
ريتشارد بيتس لـ "هي": هكذا تواكب "لوريال" تطوّر الجمال واحتياجات بشرة المرأة السعودية
تتسارع في عصرنا صياغة مفاهيم الجمال بما يلبي وتيرة التطور التكنولوجي ومتطلبات العصر، وهنا تقف علامة "لوريال" L'Oreal عند تقاطع دقيق بين العلم والابتكار، ساعية إلى تقديم حلول تتجاوز الشكل لتصل إلى جوهر العناية بالبشرة. وبينما تتغير الصيحات عالميًا، يظلّ العلم حجر الأساس الذي تبني عليه العلامة استراتيجياتها المستقبلية، خصوصًا في منطقة الشرق الأوسط، وهنا ايضاً تلعب المملكة العربية السعودية دورًا محوريًا في صياغة ملامح سوق الجمال الحديثة.
في هذا الحوار الحصري مع الدكتور ريتشارد بيتس، المدير العلمي لقسم المنتجات الاستهلاكية في "لوريال" لمنطقة جنوب آسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، نكشف كيف تترجم لوريال أبحاثها وابتكاراتها إلى محتوى تُخاطب الواقع، وتضع مستقبل الجمال في أيدي نساء يتطلعن إلى التمكين لا التجميل فقط، كما نغوص في دور العلم في دعم احتياجات المرأة السعودية حيث تحوّلت المملكة إلى مختبر حيّ لفهم احتياجات العناية بالبشرة تحت ظروف مناخية وثقافية خاصة، كما تحولت إلى ساحة واعدة تجمع بين صناع محتوى محليين ومستهلكات واعيات، يطالبن بالمصداقية بقدر ما يقدّرن الجمال.
- في ظل التغير المتسارع لصيحات الجمال، كيف تحافظ العلوم على حضورها وثباتها كمرجع أساسي في العناية بالبشرة، خصوصاً لدى النساء في الشرق الأوسط؟
العلم هو جوهر لوريال في الشرق الأوسط. فعلى الرغم من تغير اتجاهات الجمال بسرعة، تظل بيولوجيا البشرة الأساسية ثابتة. في لوريال نستثمر أكثر من مليار يورو سنويًا في البحث والابتكار، ونستكشف مجالات متقدمة مثل الميكروبيوم الجلدي، والإبيجينيتكس (الوراثة فوق الجينية)، والعلوم الخضراء. ما يجعل العلم خالدًا هو قدرته على التكيّف؛ فهو يسمح لنا بالاستجابة للاحتياجات المتغيرة، سواء كانت ناتجة عن عوامل بيئية أو عادات ثقافية أو مشاكل جلدية ناشئة. أما بالنسبة للنساء في الشرق الأوسط واللواتي يواجهن ظروف مناخية فريدة ولديهن أولويات جمالية متميزة، فنحن نحرص على أن تكون تركيباتنا علمية وفعالة ومصممة خصيصًا للمنطقة.
- ما المعنى الحقيقي للعناية الشخصية بالبشرة، وكيف تفي لوريال بهذا الالتزام تجاه النساء في المملكة العربية السعودية؟
العناية الشخصية بالبشرة تعني إدراك أن لا امرأتين متشابهتين ولا نوعي بشرة متطابقين. في السعودية، هذا المفهوم له صدى قوي. هناك إرث ثقافي غني حول الجمال والعناية الذاتية، والنساء هنا يبحثن عن حلول مصممة خصيصًا لاحتياجاتهن سواء كانت التصبغات، أو الجفاف، أو الحساسية الناتجة عن المناخ ونمط الحياة. في لوريال نستخدم تقنيات متقدمة مثل التشخيص الجلدي المدعوم بالذكاء الاصطناعي لتقديم توصيات أكثر دقة ومرتكزة على البيانات. إنه لقاء بين العلم والحياة الواقعية يمنح النساء القوة للسيطرة على روتينهن الجمالي بثقة ووضوح.
- شكّلت قمة البشرة تقاطعًا بين المعرفة العلمية والسرد الإبداعي. لماذا كان هذا التلاقي مؤثرًا بشكل خاص لصنّاع المحتوى السعوديين؟
لأن العلم، عندما يُروى من خلال زاوية صحيحة، يصبح تحويليًا. صانعو المحتوى السعوديون يتمتعون بمكانة فريدة تجمع بين التقاليد والحداثة – فهم يملكون فهماً عميقاً للثقافة، وجمهورهم يثق بهم. في ملتقى البشرة، منحناهم فرصة الوصول المباشر إلى أبحاثنا، وعلمائنا، وابتكاراتنا في المنتجات. وكانت النتيجة تبادلًا قويًا تُترجم فيه المعلومات العلمية المعقدة إلى محتوى سهل الفهم، أصيل، ومُعاد تخيله بطريقة إبداعية تناسب الجمهور المحلي. السرد القصصي يمنح العلم روحه – وصانعو المحتوى السعوديون لديهم الصوت والرؤية لتحويل المعرفة العلمية إلى محتوى مؤثر حقًا.
- ماذا كشفت قمة البشرة عن تطور احتياجات وتوقعات النساء السعوديات في مجال الجمال؟
أكدت لي القمة أن النساء السعوديات يعيدن تعريف مفهوم المعرفة الجمالية. هن لا يتبعن روتينًا عشوائيًا بل يطرحن أسئلة مدروسة، ويتحدين المعايير التقليدية، ويبحثن عن حلول مدعومة بالعلم تتماشى مع أسلوب حياتهن. المحادثات التي خضناها كشفت عن اهتمام عميق بفهم كيفية عمل المكونات، وكيفية تكييف الروتين مع البيئة المحيطة، وكيفية العناية بالبشرة في كل مرحلة عمرية. إنهن مثقفات، واعيات، ومتحمسات – ويتوقعن أن تعكس اختياراتهن الجمالية هذه القيم. إنها نقلة مثيرة من الجمال السطحي إلى العناية الواعية والمبنية على التمكين.
- كيف تأمل أن تسهم قمة البشرة في تشكيل ثقافة تعليمية حول العناية بالبشرة من خلال المحتوى في المستقبل؟
نأمل أن تشكل قمة البشرة نقطة انطلاق لنوع جديد من التعليم الجمالي – يقوده صانعو محتوى مستنيرون وملهمون ومجهزون بالمعرفة العلمية. نحن لا نقدم لهم أفكار محتوى فحسب؛ بل نتيح لهم الوصول إلى الأبحاث والبيانات و"السبب العلمي" وراء المنتجات. وهذا يُمكّنهم من إنشاء محتوى أكثر مصداقية ومعنى، يعلّم بقدر ما يُلهم. وعلى المدى البعيد، نتصور مشهدًا جماليًا في السعودية تقوده محادثات عميقة تجمع بين الإبداع والمصداقية ما يساعد الجمهور على اتخاذ قرارات أذكى وأكثر خصوصية فيما يخص بشرتهم.