تجربة الأرياح الحارة والرطبة فحسب، فإن ما سيدهشكم عند وصولكم إلى القمة هو رؤية أكبر واحة في العالم، ومصدر حياة لعب دورًا أساسيًا في نمو الأحساء خلال العصور.

تقع قرية القارة على مسافة 25 كلم شرق مدينة الهفوف باتجاه منتزه الأحساء الوطني، ولكن سيمكنكم رؤية الجبل من بعيد قبل وصولكم. ارتفاع الجبل 75 م قوق مستوى الشارع و205 م فوق مستوى البحر، ولكن لن تحتاجوا إلى بذل جهد كبير لكي تصعدوا إلى القمة وتستمتعوا بمناظر خلابة على الأحساء.

إن الصعود إلى قمة الجبل من أي جهة من جهاته يتطلب حذرًا شديدًا، ولذلك من المستحسن وجود شخص ذي خبرة يمكنه أن يقود الطريق بشكل آمن ويدلكم إلى الدروب التي لا يعرفها معظم الناس، كما يمكنكم أن تسألوا موظفي المنتزه عن أفضل طريق إلى القمة.

مسجد جواثا التاريخي.. منارة سعودية أصيلة وتاريخ لا ينسى

مسجد جواثا التاريخي

يكتسب مسجد جواثا التاريخي بالهفوف مكانة كبيرة في وجدان المسلمين عموماً، وأهل الأحساء خصوصاً، لكونه ثاني مسجد في الإسلام صُليت فيه صلاة الجمعة بعد مسجد الجمعة.

يقع مسجد جواثا التاريخي على بعد 20 كلم شمال شرق مدينة الهفوف، وقد عمّر هذا المسجد "بداية العصر الإسلامي " بنو عبد قيس وحلفاؤهم بنو تميم وبكر بن وائل سكان الأحساء – آنذاك-.

وكان لهم السبق في اعتناق الإسلام طوعاً، وقد سارع حاكم عبد القيس المنذر بن عائد الملقب بالأشج فور علمه بظهور الرسالة في المدينة أن أوفد رسولاً لاستجلاء الأمر، ومع تيقنهم أسلموا جميعهم في العام السابع للهجرة وأقاموا مسجد جواثا.

وورد ذكر جواثا في الكتب التاريخية لأهميتها فقد ذكرها الهمداني في وصفه جزيرة العرب وكذلك ذكرها البكري، واشتهرت في كتب التاريخ والجغرافيا والأدب بمدينة الرخاء.

النخيل يكسو واحة الأحساء في مشهد خلاب - المصدر وكالة الأنباء السعودية

واحة الأحساء

ويمكن للزوار التمتع بفرصة قضاء أوقات ممتعة والتعرف على الكنوز المتنوعة في واحة الأحساء بوصفها أكبر واحة قائمة بذاتها في العالم.

حيث تضم 2.5 مليون نخلة تتغذى من طبقة المياه الجوفية، عبر 280 بئرًا ارتوازية، وسجلت في موسوعة "غينيس" العالمية للأرقام القياسية عبر مسمى "واحة الأحساء".

ويتمكن الزائر من التجول في طبيعة الواحة ومزارعها من أشجار النخيل والفواكه والخضار والممتدة بنحو 86 كيلومترًا مربعًا، والتعرف على جغرافية أرضها ومياهها الجوفية.

كما يمكن لزوار واحة الأحساء الخلابة التمتع بتناول وجبة شعبية في أحد بيوت سكان الواحة، التي حملت لقب عاصمة السياحة العربية في العام 2019.

الأجواء الطبيعية الخلابة لواحة الأحساء تجعل الزائر يشعر بأجواء من الراحة والاطمئنان وسط المساحات الخضراء الشاسعة التي ترسم أجمل اللوحات الساحرة على الإطلاق.

ويقبع وسط هذه الطبيعة الخلابة جبل قارة، الذي يزوره آلاف السياح في كل عام لما يتمتع به من تكوين صخري نحت بأشكال مختلفة بفعل العوامل الطبيعية، تخلله كهوف يمكن التنقل داخلها واستشعار تغير الطقس عند التعمق في ممراته، وبالصعود إلى قمم صخوره تتضح أشجار النخيل المحيطة بالجبل.

قصر إبراهيم التاريخي.. وجهة تاريخية ساحرة ومعلم أثري خالد في الأحساء- المصدر واس

قصر إبراهيم الأثري

وفي مدينة الهفوف بمحافظة الأحساء شرق المملكة يبرز قصر إبراهيم الأثري المعروف باسم قلعة إبراهيم الذي تم تشييده عام 963هـ الموافق 1555م، ويعد من المعالم التاريخية في الأحساء، ويتربع على مساحة 16500 متر مربع، وله عمارة متميزة تجمع بين الطرازين المعماريين الإسلامي والعصري.

ويضم القصر العديد من المنشآت العسكرية، وجُدّدت عمارته عام 1216هـ الموافق 1801م على يد إبراهيم بن عفيصان الذي ينسب إليه بعض المؤرخين اسمه، ويمتاز بالتصميمات المعمارية الخاصة بمحافظة الأحساء، حيث بُني بأسلوب معماري عصري من خلال الأقواس والقباب والزخارف الموجودة فيه، وتدل فخامة القصر على ثراء وقوة هذه المنطقة، لوقوعها على أحد أهم الطرق التجارية في العالم.

وبعد أن دخلت الأحساء تحت حكم الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - عام 1331هـ أضاف الملك عبدالعزيز للقصر طرازا آخرا بخلاف الطراز الذي بُني عليه، وهو الطراز الديني الذي يظهر في الأقواس شبه المستديرة والقباب الإسلامية، في حين ضم الطراز العسكري المتمثل في بناء الأبراج الضخمة الموجودة حول القصر إضافة إلى ثكنات الجنود التي توجد شرق القصر.

ويحتوي القصر على مجموعة كبيرة من المنشآت المتنوعة التي تم الاعتماد في بنائها على المواد المحلية، وبُنيت جدرانه من الطين المخلوط بالقش وقد تم بناء الأسقف من جذوع النخيل والشندل والحجارة.

ويوجد في القصر مسجد مزود بعدة قباب بجانب السور الرئيسي، وبداخله حمام كبير يأخذ شكل قبة في الزاوية المقابلة للمحراب، ومئذنة عالية الارتفاع يتم الوصول إليها عبر سلم حلزوني شُيّد من الحجر، وفي أعلاها استراحة المؤذن التي زُيّنت بستائر خشبية، ويتفرّد مسجد القصر بقبة ضخمة حيث روعي في بنائها النواحي الهندسية لتوزيع الأحمال في بنائها، عبر تزويدها بعدة نوافذ جصية مزخرفة بأشكال هندسية.

جواهر مخفية في سوق القيصرية - المصدر وكالة الأنباء السعودية

سوق القيصرية

يتسم سوق القيصرية بكونه واحد من أفضل الأسواق الشعبية المميزة التي توفر لزوارها تجربة تسوق لا تنسى حيث يحرص زوار الأحساء على القدوم إلى هذا السوق الشعبي الفريد من نوعه.

ويقع سوق القيصرية في حي الرفعة بمدينة الهفوف في الأحساء، وقد بني عام 1822م 1238 هـ وتم ترميمه وتوسيع بعض أجزائه وأضيفت له الخدمات العامة، ليستمتع السياح بالتسوق في دكاكينه ذات الطابع المعماري القديم التي يُزين الخشب المنقوش أبواب محلاته، وممراته المضاءة بالفوانيس الكهربائية، وسقفه المغطى بالخشب المصبوغ، ويلحظ المتسوقون جلوس الباعة في الزاوية الخارجية للمحل وإلى جوارهم بعض عينات البضائع الموجودة بداخل الدكان الصغير.

وتتنوع النشاطات التجارية بسوق القيصرية حيث ينجذب الزوار والسياح عادة نحو محلات الحرف اليدوية بطابعها التراثي الذي يهوى بعض الحرفيين فيها لصناعة مشغولاتهم أمام أعين المتسوقين، كصناعة الأحذية والسدو والنحاسيات والعقل والمشالح والجلود، ويشم الزوار في ممرات القيصرية روائح الهيل والقهوة والبهارات التي تفوح من دكاكين العطارة، فيما يتوجه بعض السياح نحو مواقع بيع المأكولات الشعبية لتناول وجبة غذائية خفيفة من إحدى الأسر المنتجة، التي تعرض أصنافاً من الأطعمة الشعبية.