سفيرة مغارة جعيتا سوزي الحاج

في العام 2007 انطلقت المسابقة العالمية لعجائب الطبيعة السبع الجديدة "New 7 Wonders of Nature". وقد شارك فيها 440 موقعاً من 220 بلداً من كل أقطار العالم. واليوم يتنافس في مرحلة التصفيات النهائية 28 موقعاً من جنوب الكرة الأرضية إلى شمالها، ومن غربها إلى شرقها، نذكر منها "غابة الأمازون"، التي تمتد على تسعة بلدان، منها البرازيل، وكولومبيا، وفنزويلا، والبيرو، وبوليفيا، وجبل كيليمانجارو في تنزانيا، والغابة السوداء في ألمانيا، وشلالات إغوازو في البرازيل والأرجنتين، والأخدود العظيم في الولايات المتحدة الأمريكية، وجزر المالديف، والحيّد المرجاني العظيم في أستراليا، وفي الوطن العربي ثلاثة مواقع: جزيرة بوتينا في أبوظبي الإمارات، والبحر الميت في الأردن وفلسطين، ومغارة جعيتا في لبنان. وهذه الأخيرة كانت الشغل الشاغل منذ سنتين للشاعرة والإعلامية الصحافية سوزي الحاج، التي أخذت على عاتقها إطلاق أغنية "جعيتا يا أحلى مغارة" دعماً لحملة التصويت في وطنها لبنان.

في مقابلة معها تشرح عن أسباب اندفاعها وحماسها ومدى تفاؤلها.

 

س أنت صاحبة الفكرة والمبادرة والمنتجة المنفذة لأغنية "جعيتا يا أحلى مغارة"، وأنت طبعاً صاحبة كلمات الأغنية باللغتين الانكليزية والعربية باللهجة اللبنانية المحكية، كيف تبلورت فكرة إطلاق هذه الأغنية؟

ج دوماً أحلم بالفرح والعيد في وطني لبنان والسلام والمحبّة في كل العالم. وأتمنى أن يفوز وطني في كل شيء، خاصة في مثل هذه المسابقة العالمية التي ستضع اسم "مغارة جعيتا" على خريطة الثقافة العالمية، وهو ما سيجلب الكثير من الخير للبنان على الصعيد الاقتصادي عموماً، والسياحي خصوصاً. ونحن بأمس الحاجة طبعاً إلى فرصة ذهبية تضفي الأجواء الإيجابية التي تجمع كل اللبنانيين من كل الفئات والأطراف.

س أطلقت قبل إصدار الأغنية الموقع الإلكتروني (www.l4lebanon.com). لماذا خصّصت فيه للشعب المصري رسالة بعنوان "ملح لبنان ينادي عيش مصر"؟

ج أفتخر بانتمائي إلى الوطن العربي عموماً، وأفتخر بالشعب المصري، الذي تربطه بالشعب اللبناني علاقة وطيدة وأصيلة تعود إلى أجدادي الفينيقيين وأجدادهم الفراعنة. لذلك طلبت من كل المصريين أن يصوتوا لمغارة جعيتا، ويدعموا حظوظ فوز لبنان بمسابقة "عجائب الطبيعة السبع الجديدة".

وصحيح أنني خصّصت المصريين برسالة طويلة وجميلة، إلا أنني توجهت أيضاً إلى اللبنانيين المنتشرين في العالم، وإلى كل العرب، ليضمّوا أصواتهم إلى صوت كل من يحب لبنان ومغارته الاستثنائية. فكتبت رسائل صغيرة إلى "الجاليات اللبنانية في كل العالم"، وإلى "كل شبر من الوطن العربي"، وإلى كل شعوب العالم "من الهند إلى السند".

 

س لماذا فضلت صوت ميرنا شاكر ولم تختاري أحد الأصوات المعروفة من السيدة ماجدة الرومي إلى السوبرانو هبة القواس؟

ج التقت أحلامي بحلم الدكتور مارون حاج، الذي كان يبحث عن عمل وطني عنوانه التسامح بين اللبنانيين، ليجمعهم بصوت زوجته السيدة ميرنا شاكر. وقد لفتني صوتها الملائكي منذ سنين، وأنا أتابعها في الحفلات الخيرية لأنها كرست صوتها للخير والصلاة والسلام. ولا شك في أن صوتها النقي والبلوري هو بامتياز الصوت الذي يليق بجمال مغارة جعيتا الرائع.

 

س ما هي أهم المراحل التي رافقت عملية إنتاج الأغنية؟

ج المرحلة الأولى هي الأعز إلى قلبي، لأنها المرحلة التأسيسية لفريق العمل المؤلف من خمسة أعضاء، وقد عملنا يداً واحدة وقلباً واحداً. تولى الدكتور مارون عملية التنسيق، في حين أن الدكتور أسعد حبيب جراح العظم العاشق للموسيقا اقتبس لحناً عالمياً، ولحن بنفسه جزءاً من الأغنية. وكان لنا شرف العمل مع قائد موسيقا الجيش اللبناني الكولونيل الدكتور جورج حرو، الذي وزع الأغنية. وقد أشرفت بنفسي على إدارة المشروع بكامله، وحرصت على وضع بصماتي في كل تفاصيل العمل.

أما المرحلة الثانية، فاقتضت جمع المال الكافي لتسجيل الأغنية، ومن ثم تصوير شريط الفيديو كليب. وأشبه مشواري في هذه المرحلة الشاقة نسبياً باجتياز الصحراء، حيث إنني عثرت على أول نقطة ماء روت عطشي في أبوظبي واحة الرجاء. وهنا لا بد من أن أشكر عائلتي، التي دعمتني بشخص رجل الأعمال يوسف سمير الحاج. ثم كانت المرحلة الثالثة، حين سجلنا في استوديو كارينا عيد الشابة الموسيقية المبدعة. أما اللمسة النهائية لتسجيل الأغنية صوتياً فكانت للمبدع روجيه أبي عقل. ولا ننسى الكورس الرائع الذي رافقنا من الأساتذة في جامعة الكسليك، بقيادة جاد غانم، وكانت الهدية الكبرى من الفرقة الذائعة الصيت التي قدمت صوتها لهذا العمل الوطني المجاني، وهي فرقة "الفرسان الأربعة".

أما المرحلة الرابعة، فكانت تصوير الفيديو كليب في الكهفين الأعلى والأسفل لمغارة جعيتا، وهي من إخراج الشابة المميزة ليال راجحة، زوجة الإعلامي الشهير فيني رومي، مدير إذاعة "ميلودي" في لبنان. وقد تميز الكليب باللوحات الراقصة، التي أتحفنا بها مصمم الرقص الشهير سامي الحاج، النجم السابق لفرقة "كركلا" اللبنانية العالمية.

 

س ماذا عن الجهات الرسمية اللبنانية من حكومة وغيرها؟ هل قدمت لك أي دعم بالنسبة إلى مشروعك الوطني المجاني؟

ج لقد تم التواصل طبعاً مع وزارة السياحة ومعالي الوزير فادي عبود ومديرة الوزارة السيدة ندى سردوق، اللذين باركا هذه الخطوة الإيجابية. وتم التنسيق أيضاً مع المسؤولتين في الوزارة عن ملف مغارة جعيتا السيدة منى فارس، والدكتورة سلوى الأمين. كما تعاونا مع الدكتور نبيل حداد، مدير مغارة جعيتا، والمنسق العام لحملة التصويت الوطنية، وكذلك مع أسرة الموظفين في المغارة، الذين لم يوفروا أي عون يلزم خلال قيامنا بتصوير الفيديو كليب، وخلال تنظيم المؤتمر الصحافي لإطلاق الأغنية الذي لم تتوان الوسائل الإعلامية اللبنانية من المسموعة إلى المرئية، مروراً بالمكتوبة عن تغطيته، ومن ثم عن بث الأغنية عبر الإذاعات والشاشات الأرضية والفضائية، إضافة طبعاً إلى المقابلات التي ساعدتنا أكثر على تسليط الضوء على عملنا الوطني، وهو ما أدى، والحمد لله، إلى تحريك عملية التصويت.

س ذكرت على الموقع الإلكتروني الخاص بك (www.l4lebanon.com) أنّ "جنون الشاعرة جعلني أقرأ (جعيتا) بدلاً من (فيفا)". فما علاقة المغارة بكرة القدم؟

 

ج من بين النشاطات الكثيرة، التي قمت بها لدعم حملة التصويت لمغارة جعيتا إلى جانب الأغنية طبعاً، كانت سلسلة من الإعلانات على شكل يافطات مزروعة على طرقات لبنان، وموزعة بين ساحله وجباله. وكانت الحملة الأولى في صيف 2010 خلال مباريات كأس العالم لكرة القدم، فكان الإعلان الأول يقول: "كل أربع سنين منشوف المونديال ... كل أربع ملايين سنة تنشوف مغارة جعيتا... مش رح ننسى نصوت".

 

س يتميز هذا الموقع بالعلم اللبناني، الذي يرفرف باعتزاز وأبهة، والذي حرصتِ على ارتدائه على شكل عباءة، وكأنك تستوحين من شموخ أرزته كل نبضة من كلمات أغنية "جعيتا يا أحلى مغارة". كيف يمكننا الاستماع إلى الأغنية ومشاهدة شريط الفيديو كليب الخاص بها؟

ج يمكن الاستماع إلى الأغنية والاستمتاع بشريط الفيديو كليب، وهي بالمناسبة أصبحت منتشرة على اليوتيوب، من خلال زيارة الموقع الخاص بالأغنية www.vote4lebanon.com . كما أنها تبث بشكل مستمر على معظم الشاشات اللبنانية الأرضية والفضائية.

 

س ما هي النشاطات الأخرى إلى جانب الأغنية التي قمت بها دعماً لحملة التصويت؟

ج قمت بعدّة خطوات منها الحملة الإعلانية الأخيرة على الطرقات، والتي تقول: "كلنا للوطن... كلنا لمغارة جعيتا". ولم أتردد في السفر إلى باريس لإجراء مقابلة على إذاعة راديو "مونتي كارلو" الدولية، واستقطاب المشجعين وجمع الأصوات... كما أُلبّي دعوات الجمعيات والمدارس والجامعات للتحدّث عن العمل، بهدف تشجيع التصويت لمغارة جعيتا. وأذكر حديثاً مشاركتي في "مهرجان الكرز" في بلدة حمانا اللبنانية.

 

س نظراً إلى الجهود التي تبذلينها منذ أكثر من سنتين، يلقبك الكثيرون بـ"سفيرة مغارة جعيتا". فمتى تتوقف هذه الحملة؟ هل من خطوات جديدة لمزيد من الدعم في حملة التصويت الوطنية؟

ج طبعاً هناك دائماً خطوات جديدة إلى حين إعلان النتيجة النهائية للمسابقة العالمية. أذكر منها إطلاق مبادرة البساط الأرجواني على موقعنا الإلكتروني (www.vote4lebanon.com)، الذي سيضم أسماء شخصيات مرموقة في العالم من أصول لبنانية وغيرها، والمفاجأة هي عما قريب. ولن أرتاح حتى تاريخ 2011/11/11 موعد إعلان النتائج النهائية، وأسماء المواقع الجديدة لعجائب الطبيعة السبع.

 

س ما هي الأمثولة الأهم في مشوارك الطويل الذي فاق السنتين؟

ج أول درس تعلمته هو عن أهمية الصبر بين النبي أيوب والسيدة أم كلثوم، فليس للصبر حدود، عندما يتعلق الأمر بالوطن، والتحديات التي واجهتها زادتني إيماناً واندفاعاً وحماساً وتمسكاً بحلمي، أما الدرس الثاني، فهو عن أهمية العمل الجماعي، إذ لا يمكن لأي عمل أن ينجح على يدي فرد واحد، بل من خلال تعاون فريق عمله.

 

س إلى أي مدى أنت متفائلة في نجاح مغارة جعيتا لتكون إحدى عجائب الطبيعة السبع الجديدة؟

أنا متفائلة إلى أقصى الحدود؛ صحيح أننا ننافس أكبر الدول، التي جندت كل إمكاناتها لتدعم حملات التصويت لمواقعها الجميلة أيضاً، لأنها هبة من الله سبحانه تعالى. فكل ما في الطبيعة هو نعمة من الخالق ومن العجائب التي وهبها لمخلوقاته وخلقه. أنا متفائلة بقدر ما استطاعت نقطة الماء أن تنحت على ملايين السنين عجيبة مغارة جعيتا.

لقراءة باقي الحوار، اشتركي في مجلة "هي" الآن. اضغطي هنا.