إرث الجدّات.. أفضل زيوت طبيعية للجسم ستمنحك ترطيبًا من دون ملمس دهني
لا زال هناك اعتقاد خاطئ بين نساء عصرنا الحالي حول فكرة الترطيب "إما ترطيب عميق دهني الملمس، أو مرطبات خفيفة لا تكفي". ولتصحيح هذا الاعتقاد، سنجد أن جدّاتنا لم يعرفن المستحضرات الثقيلة ولا المرطبات التي تترك طبقة لزجة. كنّ سيدات خفيفات الحركة، يعملن في الحقول والبيوت، ويحتجن لما يرطب بفعالية من دون أن يلتصق بالتراب أو يبقى على الملابس. فاكتشفن بحكمة "زيوتًا طبيعية خفيفة كالندى"، تمتص سريعًامن دون أي شعور دهني أو لزج.
وبالتالي، حديثي اليوم ليس عن شيئًا جديدًا؛ بل سنعودإلى تلك الخفة المنسية، لنُعيد اكتشاف أن الترطيب الفاخر لا يحتاج إلى ثقل، وأن جمال البشرة يبدأ عندما لا تشعر بأن عليها شيئًا.
من هذا المنطلق، سأطلعكِ عبر موقع "هي" على أفضل زيوت طبيعية للجسم ستمنحكِ ترطيبًا عميقًا من دون ملمس دهني على خطى جدّاتنا، بناءً على توصيات خبيرة العناية بالجسم خديجة صابر من القاهرة.
مقتطفات من قصص الجدّات عن الزيوت الخفيفة غير الدهنية
في البداية، تطرقت خبيرة العناية بالجسم خديجة، إلى قصص لا تنسى عن حب الجدّات للزيوت الطبيعية، فقالت:"كانت خزانات الجدّات الخشبية تحمل أسراراً بسيطة لكنها عبقرية (زيت اللوز الحلو المُخفف بأزهار الياسمين لبشرة الأطفال، زيت بذور العنب المعتق في قوارير زجاجية للعرائس في ليلة زفافهن، وزيت الجوجوبا الذي كان يُجلب من رحلات التجارة البعيدة، ثم يحفظ ككنز ثمين للبشرة الناضجة)".
واستكملت: "أما في الليالي القمرية، فكانت النساء يجتمعن في الحمامات الشعبية، يحملن معهن صفائح نحاسية صغيرة مملوءة بخلطاتهن الخاصة. يتبادلن الوصفات كما يتبادلن الأسرار: (أضيفي قليلًا من ماء الورد لخفة الزيت)، (لا تضعيه على الجلد الجاف بل على البشرة الرطبة)، (دلكيه باتجاه القلب ليمتص أسرع)". وحتى في غسيل الملابس على ضفاف النهر، كنّ يحمين بشرتهن بطبقة خفيفة من زيت الزيتون الممزوج بعصير الليمون، يرطب ويحمي من الشمس، لكنه لا يترك أثرًا على الأقمشة البيضاء التي يغسلنها بحرص.
وبالتالي، قبل أن تبتكر المعامل كريمات معقدة التركيب، عرفت الجدّات كيف تستخلص من الطبيعة أخف زيوتها وأكثرها فعالية في الامتصاص "زيوت خفيفة كالنسيم، تخترق البشرة بذكاء، ترطب من أعماقها، ثم تختفي كما لو لم تكن، تاركة فقط شعورًا لا يقاوم بالنعومة والنضارة.
الزيوت الطبيعية الخفيفة فوائدها مذهلة للجسم
وتابعت خبيرة العناية الجسم خديجة، الزيوت الخفيفة ليست مجرد مرطبات سريعةمن دون ملمس دهني،بلعلاجات طبيعية متكاملة تُحسن صحة البشرة وجلد الجسم على المدى الطويل؛ وتحقق الفوائد التالية:
- تُعيد توازن الزهم الطبيعي من دون سد المسام، وخصوصًا "زيت الجوجوبا".
- تقوي حاجز الجلد الدهني الطبيعي، تحمي من فقدان الرطوبة والعوامل الخارجية.
- تُحسن مرونة الجلد وتُقلل ظهور الخطوط الدقيقة بفضل مضادات الأكسدة.
- تحوي مركبات طبيعية مهدئة مثل "أوميغا في زيت بذور العنب".
- تُسرع التئام الخدوش البسيطة والتهيج مثل (زيت الجوجوبا والأرغان).
- تحمي من الجذور الحرة المسببة لشيخوخة الجلد.
- تُخفف رائحة بعض الزيوت الخفيفة الطبيعية مثل "اللافندر مع زيت ناقل خفيف) التوتر.
- مثالية للتدليك من دون الشعور بالالتصاق.
- خالية من المواد الكيميائية، البارابين، والعطور الاصطناعية.
- أقل احتمالية للتسبب بالحساسية مقارنة بالمرطبات المصنعة.
- يمكن استخدامها للوجه، الجسم، الشعر، وحتى تحت العينين بكميات قليلة.
- تختفي في الجلد خلال دقائق، والتالي تمكّنكِ من ارتداء الملابس فورًا.
- يمكن مزجها مع كريماتكِ المفضلة لتعزيز الترطيب، كما أن قطرة أو قطرتين تكفي لمنطقة كبيرة.
أفضل زيوت طبيعية لترطيب الجسم من دون ملمس دهني
اختارت خبيرة العناية بالجسم خديجة، أفضل الزيوت الطبيعية التي ترطب الجسم بفعالية من دون ترك ملمس دهني ملحوظ؛ وذلك على النحو التالي:
زيت الجوجوبا
تُشبه تركيبته الزهم البشري، لذلك يمتصه الجلد بسرعة، كما أنه مناسب لجميع أنواع البشرة، حتى الدهنية والمعرضة لحب الشباب.
زيت بذور العنب
خفيف جدًا، يمتص خلال ثواني، وغني بفيتامين E ومضادات الأكسدة.
زيت الأرغان
غني بفيتامين E والأحماض الدهنية؛ لذا، يرطب بعمق من دون أن يثقل على البشرة.
زيت البندق
أحد أخف الزيوت على الإطلاق.يقبض المسام قليلًا، وممتاز للبشرة الدهنية.
زيت القرطم
خفيف ونفاذ، مثالي للاستخدام اليومي.
على الهامش.. نصائح مهمة للاستفادة من الزيوت الخفيفة للعناية بالجسم
- استخدمي الزيت خلال 3 دقائق بعد الاستحمام (البشرة لا تزال رطبة).
- دلكي الزيت بين راحتي يديكِ 5 ثوانٍ قبل التطبيق
- افركي بلطف وبحركات دائرية صاعدة (من القدمين للأعلى).
- اخلطي 3 قطرات زيت جوجوبا مع قطرة زيت أرغان للتخلص من الجفاف الشديد.
- تجنبي وضع الزيت قبل مستحضرات السليكون الثقيلة.
- لا تضعي الزيت تحت الإبطين قبل مزيل العرق مباشرة.
- ابحثي عن عبارةمعصور على البارد (Cold Pressed).
- اختاري عبوات زجاجية داكنة (تحمي من الضوء).
- تحققي من تاريخ الإنتاج (العمر الافتراضي 6-12 شهرًا).
- التخزين الأمثل يكون في مكان مظلم وبارد (خزانة بعيدة عن الحمام)، مع مراعاة (إغلاق العبوة بإحكام بعد كل استخدام، واستخدام مضخة أو قطارة لتجنب التلوث).
- نظفي الزجاجة والقطارة بالكحول مرة أسبوعيًا
- جربي منطقة اختبار صغيرة للتأكد من عدم التحسس
- افحصي رائحة الزيت (إذا أصبحت كريحة فتخلصي منه).
- نظفي منطقة التخزين من أي انسكابات
- غّيري نوع الزيت حسب الموسم، وهنا يفضل في الصيف "بذور العنب"، الشتاء "زيت جوجوبا مع نقطة أرغان للترطيب العميق".
وأخيرًا، الاستمرارية أهم من الكمية لترطيب الجسم من دون ملمس دهني. فـ 5قطرات يوميًا أفضل من 20 قطرة مرة أسبوعيًا، لأن الجلد يتكيف مع الترطيب المنتظم ويحتفظ بالرطوبة بشكل أفضل مع الوقت.كذلكإذا كنتِ تريدين زيتًا واحدًا فقط يناسب كل الاحتياجات مع ملمس غير دهني، فزيت الجوجوبا هو الخيار الأكثر أمانًا والأفضل توازنًا. أما إذا كنتِ تفضلين ملمسًا شبه معدوم، فزيت بذور العنب لا يُهزم.
