
الدكتورة لمى قسطنطين لـ"هي": هكذا يؤثر الصيف على حبّ الشباب وهذه أحدث العلاجات
مع ارتفاع درجات الحرارة وازدياد نسبة الرطوبة في فصل الصيف، تلاحظ الكثير من النساء والشابات تفاقم مشاكل البشرة، وعلى رأسها حب الشباب.هذه الظاهرة الموسمية ليست عشوائية، بل ترتبط بعوامل بيئية وفسيولوجية تؤثر مباشرة على صحة الجلد. لذلك، تكشف لنا الدكتورة لمى قسطنطين، أخصائية الجلد والتجميل، في مقابلة حصرية مع "هي"، عن أسباب زيادة حب الشباب خلال الصيف، وتشرح لنا بالتفصيل أحدث البروتوكولات العلاجية التي تواكب التطورات الطبية، وتُصمم بعناية وفق درجة الإصابة ونوع البشرة.
حب الشباب التهاب معقّد وأسباب متعددة
تعرّف الدكتورة لمى قسطنطين حب الشباب المعروف طبياً باسم العد الشائع Acne على أنه التهاب يصيب الغدد الزهمية الموجودة في الجلد.هذا الالتهاب لا يحدث بشكل عشوائي، بل نتيجة تداخل عدة عوامل، أهمها:

- زيادة إفراز الزيوت في البشرة، لذلك نجد أن حب الشباب يصيب في الغالب صاحبات البشرة الدهنية والمختلطة، في حين يقل ظهوره عند صاحبات البشرة العادية والجافة.
- خلل في نشاط البكتيريا الطبيعية الموجودة على سطح الجلد، مما يؤدي إلى التهاب مسام البشرة.
- انسداد جريبات الشعر نتيجة تراكم الزيوت والخلايا الميتة.
الفئات العمرية الأكثر عرضة
توضح الدكتورة قسطنطين أن حب الشباب قد يظهر في مرحلتين أساسيتين من العمر:
- حب الشباب المبكر: يظهر قبل سن 25، وغالباً ما يتركّز في منطقة الأنف والجبهة.
- حب الشباب المتأخر: قد يظهر بعد عمر 25 ويمتد حتى سن الخمسين، ويُلاحظ عادة في الخدين والذقن، وله علاقة مباشرة بالاضطرابات الهرمونية، مما يفسر انتشاره لدى النساء بشكل أكبر.
ما العوامل التي ترفع احتمالية ظهوره؟
تشير الدكتورة لمى إلى أن هناك عوامل خارجية وداخلية تزيد من احتمالية الإصابة أو تفاقم الحالة، منها:
- وجود تاريخ عائلي لحب الشباب.
- مشاكل هرمونية، خاصة في فترات ما قبل الدورة الشهرية أو حالات تكيس المبايض.
- مقاومة الإنسولين واضطرابات الكولون.
- استعمال مستحضرات تجميل زيتية أو منتجات تحتوي على زيوت معدنية ومواد تشحيم.
- الإجهاد النفسي الذي يرفع من مستويات إفراز الزيوت.
- تناول أدوية مثل الكورتيزونات والبروتينات الابتنائية وبعض أنواع فيتامين B.
- نظام غذائي غني بالسكريات والدهون.
- عدم الاهتمام بروتين تنظيف الوجه بشكل يومي أو اختيار غسول غير مناسب لنوع البشرة.
درجات حب الشباب
تشدد الدكتورة على أهمية تصنيف درجة حب الشباب لتحديد العلاج المناسب، وتشرح المراحل الثلاث:

- الدرجة الأولى: وجود رؤوس سوداء وبيضاء مع بعض الحبوب الحمراء البسيطة.
- الدرجة الثانية: تزايد عدد البثور والالتهابات، وتظهر حبوب حمراء ملتهبة وبثور بيضاء تنتشر على مناطق واسعة من الوجه.
- الدرجة الثالثة: حالة التهابية شديدة تتمثل في كيسات وعقيدات تحت الجل،وقد تترك وراءها ندوب دائمة إن لم تُعالج بطريقة صحيحة.
كذلك تهدف خطة العلاج في كل الحالات إلى أمرين: تنقية البشرة من الحبوب، والوقاية من التصبغات والندوب التي تتطلب وقتاً طويلاً للعلاج والترميم.
بروتوكولات العلاج الجديدة حسب كل درجة:
- الدرجة الأولى: تقتصر على العلاج الموضعي، مثل مضادات الالتهاب وكريمات التقشير، مع اتباع روتين يومي صحيح ومناسب لنوع البشرة.كذلك استخدام غسول مناسب لنوع البشرة، بالإضافة إلى كريمات موضعية مضادة للالتهاب أو تحتوي على مقشرات خفيفة. فالهدف هنا هو تنظيف المسام وتقليل الإفرازات الدهنية ومنع تفاقم الحالة.

- الدرجة الثانية: تحتاج إلى علاج فموي بالمضادات الحيويةالتي تساعد في خفض الالتهاب، بالإضافة إلى العلاجات الموضعية. إلى جانب كريمات مهدئة ومقشرات توصف حسب نوع البشرة ودرجة التحمل.

- الدرجة الثالثة: يُعتمد على مركبات الإيزوتريتينوين Isotretinoin بجرعات مدروسة وبطريقة صحيحة حسب كل حالة وتحت إشراف طبي دقيق، نظراً لحساسيته وتأثيراته الجانبية المحتملة، كما يُرافقه دعم نفسي وغذائي عند الحاجة.
احذري هذه الأخطاء في الصيف
تختصر الدكتورة لمى قسطنطين تحذيراتها بالتنويه إلى أن فصل الصيف يشهد تفاقماً واضحاً لحالات حب الشباب، نتيجة التعرّق الزائد، وتكاثر البكتيريا، واستعمال بعض المنتجات غير الملائمة، إضافة إلى إهمال تنظيف البشرة بعد التعرّض للشمس أو المكياج، مما يزيد من انسداد المسام.