خاص لـ "هي": من السعودية إلى نيويورك.. خبيرة المكياج آية طارق تعيد تعريف الجمال بطريقتها
في عالم الجمال والفن، تبرز خبيرة المكياج السعودية آية طارق بأسلوبها المختلف الذي يمزج بين الإحساس الفني والواقعية. لا تتعامل آية مع المكياج كأداة للتجميل فقط، بل كوسيلة للتعبير والتواصل، ترى من خلالها الوجوه كمساحات تحكي قصصًا ومشاعر حقيقية.
من بداياتها البسيطة في مدينة ينبع إلى عروض الأزياء في نيويورك، سارت آية بخطوات ثابتة وشغف مستمر حتى أصبحت جزءًا من المشهد العالمي في عالم المكياج الفني والتحريري.
وفي حوارٍ خاص مع "هي"، تتحدث آية عن رحلتها المليئة بالتجارب والتحديات، وعن رؤيتها للجمال كفن ينبض بالصدق والتفاصيل، لا كقالب مثالي أو صيحة عابرة.
عن البداية... من مدينة ينبع حيث وُلد الشغف
عن بدايتها في هذا المجال، تقول آية: "بدأت وأنا صغيرة جدًا. كنت أحب متابعة عروض الأزياء، ليس لأرى المكياج الجميل فقط، بل لأنني كنت منبهرة بكيفية تحدّي الناس لفكرة الجمال التقليدي."
وتضيف: "كنت أضع المكياج لصديقاتي، وأبتكر من الألوان قصصًا صغيرة، وكل وجه كان بالنسبة لي لوحة تعبّر عن مزاج معيّن."
الانتقال إلى نيويورك... خطوة نحو عالم جديد
عن انتقالها من مدينة صغيرة إلى واحدة من عواصم الموضة العالمية، تتحدث آية قائلة: "انتقلت إلى نيويورك، وهناك واجهت بداية مختلفة تمامًا. عملت في إذاعة، ثم كنادلة في مطعم، قبل أن أبدأ خطواتي الأولى في عالم المكياج كمساعدة لفناني تجميل محترفين. كنت أتعلم كل يوم شيئًا جديدًا، ولم أرفض أي فرصة لأنها كانت تقرّبني من حلمي."
وتضيف عن تلك المرحلة: "كنت أتعلم كل يوم شيئًا جديدًا، ولم أرفض أي فرصة لأنها كانت تقرّبني من حلمي."
وتتابع حديثها عن تطور مسارها هناك: "مع الوقت بدأ الآخرون يثقون بي ويقترحونني للعمل بدلًا منهم، ومن هنا أصبحت جزءًا من فريق Pat McGrath منذ عام 2019، وشاركت في أهم عروض الأزياء مع أسماء مثل Erin Parson وSam Visser."
عن أسلوبها الجمالي بين الخيال والواقعية
تصف آية أسلوبها بأنه خَيالي وتجريدي، يميل إلى ما وراء الجمال الظاهر. حيث تقول: "أحيانًا أرى الجمال في الفوضى، في أثر الدموع على المسكارا، في التعب على الوجه. المكياج بالنسبة لي ليس لتحسين الملامح فقط، بل لتوصيل فكرة."
ومن بين أعمالها الأقرب إلى قلبها، تتحدث عن إطلالة بالكريستالات من "سواروفسكي"، وتصفها بأنها: "جميلة ومضيئة من الخارج، لكنها كانت تحمل شيئًا داخليًا صادقًا، إرهاقًا بسيطًا، شعورًا واقعيًا، جمالًا غير مصطنع."
بالنسبة لآية، تحضير أي جلسة مكياج يبدأ من فكرة، من عالم كامل تريد أن تنقله إلى الصورة النهائية. تقول: "أسأل نفسي دائمًا: ما القصة التي نريد أن نحكيها؟"
كل امرأة عالم وكل وجه قصة
تؤمن آية أن التعامل مع النساء الملهمات هو جزء أساسي من رحلتها، وتقول: "كل امرأة أعمل معها هي عالم مختلف. المهم بالنسبة لي أن تُظهر شخصيتها، لا أن أغيّرها."
وتذكر من بين تجاربها المميزة عملها مع ميدو ووكر، ابنة الممثل الراحل بول ووكر، وتقول: "كان الجمال فيها في بساطتها، في حضورها الطبيعي. دوري لم يكن أن أغيّرها، بل أن أكون خلف الصورة، أدعمها لتكون نفسها."
كما عملت آية أيضًا مع راما دواجي، سيدة نيويورك الأولى، وتقول عن هذا التعاون: "كانت تجربة مميزة وأتاحت لي إبراز حضورها بطريقة تناسب شخصيتها ومكانتها."
دروس من التجربة ورؤيتها الفنية في عالم الجمال
وعن أكثر ما تعلّمته من هذه الرحلة، توضح آية: "أهم ما تعلّمته هو الصبر والمرونة. عندما أتعامل مع شخص جديد، أول ما أحرص عليه هو بناء الثقة. لا يمكن أن أفرض رأيي من البداية، بل أبدأ بالتفاهم والانسجام حتى أشعر أننا في مساحة واحدة من الراحة."
وتضيف: "كل امرأة تختلف عن الأخرى، ولكل واحدة ذوقها ورؤيتها. دوري أن أستمع، وأتأقلم، وأعبّر عن شخصيتها من خلال المكياج. وبعد فترة من العمل المشترك، أبدأ بلطف في اقتراح أفكار جديدة أو تحدّي المفهوم التقليدي للجمال الذي اعتادت عليه."
ترى آية أن هذا التفاهم هو ما يميز فنان المكياج الحقيقي، قائلة: "في المكياج التحريري يمكن أن تكون أكثر حرية وتجريبًا، لكن مع المشاهير تحتاج إلى احترام ذوقهم والتعاون معهم. الجمال لا يُفرض، بل يُخلق من الحوار والثقة المتبادلة."
وتضيف: "أن التعاون بين الفنانين، ومنسقي الأزياء، والمصورين، ومصففي الشعر، هو ما يمنح الإطلالة روحها الحقيقية."
تختم آية حديثها قائلة: "المكياج علّمني الصبر، وعلّمني كيف أكون مرنة. عندما أعمل مع شخص ما، عليّ أن أخرج من رأسي وأفهمه أولًا. هذه هي المتعة الحقيقية، أن تخلق جمالًا صادقًا من تعاون وإنصات."