ريم عكرا: مجلة هي كانت الأولى التي لاحظت موهبتي وقدرتها

إعداد: "أمبرين م أحمد" Ambreen M Ahmed ريم عكرا غنية عن التعريف، فهي من المصممين الشرق أوسطيين القلائل الذين سطع نجمهم على ساحة الموضة العالمية. لا شك في أن كثيرين منا قد قرأوا مقالات عديدة ومقابلات تتحدث عن تسلقها السريع لسلم النجاح الباهر، لكننا في هذه المقابلة نكتشف العبير الذي يمثل علامتها التجارية، نكتشف عطر "ريم عكرا". جلست معها في "ساموفار لاونج" Samovar Lounge المريح في الردهة العربية من فندق "وان آند أونلي رويال ميراج" One & Only Royal Mirage، حيث فاجأتني حين بدأت الحديث بإخباري بأن مجلة "هي" عزيزة جدا على قلبها، إذ إنها كانت المجلة الأولى التي اعترفت بموهبتها. بعدها أمضيت 30 دقيقة أتحدث فيها إلى شخص ليس فقط رمزا، بل امرأة جميلة تملك رؤية وتملك قوة إرادة كافية لتنفيذها. كما قدمت إلينا ريم عكرا في لحظات قليلة رسما تصويريا لفستان الزفاف الذي تراه مناسبا لإحدى صديقاتنا. كانت لحظة مشوقة! تابعي القراءة لتعرفي ما إذا تطابق الفستان الذي تصورته المصممة العالمية مع التصميم الذي تريد صديقتنا ارتداؤه، إضافة إلى المزيد عن ريم عكرا وابتكاراتها. س هل تزورين الشرق الأوسط كثيرا؟ ج أنا على اتصال مستمر بالمنطقة، وأزورها بانتظام. أشعر بأنني متصلة بها اليوم أكثر من أي وقت مضى، فالجذور تعود إلينا أينما ذهبنا. س لا بد من أن حياتك كانت رحلة مذهلة حتى الآن. كيف تصفينها؟ ج مثيرة ومليئة بالتحديات، مثيرة من حيث الانتقال من شيء إلى شيء آخر، مليئة بالتحديات لأن الناس يحبون وضعك في زاوية وأنت تثابرين على محاولة فتح الباب. الانتقال والتحول وتأسيس العلامة التجارية كانت تحديات كبيرة أمامي، ولطالما امتلكت الرؤية والثبات والعمل الدؤوب للتغلب عليها. س في أي فئة حاول الناس تقييدك؟ وكيف كسرت القالب؟ ج حاول العديد من الناس تقييدي في فئات مختلفة، وكنت دائما أقول لنفسي "حسنا، فليعتقدوا أنني محدودة في هذه الفئة، لكنني سأتحداهم فيرون أنني لست كذلك". أنا فئة بحد ذاتي، أنا علامتي التجارية، وأنا شخص مثابر وثابت. أنا أفتح الأبواب، وأنا قائدة كوني امرأة عربية نجحت في الولايات المتحدة الأميركية. س تطلقين عطرك الجديد... قد تعيد إلينا العطور ذكريات قوية، ما هي ذكرياتك الأولى المرتبطة بعطر؟ ج حين كنت مراهقة على الأرجح كان اختباري الأول مع عطر عشقته. إنه أريج بسيط لكنني حين سألت الخبراء قالوا لي إنه ليس بسيطا كما كنت أعتقد. كان عطرا معقدا جدا ومثيرا للاهتمام اسمه "تشارلي" Charlie ، وكان معقول الثمن. بعد فترة، بدلت عطري فانتقلت إلى "شانيل رقم 5 " Chanel no 5 الذي استمريت في استعماله حتى ابتكرت عطري الخاص. والآن ما من شيء يجذبني أكثر منه. س لماذا اخترت السيد "بيار نغران" Pierre Negrin لتحويل عطرك إلى حقيقة؟ ج أردت شخصا يفهمني حقا... شخص أعرف أنه لن يضيع وقتي بالذهاب والإياب والتردد والتراجع. الفرنسيون خبراء في عالم العطور، و"بيار" بارع وموهوب جدا. كما أنني من خلفية فرنسية فأتقن اللغة الفرنسية ودراستي المدرسية كانت بالفرنسية. "بيار" فهمني، وكان سريعا في تنفيذ رؤيتي، فجمع بسرعة كل المكونات التي أردتها. س كم من الوقت استغرق إعداده؟ ج جربنا الكثير من الخلطات، لكنني حاسمة جدا؛ جوابي إما "نعم" أو "لا". لا أتمعن كثيرا في أي أمر، فأنا سريعة الخطوات. تطلب المشروع سنة ونصف السنة، لكننا قررنا بسرعة. س هل سر نجاحك يكمن في الحسم واتخاذ القرارات الحازمة؟ ج أرى أن اتخاذ القرارات أهم من القرارات نفسها. قد لا تكون كلها صحيحة، لكنني أتخذها وأنتقل. س من أين استوحيت مكونات العطر؟ ج للعطر إحساس خشبي مستوحى من طفولتي وشجر الأرز. أما العنبر، فكنت أجمعه كل أحد مع عائلتي حين كنا نصعد إلى الجبال. كنا نحفر في الأرض، فنجد العنبر ونأخذه معنا إلى البيت، حيث نصقله ونغسله. كان استكشاف العنبر جزءاً لا يتجزأ من حياتنا، كان يسحرنا ويسحر أبي. لدي الكثير من القصص الرائعة عن العنبر، لكنني سأختصرها وأقول إن العنبر رائحة كنا نشمها في المنزل كل يوم. كان العنبر تحت أسرتنا وفوق أسرتنا وفي غرفنا وفي كل الأدراج .. ولا أنسى زهر البرتقال الذي أشربه يوميا والفاوانيا التي هي زهرتي المفضلة. كل هذه المكونات موجودة فيه. س متى كانت اللحظة التي قلت فيها لنفسك "نعم، هذا عطر ريم عكرا"؟ ج كان قرارا كبيرا جدا، فقبل الحسم النهائي، أعطيت نفسي فرصة التفكير به والحلم به. س القارورة جميلة أيضا. إلى أي مدى شاركت في تصميم القارورة؟ هذا طبعا هو الجزء الملموس من العملية لأن إطلاق عطر مختلف عن إطلاق الأزياء؟ ج هذا صحيح، لكن المهم فهم العلامة التجارية. وأنا أعرفها غيبا، فكان علي فقط ترجمتها في أبعاد جديدة. هذه الحاسة جديدة بالنسبة لي، لكنني تعلمتها وأتمنى أن أكون قد تعلمتها جيدا. ابتكرت مزيجا يعكس جوهر علامتي التجارية. غلاف العطر تميز باللمسة الذهبية، فتشعرين حين تلمسينه، وكأنك تحملين كتلة ذهب. الجودة مهمة جدا بالنسبة إلي. التغليف الداخلي ملون بالأحمر والذهبي، أما الشعار فهو شعار الإمبراطورية العثمانية في حلة عصرية، إنه الترف العصري. إنه المستقبل. إنه كلاسيكي، هو كل شيء تحدثت عنه. س كيف تضعين العطر؟ هناك من يحب رشه على المعصم، وهناك من يفضل وضعه على العنق. ج أرشه على كل أنحاء جسمي. جميع صديقاتي العربيات يقمن بالأمر نفسه. أتذكر مرة غادرت فيها المنزل مع إحدى صديقاتي، وتم تقديم صينية من العطور لها قبل خروجها من الباب، فرشت مزيجا من العطور على كل جسمها. س ماذا عن اختيار "كريستال رين" Crystal Renn للحملة الإعلانية؟ ج أردنا شخصا حقيقيا، امرأة حقيقية. أعني أنها جميلة ومفعمة بالأنوثة. لديها شيء ما يميزها. إذا نظرت إلى عينيها في الصورة، ترين عمقا في الإحساس. وقد فهمت علامتي التجارية بشكل كبير. س سمعت أنك تستطيعين نصح عروس بفستان الزفاف خلال دقيقتين فقط من رؤيتها. هلا وصفت لنا الفستان الذي ترين فيه أناستازيا عروسا؟ ج على العروس أن تكون في المزاج المناسب كي أستطيع التوقع بدقة، لكن بحسب ما رأيته اليوم، أعتقد أنها سترتدي تصميما ضيقا بجزئه الأعلى وبتنورة واسعة. لن ترتدي فستانا كبير الحجم. سيكون فستانا ضيق القصة، وهي تميل إلى البساطة، فستبتعد عن التصاميم المنتفخة. سيكون عاجي اللون، وربما "سترابليس" أي بلا حمالات. هل أنا على حق؟ أناستازيا: نعم! أنا أعشق الأشياء البسيطة. الحوار كاملا مع مجموعة من الصور تجدوه في عدد يونيو من مجلة "هي".