العلا.. كنوز تاريخية ساحرة ووجهة مثالية للاحتفال باليوم الوطني السعودي

تكتنز محافظة العلا في قلبها وعلى أرضها تراثاً عريقاً، ليس حكراً على النقوش المرسومة على جبالها أو الأحافير المنحوتة بفعل عوامل التعرية على صخورها، وإنما تحتضن طبيعة فريدة، تتجلى في واحتها الخضراء ومزارعها الغناء التي قامت على إثرها حضارات مملكة لحيان ودادان والأنباط، ولا تزال تنتج الثمار حتى يومنا هذا.

تجارب ساحرة

لذا تعتبر العلا واحدة من الوجهات التاريخية الساحرة على أرض المملكة العربية السعودية التي تصلح للاحتفال باليوم الوطني السعودي وسط أجواء خالدة.

حيث يمكنك أن تتمتع برفقة أسرتك بالعديد من التجارب المميزة التي تقدمها العلا للزوار بداية من زيارة العديد من الوجهات التاريخية على أرضها.

كما يمكن لزوار العلا أن ينعموا بتجربة ساحرة للهايكنج وسط أجواء لا مثيل لها في أحضان العلا الساحرة حيث توفر المحافظة العديد من الباقات السياحية الساحرة لعشاق المغامرات.

موقع الحِجر يحكي أسرار حضارات و عصور توالت - المصدر زرياب الغابري

بلدة الحِجر

كما تتجه أنظار السائحين في العلا إلى المساحات الخضراء الزراعية التي اشتهرت في بلدة الحِجر، منذ أن عاش بها الإنسان في العصور القديمة، أي في الألفية الأولى قبل الميلاد، حيث استثمر وجود العوامل المهمة لاستزراع الأراضي كخصوبة التربة وينابيع المياه والمناخ المناسب لإنتاج محاصيل زراعية يأكل منها ويقايض بعضها للحصول على مستلزماته الحياتية.

وفي جولة برفقة المرشد السياحي غازي العنزي يمكن للسائح التعرف على بساتين النخيل والفواكه وتاريخ نشأة واحة العلا، وطرق الري القديمة والحديثة، ويتمكن أيضا من تجربة قطف الفواكه بيده وتذوقها طازجة من أشجارها، حيث يوضح العنزي أن من تلك المحاصيل الزراعية التي اشتهرت بها الواحة التمور بأنواع مختلفة، وكذلك البرتقال، والجريب فروت، والليمون، واليوسف أفندي، ومن الخضار النعناع والريحان، كما تزرع بعض أنواع الحبوب كالقمح والشعير.

آثار خالدة

تجذب الفنون الهندسيّة الّتي تميّزت بها العلا، السيّاح من داخل المملكة وخارجها، لاكتشاف المعالم الأثريّة الّتي تركها الإنسان منذ العصر الأوّل قبل الميلاد، ولا تزال قائمة بتفاصيلها الدقيقة حتّى عصرنا الحاليّ.

وتعد منطقة (الحجر) في محافظة العلا، الموقع السعوديّ الأوّل الّذي أدرج ضمن قائمة (اليونسكو) للتراث العالميّ، لما تحويه من آثار واضحة لمدافن الدولة النبطيّة المنحوتة داخل الجبال، وزخرفت من الخارج بنقوش دقيقة، تحمل في طيّاتها شهادة عن حضارة عريقة في فنون العمارة.

وماً يلفت نظر الزوّار إلى آثار (الحجر) هو حجم الحجارة الضخم الّتي نحتت وزيّنت لتصبح واجهة ورمزاً للدولة النبطيّة، إذ تحمل 95 مدفناً في الموقع من أصل 111 مدفناً في الموقع، ونقوشاً ورسومات ذات دلالات للحضارة النبطيّة.

قاعة مرايا الرائعة - المصدر المصور عمر النهدي

طبية ساحرة وتراث لا ينسى

ويتعرّف السائحون خلال زيارتهم على بعض الشخصيّات المدفونة في المقابر، فبعضها دوّنت كمقابر لمعالجين، وأخرى لشخصيّات عسكريّة، وثالثة لقادة، وعلى بوّابة مدخل كلّ مدفن دوّنت عبارات ونقشت أشكال لحيوانات ذات دلالات للمعتقدات السائدة في تلك الحقبة الزمنيّة.

وخلال الجولة، يمكن رؤية التكوينات الجيولوجيّة لطبيعة الجبال المنحوتة وعوامل التعرية الّتي شكّلت نتوءات على قممها، وكذلك تدرّج ألوان الجبل من خلف المدافن.