هل الترطيب يزيد من ظهور الحبوب؟

ترطيب البشرة المصابة بحب الشباب: خطوة ضرورية أم خطأ شائع؟

ندى الحاج
22 أكتوبر 2025

في عالم العناية بالبشرة، تنتشر العديد من المعتقدات الخاطئة، وأبرزها أن ترطيب البشرة عند ظهور الحبوب قد يزيد من تفاقمها أو يسبب انسداد المسام. لكن الحقيقة مختلفة تماماً عمّا يظنه الكثيرات. فالبشرة التي تعاني من الحبوب لا تحتاج فقط إلى العلاجات الموضعية، بل أيضاً إلى ترطيب متوازن يحافظ على حاجزها الواقي ويمنعها من إفراز المزيد من الزيوت كرد فعل للجفاف.

لذلك، إليك الحقيقة وراء هذا الجدل الجمالي،هل يجب ترطيب البشرة عند وجود الحبوب أم لا؟ وما هو النوع المناسب من المرطبات الذي لا يزيد الوضع سوءاً بل يساعد على تهدئة الالتهاب واستعادة توازن البشرة.

تجنبي استخدام مرطب ثقيل جداً لأنه قد يسد المسام
تجنبي استخدام مرطب ثقيل جداً لأنه قد يسد المسام

فوائد الترطيب للبشرة

الترطيب يحافظ على حاجز البشرة الواقي

الطبقة الخارجية من الجلد، والمعروفة باسم "الحاجز الجلدي"، تعمل كدرع يحمي البشرة من العوامل الخارجية مثل الأوساخ، البكتيريا، وأشعة الشمس. عندما تُصاب هذه الطبقة بالجفاف أو التلف، تفقد البشرة قدرتها على الدفاع عن نفسها، مما يؤدي إلى التشققات، الاحمرار، وزيادة الحساسية.

فالمرطبات الغنية بالدهون الطبيعية والسيراميدات تساعد في إصلاح هذا الحاجز ومنع فقدان الماء عبر الجلد، وهو ما يضمن بقاء البشرة مرنة ورطبة.

يمنع إفراز الزيوت الزائد في البشرة الدهنية

قد يبدو الأمر غريباً، لكن عدم ترطيب البشرة الدهنية يجعلها تفرز المزيد من الزيوت لتعويض الجفاف، مما يؤدي إلى انسداد المسام وظهور الحبوب.

المرطبات الخفيفة الخالية من الزيوتتحتوي عادة على مكونات مثل حمض الهيالورونيك والنياسيناميد التي ترطّب بعمق دون أن تترك ملمساً دهنياً. هذه المكونات تحافظ على توازن الترطيب داخل البشرة، فتبدو أقل لمعاناً وأكثر نعومة، وتقل احتمالية تكوّن الحبوب الجديدة.

الترطيب يمنع إفراز الزيوت الزائد في البشرة الدهنية
الترطيب يمنع إفراز الزيوت الزائد في البشرة الدهنية

يقلل من مظهر الخطوط الدقيقة والتجاعيد

البشرة الجافة هي أول من تُظهر علامات الشيخوخة. فعندما يقل مستوى الترطيب، تفقد الخلايا امتلاءها، مما يجعل الخطوط الدقيقة والتجاعيد أكثر وضوحاً.

المرطبات التي تحتوي على مضادات أكسدة مثل فيتامين C وE تساعد في مكافحة المشاكل الخارجية التي تسبب تلف الخلايا، بينما يمنح حمض الهيالورونيك البشرة مظهراً ممتلئاً ومشدوداً بفضل قدرته الفائقة على جذب الماء والاحتفاظ به داخل الطبقات العميقة من الجلد.

يعزز فعالية العلاجات الأخرى

كثير من أطباء الجلد يشددون على أن الترطيب المنتظم يجعل العلاجات الموضعية مثل الرتينول أو أحماض التقشير أكثر فعالية وأقل تهييجاً. عندما تكون البشرة رطبة ومتوازنة، تستطيع امتصاص المكونات النشطة بشكل أفضل دون أن تفقد مرونتها أو تتعرض للجفاف المفرط.

يساهم في إشراقة البشرة الطبيعية

الترطيب لا يمنح فقط ملمساً ناعماً، بل أيضاً إشراقة طبيعية تعكس صحة الجلد من الداخل. فحين تكون البشرة مرطبة، تتحسن الدورة الدموية الدقيقة داخلها، ما يعزز من نضارتها ويجعلها أكثر توهجاً دون الحاجة للمكياج الثقيل.

لماذا الترطيب مهم حتى عند وجود الحبوب؟

حماية الحاجز الجلدي

الحاجز الخارجي للبشرة يحمينا من البكتيريا والمواد المهيّجة وفقدان الماء. فعندما يتعرّض هذا الحاجز للجفاف أو التلف، تتزايد الالتهابات وتصبح البشرة أكثر عرضة لبكتيريا المسببة لحب الشباب.

منع ردّة الفعل الدهنيّة (overcompensation)

الجلد الجاف يطلق إشارات لتعويض النقص فتنتج الغدد مزيداً من الزيوت. هذا قد يزيد اللمعان ويمهّد لانسداد المسام.

تقليل التهيّج الناتج عن العلاجات

الكثير من أدوية حب الشباب الموضعية مثل الرتينويدات، البنزويل بيروكسيد، وبعض أحماض التقشير تسبب جفافاً وتقشراً. فالمرطّب يقلل الاحمرار ويجعل استخدام هذه العلاجات أقل إزعاجاً وأكثر احتمالاً للاستمرارية.

تحسين مظهر البشرة وتسريع التعافي

الجلد المرطّب يتجدد أفضل وتقل لديك البقع الحمراء أو التصبغات الباقية بعد الالتهاب.

أي مرطب يجب على المرأة أن تختار؟

المواصفات الأساسية المرغوبة

  • Non-comedogenic لا يسد المسام.
  • خالي من الزيوت الثقيلة إن كانت البشرة دهنية.
  • خالٍ من العطور القاسيةللبشرة الحسّاسة.
  • تركيبة خفيفة وسريعة الامتصاص للبشرة الدهنية والمختلطة.

مكوّنات مفيدة للترطيب عند وجود الحبوب

  • حمض الهيالورونيك (Hyaluronic Acid):مرطّب مرجعي يجذب الماء دون إضافة دهن. مناسب لكل أنواع البشرة.
  • النياسيناميد (Niacinamide): يقلل الاحمرار، ينظّم إنتاج الزيوت ويقوّي الحاجز. ممتاز للبشرة المعرضة لحب الشباب.
  • السيراميدات (Ceramides): تعيد حاجز البشرة وتمنع فقدان الماء. ضرورية بعد علاجات تقشير أو علاج بالرتينول.
  • الجلسرين (Glycerin): مرطّب فعال ومناسب.
  • السكوالان (Squalane) النباتي: خفيف وغير كوميدوجينيك عند تركيبة صحيحة.
  • البانثينول والألوفيرا: لتهدئة الالتهاب وتقليل التحسس.

مكوّنات تجنبيها أو استخدميها بحذر

  • الزيوت النباتية الثقيلة مثل زيت جوز الهند بكثرة.
الزيوت النباتية الثقيلة عند وجود الحبوب
الزيوت النباتية الثقيلة عند وجود الحبوب
  • العطور القوية والبارابين إن كنت حسّاسة.

كيف أدمج الترطيب مع علاجات حب الشباب

ابدئي روتينكِ الصباحي بغسول لطيف يناسب بشرتك، ويفضَّل أن يحتوي على حمض الساليسيليك إن أوصى الطبيب، أو يكون خالياً من الكبريتات لتجنّب الجفاف. فبعد التنظيف، يمكنكِ استخدام سيروم مضاد للأكسدة أو النياسيناميد لتهدئة الالتهاب وتنظيم الزيوت، ثم ضعي مرطباً خفيفاً يحافظ على التوازن. لا تهملي واقي الشمس واسع الطيف لحماية بشرتك من الأشعة، خصوصاً عند استخدام الأحماض أو الريتينويد.

أما في المساء، نظّفي وجهك بلطف، ثم ضعي العلاجات الموضعية مثل الريتينويد أو البنزويل بيروكسيد حسب توجيه الطبيب. بعد دقيقة، استخدمي مرطباً مهدئاً، ثم مرطب خفيف قبل العلاج وبعده لتقليل التهيّج مع الحفاظ على فعالية الدواء. ولا تنسي أن يكون واقي الشمس جزءاً أساسياً من روتينك كل صباح.

ضعي مرطباً خفيفاً يحافظ على التوازن في روتينك الصباحي
ضعي مرطباً خفيفاً يحافظ على التوازن في روتينك الصباحي

نصائح حسب نوع البشرة أو نوع الحبوب

  • بشرة دهنيةمليئة بالحبوب: اختاري جل مرطّب يعتمد على حمض الهيالورونيك أو الجلسرين، وخالٍ من الزيوت. نياسيناميد يساعد تنظيم الزيوت.
  • بشرة مختلطة: مرطّب خفيف مع تركيز أعلى في مناطق الخشونة والجفاف.
  • بشرة حسّاسة: ابتعدي عن العطور، وابحثي عن بانثينول وسيراميدات ولوازم مهدّئة.
  • حبوب التهابات عميقة: الترطيب يظل مهماً، لكن تواصلي مع طبيب جلد لتلقي علاج نظامي مضاد حيوي عند الضرورة.

أخطاء شائعة يجب تجنّبها

  • استخدام مرطّب ثقيل جداً ظنّاً أنه يعالج الجفاف، فهو قد يسبّب انسداد مسام.
  • الإفراط في التقشير أو استخدام أحماض قوية يومياًيضر الحاجز الجلدي ويزيد الالتهاب.
  • إيقاف المرطّب عند ملاحظة تفاقم، أحياناً يحتاج الجلد وقتاً ليستعيد توازنه بعد بدء علاج جديد.
  • الاعتماد على عصائر أو وصفات منزلية قد تسبب حساسية أو تسد المسام مثل بعض الزيوت الثقيلة أو الزبدة.