الإماراتية ريما المهيري: إعادة التفكير في التصاميم التقليدية فتحت لنا فرصا كبيرة للإبداع

"بصفتي مصممة إماراتية أشعر بمسؤولية أن أكون عضوا فاعلا واقتداء بشعار دولة الإمارات "لا شيء مستحيلا"". بهذه الكلمات، تعبر الفائزة بمسابقة "أشغال مدينيّة 2020" ضمن أسبوع دبي للتصميم المهندسة ريما المهيري عن شعورها بالمسؤولية وسعيها لتقديم الأفضل لبلدها. وفي هذا اللقاء الممتع، تكشف المهيري عن سر نجاح مشروع "بسطة" النموذجي الذي تميّز عن غيره المشاريع، معتبرة أن وباء "Covid-19" فتح للمبدعين فرصا كبيرة للإبداع والابتكار، بهدف الخروج من تصميم المساحات لاستخدامات معينة إلى تصميم يراعي احتياجات الإنسان.

دبي: سينتيا قطار Cynthia Kattar
تصوير: غيث طنجور Gayth Tanjour
تم التصوير في فندق Jumeirah Emirates Towers

بداية أخبرينا عن خلفيتك الدراسية. وكيف بدأ عشقك للتصميم والهندسة.

أنا خريجة هندسة معمارية من جامعة الشارقة عام 2018 . رحلتي مع التصميم بدأت في مرحلة الطفولة، حيث كان الرسم جزءا مهما من حياتي في البيت والمدرسة، ومما لا شك فيه أن الموهبة والشغف والدعم اللامحدود من الوالدين والمدرسة كان له أثر كبير في صقل الموهبة، وخاصة أثناء الاشتراك في المسابقات المحلية والدولية، أو المناسبات المختلفة في البيئة المدرسية، مع العلم أن عشقي لم يقتصر على الرسم فقط، بل تعداه إلى التصميم والابتكار، ونتيجة لهذا الشغف للتصميم كان اختياري للهندسة المعمارية نتيجة طبيعية، وليست وليد الساعة.

في خطوة استثنائية، فزت بمسابقة "أشغال مدينيّة 2020" التي ترعاها شركة "أ.ر.م" القابضة بالشراكة مع مجموعة "آرت دبي"، وبمبلغ قيمته 100 ألف درهم. أخبرينا عن منفذ البيع الخارجي الذي ابتكرته بالتعاون مع المصممة السعودية لجين العتيق "بسطة".

"بسطة" مفهوم جديد لمنافذ البيع الخارجية، ويتميز بتصميمه الفريد والمستدام والمتعدد الوظائف. ويعتبر نوعا من الأسواق المجتمعية التقليدية، وكان هدف التصميم خلق منفذ بيع خارجيا، أو كشكا نموذجيا يمكن استعماله بشكل فردي، أو ضمن طاقم منسجم الأجزاء يضم متاجر، معارض ومساحات لورش الأعمال، ليتكيف بذلك مع احتياجات تجار البيع بالتجزئة، ويسمح لهم بعرض منتجاتهم بشكل فعال وسهل.

لا بد من مواجهة صعوبات عديدة أثناء ابتكار هذا النوع من التصاميم. ما أبرز الصعوبات التي واجهتها مع زميلتك لجين؟

لا بد لأي مشروع من أن يمر ببعض التحديات، وأهم التحديات التي واجهت مشروع "بسطة" ما يلي: • سهولة التصنيع، التركيب والتخزين مع قدرته على تحمل الظروف البيئية المختلفة من رياح، وأمطار وأشعة شمسية مباشرة. • تناسب التصميم مع متطلبات تجار البيع بالتجزئة على اختلاف احتياجاتهم، ومساحة العرض المطلوبة لكل تاجر، وفي الوقت نفسه مراعاة متطلبات رواد السوق، والذين قد يتنوع سبب حضورهم بين الشراء، والمعاينة، والتنزه أو حضور ورش العمل المختلفة.

برأيك، ما الذي ميّز تصميم "بسطة" عن غيره من التصاميم؟ ولم وقع الاختيار عليه؟

"بسطة" تصميم إبداعي نموذجي يتكيف مع محيطه، وفعال من حيث التكلفة، وهو يستخدم مواد مستدامة، ويسمح بالتخزين السهل، كما يستحضر تفاصيل من السوق الخارجي التقليدي.

ماذا يعني لك هذا الفوز؟

مما لا شك فيه أن اختيار تصميم "بسطة" من ضمن 62 مشاركة في هذه المسابقة يثبت قدرة فريقنا على فهم متطلبات العميل، والخروج بتصميم مثالي من حيث الإبداع والتكلفة. وهذا الفوز هو تحفيز لنا نحن الشباب للعمل على الأفكار الابتكارية، ومحاولة ترك بصمة على الصعيد المحلي، والعربي والدولي.

يجمع أسبوع دبي للتصميم مواهب من مختلف أنحاء العالم. ما أكثر ما تترقبينه من هذا الحدث سنويا؟

يتضمّن "أسبوع دبي للتصميم" عددا كبيرا من الفعاليات التي تقام سنويا، منها المعارض والحوارات التفاعلية، ومن أبرزها معرض "أبواب" الذي يعد تركيبة معمارية مبتكرة تقدّم منصة للمصممين الموهوبين من شتى أرجاء منطقة الشرق الأوسط، ويتيح معرض «أبواب” لجمهوره فرصة التعرف إلى الواقع الغني للتصميم ضمن قطاع الصناعات الإبداعية إقليميا.

كيف تصفين مشهد التصميم والإبداع في الإمارات والمنطقة العربية بشكل عام؟

مشهد التصميم في الإمارات بوجه خاص، والمنطقة بوجه عام، يتطور بشكل ملحوظ، وخاصة مع تركيز الدولة على تحفيز الشباب للمشاركة والابتكار في جميع المجالات. ومما لا شك فيه أن التصميم عامل من العوامل المساعدة في تغيير جاذبية الدولة والمنطقة.

من المصممون المفضّلون لديك؟

المصممة المفضلة لدي هي نيري أوكسمان، وهي مصممة وأستاذة أمريكية في MIT Media Lab ، حيث تقود مجموعة أبحاث Mediated Matter . وهي معروفة بالفن والعمارة التي تجمع بين التصميم، وعلم الأحياء والحوسبة وهندسة المواد.

عام 2020 كان عاما استثنائيا أثر في الجميع، سواء بشكل سلبي أو إيجابي، ولا شك في أنه غيّر شيئا في داخلنا. برأيك هل يمكن للمصمم والمهندس أن يبدع في ظل ظروف استثنائية وتغييرات جذرية، سواء في حياته المهنية أو الشخصية؟

عام 2020 كان عاما استثنائيا، باعتبارنا مصممين، فإن هدفنا الأول هو توفير بيئة صحية ومريحة للفرد في محيط إقامته، أو مكان عمله والأماكن العامة الأخرى، مثل مراكز التسوق، الحدائق، الشواطئ.. إلخ. مما لا شك فيه أن وباء "Covid-19" جعلنا نعيد التفكير في التصاميم التقليدية الحالية، وهو ما فتح لنا فرصا كبيرة للإبداع والابتكار، بهدف الخروج من تصميم المساحات لاستخدامات معينة إلى تصميم يراعي احتياجات الإنسان، ومحاولة الموازنة بين حياته المهنية والشخصية.

ما مشاريعك المستقبلية؟

أتمنى إنشاء شركة إبداعية لاستخدامها في تجربة مجالات مختلفة من مجالات التصميم والابتكار. وفي الوقت نفسه أحاول أن أكون عضوا فعالا في مجتمع التصميم، يتعامل مع مشاريع مختلفة قد تكون بعيدة نوعا ما عن الهندسة المعمارية.

بمناسبة اليوم الوطني الإماراتي، ما رسالتك للعالم من الإمارات العربية المتحدة؟ وماذا يعني لك هذا اليوم؟

تستعد الإمارات للخمسين عاما المقبلة، بهدف تعزيز سمعة الدولة، ومكانتها المتقدمة على جميع المؤشرات التنافسية العالمية. وبصفتي مصممة إماراتية أشعر بمسؤولية أن أكون عضوا فاعلا لرسم مئوية الإمارات من أجل مستقبل العقود القادمة، واقتداء بشعار دولة الإمارات "لا شيء مستحيلا".