الطبيبة المتخصصة في الطب التجميلي د. مايا شهسڤري

الطبيبة المتخصصة في الطب التجميلي د. مايا شهسڤري لـ"هي": لكل وجه قصة... ومهمتي أن أستمع للمرأة أولًا

سينتيا قطار
16 يونيو 2025

في عالم تتسارع فيه معايير الجمال وتنتشر فيه المفاهيم النمطية، تبرز الدكتورة مايا شهسڤري، الطبيبة المتخصصة في الطب التجميلي، كرائدة في تقديم مفهوم جديد للجمال يعتمد على الأصالة والفردية والنتائج الطبيعية المبنية على العلم. من خلال عيادة "أورونيكس"، تقدم الدكتورة مايا تجربة متكاملة وفريدة تتجاوز الجمال السطحي لتُلامس عمق الشخصية والهوية. في هذا اللقاء، تشاركنا رؤيتها حول أبرز التحديات الجمالية في منطقة الشرق الأوسط، وكيفية تصميم علاجات مخصصة لكل فرد، كما تكشف عن المفاهيم الخاطئة، وأسرار بناء علاقة ثقة بين الطبيب والمريض.

الطبيبة المتخصصة في الطب التجميلي د. مايا شهسڤري

من خلال خبرتك، ما هي أبرز مشكلات البشرة التي ترينها بين العملاء في الشرق الأوسط؟ وما العوامل التي تساهم في ظهورها: المناخ، نمط الحياة، أم العوامل الوراثية؟

أكثر ما ألاحظه في المنطقة هو انتشار مشكلات التصبغات الجلدية والكلف، نتيجة التعرض المستمر لأشعة الشمس، إلى جانب التأثيرات الهرمونية والاستعداد الوراثي لإنتاج الميلانين بنسبة أعلى. حتى الأشخاص الذين يستخدمون واقي الشمس بانتظام يعانون من هذه المشكلات. ألاحظ أيضاً معاناة الكثير من الأشخاص من جفاف البشرة وافتقارها للنضارة. فالمناخ الصحراوي والتعرض المستمر لأجهزة التكييف يؤدي إلى فقدان الرطوبة من الجلد وإضعاف حاجزه الطبيعي.

الشيخوخة المبكرة من المشكلات الشائعة أيضاً، حيث تظهر الخطوط الدقيقة والترهل وفقدان المرونة في سن مبكرة، وذلك نتيجة التعرّض لأشعة الشمس، والتلوث، والتدخين، والعادات الغذائية. كذلك ألاحظ تزايد حالات البشرة الحساسة والمتهيجة، بسبب الانتقال المستمر بين الحرارة العالية في الخارج والبرودة الجافة داخل الأماكن المغلقة. الملمس غير المتساوي واتساع المسام أيضاً من الشكاوى المتكررة، وتعود هذه المشكلات غالباً إلى نوع البشرة الدهنية، والغبار، وتلوث الهواء. كما أن بعض أنواع البشرة في الشرق الأوسط وجنوب آسيا تميل إلى ظهور الندوب والتصبغات بشكل واضح بعد أي إصابة بسيطة، نتيجة الاستجابة القوية في عملية التئام الجروح. باختصار، المناخ ونمط الحياة والعوامل الوراثية تتفاعل بطريقة تؤثر بشكل مباشر على صحة البشرة ومظهرها في هذه المنطقة.

الطبيبة المتخصصة في الطب التجميلي د. مايا شهسڤري

كيف تقومين بتخصيص العلاجات التجميلية والعناية بالبشرة لمواجهة التحديات الناتجة عن الشمس القوية، الجفاف، وكثرة السفر؟

نبدأ بتحليل شامل للبشرة باستخدام تقنيات متقدمة تتيح لنا فهم احتياجات كل فرد بدقة. ونتعاون مع علامات طبية موثوقة قائمة على البحوث العلمية المثبتة.

كما نحرص على تقديم استشارات طويلة وخدمة متابعة دقيقة بعد العلاج، ما يسمح لنا بتقديم حلول واقعية قابلة للتطبيق تتماشى مع نمط حياة كل شخص وظروفه اليومية.

تؤكدين دائما على أهمية التخصيص المبني على البيانات. كيف يُترجم هذا النهج عند التعامل مع البشرة المتنوعة في منطقة الخليج؟

نؤمن بأن التخصيص هو الأساس، وخاصة في منطقة ثرية بالثقافات والأعراق كمنطقة الخليج. نستخدم تقنيات تحليل متقدمة تسمح لنا بفهم ملامح البشرة وبنيتها بشكل دقيق، ما يجعلنا قادرين على تصميم خطة علاج مخصصة لكل شخص.

البشرة المتنوعة تتفاعل بطرق مختلفة مع التقدم في السن، والتصبغات، والالتهابات، والعلاجات نفسها. لذلك، نحن لا نعتمد أسلوباً موحداً، بل نحترم الخصائص الفردية لكل عميل، ونسعى لتعزيز جماله الطبيعي لا تغييره.

ما هي أبرز المفاهيم الخاطئة التي تواجهينها في المنطقة حول العلاجات التجميلية؟ وكيف تتعاملين معها؟

أكثر مفهوم خاطئ أواجهه هو الاعتقاد بأن الفيلر يجعل الوجه يبدو غير طبيعي أو مبالغاً فيه. وهذا سببه التأثر بصور مفرطة على وسائل التواصل الاجتماعي. في عيادتنا، نتبع نهجاً دقيقاً ومتوازناً، حيث نستخدم الفيلر كوسيلة لاستعادة التوازن الطبيعي للوجه وليس لتغييره. نوضح للعملاء أن الهدف هو المحافظة على الجمال الطبيعي وتعزيزه بطريقة لا يمكن ملاحظتها.

الطبيبة المتخصصة في الطب التجميلي د. مايا شهسڤري

هل تلاحظين تغيّراً في نظرة الناس للتقدم في السن؟

نعم، هناك تحوّل واضح نحو قبول التقدّم في السن بطريقة راقية، والتركيز على الحفاظ على الجمال بدلاً من مطاردة الشباب. فلسفتنا قائمة على الترميم الطبيعي، وتمكين العملاء من رؤية الجمال في كل مرحلة من حياتهم..

ما أغرب طلب جمالي تلقيتِه؟ وكيف تتعاملين مع الطلبات التي لا تؤمنين بها؟

بعض الطلبات تعكس رغبة في محو الذات أكثر من تحسينها. في هذه الحالات، أفتح حواراً صادقاً وإنسانياً. أذكّر العميل أن الجمال لا يعني الإنكار، بل التقدير.

هدفي دائماً هو تمكين الشخص الذي أمامي. أحياناً تُذرف الدموع، لكنها تكون بداية لثقة جديدة ونظرة أعمق للجمال الحقيقي.