سرطان الثدي والعلاقة الزوجية

 
لا تختلف مشاعر و أحاسيس المرأة المصابة بسرطان الثدي عن أي إمرأة اخرى، و لاتتغير احتياجاتها العاطفية و الجسدية، لكن يحتم سرطان الثدي حدوث تغيرات في حياتها قد تعيق استمرار العلاقة الزوجية الخاصة. 
 
في هذا السياق تقول المدربة والمستشارة المعتمدة في إزالة المشاعر السلبية د. سحر رجب : "كلنا يعلم مدى التأثير القوي للإصابة بسرطان الثدي على العلاقة الزوجية. ويعود السبب في ذلك إلى جفاف المهبل عند السيدة المريضة بعد تلقيها للعلاج الكيماوي، أو توقف الإفرازات التى من وظيفتها ترطيب المهبل أثناء الاتصال. لذلك تصاب بإكتئاب بعده بسبب تألمها من الحركات التي كانت تمارسها قبل اصابتها بالسرطان مثل الاستلقاءعلى الجانب بعد إزاله الثدي. لذلك من المهم ان تخبر الزوجة زوجها عن ما يتناسب و حالتها ووضعها الصحي. كما وقد تشعر بأنها فقدت أهم المثيرات الأنثوية بعد بتر ثديها، بالإضافة إلى تساقط الشعر واختفاؤه أثناء العلاج الكيمياوي. وهذا كله عادة يفقدها الرغبة في العلاقة "، لذلك من المهم مناقشة هذا الأمر ومتابعته مع طبيبتها النسائية والنفسية حتى تتخطى هذه المسألة".
 
أيضا يشدد الأطباء على أن تتفهم مريضة سرطان الثدي بأن العلاج قد يؤدي إلى ظهور أعراض ما يسمى بـ "سن اليأس"، الى جانب مشكلات المهبل، والهبات الساخنة، لذلك ينصحون باستعمال المرطبات المهبلية في حال رغبتها في ممارسة العلاقة. ولا داعي من القلق إذا شعرت بتغير بعض رغباتها الجنسية.
 
وبناءا على ذلك تنصح د. رجب السيدة المصابة بسرطان الثدي بالتعايش الإيجابي مع وضعها الجديد، لأن "الحالة النفسية الإيجابية تعتبر جزء كبير من العلاج، ويجب على أسرتها وزوجها في المقام الأول رفع معنوياتها، ما يساعد على تقوية جهازها المناعي، فلا تقع في شراك اليأس وتلاشي إرادة مقاومة المرض. وأحد هذه الوسائل هي العلاقة الزوجية لكن لا يجب على الزوج الضغط على زوجته لممارستها، وفي الوقت عينه يجب أن لا يبتعد عنها أو ينفر منها بعد إصابتها بسرطان الثدي، لأنها تكون في غاية الحساسية خلال تلك الفترة. يجب أن يتفهم الزوج أن زوجته ستعاني من اضطراب يلي صدمة اكتشاف المرض منها الحزن، الإكتئاب وحضور هاجس الموت، والخوف من تشوه جمال جسدها بعد عملية الإستئصال. لذلك عليه احتواء زوجته حتى تشعر بالرضا والقناعة بما ابتليت به مع ترسيخ الأمل في داخلها بالشفاء".
 
على كل تعتبر الإصابة بسرطان الثدي رحلة كفاح بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، مليئة بالدموع والخوف والقلق، فكم جميل أن تنتهي بالإنتصار على هذا كله، خصوصا إذا وضعت السيدة يدها في يد زوجها. 
 
من هنا تتساءل السيدات المتعافيات من سرطان الثدي عن الطريقة المثلى لإحياء المشاعر مع أزواجهن بعد إجراء الجراحة أو العلاج الكميائي؟!
 
وتأتي الإجابة بأن الرومانسية بين الزوجين لا تعني ممارسة العلاقة الخاصة فقط، بل يجب على السيدة أن تواجه مسألة أن أحد ثدييها لم يعد موجودا. وهذا يتطلب منها قوة وإرادة لتخطي هذه المسألة. لذلك ينصح بأن ترتدي ملابس جذابة في غرفة الزوجية، أو أخذ حمام دافئ مع الزوج قبل النوم، أو تزيين الغرفة ببعض الشموع التي تضفي جواً حميماً وهادئا.