المصممة الإماراتية الجود لوتاه لـ "هي": أستوحي من ثقافتنا والحِرف اليدوية تميّزنا

تشكل الأنماط والطيات والأشكال الهندسية مصدر إلهامها، المصممة الإماراتية الجود لوتاه تحمل قوة الفنانين المعاصرين عبر إنجازات لا تعد ولا تحصى مرسّخة دور المرأة الخليجية ولا سيما الإمارتية في المشهد الفني في المنطقة.

بعد مشاركتها للمرة الثالثة في معرض "أيام التصميم دبي" Dubai Design Days وبعد مجموعتها الجديدة المميزة والمبهرة، كان لنا هذا اللقاء الخاص مع المصممة الإماراتية الموهوبة التي أطلعتنا على سرّ نجاحها وتألقها في تصميم المنتجات.

 

مسيرة مهنية حافلة بالتصميم والإبداع، هل يمكننا أن نقول إن شغف التصميم والابتكار وحبّ هذا العمل جعلك تلمعين في هذا المجال؟

إنه مزيج بين الشغف وحبّ التصميم من جهة، والنجاح الأكاديمي من جهة أخرى. يجب على أي إنسان أن يشعر بالشغف للمجال الذي يعمل به لكي يُبدع به. بداياتي كانت مصممة غرافيتية Graphic designer، حيث عملت بها لمدة 7 سنوات، أما في الـ 2012، فدخلت في مجال تصميم المنتج وشعرت بأنني سأبدع به، وأحسست أنه حان الوقت لكي أخطو خطوة في مشروعي الخاص.

أنا محاطة بعائلة تهتم بالفن، إذ إن خالتي رسامة وأبي يعشق التصوير، فالاهتمام للفن في كل مجالاته متواجد في عائلتنا.

 

شاركتِ في  مشاريع كثيرة ركزت على الثقافة الإماراتية والحرف اليدوية التقليدية، كيف كانت تجربتك؟ وكيف تحافظين على التراث الإماراتي بين التقليد والتجديد في تصاميمك؟

أحاول أن أستفيد من عنصر معين أو جزء أو تفصيل في الثقافة الإماراتية، وأحوّلها لتكون أكثر حداثة لتناسب استخدامات الجيل الجديد، كالحرف اليدوية الغنية المتواجدة لدينا في التراث الإماراتي أو الأشكال الهندسية التي تميّز تصاميمنا.

 

بعد 10 سنوات من تأسيس علامتك الخاصة كيف تصفين نجاحاتك اليوم؟

أشعر بأنني في بداية المشوار، خاصة في المجال الذي أعمل فيه الآن من تصميم المنتج والذي بدأت به عام 2012، فأرى أنه يحمل فرصا كثيرا للتطور، إذ أتمنى تصميم منتجات أكثر وأشارك أكثر في معرض خارج الإمارات وداخلها، أطمح إلى نجاحات أكبر.

 

ما نصيحتك للشباب المقبلين على عالم التصميم؟ 

مجال تصميم المنتج عليه إقبال واضح وملحوظ من الشباب اليوم، فأنا ومن خلال خبرتي أشجعهم على المثابرة والعمل والمشاركة في المعارض التي تتيحه لهم فرصة عظيمة لإظهار مواهبهم وإبداعاتهم وليكونوا أيضا على اطلاع على التصاميم الحديثة والسوق الجديد.

 

كيف تصفين مشهد التصميم في الخليج العربي والإمارات؟

مجال "تصميم المنتج" ما زال جديدا في الخليج، لكن عاما تلو عام يشهد هذا المجال تطورا واضحا، وبدأ الناس يهتمون أكثر به، في مدينة دبي خصيصا من خلال معرضي "أيام دبي للتصميم" Dubai Design Days، و"أسبوع دبي للتصميم" Dubai Design Week.

 

ما أفضل تصاميمك حتى الآن؟

سؤال صعب جدا كل مجموعة أصممها أشعر بأنها جزء مني. بدأت مع  تصميم الـ Unfolding Unity Stool عام 2013، وشعرت بأنها قطعة مميزة جدا، ما دفعني للانطلاق في مجال تصميم المنتج، وفي 2015 صممت أوّل مجموعة مستوحاة من "طيّ الورق"، وشاركت في "أيام دبي للتصميم"، ومنذ ذلك الوقت أشارك كل عام.

 

كيف تبقين على اطلاع على مستجدات التصميم في العالم؟

في كل عام يجري تنسيق أسبوع التصميم في بلدان عدّة من العالم، وأشعر بأنني كمصصمة يجب أن أشارك في هذه المعارض العالمية لأكون على اطلاع على التصاميم العالمية. وقد شاركت هذا العام في "أسبوع التصميم في ميلان"   Milan Design Week، و"مهرجان لندن للتصميم" London Design Festival وشاركت في "أسبوع التصميم في بكين" Bejing Design Week، ودائما هذه المعارض تقودك إلى كل ما هو أفضل وجديد وترشدك إلى التقنيات الحديثة المستخدمة في تصنيع المنتجات كتقنية ثلاثية الأبعاد مثلا 3D.

 

ما مشاريعك المستقبلية؟ وكيف تفكرين في تطوير تصاميمك؟

عندما بدأت في التصميم كان بدايتي مع المجموعات المحدودة والمخصصة للشركات، من قطع محدودة الإصدار لذلك كانت المبيعات محصورة بأسماء معينة. أما هذا العام، فتغيّرت طرقي في العمل أخذت أفكر في التصميم لفئة أكبر من الناس بكميات ضخمة ولزيادة المبيعات وتكون التصاميم مُتاحة للجميع بإنتاج أكبر، وشاهدنا إقبالا واسعا هذا العام بحيث بيعت كل منتجاتنا. لذلك أريد أن أُكمل في هذا المجال وفي هذه الطريقة.

 

بعد فوزك بجائزة "أفضل مصممة شابة" ضمن "جوائز المرأة العربية" عام 2013 ماذا تقولين للمرأة العربية والإماراتية خصوصا؟

عندما يكون هناك شغف وحبّ للعمل، فالنجاح مضمون بكل تأكيد، ويجب ألا يستسلم أي إنسان أمام أول عائقة، لأن كل الأعمال تتضمن التحديات، وبالمثابرة وعدم الاستسلام يصل الإنسان إلى النقطة التي يريدها. أما المرأة الخليجية، فلا يجب أن تجعل خجلها يستضعفها، ونحن في الإمارات لدينا دعم من الحكومة وتشجيع مستمر للمرأة بالعطاء والمثابرة.

 

أطلقت مجلّتنا "هي" حديثا هاشتاغ #تملّك_الوقت #MakeTimeYourOwn ماذا تعني لك هذه العبارة؟ وكيف تمضين أوقات الاسترخاء والراحة؟

بالنسبة لي الوقت ضيّق للغاية، لأنني دائما مشغولة بعملي، فوقتي معظمه في الاستديو أو المصنع لكن الوقت مهم جدا وعلى كل إنسان أن يستفيد منه ويُنتج به. أما أوقات فراغي، فتكون مع العائلة أو أرتاح وأسترخي من ضغط العمل.