هل يخفّف الحليب البارد الهالات السوداء والتجاعيد فعلاً؟ إليكِ الجواب

الحليب البارد تحت العين.. هل يخفّف الهالات السوداء والتجاعيد فعلا؟

إحسان علّوه
25 نوفمبر 2025

هل يخفّف الحليب البارد الهالات السوداء والتجاعيد فعلاً؟ سؤال تكرّر كثيرًا في وصفات العناية المنزلية، خصوصًا مع انتشار تجارب الفتيات على السوشيال ميديا. فكرة بسيطة: قطنة مغموسة في الحليب البارد توضع تحت العين… لكن هل فعلاً تحدث فرقًا؟ دعينا نقترب من الإجابة بمنطق علمي وواقعي، مع تجربتي الشخصية.

ما الذي يجعل الحليب يدخل في العناية بالبشرة؟

قبل معرفة النتيجة، يجب فهم ما يحتويه الحليب أصلًا. هذه ليست مجرد وصفة تقليدية، فالحليب في الأساس غني بمكونات تقدّم منفعة حقيقية للجلد:

ما الذي يجعل الحليب يدخل في العناية بالبشرة

حمض اللاكتيك: وهو أحماض ألفا هيدروكسي (AHA) طبيعية تساعد على تقشير لطيف وتحسين ملمس البشرة.

فيتامينات مهمة للبشرة: منها B12 والريتينول الطبيعي (بمستويات منخفضة)، ما يساهم في تجديد الخلايا ولو بشكل محدود.

البروتينات والدهون: تمنح ترطيبًا يساعد الجلد على أن يبدو أكثر نعومة.

معادن مثل الكالسيوم والمغنيسيوم: تدعم صحة الخلايا ووظائفها الأساسية.

هذه المكونات توضح لماذا يمكن أن يكون للحليب تأثير ملحوظ، ولو بسيط، على منطقة العين.

الحليب والهالات السوداء… ماذا يقول العلم؟

الهالات ليست نوعًا واحدًا، لذلك من الطبيعي ألا تكون النتيجة واحدة للجميع. هناك أنواع نراها عادة:

الحليب والهالات السوداء… ماذا يقول العلم؟

  • هالات نتيجة قلة النوم أو الإجهاد.
  • هالات بسبب احتقان الأوعية الدموية تحت العين.
  • هالات ناتجة عن تصبّغ.
  • هالات وراثية أو ناتجة عن فقدان الدهون تحت العين.
  • وهنا تأتي الحقيقة: الحليب البارد يمكن أن يُظهر نتائج فقط مع بعض الأنواع وليس كلها.

كيف يمكن أن يساعد؟ التبريد يخفف الاحتقان والانتفاخ بشكل واضح، وهي النتيجة الأكثر شيوعًا وواقعية.

حمض اللاكتيك قد يساعد على تفتيح خفيف مع الاستخدام المنتظم جدًا، لكنه تأثير تدريجي وليس سحريًا.

متى لن يفيد؟ إذا كان السبب وراثيًا أو بنيويًا (فقدان دهون، نتوء عضلي)، فلن يغيّر الحليب شيئًا تقريبًا. نتائجه – إن ظهرت – ستكون غالبًا مؤقتة وليست علاجًا جذريًا. بمعنى آخر… هو حل لطيف، واقعي، ومحدود.

وماذا عن التجاعيد والخطوط الدقيقة؟ الحليب يحتوي بالفعل على الريتينول الطبيعي، والريتينول معروف في الطب التجميلي بأنه من أهم المواد التي تحفّز الكولاجين وتحارب الخطوط… ولكن:

مستويات الريتينول في الحليب منخفضة جدًا مقارنة بالكريمات الطبية.

لذلك قد يساعد على تحسين مظهر الخطوط السطحية وترطيب الجلد، لكنه لا ينافس:

  • الريتينويدات الطبية
  • الببتيدات
  • فيتامين C

باختصار… الحليب يعطي “تحسينًا في المظهر”، وليس “تصحيحًا عميقًا”.

شخصيًا، عندما جرّبته، لاحظت فرقًا في الترطيب والانتفاخ أكثر من الخطوط، وهذا هو التأثير الأكثر منطقية علميًا.

فوائد ستلاحظينها عند استخدام الحليب البارد

حتى لو لم يكن علاجًا شاملاً، إلا أنه يمنح مجموعة نتائج فورية ومحببة:

الحليب والهالات السوداء… ماذا يقول العلم؟

  • تهدئة وانتعاش مباشر لمنطقة العين.
  • تخفيف واضح للانتفاخ بفضل البرودة.
  • زيادة النعومة والترطيب.
  • مناسب للبشرة الحساسة مقارنة بالعلاجات الأقوى.

ولهذا السبب كثير من أطباء الجلد لا يمانعون استخدامه… لكنهم يؤكدون أنه “إضافة” وليس “العلاج الأساسي”.

وماذا عن المخاطر أو المحاذير؟

مثل أي مكوّن منزلي، هناك نقاط يجب الانتباه لها:

  1. وجود حساسية لدى بعض الأشخاص تجاه بروتينات الحليب.
  2. يمكن أن يسبّب انسداد المسام للبشرة الدهنية جدًا أو المعرضة للحبوب.
  3. يجب أن يكون الحليب طازجًا دائمًا وألا يُترك على الجلد لفترات طويلة.
  4. لا يناسب حالات الهالات الشديدة أو الوراثية لوحده.

كيف تستخدمينه بالطريقة الصحيحة؟

  • ضعي قطنة في حليب بارد جدًا.
  • ضعيها تحت العين لمدة 5–10 دقائق فقط.
  • كرّري 3 مرات أسبوعيًا.
  • اتبعيه بكريم مرطب.
  • توقفي عن الاستخدام إذا ظهر تهيّج.
  • نتائجه – إن ظهرت – ستكون غالبًا تدريجية وطفيفة.

خيارات طبية ومنزلية ذات فعالية أعلى:

لو أردتِ نتائج مدعومة أكثر بالدراسات، فهذه من الأقوى:

الحليب والهالات السوداء… ماذا يقول العلم؟

  • فيتامين C
  • الريتينول والصيغ الطبية منه
  • حمض الهيالورونيك
  • الكافيين
  • قناع الشاي الأخضر البارد
  • الليزر أو الفيلر للحالات الشديدة

هذه الخيارات أثبتت نجاحها في تحسين الهالات والتجاعيد بشكل مستمر وليس مؤقتًا.

والنتيجة…الحليب البارد ليس “وصفة سحرية”، لكنه ليس بلا فائدة أيضًا. هو خيار لطيف، اقتصادي، ومناسب لتخفيف الانتفاخ وتحسين مظهر العين بشكل سريع وواقعي.

لكنه لن يكون وحده كافيًا لعلاج التصبّغات القوية أو التجاعيد العميقة. يمكن الاعتماد عليه كجزء من الروتين، مع الاستعانة بعلاجات مثبتة للحصول على نتائج حقيقية ودائمة.