دانيا فهد عراقي.. شابة سعودية تصمم مشروعا تراثيا بإسلوب حديث: نملك الكثير من الأفكار والرؤى لنحول الكتل الصماء في المباني إلى ديكورات فريدة تعطي جمالاً آخر للمدن السعودية

دانيا فهد عراقي شابة سعودية طموحة، من خريجات «كلية دار الحكمة للبنات» تخصص تصميم داخلي. تعمل بصمت، وتهوى تصميم المشاريع التي تربط تراث وأصالة الماضي بأسلوب حديث. ونالت درجة البكالوريوس أخيرا بتصميم مشروع متفرد ومتميز، شاهده وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة الدكتور عبد العزيز الخضيري، خلال افتتاح معرض التصميم الداخلي لخريجات «كلية دار الحكمة» الدفعة التاسعة، وهو تصميم أول مطعم حجازي، وأول مدرسة لتعليم فنون الطبخ أو الطهي. 

حدثينا عن مشروعك؟

في البداية كنت أفكر ماذا أقدم من أجل أن أضيف شيئاً جديداً لمدينة جدة الساحرة. من أجل أن تصل إلى مصاف المدن العربية والعالمية المميزة والمتفردة، وحين اكتملت الفكرة في داخلي بدأت أضع الخطوط الأولية عن المشروع، وهو تقديم تصميم لمشروع مطعم يختلف في فكرته وتصاميمه عما هو موجود حالياً، ومن خلال دراستي لفن التصميم الداخلي في «كلية دار الحكمة» بدأت أحول ما درسته في الكلية كعلم ونظرية إلى أرض الواقع. وبدأت أضع النقاط على الحروف، وطوال عام كامل كنت أضيف كل يوم فكرة لإنجاح مشروعي، الذي أطلقت عليه اسم «ليالي عربية»، وهو عبارة عن (مطعم حجازي ومدرسة للطبخ)، تجمع بين أصالة الماضي وعراقته والحاضر وتطوراته. ويتم الربط بينهما بواسطة جسر. والمطعم هو إحياء للزمن الجميل والتراث الأصيل. ويتجسد ذلك في جو المطعم وديكوراته التي يغلب عليها الطراز الحجازي في جميع أركان المكان، وذلك بعد أن راح الجيل الجديد يمحو كل ما هو أصيل وجميل.

هل معنى ذلك أنك ضد المطاعم التي تحمل ديكورات غربية؟

لا لست ضد وجود مطاعم أوروبية أو أجنبية في جدة، لكن لماذا لا تكون هناك مطاعم تحمل تراث هذه المدينة الحضارية العريقة؟ فكل المدن في العالم تحمل طابعها. لماذا لا يكون لنا طابع مميز، خاصة أننا نملك فناً إبداعياً راقياً في التصاميم والديكورات لمدينة جدة القديمة، نحن نرى، عندما نذهب إلى مكان فيه الكثير من المطاعم، التي تقدم المأكولات السريعة، أنه يغلب عليها تطورات في فن الديكور تساير العصر الحديث.

ما مميزات مشروعك؟

من مميزات هذا المطعم أنه ملحق بمدرسة لتعليم الطبخ الحجازي للرجال والسيدات، حتى يستمتعوا بطريقة تجهيزهم لهذه المأكولات وتذوقها، وملحق أيضاً بهذه المدرسة قسم خاص لتعليم الأكلات الحديثة، ولكن بإضافة المذاق الحجازي إليها، وهناك أيضاً داخل المطعم بعض المحلات الصغيرة التي تقوم ببيع أدوات الطبخ القديمة وبهارات الأكل الحجازي بأنواعها المختلفة، وبعون الله تعالى سوف تكون مدرسة الطبخ وسيلة للحفاظ على تراثنا الجميل، وكذلك الطبخ الحجازي، والارتقاء به إلى مستوى أكثر صحة.

هل اقترحت موقعاً لإقامة هذا المشروع في حالة تنفيذه؟

نعم الموقع هو في كورنيش جدة، لأن مثل هذه المطاعم لا بد أن تعكس واجهة المدينة المشرقة جمالاً وبهاء، لذلك اخترت موقعاً يرتاده الناس من أجل الاستمتاع بتراث المطعم وجمال البحر وأمواجه.

ما هي خطواتك القادمة في مشروعك الحلم؟

بإذن الله سأحول هذا الحلم إلى حقيقة، فليس هناك مستحيل طالما وجدت الإرادة، وسوف أطرح المشروع على القطاعات العامة والخاصة، وأعتقد أن الاستثمار في مثل هذه المشاريع حتماً سيجد الصدى الذي كنت أتمناه.  

كيف كان تأثير أسرتك في نجاحك؟

والدي فهد عراقي ووالدتي هما القدوة والمثل الأعلى، فقد علمني والدي أن الإنسان إذا أراد النجاح، فعليه أن يعرف قيمة العلم، وأن الجد والمثابرة والصبر هي عناصر التفوق في الحياة، وأن النجاح والتفوق لا يأتيان على طبق من ذهب دون جهد، من هنا كان نجاحي. 

ماذا قال لك وكيل الإمارة حين رأى مشروعك؟

عبر عن إعجابه بما شاهده، وقال: «أنتم مستقبل هذا الوطن». شعرت بالكثير من الفخر، وتذكرت ما قاله الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة: «نحن نتطلع إلى أن نكون في مصاف المدن المتقدمة، وأن نصل إلى العالم الأول بقدرات هذا الجيل، الذي يحمل إشراقة جديدة لمستقبل هذا الوطن». 

ما أحلامك؟

حلمي لا حدود له، أتمنى أن أحقق كل ما تعلمته، وأن أخرج بالكثير من المشاريع الاستثمارية، التي تخدم هذه المدينة والمدن الأخرى، نحن نملك الكثير من الأفكار والرؤى، التي يمكن من خلالها أن نحول الكتل الصماء في المباني إلى ديكورات وتصاميم فريدة تعطى جمالاً آخر للمدن السعودية<