متحف قصر العين.. منصة تراثية أصيلة ورحلة ساحرة في تاريخ الإمارات

تعد المتاحف والأحياء التراثية أحد أهم عوامل تعزيز جاذبية القطاع السياحي في الدولة، خصوصاً مع الطفرة التي شهدتها خلال العقد الأخير من خلال إضافة أيقونات عالمية كمتحف اللوفر، ومتحف جوجنهايم في أبوظبي، ومتحف المستقبل في دبي، إضافة إلى تطوير العديد من المدن التراثية القديمة في مختلف مدن الدولة وتحويلها إلى ما يشبه المتاحف المفتوحة.

منصات ثقافية وفنية مرموقة

وتحولت المتاحف في الإمارات إلى منصات ثقافية وفنية مرموقة على المستويين الإقليمي والعالمي وشكلت قيمة مضافة في المشهد السياحي العام من خلال الدور الذي لعبته في استقطاب الزوار من الخارج والداخل وتنشيط حركة السياحة الداخلية بين مختلف مناطق الدولة.

وتعد العاصمة أبوظبي حاضنة لأكبر وأرقى المتاحف، حيث تضم المنطقة الثقافية بجزيرة السعديات عدداً من المتاحف من أهمها "متحف زايد الوطني"، ومتحف "اللوفر أبوظبي" و"متحف جوجنهايم أبوظبي" فيما تضم مدينة العين أقدم متاحف الدولة "متحف العين الوطني"، و"متحف قصر العين" البيت السابق لمؤسس دولة الإمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، وتحتضن جزيرة دلما متحفاً يحمل اسم "متحف دلما للتراث" .

وفي تقريرنا اليوم نسلط الضوء عن قرب على واحد من أهم المتاحف الإماراتية الذي يزخر بالعديد من القصص والحكايات التاريخية.. أن متحف قصر العين.

متحف قصر العين وصورة خلابة في الليل

متحف قصر العين

 يقع متحف قصر العين على حافة واحة العين من جهتها الغربية، وكان البيت السابق لمؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ومركزاً للنشاطات السياسية والاجتماعية. شيد القصر في العام 1937، وتمت إعادة ترميمه في عام 1998، ومن ثم تم تحويله إلى متحف عام 2001، مع المحافظة على بعض الغرف العائلية والمرافق الإدارية التي أُثِّثت بشكل يُماثل الوضع الذي كان عليه القصر.

تصميم هندسي بديع

من الناحية الهندسية، يتميز بناء القصر بالعديد من الخصائص المعمارية التي نجدها في المباني التاريخية في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومنها فتحات التهوية العريضة لتبريد المبنى والغرف الرئيسية طبيعياً خلال فصل الصيف. كما أن معظم المواد الإنشائية المستخدمة لبناء هذا المعلم التراثي هي مواد صديقة للبيئة تتماشى مع مبدأ الاستدامة في وقتنا الحاضر، حيث تم استخدام الموارد الطبيعية المحلية، كالطين، واللبن، والجص، والأحجار المتوفرة في المنطقة. كذلك تم استخدام معظم أجزاء شجرة النخيل في تسقيف الغرف، وصنع الأبواب والنوافذ. كما استخدمت أخشاب التيك في المباني التي خضعت للترميم لاحقاَ.

تحفة فنية رائعة

يشاهد الزائر عند دخوله قصر العين ساحة محاطة بسور مرتفع، تتخلله بوابة خارجية مصنوعة من الخشب تشكل المدخل الرئيسي، وتبدو كتحفة فنية رائعة. أما السور فيتميز بالمسننات الدفاعية، ويتقدمه برجان على جانبي البوابة، ويليه على بعد بضعة أمتار بوابة داخلية يعلوها نقش الآية القرآنية "ادخلوها بسلام آمنين" ترحيباً بالضيوف

مجموعة من الأنشطة الفنية والثقافية التي تحتفي بتراث الدولة في متحف قصر العين.

أبواب تقابل الزوار بالترحاب

بعد الدخول من البوابة الداخلية، تأتي المجالس الخاصة باستقبال الضيوف والوفود الرسمية سواء من أبناء المنطقة أو خارجها، وبجانبها المجالس المخصصة للاجتماع بالمسؤولين، وإصدار التوجيهات لهم بتسيير الأمور اليومية التي تتعلق بمختلف الخدمات في المنطقة الشرقية من إمارة أبوظبي.

ويحتوي القصر أيضاً على السكن الخاص بكبار الضيوف الذين يقصدونه من مناطق بعيدة، مما يبرز كرم الضيافة، وحسن الوفادة التي تحلى بهما المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وعائلته الكريمة. كما يوجد فوق المدخل الرئيسي للقصر مجلس علوي يطلق عليه "البرزة" كان مخصصاً لكبار الضيوف، وللجلوس في أشهر الصيف، بالإضافة إلى الغرف الخاصة بالحرس "المطارزية". أما الفناء الخارجي "الحوي" فقد اشتمل على غرف تحضير القهوة التي وزعت على المجالس وسائر أقسام القصر.