رحلتكِ مع "هي" عبر القارات للتعرف على أبرز الثقافات الجمالية التي لا تندثر عبر الأجيال

سيظل عالم الجمال بمثابة لغة تخاطب بها الشعوب تاريخها، وتعبّر عن قيمها وأحلامها؛ ويحمّلها الأجيال كإرثٍ ثقافيٍ فريد، ينقل عبر السنين "حكايات الهوية، والفخر، والانتماء".

من طقوس البشرة في اليابان إلى أناقة الفرنسيات الطبيعيّة، ومن إشراقة الكوريات إلى زينة الأفريقيات المفعمة بالمعاني، كل ثقافة تنسج خيوط جمالها بخيوط من التقاليد والأسرار التي تتوارثها الأمهات والجدّات.

من هذا المنطلق، جمعت لكِ عبر موقع"هي" أبرز الثقافات الجماليةومعاييرها المختلفة التي لا تندثر عبر الأجيال. لذا، استعدي لرحلة نغوص فيها عبر القارات، ونكتشف من خلالها كيف حافظت هذه الثقافات على جمالها رغم تغير العصور.

كيف يُشكّل عالم الجمال جزءًا من هويتنا؟

إن عالم الجمال ليس مجرد خطوط للعناية بالبشرة أو صيحات موضة عابرة، بل هو جذورٌ تمتدّ في تربة التراث، وتُغذّي مفهوم الجمال بمعاني أعمق من المظهر. كما أنه يُذكّرنا بأن الجمال قصة إنسانية متعددة الأوجه، كل فصل منها ملوّن بلمسة ثقافة فريدة.

لماذا تستمر التقاليد الجمالية عبر العصور؟

لأنها تمثل هوية الأمة، وهي الدرع الذي يحمي تنوّع العالم الجمالي من أن يُسحق بموجة العولمة الموحّدة. فهي تثري حياتنا بألوان من الإبداع والتاريخ، وتجعل من عالم الجمال قوة نابضة بالحياة.

ما هي أبرز الثقافات الجمالية الموروثة عبر الأجيال؟

يتوارث الأجيال حول العالم مفاهيم وممارسات جمالية تعكس ثقافاتهم وتاريخهم وقيمهم؛ أبرزها ما يلي:

الثقافة اليابانية.. البساطة والنقاء

تُركز على التوازن الداخلي والخارجي، حيث يُعتبر الجمال انعكاسًا للصحة النفسية والجسدية. أما عن الممارسات الموروثة فهي :" استخدام ماء الأرزلتفتيح البشرة وتنقيتها، الاعتماد على مكونات طبيعية مثل (الشاي الأخضر والطحالب)، والتنظيف المزدوج (باستخدام زيت ثم منظف مائي) للحفاظ على نقاء البشرة، من أجل الحصول دومًا علىبشرة متوازنة وصحية تبدو طبيعية وخالية من العيوب.

الثقافة الكورية.. الطبقات والإشراقة

يعتمد عالم الجمال الكوري على العناية المكثفة بالبشرة لتحقيق "بشرة زجاجية" نضرة. أما عن الممارسات الموروثة فهي:"روتين متعدد الخطوات (حتى 10 خطوات) يشمل التنظيف، التونر، الإيسنس، السيروم، والأقنعة، استخدام أقنعة الورق (Sheet Masks) الغنية بمكونات مثل (حمض الهيالورونيك)، والتركيز على الترطيب العميق لحماية حاجز البشرة من أجل الحصول على إشراقة طبيعية وشبابية

الثقافة الفرنسية.. الأناقة الطبيعية

يكّمن الجمال الفرنسي في البساطة والثقة بالنفس، مع التركيز على العناية بدلًا من التغطية بالمكياج. أما عن الممارسات الموروثة فهي: "استخدام مياه ميسيلار لتنظيف البشرة بلطف، روتين قصير لكن فعال (تونر، سيروم، مرطب، والواقي الشمسي)، والعناية المبكرة بالمناطق الحساسة مثل (العيون والشفاه) من أجل الحصول على مظهر طبيعي وأنيق يعكس الراحة والثقة.

الثقافة الأفريقية.. التميز بالجسد والزينة

يرتبط  الجمال الإفريقي بالخصوبة والصحة، حيث يُقدَر الجسد الممتلئ كعلامة على الرفاهية. أما عن الممارسات الموروثة فهي:"تسمين الفتيات في بعض الثقافات مثل (غرب أفريقيا) كرمز للجمال، استخدام الزينة التقليدية مثل (الأوشام والأقراط الكبيرة)، والاعتماد على الرموز الطبيعية مثل (لون البشرة والشعر) من أجل تعزيز الهوية الثقافية والروحية.

الثقافة العربية.. التميز بالملامح والأنوثة

يعكس عالم الجمال العربي الأنوثة والقوة، مع تركيز على ملامح محددة. أما عن الممارسات الموروثة فهي :" تفضيل الشعر الأسود الطويل والكثيف، الاهتمام بالعيون الواسعة والرموش الكثيفة، البشرة الصافية والجسم المتناسق (لا نحيف ولا بدين)، والزينة الطبيعية مثل (الغمازات وحبة الخال) من أجل التوازن بين الجمال الخارجي والجاذبية التقليدية.

الثقافة الصينية.. الأنوثة والدقة

يرتبط عالم الجمال الصيني بالأنوثة المتطرفة والدقة في الملامح. أما عن الممارسات الموروثة فهي: "تفضيل الأقدام الصغيرة والأصابع النحيفة، الشعر الأسود الداكن والطويل، البشرة الفاتحة والشفاه الممتلئة والحمراء من أجل الحصول على جمال ناعم ومتناغم.

الثقافة الهندية.. الروحانية والرمزية

يرتبط عالم الجمال الهندي بالقيم الروحية والرمزية، مثل "ساتيام شيفام سوندارام" (الحق، الخير، الجمال). أما عن الممارسات الموروثة فهي: "استخدام الرموز والألوان في الزينة والملابس، الاعتماد على الفنون التقليدية مثل (الرقص والموسيقى) من أجل التعبير عن التناغم بين القيم المادية والروحية.

الثقافة الغربية.. التطور والتنوع

يعكس عالم الجمال الغربي لموضة الحديثة والتنوع، مع تأثير كبير من الوسائل الإعلامية. أما عن الممارسات الموروثة فهي: "التركيز على الجسم النحيف والملامح الجذابة (في أوروبا وأمريكا)، الاهتمام بالبشرة البرونزية أو الداكنة (كموضة حديثة)، واستخدام العمليات التجميلية لتحقيق المعايير السائدة، من أجل مواكبة الصيحات العالمية والتركيز على الجمال الخارجي.

الجدير بالذكر، الثقافات الجمالية السالفة الذكر توضح "كيف يتوارث الأجيال مفاهيم الجمال التي تشكل جزءًا أساسيًا من هويتهم).  لكن رغم تأثير العولمة في توحيد بعض المعايير،إلا أن العديد من المجتمعات تحافظ على تقاليدها الجمالية الفريدة، مما يثري التنوع العالمي ويسلط الضوء على الجمال كظاهرة متعددة الأوجه تعكس التاريخ والقيم والبيئة.

ماذا عن أبرز المعايير الجمالية التي لا تندثر عبر الأجيال؟

هناك عدد من المعايير الجمالية التي تظهر مرونةً استثنائية، فتتخطى حواجز الزمن وتظل راسخة عبر الأجيال والثقافات المختلفة. هذه المعايير غالبًا ما تكون متجذرة فيالإنسان، أو في قيم اجتماعية وروحية عميقة، وليس فقط في صيحات الموضة العابرة؛ وأبرزها:

تناسق الوجه والجسم (Symmetry)

 يُعتبر التناسق على مستوى جانبي الوجه والجسم مؤشرًا بيولوجيًا قويًا على الصحة الجيدة والجينات السليمة. يعمل العقل البشري لا إراديًا على إدراك الوجوه المتناسقة كأكثر جاذبية. علمًا أن هذا المعيار عالمي وقديم جدًا، موجود في منحوتات الحضارات اليونانية والمصرية القديمة، ولا يزال قويًا في كل الثقافات الحديثة.

نقاء وصفاء البشرة  (Clear & Healthy Skin)

تُعدّ البشرة الصافية الخالية من العيوب هي علامة أساسية على الصحة العامة، الشباب، والخصوبة. إذ تشير إلى خلو الجسم من الأمراض والطفيليات، وتغذية جيدة. يُعتبر هذا المعيار من أقدم المعايير على الإطلاق. الجدير بالذكر أن المصريون القدماء كانوا يستخدمون أقنعة الطين والعسل لتنقية بشرتهم؛ وهو معيار أساسي في كل الثقافات من آسيا إلى أفريقيا إلى أوروبا.

العيون الواضحة واللامعة  (Bright & Clear Eyes)

تُعتبر العيون اللامعة (بياض الصلبة فيها ناصع) هي علامة على الصحة والشباب والحيوية. كما أنها نافذة على الحالة النفسية، فالإنسان السعيد والمتيقظ عيونه أكثر بريقًا. وهنا يتم التركيز على تعزيز جمال العيون بالمكياج والزينة فيالثقافات المتنوعة من آلاف السنين مثل (كحل، ظلال عيون).

الشعر الصحي والكثيف  (Lustrous & Thick Hair)

يُعتبر رمزًا للقوة والحيوية (حتى عند الرجال)، وهو مؤشر قوي على الصحة الجيدة والتغذية السليمة. هذا معيار لا يختفي لكن قد تختلف تسريحات الشعر والطول المفضل بين ثقافة وأخرى، ولكن جودة الشعر نفسه (كثافة، لمعان، قوة) تبقى معيارًا جماليًا ثابتًا.

الخصر النحيل للنساء (A Defined Waist)

هو إشارة بيولوجية قوية على الخصوبة والصحة الجيدة لدى المرأة. هذا المعيار متجذر بعمق في الغريزة البشرية. علمًا أنه ظهر في الفنون والمنحوتات منذ العصر الحجري (فينوس ويلندورف)، وفي العصر الفيكتوري (الكورسيهات)، ولا يزال حاضرًا بقوة اليوم.

الابتسامة الجميلة والأسنان الصحية  (A Healthy Smile)

هما علامة على الصحة والعناية الجيدة. إذ تُعد الابتسامة إشارة اجتماعية للإيجابية والود. أما الأسنان الصحية فهو معيار قديم منذ القدماء المصريين والرومان، إلى أن أصبح من أكثر الإجراءات التجميلية شيوعًا في العالم.

الثقة بالنفس والحيوية  (Confidence & Vitality)

هذا المعيار غير مادي، لكنه الأكثر ثباتًا. فالوقفة، المشية، نبرة الصوت، والطاقة التي تبعثها المرأة هي مؤشرات على صحتها النفسية والجسدية وقوتها الداخلية. علمًا أن الشخص الواثق، القادر على القيادة والتعبير عن نفسه يُنظر إليه في كل الحضارات، على أنه جذاب وجميل، بغض النظر عن المعايير المادية المتغيرة.

الجدير بالذكر، أن المعايير الجمالية السالفة الذكر هي بمثابة "القاعدة الثابتة" التي تُبنى عليها صيحات الجمال المتغيرة. قد تختلف طريقة تحقيقها أو تعزيزها مثل (استخدام المكياج، أو عمليات التجميل، أو أنماط الملابس)، ولكن الجذور العميقة لهذه المعايير المرتبطة بالصحة والخصوبة والقوة تحديدًا، ستظل كما هي، مما يجعلها لغة جمالية عالمية يفهمها الجميع عبر الزمن.

الصور من حسابات النجمات على انستغرام ومن وكالة أ أف ب.