حمض الهيالورونيك الموضعي: كيف يغير ملمس البشرة؟

حمض الهيالورونيك الموضعي.. السرّ الذي يغيّر ملمس البشرة بعمق

نور عبد الساتر

تخيّلي مكوّنًا واحدًا قادرًا على تغيير ملمس بشرتك من أول طبقة يلامسها… مكوّن يلتقط الرطوبة من حوله ويعيد ترتيبها داخل الجلد بطريقة ذكية، فيمنحك سطحًا أكثر سلاسة وامتلاءً من دون أن يثقل البشرة أو يترك أي أثر. هذا تمامًا ما يفعله حمض الهيالورونيك حين يُستخدم بالشكل الصحيح. ورغم أن اسمه بات يتردد في كل روتين جمالي تقريبًا، إلا أن سرّ تأثيره الحقيقي يكمن في التفاصيل الصغيرة: نوع الجزيئات، طريقة التطبيق، والمنتج الذي تعتمدينه. هنا يبدأ الفرق بين ترطيب عابر… ولمسة ناعمة تُرى وتشعر بها فورًا.

حمض الهيالورونيك الموضعي
حمض الهيالورونيك الموضعي

 كيف يعمل حمض الهيالورونيك؟

عزيزتي، عندما نتحدث عن حمض الهيالورونيك، فنحن نتحدث عن مكوّن يرتكز على علم دقيق وليس مجرد ضجيج تسويقي.

هذا الحمض موجود طبيعيًا في بشرتك، داخل طبقة الأدمة، ويعمل كـ مخزن مائي طبيعي يمنح الخلايا القدرة على الحفاظ على مرونتها. لكن مع التقدّم بالعمر والتعرض المستمر لأشعة الشمس والإجهاد، تنخفض نسبته تدريجيًا، مما يجعل البشرة أكثر جفافًا وفقدانًا للتماسك. هنا يأتي دور الاستخدام الموضعي لتعويض هذا الانخفاض.

العلم وراء فعاليته مدهش؛ فكل جزيء واحد من حمض الهيالورونيك قادر على جذب واحتباس ما يزيد عن 1000 مرة وزنه ماءً، ما يعني أنه يعمل مثل إسفنجة ذكية تملأ الفراغات الدقيقة بين الخلايا. عندما توزّعين السيروم على بشرتك، يخترق الطبقات السطحية ويبدأ بربط جزيئات الماء في محيطه، فينتفخ الجلد بلطف، وتصبح الطبقة العلوية أكثر نعومة ومرونة ومظهرًا ممتلئًا دون أي لمعان مزعج.

من منظور علمي، يمكننا القول إن ملمس البشرة يتحسّن لأن حمض الهيالورونيك يعيد التماسك البنيوي للجلد، ويقلّل الشقوق المجهرية التي تجعل البشرة خشنة أو باهتة. لذلك، فهو مناسب لجميع أنواع البشرة دون استثناء، لكن لكل نوع استفادة مختلفة:

البشرة الدهنية والمختلطة: تستفيد لأنه يمنح ترطيبًا خفيفًا غير دهني ويحسّن توازن الماء داخل الخلايا، مما يساعد على تقليل الإفرازات الدهنية المرتبطة بالجفاف.

فوائد حمض الهيالورونيك الموضعي
فوائد حمض الهيالورونيك الموضعي

البشرة الجافة: تلاحظ تحسنًا مضاعفًا لأنه يملأ الطبقات السطحية بالرطوبة ويحافظ عليها لساعات طويلة.

البشرة الحساسة: يهدّئ الاحمرار ويقلل التهيّج بفضل طبيعته اللطيفة والمتوافقة مع الجلد.

البشرة الناضجة: يمنحها امتلاءً صحيًا ويساعد في تقليل الخطوط الناتجة عن الجفاف.

ولهذا السبب تعتمد عليه نجمات عالميات مثل Hailey Bieber وJennifer Aniston وDeepika Padukone، حيث يجدن أنه المكوّن الذي يحافظ على نعومة بشرتهن تحت ضغط المكياج والإضاءة.

ـ إليك طريقتنا الإحترافية في استخدامه وكيف يندمج داخل روتين متكامل:

لكي يعمل حمض الهيالورونيك بأقصى فعالية، يجب استخدامه بطريقة احترافية، وهنا ننصحكِ عزيزتي باتباع ثلاث خطوات محورية:

ـ 1. استخدامه على بشرة رطبة قليلًا

ينصح بإستخدام يحمض الهيالورونيك  على بشرة رطبة
ينصح بإستخدام يحمض الهيالورونيك  على بشرة رطبة

الخطأ الأكبر هو وضع السيروم على بشرة جافة تمامًا، لأن الحمض سيبحث عن الماء من داخل الجلد بدلًا من خارجه، مما يجعل البشرة أكثر عطشًا. لذلك، بعد غسل وجهك، ربّتي بشرتك بمنشفة خفيفة واتركي رطوبة بسيطة، ثم طبّقي السيروم مباشرة.

 2. تطبيق السيروم بالتربيت وليس المسح

التربيت الخفيف يساعد الجزيئات على الاندماج بعمق. يمكن أن تلاحظي نتائج أسرع خاصة حول منطقة الأنف والذقن حيث تظهر الخشونة عادة.

 3. “حبس  الرطوبة” بكريم مناسب

بعد وضع السيروم، يجب تطبيق كريم مرطّب ليحبس الماء داخل البشرة. اتركي السيروم دقيقة ليبدأ عمله، ثم ضعي الكريم. هذا الدمج يضاعف فعالية HA ثلاث مرات تقريبًا وفق تحريات مختبرات التجميل الحديثة.

حمض الهيالورونيك الموضعي
حمض الهيالورونيك الموضعي

أمّا عن دمجه داخل الروتين، فهذه هي الطريقة المثالية للاستخدام اليومي:

الصباح: تنظيف لطيف → سيروم حمض الهيالورونيك → كريم مرطّب خفيف → واقي الشمس.

المساء: تنظيف → تونر مرطّب (اختياري) → HA → كريم مغذٍ أو مرمّم.

عندما تستخدمينه قبل الريتينول أو فيتامين C، يصبح الجلد أكثر تقبلًا للمكوّنات النشطة، وتقل فرصة التهيّج. وهذا ما تعتمده نجمات مثل Victoria Beckham التي تضع HA قبل السيرومات النشطة للحصول على تأثير ناعم ومشدود قبل المكياج.

أما في المواسم الباردة أو البيئات الجافة، يمكن تكرار وضعه طبقة خفيفة مرة ثانية خلال اليوم—وهي عادة تعترف بها Kendall Jenner للحفاظ على إشراقة نديّة طوال ساعات التصوير.

كيف تختارين التركيبة المناسبة؟ أسرار اختيار المشاهير وخبراء الجمال

اختيار حمض الهيالورونيك المناسب هو الخطوة التي تصنع الفارق بين بشرة عادية وبشرة تخطف الأنظار. ولأن التركيبات تختلف بشكل كبير، ننصحكِ بالتركيز على ثلاث نقاط رئيسية:

1ـ نوع حمض الهيالورونيك المستخدم

الفرق ليس في “التركيز” فقط، بل في نوع الجزيئات الموجودة في السيروم. كل نوع يعمل بطريقة مختلفة داخل البشرة:

  1. جزيئات كبيرة: تبقى على السطح، تمنح امتلاءً سريعًا ولمعانًا صحيًا.
  2. جزيئات متوسّطة: تعمل في الطبقات الأعمق، وتدعم تماسك البشرة ومرونتها.
  3. جزيئات صغيرة: تتغلغل بعمق لمعالجة الجفاف الداخلي وتحسين ملمس البشرة طويل الأمد.

أفضل السيرومات—وهي نفسها التي يعتمدها خبراء التجميل للنجمات قبل الظهور تحت الإضاءة—تمزج بين هذه الأنواع لتحقيق ترطيب متعدد الطبقات ونتيجة فورية + طويلة المدى.

2. القوام المناسب لنوع بشرتك

البشرة الدهنية: جل خفيف جدًّا سريع الامتصاص دون زيوت.

البشرة الجافة: سيروم كريمي أو جل-كريم يعزز الترطيب العميق.

البشرة الحساسة: تركيبة خالية من العطور والكحول مع مهدئات مثل البانثينول.

الكثير من خبيرات الجمال العالميات ينصحن بتجنّب أي سيروم يحتوي على العطر في بداية لائحة المكوّنات، لأنه قد يُضعف فعالية HA على البشرة الحساسة.

3. العلامة التي تثقين بها

يفضّل اختيار منتج مُختبَر سريريًا وذي سمعة قوية. العديد من النجمات مثل  Sydney Sweeney و Anne Hathaway  يصرّحن بأنهن لا يستخدمن إلا التركيبات التي تحتوي على HA نقي وعالي الجودة، لأن قوة النتائج تعتمد على جودة الجزيء وطريقة استخلاصه.