
ودّعي جفاف البشرة مع فيتامين F واكتشفي دوره في ترميم الحاجز الطبيعي
في عالم العناية بالبشرة الذي تتزايد فيه التركيبات المتطورة والمكونات المتقدمة يوماً بعد يوم، يبرز فيتامين F كأحد الأسرار الجمالية التي لا تحظى بالاهتمام الكافي رغم دوره الحيوي في حماية البشرة. قد يبدو الاسم مألوفاً، لكنه في الواقع لا يشير إلى فيتامين بالمعنى التقليدي، بل إلى مجموعة من الأحماض الدهنية الأساسية التي لا يستطيع الجسم إنتاجها بمفرده، مثل حمض اللينوليك وحمض الألفا لينولينيك. هذه الأحماض تمثل المفتاح الأساسي للحفاظ على حاجز البشرة ومنعها من فقدان الترطيب والمرونة، خاصة في البيئات الجافة أو خلال المواسم الباردة.
لذا إذا كنتِ تعانين من جفاف البشرة، تشققها، أو فقدان إشراقتها الطبيعية، فإن فيتامين F قد يكون هو المكوّن المنقذ الذي تحتاجه بشرتكِ لاستعادة توازنها. لذلك تقدم لك مجلة "هي"، كل ما تحتاجين معرفته عن هذا الفيتامين: من فوائده العلمية الدقيقة، إلى أبرز مصادره الغذائية والطبيعية، وأفضل الطرق لإدماجه في روتينكِ اليومي للعناية بالبشرة.

ما هو فيتامين F؟
فيتامين F هو مصطلح أُطلق في بدايات القرن العشرين على مجموعة من الأحماض الدهنية الأساسية التي تلعب دوراً جوهرياً في تكوين أغشية الخلايا والحفاظ على سلامة الجلد. تشمل هذه المجموعة:
- حمض اللينوليك (Linoleic Acid)من عائلة أوميغا-6، وهو الأكثر أهمية لصحة البشرة.
- حمض الألفا-لينولينيك (Alpha-Linolenic Acid)من عائلة أوميغا-3.
تعمل هذه الأحماض كمكونات رئيسية في تركيب الدهون بين الخلايا (Intercellular Lipids)، والتي تشكّل الجدار الحامي الذي يمنع فقدان الماء ويحمي البشرة من الملوثات الخارجية. أي خلل في هذه الدهون يؤدي إلى فقدان المرونة، الجفاف، وتشقق السطح الخارجي للبشرة.
كيف يحمي فيتامين F البشرة من الجفاف؟
دعم حاجز البشرة الواقي
البشرة السليمة تحتوي على مزيج متوازن من السيراميدات، الكوليسترول، والأحماض الدهنية. فعندما يقلّ مستوى حمض اللينوليك، يفقد الجلد قدرته على الاحتفاظ بالماء، فيصبح أكثر عرضة للجفاف والتهيّج. يساعد فيتامين F على إعادة بناء هذا التوازن من خلال تقوية الطبقة الدهنية بين الخلايا، ما يقلل من فقدان الماء عبر البشرة.

ترميم البشرة المتضررة
فيتامين F يُسرّع عملية الترميم الطبيعي للبشرة بفضل خصائصه المهدّئة والمجددة للخلايا. وقد أظهرت دراسات أن تطبيق الزيوت الغنية بحمض اللينوليك يساعد في تحسين مظهر البشرة الخشنة أو المتشققة خلال فترة قصيرة.
مقاومة الالتهابات والاحمرار
بفضل خصائصه المضادة للالتهابات، يساعد فيتامين F في تهدئة البشرة الحساسة، والتخفيف من أعراض التهيج أو الحكة الناتجة عن الجفاف. كما يحدّ من التأكسد داخل خلايا البشرة، ما يجعله مكوّناً داعماً في الروتينات العلاجية للبشرة المعرضة للإكزيما أو التهاب الجلد التأتبي.
تحسين ملمس البشرة ومظهرها
الاستخدام المنتظم لمستحضرات تحتوي على فيتامين F يمنح البشرة ملمساً حريرياً ناعماً ويعيد لها مظهرها الصحي المتوازن. فهو لا يرطّب فقط، بل يعزّز قدرة الجلد على امتصاص العناصر الغذائية والفيتامينات الأخرى مثل A، C، E.
مصادر فيتامين F الطبيعية
يمكنكِ الحصول على فيتامين F من خلال الغذاء أو من المستحضرات التجميلية الموضعية.
المصادر الغذائية:
- زيت الكتان وبذوره: من أغنى المصادر بحمض الألفا لينولينيك.
- زيت القرطم وزيت عباد الشمس:غنيان بحمض اللينوليك، يدعمان ترطيب البشرة من الداخل.
- الجوز وبذور الشيا:تحتوي على مزيج مثالي من أوميغا-3 وأوميغا-6.
- الأسماك الدهنية مثل السلمون والماكريل:مصدر ممتاز للأحماض الدهنية التي تساعد في مرونة الجلد.
المصادر الموضعية:
- الزيوت النباتية:مثل زيت الورد، زيت زهرة الربيع المسائية، وزيت بذر الكتان.

- الكريمات والسيرومات:التي تحتوي على مزيج من السيراميدات والأحماض الدهنية.
- المنتجات العلاجية: المخصصة البشرة الحساسة أو الجافة، وغالباً ما تذكر على عبواتها مصطلحات مثل"Rich in Linoleic Acid"أو"Barrier Repair".
كيفية إدخال فيتامين F في روتينكِ اليومي
في الصباح
ابدئي يومكِ بمنظف لطيف لا يجرّد البشرة من زيوتها الطبيعية، ثم استخدمي سيروماً مرطباً يحتوي على حمض الهيالورونيك. بعد ذلك، طبّقي كريماً غنياً بالأحماض الدهنية الأساسية أو قطرات من زيت خفيف يحتوي على فيتامين F، ولا تنسي وضع واقي الشمس في النهاية.

في المساء
بعد تنظيف البشرة جيداً، يمكنكِ استخدام سيروم مغذٍّ يحتوي على مضادات الأكسدة، ثم ضعي بضع قطرات من زيت غني باللينوليك أو كريم مرمّم. وفي الليالي الباردة، يمكنكِ إضافة طبقة رقيقة من الفازلين أو البلسم لحبس الترطيب داخل الجلد.
نصائح إضافية عن فيتامين F:
- ضعي الزيوت على البشرة وهي ما زالت رطبة قليلاً لتعزيز امتصاصها.
- استخدمي منتجات خالية من العطور والمواد المهيجة.
فيتامين F في المستحضرات الحديثة
تتباهى العديد من العلامات الفاخرة اليوم بإدخال فيتامين F ضمن تركيباتها الجديدة. فهو أصبح مكوّناً أساسياً في:
- كريمات الحاجز الجلديالمخصصة للبشرة الجافة والمتهيجة.
- السيرومات المغذية الليلية التي تدمج فيتامين F مع الريتينول لتقليل التهيج.
- مرطّبات ما بعد العلاجات التجميلية مثل الليزر والتقشير لتسريع الترميم وتهدئة الاحمرار.
أخطاء شائعة عند استخدام فيتامين F
- المبالغة في الكمية: كمية صغيرة تكفي، والاستخدام الزائد قد يترك لمعاناً دهنياً غير محبب.
- اختيار زيوت غير مناسبة: بعض الزيوت مثل زيت جوز الهند قد تكون غنية بالأحماض المشبعة وتسدّ المسام.
- إهمال التوازن الغذائي: العناية الموضعية وحدها لا تكفي، فالبشرة تحتاج إلى دعم داخلي من خلال نظام غذائي متوازن.
متى تحتاجين استشارة الطبيب؟
إذا لاحظتِ تشققات عميقة، حكة مزمنة، أو احمراراً شديداً، فقد تكونين بحاجة إلى تقييم طبي. في بعض الحالات، يمكن أن يصف الطبيب مستحضرات تحتوي على نسب طبية من GLAأو كريمات علاجية ذات تركيبة مخصصة للبشرة المتضررة بشدة.