متى تكون العملية ضرورة وليس رفاهية

ما بين التجميل والترميم: متى تكون العملية ضرورة وليس رفاهية؟

ماريا شربل
20 مايو 2025

أصبح التجميل والترميم جزءًا لا يتجزأ من الممارسات الطبية، حيث يتجاوز الغرض منها الجانب الجمالي، ففي كثير من الحالات، تكون العمليات التجميلية والترميمية ضرورة طبية ملحّة، وليست مجرد رفاهية تسعى إليها البعض من النساء لتحسين مظهرهن. وتشمل هذه الحالات إصلاح التشوهات الخلقية، أو إعادة بناء ما تلف نتيجة الحوادث أو الحروق أو بعض الأمراض مثل السرطان. في مثل هذه الظروف، تساهم العمليات في تحسين الوظائف الحيوية والنفسية للمريضة، وتساعدها على الاندماج الاجتماعي واستعادة ثقتها بنفسها، مما يجعلها خيارًا علاجيًا لا غنى عنه، لا مجرد ترفاً شكلياً، أو متابعة لصيحات الموضة. فإليك كل ما يجب معرفته عن التجميل والترميم ومتى تكون العملية ضرورة وليس رفاهية.

متى تكون عملية التجميل ضرورية
متى تكون عملية التجميل ضرورية

التجميل والترميم: ما الفرق؟

من المهم بداية التمييز بين مصطلحي التجميل والترميم، فعمليات التجميل غالبًا ما تهدف إلى تحسين المظهر الخارجي للسيدات، وغالبًا ما تُطلب بمبادرة شخصية دون وجود دافع طبي، مثل تصغير الأنف، أو نحت الجسم، أو شد الوجه. أما الترميم، فهو فرع من فروع الجراحة التجميلية، لكنه يركز على إصلاح الأضرار الناتجة عن إصابات، أو عيوب خلقية، أو آثار حروق، أو عمليات استئصال نتيجة أمراض مثل السرطان.

.jpg عمليات التجميل غالبًا ما تهدف إلى تحسين المظهر الخارجي للسيدات
عمليات التجميل غالبًا ما تهدف إلى تحسين المظهر الخارجي للسيدات

بالتالي، فإن العمليات الترميمية تُعد من الضرورات الطبية، فيما تقع العمليات التجميلية في منطقة رمادية، قد تتحول إلى ضرورة في بعض الحالات، خاصة عندما ترتبط بالصحة النفسية أو بوظائف حيوية.

متى يصبح التجميل ضرورة

رغم النظرة الشائعة التي تعتبر الجراحة التجميلية ترفًا، فإن بعض الحالات تُظهر أن التجميل قد يصبح ضرورة حقيقية. على سبيل المثال، إذا كانت سيدة تعاني من تشوّه كبير في الوجه، قد تحتاج إلى تدخل تجميلي لتتمكن من الاندماج في المجتمع والعيش بشكل طبيعي. وفي هذه الحالة، لا يُعد التجميل رفاهية، بل وسيلة لإعادة التوازن النفسي والاجتماعي للفرد. التشوهات الجسدية أو العيوب الخلقية التي تسبب شعوراً بالنقص تؤثر على الأداء المهني أو العلاقات الشخصية.

الترميم: الحاجة الملحة

.jpg العمليات الترميمية تُعد من الضرورات الطبية
العمليات الترميمية تُعد من الضرورات الطبية

أما في حالات الترميم، فالوضع يكون ملحاً أكثر، لعلاج تشوه خاص وحرق في الجلد، أو في حال استئصال الثدي بسبب السرطان، وكلها حالات تستدعي تدخلاً ترميميًا يعيد الوظيفة والمظهر قدر الإمكان. وفي هذه الحالات، تكون العملية ضرورة طبية.

الجراحات الترميمية لا تهدف فقط إلى تحسين الشكل، بل إلى استعادة وظائف حيوية قد تتضرر، مثل القدرة على التنفس، أو الأكل، أو الكلام، أو حتى المشي. كما تسهم هذه العمليات في تحسين جودة حياة المرضى بشكل ملحوظ.

البعد النفسي والاجتماعي

من الجوانب المهمة التي لا يمكن إغفالها في تقييم ضرورة العملية، هو الجانب النفسي، فالصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية، وقد تكون الجراحة التجميلية أو الترميمية سببًا في شفاء جراح نفسية غائرة. لذلك، فإن قرار إجراء العملية لا يجب أن يكون مبنيًا فقط على المظهر أو النظرة المجتمعية، بل أيضًا على احتياجات المرأة النفسية ومدى تأثير الحالة على جودة حياتها.

وقد أظهرت دراسات عديدة أن السيدات اللواتي خضعن لعمليات تجميلية بدافع تصحيح تشوهات أو تحسين مظهر كان سببًا في معاناة نفسية، أبلغن عن تحسن كبير في مستوى الرضا عن الذات والثقة بالنفس بعد العملية.

عمليات التجميل بين الضرورة والرفاهية

.jpg بعض الحالات تُظهر أن التجميل قد يصبح ضرورة حقيقية
بعض الحالات تُظهر أن التجميل قد يصبح ضرورة حقيقية

رغم أن الحدود بين الضرورة والرفاهية قد تبدو واضحة في بعض الحالات، إلا أنها تصبح ضبابية في حالات أخرى. فمثلاً، عملية تجميل الأنف قد تكون مجرد اختيار جمالي للبعض، لكنها قد تكون ضرورة للبعض الآخر إذا كانت تؤثر على التنفس أو تسبب في معاناة نفسية مزمنة.

وهنا يأتي دور الطبيب المختص، الذي يجب أن يُجري تقييمًا شاملًا لحالة المريضة جسديًا ونفسيًا، لتحديد ما إذا كانت العملية ضرورية أو لا.