ما هو NAD+ وهل يحمل مفتاح إبطاء الشيخوخة؟
في عالمٍ تتسارع فيه وتيرة البحث عن الشباب الدائم، لم تعد العناية بالبشرة وحدها كافية لتفسير مفهوم إبطاء التقدّم في السن. فقد انتقل العلم إلى مستوى أعمق، حيث أصبحت الشيخوخة تُدرس من داخل الخلية نفسها.من هنا، برز اسم NAD+ كأحد أكثر الجزيئات إثارة للاهتمام في أبحاث طول العمر، إذ يُنظر إليه اليوم على أنه مفتاح أساسي للطاقة الخلوية، وإصلاح التلف، والحفاظ على حيوية الجسم والبشرة مع مرور الوقت. فهل يمكن حقاً لجزيء واحد أن يؤثر في إيقاع الشيخوخة؟ هذا ما تكشفه الدراسات الحديثة.

ما هي علامات التقدم في السن
علامات التقدّم في السن تظهر تدريجياً على الجسم والبشرة وتختلف شدتها من شخص لآخر حسب الجينات ونمط الحياة. يمكن تصنيفها إلى جوانب جمالية، جسدية، ووظيفية:
علامات على البشرة
- التجاعيد والخطوط الدقيقة: حول العينين والفم والجبهة، نتيجة فقدان مرونة الجلد ونقص الكولاجين.

- ترهل الجلد: فقدان صلابة البشرة، خاصة حول الرقبة والوجه السفلي.
- البقع الداكنة والكلف: نتيجة التعرض الطويل للشمس أو التغيرات الهرمونية.
- جفاف البشرة وفقدان اللمعان: بسبب انخفاض إفراز الزيوت الطبيعية وتقليل إنتاج حمض الهيالورونيك.
- فقدان حجم الوجه: انخفاض الدهون تحت الجلد ما يؤدي إلى ملامح أكثر نحافة.
علامات على الشعر
- الشيب المبكر: فقدان صبغة الميلانين تدريجياً.

- تساقط الشعر أو ترققه: ضعف بصيلات الشعر وقلة كثافته.
- جفاف الشعر وفقدان اللمعان: بسبب انخفاض إفراز الزيوت الطبيعية وفقدان المرونة.
علامات جسدية ووظيفية
- تباطؤ التمثيل الغذائي: زيادة الوزن أو صعوبة الحفاظ على الوزن المثالي.
- ضعف العضلات والمفاصل: انخفاض الكتلة العضلية وفقدان القوة البدنية تدريجياً.
- انخفاض الطاقة والتحمل: شعور أسرع بالإرهاق مع نفس النشاطات اليومية.
- ضعف الذاكرة والتركيز: تراجع بعض وظائف الدماغ مع العمر.
- مشاكل في النوم: صعوبة النوم العميق أو الاستيقاظ المتكرر ليلاً.
علامات على الأظافر والعينين
- تغير لون الأظافر: اصفرار أو هشاشة.
- انتفاخ أو ترهل تحت العينين: ظهور الهالات السوداء أو الخطوط حول العينين.
ما هو NAD+ ولماذا يهمّ فعلاً؟
NAD+ أينيكوتيناميد أدينين دينوكليوتيد وهو مرافق إنزيمي أساسي موجود في كل خلية؛ دوره محوري في تحويل الغذاء إلى طاقة داخل الميتوكوندريا، وفي دعم إنزيمات تشارك بإصلاح الحمض النووي وتنظيم جينات مرتبطة بطول العمر مثل عائلة السرتوين (Sirtuins) .انخفاض مستويات NAD+ يعني أن الخلايا تصبح أقل قدرة على إنتاج الطاقة، أقل كفاءة في إصلاح التلف الجزيئي، وأكثر عرضة للالتهاب والشيخوخة الوظيفية.
لماذا تنخفض مستويات NAD+ مع التقدّم في العمر؟
تنخفض مستويات NAD+مع التقدّم في العمر نتيجة مجموعة عوامل بيولوجية تعمل معاً داخل الخلايا. فمع مرور الوقت، يزداد تعرّض الحمض النووي للتلف بسبب العوامل البيئية والإجهاد التأكسدي، ما يدفع الخلايا إلى تنشيط آليات الإصلاح بشكل مستمر. هذه الآليات تعتمد على NAD+ كعنصر أساسي، وبالتالي يتم استهلاك كميات أكبر منه مع كل عملية إصلاح، مما يؤدي تدريجياً إلى استنزاف مخزونه.

في الوقت نفسه، يرافق التقدّم في السن ارتفاع في مستويات الالتهاب المزمن منخفض الدرجة، وهو ما يُعرف بالالتهاب الصامت. هذا النوع من الالتهاب ينشّط إنزيمات تقوم بتفكيك NAD+ بسرعة أكبر، ما يسرّع انخفاضه داخل الخلايا ويحدّ من توفره لإنتاج الطاقة والحفاظ على الوظائف الحيوية.
إضافة إلى ذلك، تتراجع قدرة الجسم على تعويض هذا النقص، إذ ينخفض نشاط الإنزيمات المسؤولة عن تصنيع NAD+ وإعادة تدويره داخل الخلية. ومع ضعف هذه القدرة التصنيعية، يصبح من الصعب الحفاظ على مستوياته الطبيعية، حتى مع نمط حياة صحي.
نتيجة هذه العوامل مجتمعة، تشهد أنسجة أساسية مثل القلب والدماغ والعضلات انخفاضاً ملحوظاً في مستويات NAD+ مع التقدّم في العمر، وهو ما ينعكس على تراجع الطاقة الخلوية، بطء تجدد الخلايا، وتسارع مظاهر الشيخوخة البيولوجية.
كيف يمكن لرفع NAD+ أن يبطئ علامات الشيخوخة؟
عند إعادة رفع مستويات NAD+ في الدراسات التجريبية، لاحظ العلماء مجموعة من التأثيرات الإيجابية التي تساعد الخلايا على العمل بكفاءة أكبر. أول هذه التأثيرات هو تنشيط إنزيمات السرتوين، وهي إنزيمات تُعرف بدورها في دعم شباب الخلايا. هذا التنشيط يساعد الخلايا على التخلص من المكوّنات التالفة، تحسين أداء الميتوكوندريا المسؤولة عن إنتاج الطاقة، وتنظيم عمل الجينات، ما ينعكس على صحة الأنسجة ووظائفها.
كذلك، تساهم المستويات الأعلى من NAD+ في تعزيز قدرة الخلايا على إصلاح الحمض النووي. فعندما يتوفر هذا الجزيء بكميات كافية، تتمكن إنزيمات الإصلاح من أداء دورها بشكل أفضل، مما يقلّل تراكم التلف والطفرات داخل الخلايا مع مرور الوقت.

إضافة إلى ذلك، أظهرت بعض الدراسات انخفاضاً في معدلات الالتهاب والضغط التأكسدي عند رفع مستويات NAD+، وهو ما ارتبط بتحسّن في الوظائف الأيضية العامة، خاصة في النماذج الحيوانية التي خضعت لتجارب مكملات ترفع هذا الجزيء.
ماذا يمكنك فعله لدعم مستويات NAD+ بطريقة آمنة وعقلانية؟
ابدئي بالخيار الطبيعي أولاً
ممارسة الرياضة بانتظام، سواء التمارين الهوائية أو تمارين المقاومة، تساعد على تحسين أداء الميتوكوندريا المسؤولة عن إنتاج الطاقة داخل الخلايا، وقد تدعم مستويات NAD+. أيضاً، الصوم المتقطع أو تقليل السعرات الحرارية بحذر وتحت إشراف طبي إذا لزم الأمر أظهر تأثيرات إيجابية على مسارات مرتبطة بـNAD+ وإنزيمات السرتوين.
اعتنِ بالنوم والسيطرة على التوتر
الحصول على نوم كافٍ وجودة عالية، بالإضافة إلى تقليل التوتر اليومي، يساعد على خفض الالتهاب المزمن في الجسم، مما يقلل نشاط الإنزيمات التي تحلل NAD+ بسرعة.

إذا فكرت بالمكملات الغذائية NR أو NMN
استشيري طبيبك أولاً، خاصة إذا كان لديك أي أمراض مزمنة مثل السرطان السابق، أمراض عصبية، أو مشاكل كلوية/كبدية. لذا اختاري منتجات موثوقة تم اختبارها من قبل طرف ثالث، وابدئي بجرعات صغيرة ومدروسة. تجنّبي العيادات التي تقدم حقن NAD+ غير مثبتة علمياً.