إلهام علي - تصوير خاص مجلة "هي"

نجمات أعدن تعريف معايير الجمال في الخليج

إحسان علّوه
25 مايو 2025

منذ عقود طويلة، سطعت أسماء نسائية بارزة في سماء الدراما الخليجية، وأسّسن لمسار فني متين لا يزال يُلهم الأجيال حتى اليوم. نجمات مثل مريم الغامدي، وناجية الربيع من السعودية، حياة الفهد وسعاد عبدالله من الكويت وغيرهن.. اللواتي شكّلن نواة التحول الحقيقي في المشهد الدرامي الخليجي، حيث أسهمن في ترسيخ حضور المرأة في صناعة التمثيل، وقدمن أعمالا خالدة ومؤثرة تعكس تطلعات المجتمع الخليجي في وقت كانت فيه الإمكانات محدودة، وقبل بزوغ نجم السوشيال ميديا وانتشار منصات الشهرة السريعة. ومع استمرار مسيرتهن المضيئة حتى اليوم، برز جيل جديد على الساحة من النجمات الخليجيات اللواتي ورثن الشعلة أيضا، وحملن راية الفن بإمكانات معاصرة، مواكبات لمتغيّرات الزمن وقيم الجيل الجديد، سواء على مستوى الأداء الفني أو في ما يتعلق بالصورة العامة والهُوية الجمالية. وفي الوقت الذي أصبح فيه المظهر الخارجي جزءا لا يتجزأ من الصورة الفنية، تمكنت الكثير من النجمات الخليجيات من دمج الجاذبية البصرية مع الأداء الدرامي، فبتن يُعبّرن من خلال أساليبهن الجمالية عن الهُوية الخليجية بأسلوب معاصر وبروح واعية لا تفصل الشكل عن المضمون.

نجمات أعدن تعريف معايير الجمال في الخليج

أصبحت الهوية الجمالية للنجمات الخليجيات من الجيل الجديد جزءا لا يتجزأ من رسالتهن الفنية، سواء في أعمالهن الدرامية، أو كممثلات لأشهر العلامات التجارية، أو من خلال ظهورهن الإعلامي. هذه الصورة المتكاملة لا تُبرز جمالهن فقط، بل تحمل أيضا رسائل ثقافية وجمالية تعبّر عن جيل معاصر يُحافظ على إرثه، ويشارك جماله مع العالم بثقة واحتراف.

فمن الارتباط العميق بالتقاليد والهوية الثقافية، إلى مواكبة أحدث صيحات الموضة والجمال، نجحت هؤلاء النجمات في الدمج بين الأصالة والحداثة، لتقديم صورة متكاملة تعكس قوة الفن الخليجي وعمقه الجمالي. واللافت هنا أن كل نجمة كانت لها هويتها المتفردة ضمن هذه المفاهيم في عالم الدراما الخليجية.

إلهام علي - تصوير خاص مجلة "هي"
إلهام علي - تصوير خاص مجلة "هي"

رسّخت النجمة السعودية إلهام علي حضورها كأحد أبرز الوجوه النسائية من الجيل الجديد في الدراما الخليجية، ولم تقتصر موهبتها على الأداء التمثيلي فحسب، بل أصبحت أيضا رمزا للجمال الخليجي الأصيل المتجدّد. وفي موسم رمضان ٢٠٢٥، برزت إلهام علي بدور "وضحة" في مسلسل "شارع الأعشى"، مقدّمة أداء لافتا لم يخلُ من بُعد جمالي يعكس روح التراث البدوي السعودي، بأسلوب بصري متقن يجمع ما بين الأصالة والواقعية. وبهذا، لعبت إلهام دورا مهما في إحياء صورة المرأة السعودية في سياقها التاريخي، وهو ما عزز من صدقية العمل وأثره البصري لدى الجمهور.

أما في إطلالاتها الإعلامية وعلى السجادة الحمراء، فتجسد إلهام علي الصورة العصرية للمرأة الخليجية التي توازن بذكاء بين الحداثة والتقاليد. فهي تختار غالبا رسمات ماكياج غير مبالغ فيها، وتسريحات شعر راقية تحترم خصوصية الثقافة السعودية، وهو ما يجعل منها قدوة في تمثيل الجمال الخليجي بأسلوب راقٍ وعصري.

ميلا الزهراني

في المشهد الفني الخليجي، لا تكتفي النجمة السعودية ميلا الزهراني بأن تكون ممثلة موهوبة تألقت على الشاشة، بل باتت اليوم تُجسد أيضا صورة المرأة السعودية العصرية وسفيرة جمالها نحو العالم. فإلى جانب حضورها اللافت في الدراما الخليجية، وآخرها خلال مسلسل "فضة" في رمضان ٢٠٢٥، تواصل ميلا تعزيز صورتها كنموذج فني وجمالي يعبّر عن هوية جيل جديد من السعوديات، يجمعن بين الأصالة والتجدد.

5_ميلا_الزهراني_Mila_Alzahrani_تصوير__Daniele_Venturelli__بواسطة_Getty_Images
"ميلا الزهراني" Mila Alzahrani تصوير: Daniele Venturelli بواسطة: Getty Images

ما يميز الإطلالة الجمالية لميلا الزهراني هو قدرتها على المزج بين النعومة الشرقية والرقي الجريء، في معادلة أنيقة تجعلها واحدة من سفيرات هذا الجيل. ففي كل ظهور لها، سواء على السجادة الحمراء في مهرجانات عالمية على غرار مهرجان كان السينمائي ، مهرجان البندقية السينمائي، حفل الإيمي، أو في مهرجانات عربية مثل مهرجان أفلام السعودية، تحرص ميلا على تقديم جمالها كرسالة عن هوية المرأة الخليجية المعاصرة.

ميلا الزهراني تؤكد من خلال كل إطلالة أن الجمال أيضا رسالة، ورسالتها واضحة: المرأة الخليجية اليوم قادرة على أن تكون عنوانا للموهبة، والجمال، والتميّز، والتمثيل العالمي.

هيا عبدالسلام

تتألق الممثلة والمخرجة الكويتية هيا عبد السلام ضمن قائمة نجمات الصف الأول في مشهد الدراما الخليجية المعاصرة. وفي رمضان ٢٠٢٥، أثبتت مجددا تألقها من خلال مسلسلها الدرامي الرومانسي "للمعاريس فقط"، الذي شاركت فيه ممثلة ومخرجة، مؤكدة تعدد مواهبها وتمكنها في كلا المجالين.

 "هيا عبد السلام" Haya Abdulsalam – تصوير: فيصل البشر
"هيا عبد السلام" Haya Abdulsalam – تصوير: فيصل البشر

تميّز هيا لا يتوقف عند الأداء الفني، بل يتجاوز ذلك إلى إعادة صياغة مفهوم الجمال الخليجي بروح عصرية. فقد استطاعت أن تمزج بين حضورها القوي على الشاشة وبين إطلالاتها الجمالية الناعمة، فبدت دوما مثالا للأنوثة الرصينة التي تحتفي بالجمال الطبيعي من دون مبالغة.

بهذا التوازن الدقيق بين الجمال والموهبة، استطاعت هيا عبد السلام أن تجسد نموذج المرأة الخليجية المعاصرة: جميلة، قوية، راقية، متفرّدة بإحساسها وأسلوبها الفني.

فاطمة البنَوي

من السجادة الحمراء في مهرجان كان السينمائي، إلى تألقها اللافت على الشاشتين الصغيرة والكبيرة، مثل دورها في كل من فيلمي "أبطال"، و"بسمة"، أو مسلسل "أم القلايد"، ومسلسل "ما وراء الطبيعة"، و"٦٠ دقيقة" وغيره، تثبت الممثلة والمخرجة السعودية فاطمة البنَوي عاما بعد آخر أن للمرأة السعودية حضورا فنيا وجماليا لا يمكن تجاهله. فالممثلة الشابة لم تكتفِ بإتقان أدوارها، بل تنقل أيضا صورة جديدة للمرأة الخليجية التي تجمع بين الموهبة، والثقافة، والجمال الأصيل بروح عصرية.

 "فاطمة البنوي" Fatima Al-Banawi تصوير: Daniele Venturelli بواسطة: Getty Images
"فاطمة البنوي" Fatima Al-Banawi تصوير: Daniele Venturelli بواسطة: Getty Images

أسلوبها الجمالي يعكس فلسفتها الخاصة بالتوازي مع اختياراتها الدرامية الجريئة التي تخوض فيها عمق التجربة النسائية الخليجية. على السجادة الحمراء. وغالبا ما تطلّ فاطمة بأسلوب عصري ناعم، مع رسمات الماكياج التي تبرز جمالها الطبيعي وتسريحات شعر عصرية راقية، أما على الشاشة، فتجسد مفهوم الجمال الذي لا ينفصل عن الهوية السعودية. تكتب فاطمة فصلا جديدا في معايير الجمال والثقافة، وتلهم جيلا كاملا من النساء لاحتضان ذواتهنّ كما هنّ، بلا تصنع، وبكل فخر بجمالهن الطبيعي وهويتهن المتفردة.

أسيل عمران

تتقدّم الممثلة والمغنيّة السعودية أسيل عمران بثقة ضمن صفوف الموجة الجديدة من الممثلات الخليجيات اللواتي يسهمن في رسم ملامح جمالية حديثة تعكس روح المرأة الخليجية المعاصرة. ما يميّز أسيل عمران هو قدرتها على الجمع بين النمط الجمالي العصري والهوية الخليجية الأصيلة، حيث تعتمد ماكياجا ناعما ومشرقا يعكس طبيعة بشرتها الشرقية، مع قصات شعر وتسريحات أنيقة تواكب أحدث صيحات الموضة العالمية، من دون أن تفقد لمستها الخاصة. إطلالاتها الجمالية في المهرجانات العربية أو العالمية مثل مهرجان كان السينمائي أو حتى كوجه دعائي لأشهر الماركات العالمية، تعكس وعيا عميقا بجمالها كعنصر تواصل وتعبير، لا كأداة للزينة فقط.

"أسيل عمران" Aseel Omran تصوير: Gisela Schober بواسطة: Getty Images
"أسيل عمران" Aseel Omran تصوير: Gisela Schober بواسطة: Getty Images

أسيل عمران ليست فقط ممثلة موهوبة قادرة على التنقّل بسلاسة بين الأدوار الرومانسية والدرامية، بل هي أيضا وجه جمالي يعبّر عن تطور الأساليب الجمالية للمرأة في الخليج، من خلال اختياراتها الجمالية المتنوعة والتي لا تخلو أيضا من التراث في المناسبات الوطنية السعودية.

فرح الصراف

الممثلة الكويتية فرح الصراف، كغيرها من نجمات الجيل الجديد، لا تكتفي بالأداء الفني الرائع، بل تُسهم بوعي في تغيير النظرة إلى الجمال الخليجي، ليتحوّل إلى لغة تعبيرية عن العصر.

"فرح الصراف" Farah alsarraf تصوير: Cedric Ribeiro بواسطة: Getty Images
"فرح الصراف" Farah alsarraf تصوير: Cedric Ribeiro بواسطة: Getty Images

ففي الدراما، نجحت فرح الصراف في التعبير بعمق عن ملامح المرأة الخليجية التقليدية، عبر أدوار تنبض بالصدق، وتحاكي تقلباتها النفسية، وقضاياها الاجتماعية وهمومها اليومية.

أما خارج الشاشة، فتقدم فرح الصراف مفهوما جماليا مختلفا وجريئا، بعيدا عن النمط التقليدي الكويتي المعتاد. تختار ماكياجا لافتا برسومات قوية، وألوانا بارزة تعبّر عن جرأة شخصيتها، إلى جانب قصات شعر عصرية وتسريحات مبتكرة تواكب العصر. وبذلك تكرّس فرح الصراف حضورا جماليا يتحدى القوالب الجاهزة، ويعكس تمكين المرأة الخليجية وفرادتها، سواء في الشكل أو في المضمون.

نجمات خليجيات على نفس النهج

"نور الخضراء" Nour Alkhadra تصوير: Daniele Venturelli بواسطة: Getty Images
"نور الخضراء" Nour Alkhadra تصوير: Daniele Venturelli بواسطة: Getty Images

وتماما كزميلاتهن من هذا الجيل، تعيد كل من ريم عبدالله، ونيرمين محسن، ونور الخضراء، وسارة طيبة، وسمية رضا من السعودية؛ وشجون الهاجري، ولولوة الملا، وشوق الهادي، وهند البلوشي من الكويت؛ وهيفاء حسين، والشقيقات شيلاء وشيماء وأبرار وشذى سبت من البحرين؛ وغيرهن من نجمات هذا الجيل، صياغة صورة النجمة الخليجية المعاصرة، التي تجمع بين التمثيل المتقن، والجمال الواعي والمتجدّد. وتشكل هؤلاء النجمات وجها جديدا للجمال الخليجي الذي لم يعد مقيدا بمقاييس جمالية ثابتة، بل بات يُعبّر عن التنوّع، والعصرية، والثقة، والتراث، والقدرة على التغيير، تماما كما يجب أن يكون الجمال في عصرنا، وذا تأثير عابر للحدود.

"سارة طيبة" Sarah Taibah تصوير: Daniele Venturelli بواسطة: Getty Images
"سارة طيبة" Sarah Taibah تصوير: Daniele Venturelli بواسطة: Getty Images