
الدكتور أيمن عبد الوهاب لـ "هي": هذه مخاطر العلاجات القاسية على صحة الحاجز الجلدي
بما أن جلدكِ هو خط دفاعكِ الأول ضد العالم الخارجي، وعندما تتعجلين في "سحق" المشكلة بعلاجات قاسية وسريعة، فقد تكّسبين معركةً واحدة، و لكن ستخسرين الحرب!. نعم، ولا تستغربي من حديثي؛ لأنكِ ستُصابين بترقق الجلد، العدوى المُتكررة، وحتى تلف دائم. علمًا أن جميعهاعواقب محتملة، وخصوصًا عندما تُهملين استشارة الطبيب.
وللتوضيح أكثر، دعيني أسألكِ: "هل سبق أن استخدمتِ كريمًا قويًا لعلاج مشكلة جلدية، فتحسنتِ بسرعة، لكن بعد فترة عادت المشكلة أسوأ من قبل؟؛ فإذا كانت إجابتكِ "نعم"؛ فإنهذا هو الخطر الخفي للعلاجات القاسية أو العشوائية على صحة الحاجز الجلدي.
لذا، لا تُضحّي بصحة جلدكِ وبشرتكِ من أجل نتائج سريعة؛ والأفضل دومًا استخدامكِ للعلاجات التدريجية الآمنة، التشخيص الدقيق لسبب المشكلة، والوقاية طويلة المدى بدلًا من الحلول المؤقتة.
من هذا المنطلق، سأطلعكِ عبر موقع "هي" على مخاطر العلاجات القاسية على صحة الحاجز الجلدي على المدى الطويل، وفي نفس الوقت الحالات التي تستدعي استخدام هذه العلاجات تحديدًا؛ بناءً على توصيات استشاري الأمراض الجلدية الدكتور أيمن عبد الوهاب من القاهرة.
ما هي مخاطر العلاجات القاسية على صحة الحاجز الجلدي على المدى الطويل؟

ووفقًا للدكتور أيمن، العلاجات القاسية والسريعة قد تكون ضرورية في بعض الحالات الجلدية الحادة، لكن استخدامها من دون ضوابط يمكن أن يؤدي إلى تلف في الحاجز الجلدي ومضاعفات صحية خطيرة. لذلك، يوصى دائمًا باتباع تعليمات الطبيب وعدم المبالغة في استخدام هذه العلاجات لفترات طويلة؛ أما عن أبرز هذه المخاطر فهي:
ترقق الجلد وضعف الحاجز الواقي
يُمكن أن يُسبب الاستخدام المطول للكورتيكوستيرويدات الموضعية القوية مثل (الهيدروكورتيزون) ترققًا في الجلد، مما يجعله أكثر عرضة للجروح والعدوى؛ وأيضًا ظهور علامات تمدد دائمة وتشققات جلدية. من ناحية أخرى، قد يُعطل الكورتيزونعملية تجديد الخلايا الجلدية الطبيعية، مما يضعف قدرة الجلد على إصلاح نفسه وحماية الجسم من العوامل الخارجية مثل "البكتيريا والفيروسات".
زيادة الحساسية للشمس والسرطان الجلدي
تزيد بعض الأدوية مثل المضادات الحيوية (التتراسيكلين) ومدرات البول من حساسية الجلد للأشعة فوق البنفسجية، مما يرفع خطر الإصابة بحروق الشمس الشديدة وحتى سرطان الجلد مثل "سرطان الخلايا الحرشفية". كما أن مثبطات المناعة مثل (الآزوثيوبرين) تُقلل من دفاعات الجلد الطبيعية ضد أضرار الأشعة فوق البنفسجية، مما يُضاعف من خطر التلف الجلدي طويل المدى.
اضطرابات التصبغ وتلف الأنسجة
يُمكن أن تُسبب العلاجات القاسية مثل "الكورتيزون" تغيرات في لون البشرة، مثل فرط التصبغ أو نقص التصبغ، وخصوصًا لدى صاحبات البشرة الداكنة. وفي حالات مثل متلازمة ستيفنس جونسون الناتجة عن "رد فعل تحسسي شديد للأدوية"، قد يُسبب العلاج السريع بالكورتيكوستيرويدات تلف الجلد والأغشية المخاطية، مما يؤدي إلى ندوب وتغيرات دائمة في لون الجلد.
تفاقم الالتهابات والعدوى الثانوية
يُمكن أن يؤدي إيقاف العلاج القاسي فجأة مثل (الكورتيزون) إلى انتكاسات شديدة في الحالات الجلدية الالتهابية مثل "الأكزيما أو الصدفية"، مما يجعل الحالة أكثر صعوبة في العلاج لاحقًا. من ناحية أخرى، يزيد ضعف الحاجز الجلدي بسبب العلاجات القاسية من خطر العدوى البكتيرية أو الفطرية الثانوية، مثل "التهاب النسيج الخلوي أو القوباء".
مضاعفات جهازية خطيرة
يُمكن أن يُسبب امتصاص الأدوية الموضعية القوية مثل "الكورتيزون" في مجرى الدم آثارًا جانبية جهازية مثل متلازمة كوشينغ (زيادة الوزن، ارتفاع ضغط الدم، وهشاشة العظام). وفي حالات نادرة، قد تؤدي العلاجات القاسية والسريعة إلى تفاعلات تحسسية مهددة للحياة مثل "الوذمة الوعائية أو صعوبة التنفس"، وخصوصًا إذا كانت المريضة تُعاني من حساسية تجاه مكونات الدواء.
ماذا عن الحالات الجلدية التي تستدعي استخدام العلاجات القاسية والسريعة؟

أوضح دكتور أيمن، أن هناك بعض الحالات الجلدية التي قد تستدعي استخدام علاجات قاسية وسريعة، مثل "الكورتيكوستيرويدات القوية، الأدوية المثبطة للمناعة، أو العلاجات الجهازية السريعة" بسبب خطورتها أو شدتها؛ وتشمل هذه الحالات ما يلي:
الأمراض الجلدية الالتهابية الشديدة
- الصدفية الشديدة: قد تتطلب علاجًا سريعًا بالكورتيكوستيرويدات الجهازية أو البيولوجيات مثل Adalimumab لتقليل الالتهاب ومنع المضاعفات مثل العدوى الثانوية أو اختلال توازن السوائل.
- التهاب الجلد التأتبي "الإكزيما الشديد": قد يُستخدم الكورتيزون الموضعي القوي أو الأدوية المثبطة للمناعة مثل Tacrolimus لفترة قصيرة في حالات النوبات الحادة مع تشققات جلدية ونزيف.
الأمراض المناعية الذاتية
- الذئبة الحمامية الجلدية (Cutaneous Lupus): قد تُستخدم الأدوية المثبطة للمناعة مثل Methotrexate أو Hydroxychloroquineفي الحالات الشديدة.
- الفقاع (Pemphigus): مرض نادر يسبب تقرحات جلدية، ويعالج بالكورتيكوستيرويدات القوية والأدوية المثبطة للمناعة مثل Azathioprine.
العدوى الجلدية الشديدة
- التهاب النسيج الخلوي (Cellulitis) الشديد: قد يحتاج إلى مضادات حيوية قوية عن طريق الوريد مثل Vancomycin إذا كان مصحوبًا بعدوى بكتيرية مقاومة.
- القوباء الفيروسية الشديدة مثل "الهربس النطاقي: تُستخدم مضادات الفيروسات الجهازية مثل Acyclovir بجرعات عالية لمنع انتشار العدوى.
حالات فرط التكاثر الجلدي
قد يتطلب سرطان الجلد مثل "الميلانوما أو سرطان الخلايا الحرشفية"علاجًا سريعًا بالجراحة أو العلاج الكيميائي الموضعي أوالجهازي.
الحالات التحسسية المهددة للحياة
- متلازمة ستيفنز جونسون (SJS) والتسمم الدوائي (TEN): قد تتطلب تدخلًا سريعًا بالكورتيكوستيرويدات الوريدية أو الغلوبولين المناعي الوريدي (IVIG) لمنع تلف الجلد والأعضاء الداخلية.
- الوذمة الوعائية (Angioedema) الشديدة: تعالج بالإبينفرين والكورتيكوستيرويدات الجهازية، وخصوصًا إذا أصابت الجهاز التنفسي.
الحالات النادرة والمؤلمة
- الحزاز المسطح الشديد (Lichen Planus): قد يُعالج بحقن الكورتيزون الموضعي أو الأدوية الجهازية.
- تصلب الجلد (Scleroderma) في مراحله المبكرة:تُستخدم أحيانًا الأدوية المُعطلة للمناعة لإبطاء تطور المرض.
متى يُسمح باستخدام العلاجات القاسية لتعزيز صحة الحاجز الجلدي؟

أشار دكتور أيمن، إلى أنه يُسمح باستخدام العلاجات القاسية،عندما تفشل العلاجات الخفيفة أو تكون الحالة مهددة للحياة. مع مراعاة استخدامها لفترة محدودة لتجنب الآثار الجانبية طويلة المدى مثل "ترقق الجلد أو العدوى تحديدًا"؛ والأهم تحت إشراف طبي دقيق، مع مراقبة المريضة للكشف عن أي مضاعفات مبكرًا.
هل يوجد بدائل أكثر أمانًا للأمراض الجلدية المزمنة السالفة الذكر؟
نعم، فقد أكد دكتور أيمن، على أنه في بعض الحالات، يمكن اللجوء إلى العلاجات البيولوجية مثل Dupilumab للإكزيما التي تكون أكثر دقة في استهداف الالتهاب مع آثار جانبية أقل مقارنةً بالكورتيكوستيرويدات.
على الهامش.. نصائح وقاية للحفاظ على صحة الحاجز الجلدي

- استخدمي العلاجات القوية فقط تحت إشراف طبي وتجنبي العلاج الذاتي.
- انتظمي في تطبيق الواقي الشمسي بعامل حماية عالٍ (SPF 30+) كل ساعتين، وتجنبي التعرض المباشر لأشعة الشمس، وخصوصًا إذا كنتِ تتناولين أدوية تزيد من حساسية للضوء.
- داومي على استخدام مرطبات لطيفة خالية من العطور لمساعدتكِ في استعادة الحاجز الجلدي.
- لا تهملي الفحص الدوري للجلد لدى طبيب الأمراض الجلدية لاكتشاف أي تغيرات غير طبيعية مبكرًا.
وأخيرًا، تذكّري دومًا أن بشرتكِ تستحق العناية الحكيمة، فلا تُعرضيها لخطر العلاجات العشوائية والقاسية، واستشيري دومًا طبيبًا متخصصًا قبل أن تندمي!.