تقنية المايكرونيدلينج: خطوة نحو بشرة أكثر نعومة ومرونة

تقنية المايكرونيدلينج: خطوة نحو بشرة أكثر نعومة ومرونة

ندى الحاج
17 نوفمبر 2025

تتجه الأنظار اليوم نحو العلاجات التجميلية غير الجراحية التي تمنح نتائج طبيعية مع حدٍّ أدنى من التعافي، وفي مقدمة هذه العلاجات تتربع تقنية المايكرونيدلينج أو الوخز الدقيق بالإبر. إذ باتت هذه التقنية خياراً معتمداً لدى خبراء الجلدية والتجميل لما تقدّمه من فوائد واضحة في تجديد بشرة الوجه، تحسين ملمسها، وشدّها بطريقة تعتمد على قدرات الجلد ذاتها في الإصلاح والترميم. فهل المايكرونيدلينج بالفعل حلّ فعّال لرفع مستوى مرونة البشرة ومنحها مظهراً مشدوداً وأكثر شباباً؟ إليك دليلاً متكاملاً يغوص في التفاصيل العلمية والعملية لهذه التقنية.

صورة لهايلي بيبر من حسابها على إنستاغرام
صورة لهايلي بيبر من حسابها على إنستاغرام

ما هي تقنية المايكرونيدلينج؟

المايكرونيدلينج هو إجراء تجميلي دقيق يستخدم جهازاً مزوداً بإبر فائقة النحافة لإحداث وخزات صغيرة على سطح الجلد. هذه الإصابات الميكروية لا تسبّب ضرراً حقيقياً، لكنها كافية لتحفيز الجلد للدخول في وضعية الشفاء الطبيعية. خلال هذه العملية يبدأ الجلد بإنتاج المزيد من الكولاجين والإيلاستين البروتينين المسؤولين عن صلابة البشرة ومرونتها ما يجعلها طريقة فعّالة لتحسين البنية الداخلية للجلد من دون الحاجة إلى تدخل جراحي.

المايكرونيدلينج هو إجراء تجميلي دقيق يستخدم جهازاً مزوداً بإبر فائقة النحافة لإحداث وخزات صغيرة على سطح الجلد
المايكرونيدلينج هو إجراء تجميلي دقيق يستخدم جهازاً مزوداً بإبر فائقة النحافة لإحداث وخزات صغيرة على سطح الجلد

كيف يعمل المايكرونيدلينج على شد البشرة؟

عند إحداث الوخزات الدقيقة، يستجيب الجلد بسلسلة من العمليات البيولوجية الذكية:

  • تنشيط استجابة الشفاء
    تبدأ الخلايا بإفراز عوامل النمو التي تحفّز تجدد الخلايا، وتُفعّل الخلايا الليفية المسؤولة عن بناء الأنسجة الجديدة.
  • تعزيز إنتاج الكولاجين
    بفضل التحفيز المستمر من جلسة لأخرى، يرتفع معدل إنتاج الكولاجين والإيلاستين بشكل ملحوظ. ومع مرور الأسابيع، تبدأ البشرة في اكتساب صلابة ومرونة أعلى.
  • إعادة بناء الأنسجة العميقة
    يزداد سمك طبقة الأدمة تدريجياً وتتشكل مصفوفة جديدة من الألياف، ما يمنح الجلد بنية أقوى وقدرة أكبر على مقاومة الترهّل.

وعلى الرغم من أن الشد لا يحدث فوراً، فإن العملية التراكمية الجلسات المتتابعة مع الوقت اللازم لتكون الكولاجين تُظهر تحسناً واضحاً في شد الجلد ومظهره المتماسك.

الفوائد الجمالية للمايكرونيدلينج هو تحفيز تجدد البشرة
الفوائد الجمالية للمايكرونيدلينج هو تحفيز تجدد البشرة

هل المايكرونيدلينج فعّال فعلاً لشد البشرة؟

نعم، وفقاً لتجارب سريرية عديدة تشير إلى تحسن في ارتخاء الجلد وارتفاع ملموس في جودة البشرة بعد عدة جلسات منتظمة. فمحفزات الشفاء الطبيعية التي تطلقها البشرة عقب كل جلسة، إلى جانب تكوّن ألياف كولاجين جديدة، تساعد على شدّ الجلد وتحسين خطوطه الدقيقة. كما تم رصد تغيّر إيجابي في سمك طبقة الأدمة، وهو مؤشر قوي على تحسّن قوة الجلد البنيوية.

ولا بد من الإشارة إلى أن النتائج تختلف من امرأة لآخرى، وتعتمد على عوامل مثل العمر، عمق الوخز، عدد الجلسات، وخبرة المختص الذي يجري العلاج.

الفوائد الجمالية للمايكرونيدلينج

إلى جانب شد البشرة، توفّر هذه التقنية فوائد واسعة:

  • تحسين مظهر التجاعيد والخطوط الدقيقة
  • تنعيم ملمس الجلد وتقليل المسام الواسعة
  • تحفيز تجدد البشرة بشكل مستمر
  • التخفيف من ندوب حب الشباب والندوب السطحية
  • منح البشرة إشراقة صحية وطابعاً مشدوداً وشبابياً
  • سهولة دمجها مع علاجات أخرى مثل السيرومات والفيتامينات التي يتعزز امتصاصها عبر القنوات الدقيقة التي تُحدثها الإبر.

من هم الأكثر استفادة من المايكرونيدلينج؟

هذه التقنية مناسبة لمعظم أنواع البشرة، لكن تُعد مثالية لمن تعاني من:

  • ترهّل خفيف إلى متوسط في البشرة
  • فقدان المرونة والنضارة
  • تجاعيد سطحية ومتوسطة
  • آثار ندوب حب الشباب
  • ملمس غير متجانس للجلد

أما النساء اللواتي يستخدمن أدوية مميّعة للدم أو التي تعاني من التهابات جلدية نشطة، فعليهن استشارة طبيب مختص قبل الإقدام على العلاج.

الأعراض الجانبية والمخاطر

بشكل عام، يُعتبر المايكرونيدلينج آمناً عند تطبيقه لدى مختص محترف. ومع ذلك قد تظهر بعض الأعراض المؤقتة مثل:

  • احمرار يشبه حروق الشمس الخفيفة
  • تورم بسيط يستمر من ساعات إلى يومين
الأعراض الجانبية والمخاطر للمايكرونيدلينغ هو تورم بسيط يستمر ساعات إلى يومين
الأعراض الجانبية والمخاطر للمايكرونيدلينغ هو تورم بسيط يستمر ساعات إلى يومين
  • تقشّر خفيف بعد أيام قليلة

وفي حالات نادرة جداً قد يظهر التهاب أو كدمات، لذلك تبقى الخبرة المهنية للمختص عنصراً أساسياً في نجاح الجلسة وسلامتها.

كم تحتاج البشرة من جلسات؟

غالباً ما يُنصح بـ 3 إلى 6 جلسات بفواصل تتراوح بين 4 إلى 6 أسابيع.

وتعتمد المدة الدقيقة على:

  • عمر البشرة
  • مستوى الترهّل
  • هدف العلاج
  • نوع الجهاز المستخدم تقليدي أو مزوّد بتقنية الترددات الراديوية RF

كما يُفضّل الخضوع لجلسة عناية كل عدة أشهر للحفاظ على النتيجة.

العناية بالبشرة بعد الجلسة

لضمان نتائج مثالية، يوصي الخبراء بالالتزام بالتالي:

  • تجنب التعرض المباشر للشمس لمدة 48 ساعة
  • استخدام واقٍ شمسي بدرجة حماية عالية
  • ترطيب البشرة بكريمات لطيفة خالية من العطور
  • تجنب المكياج لمدة 24 ساعة
  • الابتعاد عن المقشرات والأحماض القوية لعدة أيام

الالتزام بهذه الخطوات يعزز من سرعة الشفاء وجودة النتائج.

الفرق بين المايكرونيدلينج وتقنية الـRF ميكرونيدلينج

بينما يعتمد المايكرونيدلينج التقليدي على الإبر الدقيقة لتحفيز إنتاج الكولاجين والإيلاستين بشكل ميكانيكي، تضيف تقنية RF ميكرونيدلينج (Radiofrequency Microneedling) عنصر الطاقة الحرارية عبر الترددات الراديوية أثناء وخز الإبر. هذا الدمج يزيد من فعالية شد البشرة، إذ:

  • يحفز الكولاجين بشكل أعمق في طبقات الجلد الداخلية.
  • يعزز شد الجلد بشكل أكبر مقارنة بالمايكرونيدلينج التقليدي وحده.
  • يمكن أن يكون أكثر فاعلية للبشرة المتقدمة في الترهّل أو لمن يبحثون عن نتائج أسرع.

باختصار، RF ميكرونيدلينج هو نسخة متقدمة من المايكرونيدلينج تمنح تأثيراً مضاعفاً في شد البشرة وتجديد نسيجها، مع نفس مميزات التقنية التقليدية من حيث الأمان والتعافي السريع.

التكامل مع علاجات أخرى لتعزيز النتائج

يمكن للمايكرونيدلينج أن يكون أكثر فعالية عند دمجه مع علاجات تجميلية أخرى مثل السيرومات المحتوية على فيتامين C أو حمض الهيالورونيك، أو حتى العلاجات بالليزر الخفيف. هذا التكامل يعزز امتصاص المكونات الفعالة، ويسرّع عملية تجديد الجلد، مما يمنح البشرة نتائج أكثر وضوحاً من حيث الشد والنضارة والملمس.

صورة لهايلي بيبر من حسابها على إنستاغرام