
ماء الورد أم ماء الزهر؟ الفرق بينهما ودليلك لاختيار الأنسب لنوع بشرتك
لطالما زيّنت قوارير ماء الورد وماء الزهر خزائننا، واعتبرتا سرّاً من أسرار الجمال الشرقية القديمة. فكلاهما يحمل اسم "ماء مُقطَّر"، ويُستخدم في العناية بالبشرة والطبخ على حدٍّ سواء، لكن هل هما حقاً متماثلان؟ وما الذي يجعل إحداهما خياراً أمثل لبشرتكِ دون الأخرى؟ في هذا التقرير المفصّل من "هي"، نكشف لكِ الفروقات الجوهرية بين هذين الكنزين الطبيعيين، وندلّك على كيفية اختيار الأفضل لبشرتكِ لتحصلي على أقصى فائدة ونضارة.
1. ما هي مصادر كل من ماء الورد وماء الزهر؟
الاختلاف الأساسي والجوهري بين ماء الورد وماء الزهر يكمن في مصدر استخراجهما. هذه النقطة هي التي تحدد في النهاية الخصائص والمكونات لكل منهما.

يتم استخلاص ماء الورد Rose Water من بتلات الورد الجوري، وتحديداً الورد الدمشقي (Rosa Damascena)، وهو ناتج ثانوي لعملية التقطير بالبخار التي تهدف إلى إنتاج زيت الورد الأساسي. يتميز برائحة زهرية ناعمة، خفيفة، ومهدئة، ويُستخدم تقليدياً بشكل واسع في العناية بالبشرة والوصفات التجميلية، كما يستخدم في الحلويات.

أما ماء الزهر Orange Blossom Water، فيُستخلص من أزهار شجرة البرتقال المر أو النارنج (Citrus Aurantium)، وهو كذلك ناتج ثانوي لعملية تقطير تلك الأزهار. يتميز برائحة عطرية قوية، منعشة، وحادة نسبياً. يُعد ماء الزهر مكوناً أساسياً في صناعة الحلويات الشرقية، وخاصة تلك التي تحتوي على المكسرات أو القطر، كما يُستخدم كمعطّر ومنعش طبيعي.
2. ما الفرق بين ماء الورد وماء الزهر في استخداماتهما على البشرة
بفضل مكوناتها الطبيعية الغنية ومضادات الأكسدة، يمتلك كل من ماء الورد وماء الزهر مجموعة من الفوائد المذهلة للبشرة.
فوائد ماء الورد للبشرة:
يُعتبر ماء الورد التونر (Toner) الكلاسيكي والأكثر شعبية، نظراً لخصائصه المتعددة:
- مهدئ ومضاد للالتهاب: يقلل من احمرار وتهيج البشرة، ومثالي لحالات الأكزيما والوردية (Rosacea) وحروق الشمس الخفيفة.
- قابض طبيعي خفيف: يساعد على شد المسامات الكبيرة وتقليل إفراز الزيوت دون التسبب في جفاف الجلد، مما يجعله مناسباً للبشرة الدهنية والمختلطة.
- موازن لـ pH البشرة: يساعد في الحفاظ على التوازن الحمضي الطبيعي للبشرة (حوالي 5.5)، مما يدعم الحاجز الواقي للبشرة ويحميها من البكتيريا المسببة لحب الشباب.
- مرطب ومضاد للأكسدة: يرطب الجلد ويحميه من الجذور الحرة التي تسبب شيخوخة الجلد المبكرة بفضل فيتامين C و E.
- مزيل مكياج لطيف: يمكن استخدامه لإزالة بقايا المكياج والأوساخ العالقة في المسام.
فوائد ماء الزهر للبشرة:
يتميز ماء الزهر بكونه منعشاً وقابضاً أكثر فاعلية، ومرتبطاً عادةً بخصائص الاسترخاء:
- منظف ومطهر للمسام: خصائصه المطهرة قوية، مما يجعله ممتازاً لتنظيف مسام البشرة بعمق وتخليصها من الدهون المتراكمة.
- ملائم للبشرة الدهنية والحساسة: لديه قدرة عالية على موازنة زيوت البشرة (الدهون) وتقليل اللمعان، كما أنه يهدئ التحسس والاحمرار.
- مكافحة حب الشباب: بفضل خصائصه المضادة للبكتيريا، يساعد على منع ظهور البثور وتقليل الالتهاب المصاحب لها.
- شد البشرة ومكافحة التجاعيد: يساعد في شد الجلد وتقليص المسام، مما يمنح البشرة مظهراً أكثر نضارة وشباباً.
- منعش ومريح: يساعد في تخفيف الإجهاد والتوتر عند استخدامه كـ "رذاذ وجه" (Face Mist)، بفضل رائحته العطرية المهدئة للأعصاب.
3. حسم الاختيار: أيهما الأنسب لنوع بشرتكِ؟
لتحديد الخيار الأمثل لكِ، يجب الأخذ بعين الاعتبار نوع بشرتكِ والهدف الذي تسعين إليه من استخدامه:
للبشرة الجافة إلى العادية والحساسة: ماء الورد هو الأنسب بامتياز؛ لخصائصه المرطبة العالية وقدرته الفائقة على التهدئة والتقليل من الالتهابات والاحمرار.
للبشرة الدهنية إلى المختلطة والمعرضة لحب الشباب: ماء الزهر هو الخيار الأفضل؛ لكونه قابضاً طبيعياً أكثر فاعلية، ويساعد على تنظيم إفراز الدهون وتطهير المسام بعمق.
للبشرة المجهدة والباهتة: يمكن التناوب بينهما؛ ماء الورد للنضارة والترطيب، وماء الزهر للإنعاش والتطهير العميق.
نصيحتنا الاحترافية لك لا تترددي في استخدام ماء الورد كـ غسول صباحي لطيف لإنعاش البشرة، واستخدام ماء الزهر كـ تونر مسائي بعد تنظيف البشرة لتطهير المسام وشدها، خاصة إذا كانت بشرتكِ مختلطة أو دهنية.