تفتيح الجسم بين الكريمات الطبيعية والكيميائية: أيهما الأنسب لبشرتكِ؟
أصبح تفتيح الجسم وتوحيد لون البشرة من أكثر المواضيع رواجاً في عالم الجمال الحديث، خصوصاً في المجتمعات التي تتعرض لمناخ حار وأشعة شمس قوية تؤدي إلى تفاوت لون الجلد بين منطقة وأخرى. ومع تزايد الخيارات المتاحة في الأسواق من كريمات ومراهم وسيرومات، يقع الكثيرون في حيرة بين اختيار المنتجات الطبيعية ذات المكونات النباتية، أو الكيميائية التي تمنح نتائج أسرع.
لكن قبل اتخاذ القرار، من المهم فهم الفروقات الجوهرية بين النوعين، من حيث المكونات، آلية العمل، الفعالية، والمخاطر المحتملة على المدى الطويل.
الكريمات الطبيعية لتفتيح الجسم
الكريمات الطبيعية تعتمد على عناصر مأخوذة من النباتات والفواكه والمستخلصات العضوية التي تعمل ببطء ولكن بأمان على البشرة. وتعد خياراً مثالياً للنساء اللواتي يبحثن عن عناية لطيفة ومستدامة دون التسبب بآثار جانبية.
مكوناتها الأساسية
من أبرز المكونات التي تدخل في تركيبة هذه الكريمات:
- مستخلص عرق السوس (Licorice Extract): يثبط إنزيم التيروزيناز المسؤول عن إنتاج الميلانين، مما يساعد على تفتيح البقع الداكنة.
- فيتامين C: مضاد أكسدة قوي يعمل على تجديد الخلايا وتحفيز إنتاج الكولاجين، ما يمنح البشرة إشراقة طبيعية.
- الألوفيرا: تهدئ البشرة وتحافظ على ترطيبها، مما يمنع الجفاف أثناء عملية التفتيح.

- الكركم والعسل: يحدّان من التصبغات ويعززان صفاء البشرة بلطف.
- النياسيناميد (Vitamin B3): يقلّل من تفاوت اللون ويحسن ملمس الجلد.
تقوم هذه المكونات بإيقاف المراحل المبكرة من تكوين الميلانين، كما تساعد على تجديد الخلايا الميتة وتحسين مرونة الجلد. تعمل ببطء ولكنها تعيد للبشرة توازنها الطبيعي من دون تقشير أو تقليل سماكتها كما تفعل بعض المركبات الكيميائية.
مميزات الكريمات الطبيعية
- آمنة على البشرة الحساسة والجافة.

- تمنح نتائج دائمة وغير مؤقتة لأنّها لا تغيّر لون الجلد الأصلي بل تصحح التصبغات.
- تحتوي على مضادات أكسدة تحارب الشيخوخة المبكرة.
- يمكن استخدامها لفترات طويلة دون خطر.
أما عيوبها فهي:
- تحتاج إلى استخدام منتظم وطويل الأمد من 6 إلى 12 أسبوعاً عادة.
- فعاليتها أقل على البقع العميقة أو الكلف الشديد.
- بعض التركيبات المنزلية غير المدروسة قد تؤدي إلى انسداد المسام إن لم تُستخدم بحذر.
الكريمات الكيميائية لتفتيح الجسم
أما الكريمات الكيميائية فهي مصممة لتعمل بسرعة وفعالية أكبر بفضل مكونات تم اختبارها معملياً لتقليل صبغة الميلانين أو تقشير الطبقة السطحية من الجلد. وتُستخدم غالباً تحت إشراف طبي لتفتيح الكلف، آثار الحبوب، التصبغات الناتجة عن الشمس، واسمرار الركب والمرفقين.

المكونات الشائعة في التركيبات الكيميائية
- الهيدروكينون (Hydroquinone): أقوى مادة لتفتيح البشرة، تعمل على تعطيل إنزيم إنتاج الميلانين، لكنها تحتاج رقابة طبية صارمة.
- الكوجيك أسيد (Kojic Acid): مشتق من الفطريات، فعال في تفتيح البقع ويعتبر أكثر أماناً من الهيدروكينون.
- الألفا أربوتين (Alpha Arbutin): بديل طبيعي للهيدروكينون، يمنح تفتيحاً تدريجياً دون تهيج.
- الأحماض المقشرة مثل الجليكوليك واللاكتيك: تزيل خلايا الجلد الميتة لتسمح بظهور طبقة جديدة ناعمة ومشرقة.
- الريتينول (Retinol): يحفز تجديد الخلايا ويعزز فاعلية مكونات التفتيح الأخرى.
تعمل الكريمات الكيميائية عبر تثبيط نشاط الميلانوسايتس أي الخلايا المنتجة للميلانين أو إزالة الطبقة المتصبغة عبر تقشير خفيف. النتيجة عادة تكون أسرع، تظهر خلال 2 إلى 4 أسابيع من الاستخدام المنتظم.
أما مميزاتها:
- تمنح نتائج واضحة وسريعة خاصة في الحالات الصعبة.
- فعالة في معالجة الكلف والنمش وآثار الالتهابات الجلدية.
- يمكن دمجها مع جلسات ليزر أو تقشير كيميائي للحصول على نتائج مضاعفة.
أما عيوبها
- قد تسبب جفافاً، احمراراً أو حساسية في حال عدم ترطيب البشرة جيداً.
- الاستخدام الطويل أو العشوائي قد يؤدي إلى ترقق الجلد وظهور بقع فاتحة جداً.
- بعض المواد مثل الهيدروكينون محظورة في الاتحاد الأوروبي بسبب احتمال تسببها بمضاعفات في الاستخدام المزمن.
المكونات التي يجب تجنبها في كريمات التفتيح الكيميائية
ضرورة الابتعاد عن بعض المواد التي قد تضر أكثر مما تنفع، ومن أبرزها:
- الزئبق (Mercury): مادة محظورة تماماً تسبب تلف الكلى والعصب.
- الستيرويدات القوية مثل الكورتيزون: قد تعطي نتائج مؤقتة لكن تؤدي إلى ترقق البشرة وتوسع الشعيرات.
- البرابين المركز: يسببان تهيجاً للبشرة الحساسة ويزيدان من الجفاف.
لذا من الأفضل دائماً بقراءة قائمة المكونات (Ingredients List) بعناية والتأكد من مصدر المنتج قبل استخدامه.
من أهم النصائح عن الكريمات:
الكريمات الطبيعية مناسبة للاستخدام اليومي، وتمد البشرة بالعناصر المغذية دون أن تضرّ بحاجزها الواقي، بينما الكريمات الكيميائية يجب أن تُستخدم تحت إشراف طبيب، خصوصاً عند احتوائها على أحماض أو مركبات قوية. الهدف ليس تغيير لون الجلد الطبيعي، بل الوصول إلى بشرة موحدة ومشرقة بطريقة آمنة.
كيف تختارين الكريم المناسب لجسمكِ؟
حددي نوع بشرتك:
-
- للبشرة الحساسة أو الجافة: استخدمي تركيبات طبيعية مرطبة بالألوفيرا أو الشوفان أو النياسيناميد.
- للبشرة الدهنية أو المعرضة للتصبغات الشديدة: اختاري كريم يحتوي على أحماض خفيفة مثل الجليكوليك أسيد أو الأربوتين.

ابحثي عن مكونات فعّالة وآمنة:
تجنبي المنتجات التي لا تذكر نسبة المكونات الفعالة أو تَعِد بتفتيح سريع خلال أيام، لأنّ هذا غالباً يشير إلى مواد ضارة.
لا تهملي واقي الشمس اليومي:
فالتعرض للشمس هو السبب الأول في فشل أي روتين تفتيح، مهما كانت جودة الكريم المستخدم.
اتبعي روتيناً متكاملاً:
للحصول على أفضل النتائج، يمكن دعم الكريم بتقشير لطيف مرة أسبوعياً، وتطبيق مرطب عميق ليلاً لتعزيز تجديد الخلايا.
خطوات تعزيز فعالية كريم التفتيح
- استخدميه بعد الاستحمام مباشرة، حيث تكون المسام مفتوحة وقابلة لامتصاص المكونات.
- وزّعيه بحركات دائرية لطيفة لتعزيز الدورة الدموية.
- لا تخلطي عدة كريمات مختلفة في الوقت نفسه لتفادي التفاعل الكيميائي بين المكونات.
- احرصي على ترطيب الجسم مرتين يومياً للمحافظة على نعومة الجلد ومنع عودة التصبغات.