افحصي ثديك في "المول" للكشف عن السرطان

يبدو أن حملات التوعية بسرطان الثدي أخذت هذا العام منحا مختلفا، فبدلا من أن تنتظر الفرق الطبية النساء والفتيات للقدوم إليهن في المستشفيات لعمل الفحص الطبي توجهت هي إليهنّ في المراكز التجارية الكبرى في العاصمة السعودية الرياض.  
 
ويأتي هذا الإجراء في سياق سعي وزارة الصحة السعودية والجمعيات النسائية الخاصة بسرطان الثدي والأخرى الصحية المهتمة بالشأن النسائي إلى رفع مستويات الوعي لدى المرأة السعودية، التي قد لا تعرف أو لا تهتم بضرورة إجراء الفحص المبكر لسرطان الثدي.
 
وبالطبع لا يتم الفحص الإكلينيكي في "المول"، بل يكون هناك مكان خاص لتوزيع المنشورات على النساء المارات بين الأروقة والمحلات التجارية، حيث تشدد المنشورات على أهمية القيام بالفحص الذاتي والإكلينيكي والرنين المغناطيسي والخزعة سنويا للوقاية من سرطان الثدي. كما قد تقوم السيدات العارفات بذلك بتعليمهن طرق الفحص الذاتي أمام المرآة. وهو ما يوفر على المرأة قبل سنة الأربعين الذهاب إلى المستشفى لعمل فحص سرطان الثدي.
 
مركز الفحص في متناول اليد
انطلاقا من ذلك، طرحت "هي" السؤال الآتي: هل تؤيدون القيام بالفحص المبكر لسرطان الثدي في الأماكن العامة؟
 
فتنوعت آراء 200 شخص شاركوا، حيث رفض 30% منهم تحفظا على المكان العام، ووافق 70% على فكرة إيجاد مكان أولي للنساء لإجراء الفحص المبكر كــ"المول" والأماكن العامة التي تعج بالنساء كالمشاغل والصالونات العيادات التجميلية وأماكن الترفيه.
 
من المملكة الى بيروت
ويبدو أن السعودية كانت سباقة في هذا الأمر الذي سرعان ما انتقل إلى بعض الدول العربية ومنها العاصمة اللبنانية بيروت، التي تشهد في شهر أكتوبر الحملة الوطنية للوقاية من سرطان الثدي، ومن أحد أنشطتها التوجه إلى النساء في المحلات التجارية الكبرى والمقاهي لتوعيتهن من هذا المرض.
 
في هذا السياق تقول رئيسة جمعية "وعينا مواجهة" آن فرنجييه: "ما يحدث في المولات هو توعية مباشرة عبر مناشير نوزعها على النساء لتحفيزهن على إجراء الفحص المبكر. ويشرح الأطباء والممرضات لهن أهمية ذلك. لكن لا يستطيع الطبيب بالطبع عمل فحص سرطان الثدي في "المول"! ونحن في هذه الحملة نشدد على النساء بين سني الثامنة عشر والأربعين عاما على إجراء الفحص الذاتي في المنزل أو الإكلينكي في المستشفى، لأن من خلال مشاهداتنا في المستشفيات تتعرض الكثير من الفتيات في سن صغير للإصابة بسرطان الثدي!"
 
الجهل عدو الفحص المبكر
أما أفضل طرق التوعية، فتراها فرنجييه من خلال وسائل الإعلام وتحديدا الصحافة المكتوبة، التي تقدم للقارئات معلومات طبية مكثفة عن المرض وطرق الفحص والمخاطر، بالإضافة إلى عمل المحاضرات للنساء في المستوصفات الطبية. إلا أن المشكلة الأساسية التي تواجه كل الجمعيات المعنية بسرطان الثدي في العالم العربي وليس لبنان فقط كما تقول فرنجية هي "الجهل والأمية عند النساء وتحديدا الريفيات. أيضا النساء يرفضن عمل الفحص المبكر فزعا من معرفة إصابتهن بالمرض فيكون لسان حالهن: نحن بصحة جيدة ولا أريد أن أعرف!"
 
من ناحية أخرى ترى فرنجيه أن العالم العربي متأخر بمقدار عشر سنوات عن أوروبا والولايات المتحدة الأميركية في ما يتعلق بالتوعية بسرطان الثدي، من ناحية وعي النساء وأيضا التسهيلات الطبية لإجراء صورة الثدي، التي تقدم مجانا طوال العام هناك، "فيما يحدث ذلك في لبنان فقط خلال ثلاثة أشهر فقط هي أكتوبر، نوفمبر وديمسبر".