رحلة لاستكشاف الحياة البحرية في جزيرة رومو

لطالما كانت جزيرة رومو الدنماركية ذات الكثافة السكانية المحدودة مقصدا شهيرا للسائحين بفضل ما تتمتع به من كثبان تمتد لأميال وسهول طينية فريدة.
ترتبط جزر بحر وادن الواقعة في أقصي الطرف الجنوبي للدنمارك بالبر الرئيسي في الدنمارك من خلال طريق يمتد عبر ممر معبد. كما يمكن بلوغها على ظهر عبارة من جزيرة سيلت الألمانية المجاورة.
يمنح إنحسار المد فرصة للمرشدة السياحية إينجر زونيكزن معلومات تفاصيل عن حيتان العنبر والحبار الذي يعيش قبالة سواحل رومو خلال جولتها مع مجموعة من السائحين على طول السهول الطينية. بينما تخرج شوكة حفر صغيرة من حقيبتها، تقول زونيكزن إن المنطقة عامرة بالكثير من أصداف الكوكل (كائن بحري رخوي له صدفتين) والمحار والطيور المائية .
وتوضح المرشدة السياحية أن "بلح البحر الرملي الكبير يعيش لما يصل إلى عشر سنوات ويمكن العثور عليه على عمق 30 سنتيمترا.. على الجانب الآخر يوجد الكوكل على عمق سنتيمتر واحد وعادة ما ينبشه ويخرجه الباحثون عن بلح البحر".
طيور نادرة
وتعتبر جزيرة رومو هي المكان الأمثل للطيور بينما يعتقد أن جزر بحر وادن تستقبل ما يقدر بنحو 20 مليون طائر سنويا ويمكن العثور على 280 فصيلة مختلفة من الطيور في رومو التي تجتذب أيضا كميات كبيرة من الطيور المهاجرة.
تشرح المرشدة السياحية زونيكزن لمجموعتها كيف أن بط العيدر يتمكن من التهام بلح البحر حيث تقوم الطيور ببساطة بابتلاعه كاملا ثم تتولى الأحماض المعدية عملية تحليل الصدف.
إلا أن العدو الأكبر لبلح البحر هو نجم البحر . تقول سونيتشسن إن نجم البحر يرقد ببساطة على سطح المحارة ويمتصها من الصدفة".
تلتقط زونيكزين اثنتين من القواقع الصغيرة من الطين وتشرح كيف تتغذى على طحالب الدياتوم أحد أكثر أنواع العوالق النباتية شيوعا. في الوقت نفسه تحب حيتان العنبر الحبار الذي تلتهمه كاملا. الحيتان ليست بالكثيرة في مياه رومو على الرغم من أن سكانها اشتغلوا بصيد الحيتان على مدار عقود طويلة.
كانت أزهى عصور صيد الحيتان في الجزيرة نحو عام 1770 عندما كان يعيش نحو 1900 نسمة برومو. اليوم يعيش بالجزيرة أقل من 700 شخص وهو عدد يتجاوزه عدد الخراف التي ترعى بالجزيرة والبالغ عددها 1100 رأس.
الفقمة البحرية
وعلى عكس الحيتان، تزخر المياه المحيطة برومو بالفقمة البحرية، وبخاصة في حزيران/يونيو وتموز/يوليو عندما تضع صغارها. توجد هناك أيضا وفرة في الروبيان . تقول زونيكزن "بمجرد اصطياده يطهى على سفن الصيد ويباع لشركة هولندية تصدره إلى المغرب حيث يتم تقشيره".
أما الأعشاب البحرية، فقد جرت العادة أن تكون جزءا من غذاء سكان الجزيرة كما كانت تستخدم لحشو الوسائد والحشايا . وتقول زونيكزن إنها "يمكن أيضا أن تطهى أو تأكل دون طهي ويبدو طعمها كمزيج من مياه البحر والبلاستيك".
كما يتخلل السهول الطينية مسبوكات ملفوفة من الديدان الرملية التي قلما يمكن رؤيتها ما لم تلتقط من الطين ليستخدمها الصيادون كطعوم.
وتبلغ الجولة في السهول الطينية ذروتها بالبحث عن المحار. تقول المرشدة السياحية زونيكزن إن "الفصائل الأصلية انقرضت منذ نحو نصف قرن من الزمان...المحار الذي يعيش هنا حاليا قادم من اليابان" مشيرة إلى أن هناك تنوع ياباني أكبر في هذا النوع من الكائنات البحرية كما أن الأنواع اليابانية تتميز بقوة صدفتها.