فخامة متعددة الحواس ... حين يتحوّل العطر إلى جوهرة
حيث يلتقي بريق الأحجار الكريمة بسحر العطر الخفي، تولد لغة جديدة للجمال، لغة يمكن ارتداؤها، والشعور بها والانغماس في وهجها. في عالم تتحول فيه اللمسة إلى تجربة حسية، يصبح العطر الجوهرة الخفية التي تروي قصة من ترتديه، تماما كما تفعل قطعة المجوهرات النادرة. اليوم، تعيد أعرق دور المجوهرات في العالم ترجمة رموزها الأيقونية إلى عطور تشبه ابتكاراتها النفيسة، مجسدة الحرفية ذاتها والدقة التي ترصع بها الأحجار، لكن هذه المرة من خلال مكونات تنبض بالحياة والعاطفة.
إنها رحلة تجمع بين الفن والعاطفة، بين الضوء والرائحة. من مختبرات العطور تنبعث إشراقات جديدة توازي لمعان الماس والياقوت والزمرد. العطر هنا ليس مجرد نفحة عابرة، بل هو انعكاس لهُوية أنثوية راقية، تحتفي بالتفرد والذكريات والمشاعر التي تتركها الرائحة على البشرة كما يترك وميض المجوهرات بصمته في العيون.
من "بولغاري" Bvlgari التي حولت عبير الأحجار الكريمة إلى قصيدة في زجاجة، إلى "كارتييه" Cartier التي تكتب شعر الطبيعة بلغة الأزهار، مرورا بفخامة "شوبارد" Chopard الزهرية وسحر "جراف" Graff الماسي الذي يعكس الضوء والترف في كل قطرة، هذه ليست مجرد عطور، بل هي مجوهرات عطرية خلقت لتزين الروح كما تزين البشرة، ولتكشف عن جوهر أنثوي فريد، يهمس بالفخامة والتميز من دون أن يتكلم.
"ماري الديب" Mari Aldib
عندما يصبح العطر جوهرة:
تحف فنية تعكس الفخامة والابتكار من Bvlgari
في عالم "بولغاري"، تُشكل الإضاءة والملمس واللون لغة واحدة، ومع مجموعة عطور "بوليكروما"POLYCHROMA PERFUME COLLECTION، تتخذ هذه اللغة من العطر وسيطا جديدا لها. ضمت هذه المجموعة 3 تحف عطريةBvlgari Polychroma Vitae, Bvlgari Polychroma Fortunae and Bvlgari Polychroma Astrae من إبداع صانع العطور العالمي "ألبرتو موريّاس". تمثل هذه المجموعة امتدادا لمسيرة الدار في ابتكار العطور الفاخرة التي تجسد روح "بولغري"، والمستوحاة من "بوليكروما"، أحدث مجموعة للمجوهرات الراقية والساعات الفخمة. تتميز بتنوع ألوانها، وغنى تفاصيلها وتعدد أبعادها، في عالم ينبض بالحركة والألوان الزاهية.

يأتي العطر الزهري العنبري من عبوات من زجاج "مورانو" الفاخر ليجسد تناغم العطور الراقية مع المجوهرات الفاخرة. تحتضن الزجاجة أجود المكونات العطرية وتزدان برمز "بولغري" الأيقوني "سيربانتي"، الذي يلتف حول الغطاء كحارس من الذهب الأصفر، تتلألأ عيناه بالألماس، ويزهو رأسه بالأحجار الكريمة الزاهية. تأتي كل زجاجة مع قطعة مجوهرات فريدة من إبداع حرفيي "بولغري" في روما يمكن ارتداؤها كبروش فاخر يجمع بين التصميم الرفيع والمهارة الحرفية والمواد الثمينة.

أبدع صانع العطور العالمي "ألبرتو موريّاس" عطرا راقيا صاغه من أفخم المكونات الطبيعية، ليجسد تألق ألوان مجموعة "بوليكروما" للمجوهرات الراقية وقوة "سيربانتي"، في توليفة تستحضر أثمن الجواهر على الإطلاق. تجلت الأنوثة الخالدة والشغف اللامحدود في هذه التوليفة العطرية التي تميز المجموعة بمكوناتها الفاخرة والنادرة. يجمع العطر بين نفحات ملكة الزهور والورود ومسك الروم والياسمين والبخور الذي لطالما كان من أثمن المواد العطرة، فضلا عن خشب الصندل والعود النقي والعنبر ليبدع عطرا عنبريا ملكيا يفيض بعبق الزهور. صُنعت زجاجات المجموعة الـ3 يدويا على أيدي حرفيي "مورانو" الخبراء، لتجسد عدة قرون من تقاليد البندقية العريقة، حيث يستخدم النفخ لتشكيل الزجاج المصهور، ثم تلمع بعناية فائقة وتزين بأوراق ذهب متشققة تحاكي نقش جلد "السيربنت". ثم تُنقل الزجاجات من البندقية إلى روما، ومن ثمّ إلى صاغة الذهب في ورشة مجوهرات "بولغري". هناك تزدان كل زجاجة بأيقونة "السيربانتي" الشهيرة المصنوعة من الذهب الأصفر المتوهج التي تلتف حول الغطاء بكل أناقة. تتلألأ عيناه بالألماس، ويُزيّن رأسه أحجار كريمة زاهية الألوان من الأميثيست، الكوراليوم روبروم، والزمرد.

يلتف السيربنت حول هذه التحفة من المجوهرات، ويحولها إلى بروش فاخر مُرصع بالأحجار الملونة الزاهية، حيث يضم تصميم "بولغري بوليكروما فيتاي" 23.1 قيراط من الألماس والزمرد والعقيق اليماني، ويشتمل تصميم "بولغري بوليكروما فورتوناي" على 18.66 قيراط من الألماس والتنزانيت والتورمالين الأخضر والأميثيست والروبيليت والكوراليوم روبروم والعقيق اليماني، أما تصميم "بولغري بوليكروما أستراي"، فيحتوي على 24.9 قيراط من الألماس والتنزانيت والفيروز والسيتـرين وعرق اللؤلؤ.
كل عطر من Cartier طقس وفن وإبداع خالد
بالنسبة لدار "كارتييه" Cartier، العطر ليس مجرد زينة، بل هو طقس، وشكل من أشكال التأمل. سواء عُبِّر عنه في وميض شمعة معطرة أو عُبِّر عنه كنفحة منفردة، فإن نهج "كارتييه" في العطور يعكس التزام الدار بالنقاء، الهندسة والصدى العاطفي. من صميم عراقة الدار وإبداعها الاستثنائي في عالم المجوهرات الفاخرة، ابتكرت مصممة العطور لدى الدار "ماتيلد لوران" أول مجموعة من عطر "ليزيبور دو پارفا" Les Épures de Parfum كي تكون بمنزلة 5 تحف أثيرية تأسر الفؤاد بروائحها الأخّاذة. تحتفي هذه المجموعة بعفوية الحياة، حيث تخاطب "لوران" من خلالها الرجال والنساء ممن يعشقون الروائح الزكية التي تتسم بالبساطة والخفة وتنأى عن التعقيد والتكلف. تتسم عناصر العطور الـ 5، "بور موغيه"، "وبور كانكان"، "بور ماغنوليا"، "بور روز" "بور ليلا"، بطابعها الذي يحاكي مصادر إلهامها بمنتهى الواقعية بكل ما تنطوي عليه مكوناتها من حيوية تنبثق من الطبيعة الغنّاء وروائعها، لتحمل الذهن إلى الغابات والحدائق الخضراء الكثيفة. يفيض عطر Pur Lilas بنقاء الليلك الأبيض، في حين يحتفل عطر Pur Kinkan ببهجة الحمضيات ونقائها. وفي عطر Pur Magnolia تمتزج زهور الماغنوليا، ويعاد اكتشاف عبيرها الحقيقي بلمسة عصرية بعيدة عن الرومانسية التقليدية. تقدم خلاصة زنبقة الوادي كما لم تقدم من قبل واقعية، شفافة وحالمة في عطر Pur Muguet لتخلق خلودا عطريا يبقى في الذاكرة. وأخيرا عطر Pure Rose الذي يفوح بعبير الزهور النقية، النضرة والحية.

ثم يأتي عطر "لا بانتير إليكسير"، وهو بمنزلة قصيدة تشيد بأبرز مخلوقات "كارتييه" وهو النمر الكبير Panthère، بنفحات الياسمين المخملية والمسك والعنبر، مجسدا القوة والغموض. في عام 2014، جدد عطر "لا بانتير" بنفحات الشيبر المتناغمة مع مزيج زهري قوي جديد، ليندرج في الرؤية المعاصرة والحرة لعطارة الدار "ماتيلد لوران"، التي تعشق إعادة تأويل رموز صناعة العطور. ولكن السؤال لماذا "البانتير"؟ إنه رمز "كارتييه" وبصمة إبداعية مميزة منذ أول ظهور لها على ساعة مرقطة في عام1914. إنها بداية علاقة وثيقة بين البانتير والدار، زادت قوتها بفضل "جان توسان" التي كانت مديرة الإبداع منذ عام1933. ففي عام 1948، أبدعت صاحبة الخيال الخالق زخرفة بانتير ثلاثية الأبعاد. ومن خلال "لا بانتير إليكسير"، تواصل "ماتيلد لوران" هذا العمل للاقتراب أكثر من فرو السنّوري ونعومته المخملية الدافئة والنابضة بالحياة والقوّة. ومن ناحية التصميم، تسلط "كارتييه" الضوء على منحنيات رأس البانتير الحيوي والبدائي. تنعّم هذه القارورة القابلة للتعبئة، حيوية الخطوط لتقوية الصلة مع زخرفة المجوهرات التي اشتهرت بها الدار.

كما تدعوك شموع "كارتييه" المعطرة "ليه إيكرين بارفيومز" LES ÉCRINS PARFUMÉS إلى التأمل والاسترخاء والاستمتاع بجمال الطبيعة، كما تضفي ومضات شاعرية على الأجواء، محتفلة بفن الجمال المكنون في التحف والعطور. هذه القدرة على تحويل ما هو غير ملموس إلى خالد هي ما يُميّز عالم "كارتييه العطري"، عالم راقٍ، عاطفي ومشرق.

جوهرة عطرية من Chopard
إذا كانت المجوهرات الفاخرة فنّ التقاط الضوء، فإن مجموعة Les Fleurs Bijoux Collection من "شوبارد" هي فنّ تعبئة الإشراق في قوارير. تحتفي مجموعة العطور الراقية من "شوبارد" " بالتقاء فن العطور وخبرات دار "شوبارد" العريقة. انطلاقا من فلسفتها التي تتمحور حول الجمال والاستدامة، لا تختار "شوبارد" سوى أنبل المواد الطبيعية الخام لتبتكر عطورا ثمينة إلى أبعد الحدود. ومع ثلاثية عطور Les Fleurs Bijoux الجديدة، تكتب الدار سطور فصل جديد في حكاية عطورها، وتكشف عن مجموعة تليق بأرقى المجوهرات التي تحمل توقيع الدار.

تكتسي العبوات الـ3 الأنيقة بلون وردي جديد مستوحى من أروع الأحجار الكريمة. ويحمل الغطاء الذهبي اسم الدار، من وحي مجموعات المجوهرات الراقية، وتخفي بداخلها توليفة رائعة تنبض بشذا الأزهار البيضاء. ينبض عطر Tubéreuse Maharané برائحة مسك الروم القوي والمرهف والفخم، الذي يتجدد من خلال مزيج خشب الصندل والشوكولاته البيضاء الكريمية، فيترك وراءه بصمة آسرة تتعطر بها ملكة هندية، وتتزين بها بفخر على بشرتها كأنها قطعة من الحلي. أما في عطر Angélique Begum Perfume، فتترجم الدار حبها للألوان الثمينة والطبيعة إلى عطر ثمين ومرهف. يبدأ العطر بخلاصة زهر البرتقال، ويتوهج برائحة زهرة الأنجليكا العطرية، ويستقر في دفء خشب الباتشولي العميق والغامض. يوصف هذا العطر بأنه جوهرة عطرية لإمبراطورة آسيوية، فاخر وعذب في آن واحد. ومن وحي مجوهرات أميرة تاهيتية، يكشف عطرGardenia Tahia عن نقاء زهرة الغاردينيا. تضفي لمسات من جوز الهند الكريمية وفانيليا بوربون طابعا آسرا ولذيذا على العطر.
Graff نور متحول إلى عطر
استُلهمت مجموعة عطور Lesedi La Rona fragrance collection من ألماسة "ليسيدي لا رونا" الفريدة من نوعها، والتي تزن 302.37 قيراط، وهي أكبر ألماسة مربعة الشكل في العالم. صقلت بمهارة فائقة على يد خبراء الأحجار الكريمة وخبراء الصقل لدى Graff من ألماسة خام وزنها 1109 قراريط اكتشفت في "بوتسوان". احتفاء بهذا الحجر الأيقوني، أحد أهم الإنجازات في تاريخ الألماس، تجمع مجموعة عطور Graff بين مكونات العطور الثمينة والفاخرة مع الحرفية الدقيقة والاهتمام الدقيق بالتفاصيل الذي تشتهر به الدار. ولأكثر من نصف قرن، كرست Graff جهودها لاكتشاف وتحويل ألماسات الطبيعة الأصيلة إلى قطع مجوهرات خالدة استثنائية، تعد بلا استثناء الأكثر تألقا وسحرا وجاذبية في العالم.

في نهاية هذه الرحلة العطرية، ندرك أن كل نفحة هي بوابة لعالم من الحواس، حيث يلتقي الإبداع بالحرفية والذوق بالترف. العطور هنا ليست مجرد روائح، بل لحظات تُحفظ في الذاكرة، وتجارب تلامس الروح. تماما كما تروي قطعة المجوهرات الفاخرة قصة من ترتديها، تنسج هذه العطور حكاياتها الخاصة عبر النفحات والطبقات العطرية، فتجمع بين البريق واللمسة والروح، لتصبح كل لحظة عطرية بمنزلة جوهرة خفية تزين الحواس كما تزين المجوهرات البشرة.





