جويل صقّال لـ "هي": فلسفة "إدمان" تتجاوز العطر... و"بلسم العطر" ابتكار يلامس الحواس

من اسمها وحده تبدأ الحكاية. "إدمان" Idman ليست مجرد علامة عطرية، بل تجربة حسّية كاملة تشبه تلك اللحظة التي تمرّ فيها نسمة عطر وتغيّر مزاجك بالكامل. خلف هذا الاسم العربي اللافت تقف رائدة الأعمال السورية جويل صقّال، التي قررت أن تحوّل شغفها بالعطر إلى مشروع حياة، فخلقت علامة تعكس عمقها الثقافي وتعبّر عن فلسفة عطرية لا تعترف بالحدود، لا في الجنس ولا في الجغرافيا.

من دبي إلى مدينة غراس، ومن التجربة الشخصية إلى الإبداع الفطري، تروي لنا جويل صقّال في هذه المقابلة الخاصة بموقع "هي"، قصة "إدمان" – الاسم، الفكرة، والرسالة. نكتشف معها كيف يمكن لعطر أن يكون امتدادًا للهوية، وكيف أعادت ابتكار العطر كطقس حسي يتقاطع مع العناية بالبشرة، وكيف اختارت أن تبني علامة ترتكز على الجاذبية، الحرية، والاستدامة في آنٍ معًا.

- "إدمان" Idman اسم يلفت الانتباه ويحمل عمقًا. ما هو الإلهام الحقيقي وراء اختيار هذا الاسم بالذات لعلامتك التجارية، وما الذي يرمز إليه بالنسبة لك شخصيًا وفلسفة العطر لديكم؟

أردت اسمًا له معنى عميق ويسهل على أي شخص، مهما كانت خلفيته الثقافية، أن يلفظه. تعبّر كلمة "إدمان" في اللغة العربية تعبيرًا حقيقيًا عن الأحاسيس التي تثيرها عطورنا في كل من يشمّها. فرائحتها سترافقك طوال اليوم، ولن يخفى عنك تأثيرها على من حولك. ستجعل لحضورك أثرٌ لا يُنسى.

- هل يمكن أن تشاركينا تجربة شخصية أو ذكرى عطرية معينة شكلت نقطة تحول في رؤيتك للعطر وألهمت هذه الفلسفة لعلامة "إدمان"؟

أنا أعشق العطور، لكنني لم أعثر يومًا على عطر مثالي. لذا، دفعني فضولي إلى زيارة مدينة غراس في فرنسا بحثًا عن شيء أكثر كمالًا، وهناك أبصرت فكرة "إدمان" النور.

- كيف شكلت نشأتك المتعددة الثقافات هوية "إدمان" Idman العطرية؟

أسهمت نشأتي في بقاعٍ مختلفة من العالم في ما أنا عليه اليوم. فمزيج الثقافات والمعارف والتجارب قد صقل كياني وأغنى بصيرتي. أحمل في داخلي عمقًا ثقافيًا تجسّد في "إدمان"، فنقلته إلى بُعد جديد تمامًا.

- لماذا كان قرار تصميم "إدمان" لتكون بلا تصنيفات جندرية؟ وما هي الرسالة التي تودين إيصالها بهذا التوجه؟

لا أعتقد أن العطر ينتمي إلى جنس دون الآخر. فمن الطبيعي أن يكون كلٌّ منّا قادرًا على وضع العطر الذي يعكس شخصيته وهويته ويروق له. أتمنى أن أرى المزيد من العلامات التجارية تتعامل مع العطور بالقدر نفسه من الانفتاح، وتتجاوز المسمّيات القديمة وتركز بدلًا من ذلك على الإحساس والهوية والتعبير عن الشخصية.

- "إدمان" أبصرت النور في دبي، وتُصنع تركيباتها في غراس الفرنسية، عاصمة العطور. كيف تمزجين بين هذين العالمين، الشرق والغرب، في عملية الإبداع والتصنيع؟ وما هي المزايا الفريدة التي يقدمها كل موقع للمنتج النهائي؟

الجودة هي أولويتنا. لذا، نعتمد على مدينة غراس الفرنسية، منبع العطور، لاستقاء مكوناتنا الرئيسية. وقد حرصنا على مزج هذه المكونات بذوق عربي جريء متطور ومتجذر في تراثنا وثقافتنا وهوينا لنبتكر عطورًا لا مثيل لها. من هذا المنطلق، تُصمّم منتجات إدمان في دبي وتُصنع في فرنسا، جامعةً بين الإتقان والبُعد الروحي لكلا العالمَين. إنها تعكس مدى تطورنا كعرب ورقيّنا ووصولنا إلى العالمية.

- إعادة ابتكار فن العطر من زاوية العناية بالبشرة هو توجه فريد. ما الذي ألهم هذا الربط بين عالمي العطر والعناية بالبشرة، وهل يمكن أن تحدثينا أكثر عن المنتج الجديد "بلسم العطر" الفريد من نوعه؟

 ترتكز مهمتنا الأساسية في "إدمان" على استكشاف عالم العطور الواسع بتركيبات وأشكال مختلفة. وقد أردنا، من خلال رؤيتنا العصرية والثورية، ابتكار منتج مثالي يتناسب مع أي عطر ويجعله يدوم لوقت أطول. لذا، طوّرنا بلسم العطر بإتقان ليحمل خصائص منتجات العناية بالبشرة ويكون لطيفًا ومناسبًا لجميع أنواع البشرة والشعر.

- هل تحديثنا أكثر عن مميزات المجموعة الأولى من ابتكارات علامة "إدمان"؟

- تتكون مجموعتنا الأولى من أربعة عطور بأشكال مختلفة. "برمودا ووترز" هو مستخلص عطري (Extrait de Parfum)، أي أنه أكثر تركيزًا من  الماء العطري (eau de parfum)  ورائحته تدوم لوقت أطول. إنه عطر غامض للغاية، مستوحى من مثلث برمودا الذي يبتلع كل ما يقترب منه في البحر.

رشتان منه فقط ستغمرانك برائحة تدوم لأكثر من 24 ساعة. وهنا لا بد أن أقدم لك نصيحة: لا تحكم على العطر من اللحظة الأولى، ودعه يتفاعل مع بشرتك، فقد تكون رائحته غريبة في البداية ولكنها ستزداد جمالًا مع مرور الوقت. "كارت بلانش" و"ميوز" هما بخاخان متعددا الاستخدامات. لطالما اعتبرت أن الطريقة التي يُرَش بها مزيل العرق مثيرة للاهتمام، ولكنني كنت دومًا أشعر بخيبة لأن رائحة البخاخات الموجودة في السوق لا تدوم طويلًا. أنا ممن يحبون أن تغمرهم رائحة العطر. لذا، كنت مضطرًة دائمًا لوضع العطر أكثر من مرة قبل مغادرة المنزل. وفكرت بأنه لا بد أن تكون هناك طريقة أسهل من ذلك.

ومن هنا جاءت فكرة "كارت بلانش" و"ميوز". فهما عطران يدومان طويلًا  وآمنان على الشعر والجسم لتتمكن من استخدامهما بحرية تامة. إنها تجربة خالية من القيود، فتركيبتهما لا تؤثر على كثافة شعرك بعد تجفيفه بالمجفف، وتمنح بشرتك ترطيبًا عاليًا.

وإن كنت ممّن يحبّون أن يتميزوا برائحة قوية تغمر حواسهم بالكامل باستخدام منتج واحد، فما عليك سوى استخدام عطورنا المائية. "كارت بلانش" هو عطر ملهم وجذاب. إنه مزيج فريد من المسك الأبيض والقنب الهندي وكوكتيل من الأعشاب. يعكس اسمه الفرنسي، الذي يعني "بطاقة بيضاء" ويحمل معنى "المرور الحر"، التجربة الحسية المثيرة التي يقدمها هذا العطر.

أما "ميوز"، فهو عطر يتميز برائحة النظافة والفخامة، ويجمع في تركيبته بين مكونات قشر الليمون وزنبق الوادي، وسيكون خيارك المثالي لأي وقت من اليوم ولأي مكان. وأخيرًا وليس آخرًا، بلسم العطر منتج يحبّه الجميع. لطالما تساءلتُ إن كانت للشمس رائحة، كيف قد تكون؟ فأعددتُ مزيجًا من الفلفل الوردي ونوتات تحاكي دفء الشمس وجمالها في تركيبة جديدة ابتكرناها لتكون لطيفة على البشرة ولا تترك أي بقايا دهنية أو لزجة. يذوب هذا البلسم على بشرتك بشكل مثالي وقد صُمّم للاستخدام على نقاط النبض واللحية وأطراف الشعر. كما يمكنك أن تحمله معك في الحقيبة بكل سهولة لتحافظ على انتعاشك طوال اليوم.

- نلاحظ حضورًا قويًا لفلسفة العطر العربي في تركيباتك – كيف تُعيدين تقديمها بروح عصرية؟

 - لطالما اقترنت العطور العربية بأحساسيس تغمر الحواس وبحضور يفرض نفسه أينما حلّ. لذا، فهي تعبّر عن جوهر "إدمان" ورؤيتها. لكننا ارتأينا أن نمنح هذه العطور بُعدًا جديدًا يجمع بين الجرأة والرقيّ في آن، ويناسب الجميع، رجالًا ونساءً. وبذلك، تعبّر عطورنا بشكل عصري عن الهوية والرغبة، وتمزج بين الجرأة الثقافية والابتكار لتجسّد شخصية صاحبها وتأسر انتباه الجميع  في الوقت نفسه.

- الاستدامة جزء لا يتجزأ من هوية Idman "إدمان". ما هي التحديات التي واجهتها في دمج هذه الفلسفة البيئية في كل جانب من جوانب العلامة؟

كان التحدي الحقيقي بالنسبة إلينا هو تحقيق الاستدامة بأفضل صورة ممكنة من دون المساس بالجودة أو بالخصائص الجمالية للعطر. لذا، حرصنا على أن يعكس كل تفصيل فيه، من الغلاف إلى التركيبة، العناية التي نخصّ بها منتجاتنا تحقيقًا لهذا الهدف.