خوش بوش للفنانة هاتي بيدر

مليئة بالتناقضات، معقدة ومثيرة للإرباك، فاتنة وأنانية، سوف تغريك وتصدّك، إذ لا يمكن التنبّؤ بتصرفاتها، كما أنها ستُخيّب فيك الآمال، لكنها سرعان ما ستبعث في نفسك البهجة مرة أُخرى. بوسعها أن تملأك إحباطاً، لكنها أبداً لا تنفكّ تضمّك إلى صدرها الدافئ الحنون. إنها بيروت! توطّدت علاقة هاتي بيدر مع موضوعها الفنّي هذا بمرور الوقت، وارتقت من كونها علاقة مبنية على الخوف والعاطفة إلى أُخرى طبيعية تتسم بالتلقائية والعفوية والتقدير. إن "خوش بوش"، عنوان المعرض، عبارة عامية لبنانية تُستخدم لوصف علاقة تخلو من العوائق أو التكلّف، وتجسّد روح المعرض وأسلوبه الفريد تجسيداً دقيقاً. وتفكك هاتي وتعيد بناء قصص سردية مميزة ذات رؤىً ملهمة تحاول بها فضح اللحظات وتصوير واقع الحياة في هذه المدينة المُثخنة بالقصص، من خلال استخدام تقنياتها البصرية متعددة الطبقات الفريدة من نوعها. إنّ الرحلة الاستقصائية للفنانة تتسم بالفطرة والانفعالية والنضارة. ونظراً لاستخدامها لوحة ألوانها المميزة النابضة بالحياة، فإن العمل قد يبدو للوهلة الأولى مشرقاً وبهيجاً، لكننا نواجه تحت السطح تلميحات خفية، وأحيانا ظاهرة، تُشير إلى مجموعة من القضايا الاجتماعية والثقافية والصراعات المعاصرة التي تعمل اليوم على تحديد المزاج وطريقة التفكير العامّ في هذه المدينة الساحلية، بدءاً من هَوَسِها بالجراحة التجميلية والعلامات التجارية الراقية والشأن الديني، وصولاً إلى غياب القانون والخمول والانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي.