حصريا : Donna Karan في أطول حوار مع هي

حوار: عدنان الكاتب Adnan ALkateb حرصت خلال هذا الحوار مع مصممة الأزياء العالمية الشهيرة دونا كاران أن أسألها عن نصائحها للمرأة باعتبارها أولا وقبل كل شيء امرأة تصمم للمرأة، كما حرصت على الحصول على تفاصيل كثيرة من حياتها لا يعرفها إلا أقرب المقربين منها، وأعترف أن أجوبتها وكلماتها الصريحة جدا أعجبتني حينا، وأدهشتني أحيانا، وبعضها ترك أثرا واضحا في نفسي وخصوصا عن شريك حياتها ونجاحها زوجها الراحل ستيفان. هل لك أن تخبرينا أولاً عن نفسك، وحياتك الخاصة؟ أنا دونا كاران مصممة أزياء، امرأة تمضي في رحلة إبداع لا نهاية لها. إذا كان لي أن أعرف نفسي بطريقة ما، فأنا حلالة مشاكل. سواء عبر ابتكار ملابس تجعل المرأة تشعر بالثقة، وتحصل على خزانة ملابس الأمثل لحياتها، أو عبر مساعدة الآخرين من خلال عملي الخيري. أعطني مشكلة، وسأستخدم كل إبداعي لأعطيك حلا. أين تعيشين؟ ومع من؟ أعيش في مدينة نيويورك، ولدي منزل على الشاطئ في إيست هامبتون، ومنزل آخر في باروت كاي، في جزر تركس وكايوس. أعيش وحدي، ولكن ابنتي وصهري وأحفادي دائما معي، يقطنون على بعد دقائق فقط في المدينة وعلى الشاطئ. كيف تقضين أوقات فراغك بعد العمل؟ عندما أكون في المدينة، لا يكون لدي الكثير من وقت الفراغ، لأن هناك الكثير من الفعاليات المهنية التي أحضرها ليلا. كما أن لدي، إضافة إلى عملي، مؤسستي الخيرية Urban Zen Foundation التي أديرها، والتي تزخر بالندوات المسائية، والمنتديات، وحملات جمع التبرعات. والليالي القليلة الهادئة التي تتبقى لي بعد ذلك، أمضيها مع الأصدقاء أو العائلة، أستمتع بكل بساطة بصحبتهم على مائدة العشاء. كيف تهتمين بنفسك، بجمالك، بصحتك ولياقتك البدنية؟ هل لديك أي أسرار جمال؟ وما العطر المفضل لديك؟ أتبع نهجا شاملا للجمال واللياقة البدنية. أعتقد أن الجمال يأتي من الداخل، لذلك فالأمر يتمحور أكثر على رعاية عقلي وجسدي وروحي. أمارس اليوغا والتأمل كل يوم، وألجأ إلى التدليك ليلا كلما استطعت. لا أضع الكثير من الماكياج، ولكن عندما أخرج، يأتي شخص إلى مكتبي أو منزلي ليساعدني في شعري وماكياجي. العطر المفضل لدي حاليا هو عطرWoman الذي استغرقنا أكثر من عام لتطويره، إنه رائع. ما مدى أهمية أن يكون ثمة رجل في حياتك باعتبارك تعيشين وحيدة بعد رحيل زوجك؟ ما من شيء أفضل من وجود الرجل المناسب في حياة المرأة، أفتقد ذلك. كنت مع زوجي الراحل ستيفان لمدة 17 عاما، وكتبت للتو كتابا عنه بعنوان: "ستيفان فايس - ملامح رجل"Stephan Weiss, Connecting the Dots: A Portrait of a Man. كان ستيفان رفيق الروح، وافتتحنا معا شركة "دونا كاران". أنا دائما أقول أن وراء كل امرأة عظيمة رجل أعظم، وستيفان كان رجلي. ما التحديات التي تواجهينها كامرأة عاملة؟ وكيف يمكن تحقيق التوازن بين الاثنين؟ أصعب الأمور بالنسبة لأي امرأة عاملة هو أن تجد وقتا لنفسها. الوقت هو الرفاهية الأعظم لدينا، وهو لا يتوفر أبدا بما يكفي. لهذا السبب ركزت على ممارسة اليوغا والتأمل، للحصول على لحظات أعيد التركيز فيها على نفسي، مهما كان اليوم الذي أمر به مجنونا. كيف تحافظين على توهجك وقوتك رغم تواصل عملك الشاق وتفكيرك؟ أحب أن أضحك، وأحاول ألا آخذ نفسي على محمل الجد. أحيط نفسي في العمل بمن أحبهم، لذلك لذا لا أشعر بعبء العمل. عليك الاحتفاظ بحس الفكاهة، مهما كان. ما ذكرياتك الأولى عن الموضة وهل هناك ما ندمت عليه؟ ولدت في الموضة. كان والدي خياطا للبزات، وكانت أمي موديلا في صالة عرض. بل حتى زوج أمي كان يعمل في هذا القطاع. كانت الموضة موضوعنا على مائدة العشاء، لذلك كان من الطبيعي أن أمضي في ميدان الموضة. كان معرضي الأول للأزياء ضمن مشروع في المدرسة الثانوية. ومن حيث الندم، ليس لدي ما أندم عليه. كل شيء يحدث لسبب ما، سواء كان جيدا أو سيئا، وهذا هو سبيلك للتعلم. هل لك أن تعطينا فكرة عن حياتك المهنية اليومية؟ أعمل على كثير من الأمور، ولهذا لا يوجد روتين يومي محدد في حياتي. كل شيء مجدول وفقا للجداول الزمنية وافتتاح الأسواق. أحب التنوع وعدم معرفة ما سيحصل في يوم معين. أذهب من مكتب إلى مكتب، ومن استوديو تصميم إلى آخر. عندي فرق عمل رائعة هي الأكثر موهبة وإبداعا، أمنحها كل الرعاية والتشجيع. أنا فخورة جدا بها، وما كان بمقدوري فعل كل ما أفعله من دون عائلتي الكبيرة التي تقف ورائي من الموهوبين والمتفانين. ما التحدي الأكبر في حياتك المهنية حتى الآن؟ العثور على الهدوء ضمن حالة من الفوضى. أنت مصدر إلهام الكثيرين في عالم الموضة، هل هناك شخصية تلهمك؟ أحب الأشخاص المفعمين بالإبداع والشغف والقوة، أحب كل شخص يمتلك شيئا جديدا يقوله، كل شخص صادق وفي لرؤيته، مهما كانت. ما النصيحة التي تعطينها للمبتدئين؟ أقول لكل طلبة تصميم الأزياء الذين أعمل معهم: "عليكم أن تحصلوا على عمل في مجال تجارة التجزئة، وحده العمل المباشر مع العملاء يتيح لك لمس ما يريدون، ومعرفة ما يصلح وما لا يصلح". فليس هناك تعليم أزياء أفضل من العالم الواقعي. كيف تواجهين العقبات وتتعاملين مع الصعوبات؟ أحاول النظر إلى التحديات باعتبارها فرصا إبداعية. كل مشكلة ولها حل. تحتاج فقط إلى معالجتها بطريقة مبتكرة. هل تتفقين مع من يعتقدون أن الرجال أفضل من النساء في عالم الموضة؟ أنا لا أميز من حيث الجنس، فأنا أصمم الأزياء، ولست "امرأة" تصمم الأزياء. من المفيد أن أتمكن من تجريب الملابس على نفسي، وأن أعرف ما أريد، وأن أرتديه، لكن لدى الجميع نظرة فريدة يمكنهم تقديمها، سواء كانوا رجالا أو نساء. كيف تحافظين على علامة "دونا كاران" التجارية كمنافس قوي في أسواق الأزياء، حيث تخوض أهم الماركات العالمية منافسة شديدة جدا؟ السر هو ألا تقلق من المنافسة، بل ركز على منتجاتك وعلامتك التجارية، العالم يصغر بفضل التكنولوجيا. وليس هناك العديد من الاختلافات بين ما أريد أن أرتديه هنا في الولايات المتحدة وبين ما تود امرأة في دبي أن ترتديه. فكلانا يسافر، ونتبع نهجا أكثر عالمية في أذواقنا وأنماط حياتنا. إلى أي مدى تضفين لمستك الخاصة إلى مجموعة "دونا كاران"؟ عندما بدأت للمرة الأولى بالتصميم، كان الأمر برمته بالنسبة لي ما أحب أن أرتدي. لكن الأعمال نمت إلى ما هو أبعد من احتياجات خزانتي الشخصية. ولكن أيا كان ما نصممه، فإن فيه دائما إحساس دونا كاران، سواء كانت تصاميم مثيرة والمواءمة للجسد، أو ملمس القماش على البشرة. هذه هي العناصر الأكثر أهمية بالنسبة لي، وهي العمود الفقري لعلاماتنا التجارية كافة. ما الحقائب والإكسسوارات والأزياء الأفضل عبر تاريخ "دونا كاران"؟ وما هي خصوصيتها؟ وما الذي يجعلها كذلك؟ القطعة المفضلة هي التي تصمد أمام اختبار الزمن، لدينا العديد من القطع الأيقونية التي اشتهرنا بفضلها، البدي سوت bodysuit، الفساتين التي تلتف بانسياب حول الجسد، وتشكيلة الملابس المتناسقة والمريحة المصنوعة من الجيرسيه، وأي قطع مصنوعة من الكشمير، هذه هي القطع التي تلجأ إليها النساء، وترتديها سنة بعد سنة. أنشأنا مجموعة تسمى Modern Icons وأطلقناها نظرا لارتفاع الطلب على قطع مواسم سابقة. نقوم بتحديثها لتناسب هذا الزمن من حيث القماش والتناسق. ينطبق الأمر نفسه على الحقائب والأحزمة. إذا نجح أمر ما، نعيد طرحه مرارا وتكرارا، مع اختلاف بسيط. وهل هناك أي قصص أو أسرار تتعلق بتلك التصاميم ترغبين بالبوح لنا بها؟ جاءت فكرة قطع البدي سوت bodysuit بسبب حبي الرقص وممارسة اليوغا كل يوم. أحب كيفية ارتداء هذه القطعة، ونكتفي بعدها بأن نضيف ونبدل الطبقات مع مرور اليوم. ماركات الأزياء تتطلب الوقت والكثير من الجهد والمال، هل لك أن تخبرينا بالتفصيل القصة وراء أي من عروض أزياء "دونا كارن"، وهل هناك أي أسرار أو معلومات خاصة يمكننا معرفتها؟ تحتاج العروض إلى مجهود كبير وأشهر من التحضيرات والكثير من الناس يعملون وراء الكواليس. أنا دائما أغير الأمور وأستبدلها حتى اللحظة الأخيرة. لا أستطيع أن أقاوم ذلك. وفي كل موسم لدي حفل عشاء في شقتي أستضيف فيه المصممين العاملين معي، لمشاهدة العرض على شريط الفيديو، ولكي نرى كيف يبدو للوهلة الأولى. هذه الحفلات تقليد رائع، لأنها بمنزلة ترويح عن النفس. بالطبع، أنا أفكر دائما بالخطوة التالية، وهو السبب في أنني أضع " To be continued - يتبع" في نهاية كل بيان صحفي. عندما تبتكرين تصميما، سواء في الملابس أو الإكسسوارات، هل تستهدفين فئة معينة من الناس، أو شريحة عمرية محددة، أم فقط تتوجهين باتجاه الأغلبية؟ أهتم فقط بما إذا كان الشيء يمنح عيني شعورا صحيحا صادقا. في اللحظة التي تهتم بما يعتقده الجميع، فإنك تفقد الجودة الخاصة التي تجعل من تصميماتك فريدة. أحاول أيضا ألا أقلق حيال انطباعات النقاد، لأنك إذا كنت صدقت الجيدة منها، فيجب أن تصدق السيئة أيضا. وأنا أفضل عوضا عن ذلك أن أستفتي قلبي. ما الاتجاهات الأكثر شعبية وشهرة في عالم الأزياء والإكسسوارات حاليا؟ الأمر الرائع في الموضة الحديثة هو عدم وجود طلة واحدة فقط. إنها مسألة فردية أكثر من كونها تيارا بعينه. هناك مجال لمختلف الأذواق وأساليب الأناقة. وكانت المشاعر القوية تجاه الخياطة والملابس المستوحاة من الملابس الرجالية، مصدر إلهام مجموعي لموسم خريف/شتاء 2012، لكن تلك المصممة والمفصلة بما يناسب المرأة. أحب قوة الكتفين في البدلات مزدوجة الصدر، سواء تم ارتداء الجاكيت مع البنطال الضيق أو التنورة المفتوحة المثيرة. كما أحب لمسة الأنوثة، سواء عبر لمعان الساتان والتفتا على الياقات والأكمام أو البلوزات الشفافة. أي جزء من وظيفتك يشعرك بالسعادة؟ وأيها أقل إثارة؟ أحب التصميم وكل ما يتعلق به، بدءا من اختيار الأقمشة وصولا إلى تجربة النموذج على الموديل. أكره المواعيد النهائية، لكنني أشعر بالامتنان لها، فلولاها لما توقفت أبدا. هل سبق أن تلقيت طلبا لتصميم غير عادي من إحدى صديقاتك أو زبوناتك؟ ليس طلبا غير مألوف بقدر ما هو فريد. عادة ما يكون الطلب هو الحصول على فستان زفاف، أو في حالة صديقتي باربرا سترايسند، ثوبا ترتديه في حفل لها. أتلقى أيضا طلبات خاصة للسجادة الحمراء، كالثياب التي صممناها مؤخرا لأشلي جرين، ونينا دوبريف، وإيمي روسوم. أحب الفرصة التي تتاح لي للتفكير بشكل خلاق باحتياجات امرأة محددة، وبرغباتها. إنها تحول الخيال إلى واقع ملموس. هل لك أن تعطي المرأة نصائح عن أخطاء عليها أن تتجنبها في الموضة؟ أقول للمرأة: ضعي نفسك في الاعتبار دوما في كل ما ترتدين. أنت تعرفين جسمك، وأسلوبك، وما الذي يلائمك على نحو أفضل. لا تنشغلي بإطلالة هذه اللحظة فقط، لأنها تبدو رائعة على عارضة الأزياء أو على صديقتك. كوني نفسك. ونصائحك للمرأة بخصوص ما تحتويه خزانتها؟ بالنسبة للقطع المهمة، التزمي بالألوان المحايدة، واشتري أفضل نوعية يمكنك اقتناؤها. تأكدي من ملائمة القطعة لك من كل النواحي. كلما كانت القطعة ذات نوعية أفضل، ناسبتك على نحو أفضل، وسترتدينها أكثر وستشعرين بالمتعة معها كل مرة. ما النصيحة التي تقدمينها للمرأة من أجل أناقتها؟ اعرفي جسدك وما يليق بك. لا تجعلي الملابس تتغلب عليك. ينبغي أن تكوني أول شيء يراه الناس عندما تدخلين من الباب، وليس ملابسك. أصغي جيدا إلى غرائزك، أو لشخص تثقين به. إذا كنت صادقة مع نفسك، فستبدين رائعة دائما. أخيرا، كيف تنظرين إلى أناقة المرأة العربية بوجه عام والخليجية على وجه الخصوص؟ المرأة العربية أنيقة بشكل رائع. وللمرأة الخليجية رؤية من حيث تعاملها مع الموضة، وفي اختيار ملابسها من أفضل دور الأزياء العالمية. وهذه الرؤية العالمية للموضة تجعلها متطورة وأنيقة جدا.