تقنيات متقدمة لعلاج البطن المترهل: نتائج ملموسة دون جراحة
تُعد ترهلات البطن من أكثر المشاكل التي تواجه الكثير من النساء والرجال على حد سواء، سواء نتيجة الحمل، أو تغيّرات الوزن، أو التقدم في العمر. ومع ازدياد الاهتمام بالمظهر الجمالي، أصبح البحث عن حلول فعّالة وغير جراحية للتخلص من هذه الترهلات ضرورة للكثيرين. لحسن الحظ، تقدمت تقنيات التجميل بشكل كبير في السنوات الأخيرة، لتقدّم خيارات مبتكرة تمكنك من شد البطن والحصول على مظهر مشدود وملموس، دون الحاجة للخضوع لجراحة أو فترات تعافي طويلة. في هذا المقال، سنستعرض أبرز هذه التقنيات الحديثة، وكيفية اختيار العلاج الأنسب لبشرتك للحصول على أفضل النتائج.

ما هي ترهلات البطن؟
ترهلات البطن هي حالة شائعة تصيب الجلد والأنسجة الدهنية في منطقة البطن، حيث يفقد الجلد مرونته ويتدلّى بشكل واضح، ما يعطي مظهراً مرتخياً أو مترهلاً. وتحدث هذه الترهلات نتيجة عدة عوامل تؤثر في قوة ومرونة الجلد، وأبرزها:
الأسباب الرئيسية لترهلات البطن:
- الحمل والولادة:
تمدد الجلد السريع خلال الحمل، خاصة في الشهور الأخيرة، يؤدي إلى تلف ألياف الكولاجين والإيلاستين، ما يصعّب على الجلد العودة إلى شكله الطبيعي بعد الولادة.

- فقدان الوزن السريع:
خسارة الوزن بشكل كبير في فترة قصيرة – كما في الحميات القاسية أو بعد جراحات السمنة – تترك الجلد دون دعم كافٍ من الدهون، فيترهل بدلاً من أن ينكمش. - التقدم في السن:
مع مرور الوقت، تقل قدرة الجسم على إنتاج الكولاجين، البروتين الأساسي لمرونة الجلد، مما يجعل الجلد أكثر عرضة للترهل. - العوامل الوراثية:
بعض الأشخاص يكونون أكثر عرضة وراثياً لفقدان مرونة الجلد، ما يزيد احتمال ظهور الترهلات لديهم حتى مع تغييرات بسيطة في الوزن. - قلة النشاط البدني:
ضعف عضلات البطن الناتج عن قلة التمارين قد يؤدي إلى ارتخاء إضافي في شكل البطن، ويزيد من وضوح الترهلات.
أنواع الترهلات:
- ترهلات خفيفة: غالباً ما تكون سطحية ويمكن التعامل معها بالكريمات أو العلاجات غير الجراحية.
- ترهلات متوسطة: تحتاج إلى جلسات علاج متخصصة مثل الهايفو أو الترددات الراديوية.
- ترهلات شديدة: غالباً ما تنتج عن فقدان وزن كبير أو تعدد الولادات، وقد تحتاج إلى تدخل جراحي أو تقنيات نحت دقيقة مثل الفيزر.
أهم التقنيات التجميلية غير الجراحية لشد البطن
وفق مراجعات علمية متعددة، هناك خمس تقنيات غير جراحية معتمدة وفعّالة في نحت الجسم وشد الجلد، خاصة في منطقة البطن: التجميد (Cryolipolysis)، الليزر، الموجات فوق الصوتية المركزة (HIFU)، الترددات الراديوية (RF)، والمجالات الكهرومغناطيسية عالية الكثافة.
التبريد (Cryolipolysis)
تعرف غالباً باسم "نحت بالتجميد" أو "CoolSculpting". يتم تبريد الجلد إلى درجات حرارة منخفضة بطريقة آمنة تستهدف الخلايا الدهنية. الخلايا الدهنية المتجمدة تخضع لعملية موت مبرمج (apoptosis)، ثم يُخلص الجسم منها تدريجياً عبر جهاز اللمف.
من مميزات هذه التقنبة أنه لا شقوق، لا تخدير عام، وفترة تعافي قصيرة. كذلك هذه التقنية ليست فعالة دائماً إذا كان الترهل فقط بسبب الجلد. بعض النساء قد يكونون غير مناسبين مثل من تعاني من متلازمة راينود.أما وقت الجلسة فقد تأخذ من نصف ساعة إلى ساعة تقريباً.
الليزر غير الجراحي

يستخدم ليزر معين لاستهداف دهون تحت الجلد وتحفيز إنتاج الكولاجين.يعمل الليزر على إذابة بعض الخلايا الدهنية من تحت الجلد وفي الوقت نفسه يحفز الألياف البروتينية مثل الكولاجين والإيلاستين لتحسين مرونة الجلد. هذه التقنبة مناسبة لحالات الترهلات الخفيفة إلى المتوسطة، خاصة عندما تكون الدهون سطحية أو محدودة. أما عدد الجلساتفغالباً ما يحتاج العلاج لعدة جلسات مثل 3–6 جلسات حسب الحالة.فالنتائج تظهر تدريجياً، لأن تحفيز الكولاجين يحتاج وقتاً ليُظهر تأثيره.
الموجات فوق الصوتية المركزة (HIFU)
تقنية تعرف باسم HIFU (High-Intensity Focused Ultrasound) . عملها لتركيز طاقة الموجات الصوتية على طبقات عميقة من الجلد والأنسجة تحت الجلدية، مما يولد حرارة محلية تحفّز إنتاج الكولاجين بعمق. من مميزات هذه التقنية تأثير شد جيد جداً للجلد؛ يمكنه الوصول إلى طبقات أعمق مقارنة ببعض التقنيات الأخرى؛ فعّال لحالات الترهل المتوسطة. أما عدد الجلسات والتكرار، فغالباً ما يُنصح بعدد من الجلسات مثلاً 3 إلى 5حسب درجة الترهل.
تحتاج المرأة بعض الوقت ليظهر التأثير الكامل للكولاجين؛ فبعض المرضى يشعرون بإحساس حرارة أو وطأة أثناء الجلسة.
الترددات الراديوية (Radiofrequency – RF)
تعتمد تقنية الترددات اللاسلكية على تسخين طبقات الجلد العميقة لتفعيل خلايا الكولاجين.فبعض الأجهزة المعروفة مثل Thermage تستخدم رؤوس خاصة لتوزيع الحرارة بانتظام وفي أمان. أما النتائج فهو تحسن تدريجي في جلد البطن، مع زيادة مرونته وقوة شد العضلات الجلدية بعد عدة جلسات.
غالباً ما تحتاج المرأة إلى 3–6 جلسات، حسب نوع الجهاز وشدة الترهل.فهي تقنية آمنة نسبياً، ولا تترك ندوب أو شقوق.بل يحتاج الجسم لأن يكون مرطّباً جيداً؛ لأن الموجات تعمل على الماء في الخلايا، فالجفاف قد يقلل من فاعلية العلاج.
قد تظهر بعض التحسينات الفورية، لكن النتائج الكاملة تتطور خلال أسابيع أو أشهر مع إنتاج الكولاجين المستمر.
نحت الجسم بالمجالات الكهرومغناطيسية عالية الكثافة
هذه تقنية حديثة نسبياً تستخدم المجالات الكهرومغناطيسية لتوليد تقلصات عضلية قوية مثل تقنية Emsculpt
تعمل على تحفيز العضلات بضغط قوي يجعلها تتقلص بشكل مكثّف كما لو كنت تمارس تمرينات رياضية مكثّفة، مما يساهم في تقوية جدار البطن وتحديده. وليس فقط شد الجلد أو تقليل الدهون، بل أيضاً بناء العضلات، وهذا يعطي مظهراً أكثر تناغماً للبطن.
تحتاج المرأة عادة إلى عدد معين من الجلسات مثلاً 4 جلسات وتكون كل جلسة قصيرة حوالي 30 دقيقة.هذه التقنية ليست مناسبة للجميع مثلاً من لديهم زرع معدني أو بعض الحالات الطبية يجب استشارة طبيب مختص.
تقنيات إضافية داعمة أو مكملة
الفزر (Vaser / Vaser-like أو فيزر تجميلي: بعض العيادات تستخدم تقنية الفيزر لشفط الدهون بدقة كبيرة وأقل تدخل مقارنة بالشفط الجراحي التقليدي، ثم يدمجونها مع جلسات شد غير جراحية للحصول على نتائج أفضل.
كذلك تقنيات بلازما مثل: J‑Plasma هناك بعض التقنيات التي تدمج غاز الهيليوم مع طاقة الترددات الراديوية لإنتاج بلازما تساهم في شد الجلد وتحفيز الكولاجين.
كم يمكنك استخدام سيرومات موضعية بعد الجلسات مثل الريتينول أو الببتيدات لدعم مرونة الجلد وتعويض جزء من تضرر الكولاجين، وهذا يمكن أن يعزز نتائج الجلسات التجميلية.

من هي المرشحة لهذه التقنيات؟
النساء اللواتي لديهن ترهلات خفيفة إلى متوسطة غالباً ما يكونون مرشحين ممتازين للتقنيات غير الجراحية. أو من فقدوا بعض الوزن لكن ليس لديهن ترهل شديد جداً للجلد أي ليس جلداً زائد بكثرة.أو من لا ترغب بالخضوع لعملية جراحية: هذه التقنيات تقدم بدائل آمنة دون ندوب كبيرة أو تخدير كامل.
من لديهن نمط حياة صحي: إن الحفاظ على نتائج هذه العلاجات يحتاج غالباً إلى الاستمرار بنظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة، وأحياناً جلسات عناية دورية.
المخاطر والاحتياطات
- مثل أي إجراء تجميلي، هناك بعض الأعراض الجانبية المحتملة: احمرار مؤقت، تورم، أو شعور بحرارة في المنطقة المعالجة. فبعض التقنيات قد لا تكون فعالة بما فيه الكفاية إذا كانت الترهلات شديدة جداً أو إذا كان هناك جلد زائد كبير جداً.ففي بعض الأحيان قد تكون الجراحة هي الخيار الأنسب.
- اختيار طبيب خبير مهم جداً: خبرة الطبيب تؤثر كثيراً على النتائج. كما يجب التأكد من أن العيادة تستخدم أجهزة موثوقة ومعتمدة.
- المتابعة: من المهم معرفة توقعات واقعية،فالنتائج لا تظهر دفعة واحدة دائماً، وقد تحتاج إلى عناية دورية للحصول على أفضل مظهر ممكن.
هل شد البطن بدون جراحة يناسب جميع الأعمار وأنواع البشرة؟
نعم، ولكن بشروط.شد البطن بدون جراحة أصبح خياراً شائعاً وفعّالاً، لكن فعاليته ومدى ملاءمته تختلف باختلاف العمر، نوع البشرة، ودرجة الترهلات.
متى لا تكون مناسبة؟
- في حالات الترهلات الشديدة:
مثل تلك الناتجة عن فقدان وزن كبير جداً أو تعدد الولادات مع ضعف عضلي واضح، هنا قد لا تعطي العلاجات غير الجراحية النتيجة المرجوة، ويُفضَّل التفكير بخيارات جراحية. - بشرة فقدت الكثير من مرونتها:
في بعض الأعمار المتقدمة أو عند وجود ضعف وراثي في إنتاج الكولاجين، تقلّ فعالية هذه العلاجات، وإن لم تكن مستبعدة تماماً.