الببتيدات والكولاجين: أيهما يمنح بشرتك النتيجة التي تبحثين عنها؟
عالم العناية بالبشرة مليء بالوعود، لكن حين يتعلّق الأمر بمكوّنات فعليًا تصنع فرقًا، يبرز اسمان يثيران دائمًا فضول أي امرأة تهتم بجمالها: الببتيدات والكولاجين. كلاهما يرتبطان بالشباب والامتلاء والملمس الناعم، لكن لكل منهما طريقة مختلفة تمامًا في العمل. قد تسمعين أنّ الببتيدات "تحفّز" بشرتك، بينما يقال إن الكولاجين "يملأها"، وبين هذه التفاصيل تضيع الكثيرات في معرفة الخيار الأفضل لاحتياجات بشرتهن. في السطور التالية، ستجدين خلاصة واضحة وعملية تساعدك على فهم الدور الحقيقي لكل مكوّن، ومتى تعتمدين عليه، وكيف تختارين ما يناسب عمرك ونوعية بشرتك وروتينك اليومي.

أولًا: كل ما يجب أن تعرفيه عن الببتيدات في الكريمات
الببتيدات هي سلاسل قصيرة من الأحماض الأمينية، أي قطع صغيرة من البروتينات التي تشكّل أساس البشرة مثل الكولاجين والإيلاستين. صِغر حجم جزيئات الببتيدات يسمح لها – في بعض التركيبات – بالتغلغل في الطبقات السطحية من الجلد وإرسال “رسائل” إلى الخلايا لتعزيز إنتاج الكولاجين أو تهدئة الالتهاب أو دعم الحاجز الحاجز الجلدي، بحسب نوع الببتيد المستخدم في الكريم.

دراسات كثيرة في عالم العناية بالبشرة تناولت الببتيدات، وتركّزت خصوصًا على قدرتها على تحسين مظهر الخطوط الرفيعة، وتعزيز الامتلاء الخفيف في البشرة، وإضفاء مظهر أكثر تماسكًا مع الاستعمال المنتظم. هي ليست “بوتوكس في علبة”، لكنها من المكوّنات التي يحبّها الخبراء لأن تأثيرها تراكمي وواقعي إذا تم اختيار التركيبة الجيدة واستعمالها بالشكل الصحيح.
ما النتيجة التي تمنحك إياها الببتيدات في الكريمات؟
مع الوقت، يمكنك أن تلاحظي بشرة أكثر نعومة، خطوط تعبيرية أقل حدّة، مظهراً مشدوداً بشكل خفيف، وتحسّنًا عامًا في نضارة الوجه. هي مثالية للصبية التي بدأت تلاحظ أولى علامات التقدّم في السن: خطوط خفيفة حول العينين أو الفم، بهتان بعد السهر أو التوتر، أو فقدان بسيط للامتلاء في الوجنتين. الببتيدات تناسب معظم أنواع البشرة، بما فيها الحساسة، لأنّها عادةً لطيفة وغير مهيِّجة إذا لم تُخلط مع عطور قويّة أو كحول قاسٍ. تُنصح بها خصوصًا لـ:
البشرة التي بدأت تُظهر خطوطًا مبكّرة.
البشرة المتعبة من التوتر والسهر.
البشرة التي تعاني من فقدان المرونة الخفيف.
طريقة استعمال كريمات الببتيدات وترتيبها في روتينك

للاستفادة من الببتيدات، ضعيها على بشرة نظيفة وجافة بعد التونر أو ماء الوجه. يمكنك استخدام سيروم ببتيدات خفيف ثم إغلاقه بكريم مرطّب بسيط. صباحًا، لا تنسي أن يكون آخر خطوة في روتينك واقي الشمس. يفضَّل تجنّب المبالغة في خلطها مع أحماض قوية في نفس الخطوة إذا كانت بشرتك حساسة، بل افصلي بينها وبين التقشير الكيميائي في أوقات مختلفة أو أيّام متناوبة.
ثانيًا: كل ما يجب أن تعرفيه عن الكولاجين في الكريمات
الكولاجين هو البروتين الأساسي الذي يمنح بشرتك تماسكها وامتلاءها. في الكريمات، غالبًا ما يأتي الكولاجين على شكل جزيئات كبيرة نسبيًا تبقى على سطح البشرة أكثر ممّا تتغلغل في عمقها. وهنا يجب أن نفهم دوره الحقيقي: كريمات الكولاجين لا “تحقن” الكولاجين داخل الجلد، لكنها تساعد على ترطيبه وعلى تحسين ملمسه ومظهره من الخارج.
تركيبات الكولاجين في الكريمات تعمل كـ”غلاف مرن” ناعم يحافظ على رطوبة البشرة، يقلّل من تبخّر الماء، ويمنحك إحساسًا فوريًا بالنعومة والامتلاء المؤقّت. بعض التركيبات تُدعَّم بمكوّنات أخرى محفّزة للكولاجين مثل الفيتامين C أو الببتيدات أو الريتينول، وهنا تصبح النتيجة أقرب لعناية شاملة بمظهر علامات التقدّم في السن.
ما النتيجة التي يمنحك إياها الكولاجين الموضعي؟
تلاحظين عادةً: ملمسًا أكثر نعومة، مظهراً أكثر امتلاءً بعد التطبيق مباشرةً، وتخفّفًا طفيفًا في مظهر الخطوط السطحية بفضل الترطيب العالي وملء المساحات الصغيرة. هو رائع للبشرة الجافة أو المنهكة التي تحتاج إلى جرعة راحة وراحة فورية.كريمات الكولاجين آمنة عمومًا، لكنها لا تعوّض حقن الكولاجين أو تأثير العلاجات الطبيّة العميقة. هي فعّالة كمرطّب محسن للمظهر، لا كعلاج سحري يعيد بناء الجلد من الداخل. أهم نقطة هي أن تعي دورها الحقيقي: ترطيب، حماية سطحية، تحسين المظهر، لا أكثر.
طريقة الاستعمال في روتينك

ضعي كريم الكولاجين كخطوة أخيرة في روتين العناية الليلي أو قبل واقي الشمس في النهار، بعد السيروم (سواء كان مضاد أكسدة، ببتيدات، أو ترطيب). يمكنك استعماله يوميًا، مع التركيز على المناطق الأكثر جفافًا مثل الخدين والعنق.
ثالثًا: أيهما أفضل لبشرتك… الببتيدات أم الكولاجين؟

إذا كنتِ صبية في العشرينات أو بدايات الثلاثينات، وهاجسك الأساسي هو منع علامات التقدّم في السن المبكّرة، معالجة خطوط تعبير خفيفة، وتحسين مرونة البشرة على المدى الطويل، فالببتيدات خيار ذكي جدًا. هي تعمل بهدوء في الخلفية لتشجيع بشرتك على الاستمرار في إنتاج الكولاجين الطبيعي، مع الحفاظ على مظهر شاب أطول فترة ممكنة.
إذا كانت مشكلتك الأكبر جفافًا واضحًا، إحساسًا بالشد، وتعبًا في الملمس أكثر من الخطوط نفسها، فالكولاجين في الكريمات سيمنحك شعور “البشرة المرتاحة” بسرعة. هو اختيار ممتاز بعد السفر، في الشتاء، أو عند استخدام علاجات مهيّجة مثل الريتينول عندما تحتاج بشرتك إلى “بطانية ناعمة” تحميها.
للبشرة المختلطة التي تعاني من بهتان ومسامات ظاهرة وخطوط خفيفة في نفس الوقت، يمكن الجمع بين الاثنين في روتين واحد: سيروم ببتيدات خفيف لدعم البنية على المدى البعيد، يليه كريم كولاجين أو مرطّب غني على المناطق الأكثر جفافًا لتحسين المظهر فورًا.