نحت الجسم بالتقنيات التجميلية الحديثة .. من الحرارة الى الضوء
لم يعد مفهوم الجمال في القرن الحادي والعشرين يقتصر على الكريمات والعناية السطحية، بل أصبح علماً متقدّماً يعتمد على تكنولوجيا دقيقة تجمع بين الضوء والحرارة والطاقة لإعادة تشكيل الجسم من الداخل إلى الخارج.
في زمن السرعة والنتائج الفورية، تبحث النساء عن حلول آمنة وغير جراحية تمنح قواماً مشدوداً ومتناسقاً دون ألم أو فترة نقاهة. وهنا تأتي التقنيات الحرارية والضوئية لنحت الجسم كأحد أبرز الإنجازات في عالم الجمال الحديث، حيث تمزج بين الابتكار والفعالية لتمنحكِ جسداً منحوتاً وبشرة أكثر شباباً وإشراقاً.

ما المقصود بنحت الجسم بالتقنيات الحرارية والضوئية؟
نحت الجسم بهذه التقنيات هو علاج تجميلي غير جراحي يعتمد على استخدام موجات حرارية أو ضوئية تستهدف الدهون العنيدة تحت الجلد، وتعمل في الوقت نفسه على تحفيز إنتاج الكولاجين والإيلاستين لشد البشرة وتحسين ملمسها.
تكمن الفكرة في تسخين الطبقات العميقة من الجلد بدرجة مدروسة بعناية دون أن تؤذي السطح الخارجي، ما يؤدي إلى تفكك الخلايا الدهنية وتدميرها بشكل تدريجي وطبيعي.
وتُعد هذه التقنيات الحل المثالي لمن تعاني من تراكمات دهنية موضعية في مناطق مثل البطن، الفخذين، الذراعين، أو تحت الذقن، حيث يصعب التخلص منها بالحمية أو التمارين الرياضية فقط.

كيف تعمل هذه التقنيات من الداخل؟
عندما تُعرض منطقة معينة للحرارة أو الضوء، ترتفع درجة حرارة الخلايا الدهنية إلى المستوى الذي تبدأ فيه بالتحلل أو "الانكماش".
يحدث ذلك من دون أي جرح أو تدخل جراحي، إذ يكتشف الجسم هذه الخلايا كدهون "مستعملة" فيتخلص منها تدريجياً عبر الجهاز اللمفاوي خلال أسابيع.
أما الطبقة السطحية من الجلد فتستفيد أيضاً من التسخين المعتدل الذي ينشّط الخلايا الليفية المسؤولة عن إنتاج الكولاجين، مما يؤدي إلى بشرة مشدودة وأكثر نعومة.
والنتيجة تصبح قوام ممشوق وبشرة أكثر تماسكا وإشراقاً دون أي حاجة للتخدير أو فترات تعافٍ طويلة.
التقنيات المستخدمة بين الضوء والحرارة
هناك نوعان رئيسيان من هذه العلاجات المتطورة، لكل منهما ميزاته الخاصة:
التقنيات الحرارية (Thermal Technologies):
تعتمد على الطاقة الحرارية الناتجة عن موجات الراديو (Radiofrequency) أو الأشعة تحت الحمراء لتسخين الأنسجة العميقة.
- موجات الراديو (RF): ترفع حرارة الأنسجة إلى حدود 42-45 درجة مئوية، مما يحفّز إفراز الكولاجين ويقلل سماكة الخلايا الدهنية.
- الأشعة تحت الحمراء (Infrared): تصل إلى أعماق أكبر داخل الأنسجة وتزيد من تدفق الدم، فتساعد في تصريف الدهون وتحسين مرونة الجلد.

التقنيات الضوئية (Laser-Based Technologies):
تعتمد على أشعة الليزر منخفضة الكثافة التي تخترق الطبقات المتوسطة من الجلد وتستهدف الدهون مباشرة.
الليزر يعمل عبر تحفيز تفاعل ضوئي داخل الخلية الدهنية يجعلها تطلق محتواها من الدهون الثلاثية دون تدميرها بالكامل، وهو ما يُعرف بـ"التحلل الضوئي الانتقائي".

أشهر الأجهزة والتقنيات المعتمدة عالمياً
شهدت السنوات الأخيرة تطوراً كبيراً في الأجهزة المخصصة لنحت الجسم، وأبرزها:
- جهاز Vanquish ME
يستخدم الموجات الراديوية الحرارية لتفكيك الدهون في مناطق واسعة مثل البطن والفخذين دون ملامسة الجلد، ويتميز بإحساس دافئ مريح أثناء الجلسة. - تقنية SculpSure
معتمدة من الـFDA، وتستخدم أشعة الليزر الحراري لتسخين الخلايا الدهنية حتى 47 درجة مئوية، ما يؤدي إلى تدميرها نهائياً وخروجها من الجسم بشكل طبيعي. - جهاز Emsculpt Neo
مزيج فريد يجمع بين الموجات الكهرومغناطيسية عالية الكثافة والحرارة، ما يسمح بحرق الدهون وتقوية العضلات في الوقت نفسه. - Thermage وExilis Ultra
تركز على شد الجلد من خلال الموجات الحرارية العميقة، وتُستخدم أيضاً لتحديد الفك وشد الرقبة والبطن. - جهاز LipoLight Pro
يعتمد على ضوء الليزر منخفض الكثافة لتحفيز الخلايا الدهنية على إطلاق محتواها دون ألم أو كدمات.
الفوائد الجمالية والصحية
ما يجعل هذه التقنيات محبوبة لدى النساء هو أنها تجمع بين النتائج السريعة والأمان العالي، ومن أبرز فوائدها:
- نحت القوام بطريقة طبيعية دون جراحة أو تخدير.
- شد الجلد وتحسين مرونته عبر تحفيز الكولاجين.
- التخلص من الدهون العنيدة في مناطق يصعب تمرينها.
- تحسين الدورة الدموية واللمفاوية مما يعزز تصريف السموم والسوائل.
- تحسين ملمس الجلد ومظهر السيلوليت بوضوح بعد الجلسات الأولى.
فإن هذه التقنيات لا تعمل فقط على إذابة الدهون، بل تُعد علاجاً شاملاً ينعش البشرة ويعيد توازنها من الداخل، خاصة عندما تُدمج مع نظام غذائي صحي وترطيب كافٍ.
من تناسبه هذه العلاجات؟
- النساء اللواتي يمتلكن وزناً قريباً من المثالي ولكن يعانين من مناطق دهون مقاومة للحمية.
- من يعانين من ترهل طفيف إلى متوسط في الجلد.

- من يبحثن عن شدّ سريع للبطن أو الذراعين قبل المناسبات.
أما الحالات التي لا تُناسبها هذه التقنية فهي:
- من تعاني من سمنة مفرطة.
- الحوامل أو المرضعات.
- من لديهن أمراض جلدية نشطة في المنطقة المستهدفة.
عدد الجلسات والنتائج المتوقعة
تختلف النتائج حسب التقنية المستخدمة والمنطقة المعالجة. عادةً ما يُنصح بـ من 4 إلى 6 جلسات تفصل بينها أسابيع قليلة.
يبدأ التحسّن بالظهور بعد الجلسة الثانية أو الثالثة، بينما تستمر النتائج بالتطور حتى 3 أشهر بعد انتهاء العلاج بفضل استمرار تحفيز إنتاج الكولاجين في الجلد.
وفي بعض الحالات، يمكن الجمع بين عدة تقنيات في خطة علاجية واحدة لتحقيق نتيجة مثالية ومظهر ممشوق طويل الأمد.
العناية بعد الجلسة
رغم أن هذه التقنيات لا تحتاج إلى فترة تعافٍ، إلا أن العناية اليومية تساعد على تعزيز النتائج:
- شرب كميات وفيرة من الماء للمساعدة على طرد الدهون المتحللة.
- تدليك الجسم بزيوت طبيعية مثل زيت اللوز أو الأرغان لتحسين الدورة الدموية.
- تجنب تناول الأطعمة الغنية بالدهون في الأيام التالية للجلسة.
- الالتزام بالرياضة الخفيفة للحفاظ على اللياقة وشد العضلات.
الآثار الجانبية المحتملة
يصف الأطباء هذه التقنيات بأنها آمنة جداً، لكن بعض النساء قد يشعرن بحرارة طفيفة، احمرار بسيط، أو وخز خفيف يزول خلال ساعات.
وفي حالات نادرة جداً، قد يحدث تورّم بسيط يختفي خلال يوم أو يومين. لذلك، يُنصح دائماً بإجراء الجلسة لدى أخصائي معتمد يمتلك خبرة في استخدام الأجهزة لضمان الأمان والنتائج المتوقعة.