مايكل كيو. بوغليز، الرئيس التنفيذي لعلامة سيركاديا

روّاد علامة "سيركاديا" لـ "هي": نعيد تعريف الجمال بمنتجاتنا عبر علم البيولوجيا الزمنية ونفتخر بتواجدنا في دبي

يورغو البيطار

في زمنٍ يشهد تحوّل مفاهيم الجمال من الشكل إلى العمق، تبرز علامات ترتكز على العلم والفلسفة لتقود ثورة العناية بالبشرة. “سيركاديا”، العلامة الأمريكية المتخصصة في علم الإيقاع البيولوجي للبشرة، تمثل نموذجًا رائدًا في هذا التحول. في هذا اللقاء الحصري لمجلة "هي"، يتحدث مايكل كيو بوغليز، الرئيس التنفيذي للعلامة، وكايتلين ماسي-ساندوفال، رئيسة العمليات، عن كيفية ترجمة العلم إلى طقوس يومية، وعن رؤيتهم لقطاع الجمال في الشرق الأوسط، وسبب إيمانهم بأن فهم الجسم هو الخطوة الأولى نحو عافية حقيقية. مقابلة تفتح أبواب التفكير بأسلوب جديد، وتضع الجمال في مكانه الصحيح: على إيقاع الحياة.

مايكل كيو بوغليز، الرئيس التنفيذي لعلامة سيركاديا

"هي": سنبدأ معك مايكل، ما الذي يعنيه مفهوم العافية بالنسبة لك اليوم؟ وكيف تقوم علامة سيركاديا بتجسيده بطريقة تخدم المهنيين والمستهلكين معًا؟

مايكل: أعتقد أنني في هذه المرحلة من مسيرتي المهنية في موقع يؤهلني للإجابة على هذا السؤال، فقد شاهدت تطوّر مفهوم العافية على مرّ السنين، وتابعت باهتمام كيف تغيّرت تعريفاته وتصوراته. كنت حاضراً في قمة العافية العالمية مرات عدة، والتي ستعقد مجددًا هذا العام في دبي، وشهدت عن قرب كيف أصبح مفهوم العناية بالجسم والعقل أمرًا أساسيًا.

مايكل كيو. بوغليز، الرئيس التنفيذي لعلامة سيركاديا
مايكل كيو. بوغليز، الرئيس التنفيذي لعلامة سيركاديا


منذ بداية اهتمامي بالعافية، لاحظت أن الكثير مما يتم مناقشته في هذا السياق يتعلّق بوظائف الجسم وصحته، سواء من الناحية الجسدية أو النفسية. وهذا يتقاطع تمامًا مع جوهر مفهوم سيركاديا حول إيقاعات الساعة البيولوجية.
من خلال أبحاثنا، ندرك أن الجسم يعمل في وضعية "الدفاع" خلال النهار، ضد التلوث، والتعرّض للشمس، والنظم الغذائية، بينما يبدأ في "الإصلاح" والتجدد ليلًا. وهنا يأتي دور علم البيولوجيا الزمنية Chronobiology  كإطار شامل لمفهوم العافية. يختلف مفهوم العافية من شخص لآخر فقد تعني يومًا في السبا، أو لحظة تأمل، أو حتى جلسة استرخاء مع مشروبك المفضل، لكن بالنسبة لي، أراها تبدأ من فهمنا لطريقة عمل أجسامنا، ومن ضمنها إيقاعات النوم والاستيقاظ التي تقوم بتوجيه كل ما نقوم به.

"هي": وكيف تترجمون علم البشرة المعقّد إلى طقوس يومية فاخرة وفعّالة للعناية بالبشرة؟

مايكل: نعود هنا إلى فلسفتنا القائمة على إيقاعات الساعة البيولوجية. نحن نؤمن أن الإفراط في شرح العلم أو التركيز على تفاصيل التركيبة قد يربك المستهلك، وهنا تكمن روعة تبنّي مفهوم "الليل والنهار". تعمل كل علامة على تقديم منتجات مخصصة للفترة الصباحية وأخرى للمساء، لكننا نذهب أبعد من ذلك، فنحن نُصمم مستحضراتنا بناءً على وظائف الجلد الفعلية. في النهار، نركز على الحماية: مضادات الأكسدة، وواقي الشمس، أما في المساء، فنستخدم مكونات تعزز تجدد الخلايا تحتوي على مكونات فعالة مثل فيتامين A لدعم تجديد البشرة، إلى جانب تعويض فقدان الترطيب، والذي قد يكون أعلى بـ 30 مرة مقارنة بالنهار. فلسفتنا ليست مجرد تقسيم للمنتجات، بل منظومة متكاملة مبنية على دراسات علمية دقيقة للبشرة.

"هي": كيف توازنون بين الإثباتات العلمية وروتينات الجمال، وواقع المناخ في كل سوق، خاصة في الشرق الأوسط؟

مايكل: نحن لا نزال حديثي العهد في السوق الشرق أوسطي، ونتعلم باستمرار، لكن تركيزنا لم يتغير: نحن نُعنى بوظائف الجلد، وكيفية استجابته إلى جانب تفاعل المكونات التي نستخدمها. نحن لا نرغب في تبسيط العلم أكثر من اللازم، لكننا نحرص على تقديمه بأسلوب مفهوم وجذاب وقد نجحنا في ذلك عبر تبني فلسفة "النهار والليل"، مع التركيز على فعالية المكونات ونقل هذه المفاهيم من خلال الأخصائيين. نحن نؤمن بأن تمكين هؤلاء المحترفين وتعليمهم هو الوسيلة الأفضل للوصول إلى المستهلك النهائي.

"هي": هل تفكرون مستقبلاً في تطوير تركيبات مخصصة لسوق الشرق الأوسط؟

مايكل: نعم، نحن نطوّر تركيبات داخلية شاملة، ولدينا علاقات وثيقة مع مورّدي المواد الخام وجمعية الكيميائيين التجميليين والتي كان جدي من أعضائها المؤسسين، وأنا عضو فيها منذ أكثر من 15 عامًا.
بالنسبة للمنطقة، أحد الأمور التي لفتت انتباهنا هو أن العديد من النساء، سواء كنّ محجبات أو لا، لا يحصلن على قدر كافٍ من أشعة الشمس، ما يؤدي إلى انخفاض في إنتاج فيتامين D. لذلك نستخدم مكونًا يُعرف باسم Chronocyclin وهو ببتيد يعزز إنتاج فيتامين D موضعيًا دون الحاجة للتعرض للشمس، وتقدم هذه التقنية حلًا فعالًا جدًا لمشكلة شائعة هنا.

أثبتت دراساتنا أن أقل من 4% من المغذيات التي نحصل عليها عبر الغذاء تصل فعليًا إلى سطح البشرة وهذا يشمل فيتامينات A وC وE وD لذا من الطبيعي أن نعاني من نقص موضعي فيها، لكن فيتامين D تحديدًا من الصعب امتصاصه عبر الجلد، ولهذا نحتاج إلى محفزات تساعد الجلد على إنتاجه ذاتيًا، مثل الببتيد الذي نستخدمه.

مايكل كيو. بوغليز، الرئيس التنفيذي لعلامة سيركاديا
مايكل كيو. بوغليز، الرئيس التنفيذي لعلامة سيركاديا

"هي":برأيك، ما الذي لازال المستهلك اليوم يجهله حول صحة البشرة؟ وكيف تسعون لتغيير ذلك؟

مايكل: ينسى الناس أحيانًا أن الجلد عضو حيّ وذكي، يعمل باستمرار على حمايتنا وتجديد نفسه. الأمر الذي يجعلنا اليوم نشهد اليوم حالة من الإفراط في العلاج، سواء من قبل المستهلكين أو حتى من قبل الخبراء.
من التقشير الكيميائي إلى الإنزيمي إلى الأجهزة المتعددة، هناك الكثير من الطرق لإزالة الطبقة السطحية من البشرة. لكن الإفراط في استخدام هذه الوسائل قد يؤدي إلى تلف وتهيج الجلد. لذلك علينا كخبراء ومستهلكين أن نتعامل مع البشرة بحذر، ونترك لها المجال لتقوم بحماية نفسها، لأننا نملك اليوم مكونات فعالة جدًا، وإذا لم تُستخدم بالشكل الصحيح، سيكون ضررها أكبر من نفعها.

مايكل كيو. بوغليز، الرئيس التنفيذي لعلامة سيركاديا
مايكل كيو. بوغليز، الرئيس التنفيذي لعلامة سيركاديا

"هي": وكيف تسعون لتغيير ذلك؟

مايكل: من خلال التعليم، وتقديم تركيبات توازن بين الفعالية والحفاظ على صحة البشرة. فهذه هي فلسفتنا.

"هي": كيف ترون تطوّر معايير الجمال عالميًا؟ وما دور العلامات القائمة على العلم مثل سيركاديا في إعادة تعريف هذا المفهوم؟

مايكل: نحن نعمل في البحث والتطوير والتصنيع منذ سنوات، قبل حتى إطلاق سيركاديا كعلامة. الجودة والتحكم في الإنتاج هما من صميم عملنا. بالتالي، نحن نبدأ من مستوى عالٍ جدًا من المعايير، وهذا ينعكس في كل منتج نُطلقه. نعتبر أنفسنا من الروّاد، بل حتى من "المحرّكين" في قطاع التجميل، سواء من خلال برامجنا التعليمية، أو التزامنا بدعم الأخصائيين بدلًا من التوجه مباشرة إلى المستهلك، فنعمل على رفع المعايير في القطاع.
بالنظر إلى السوق العالمي، نجد أن اختلاف القوانين والتشريعات بين أوروبا وأمريكا والشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية يجعل توحيد مفهوم الجمال صعبًا، لكن بدأت بوادر التعاون بالظهور، وخصوصًا في مجال منتجات الوقاية من الشمس، فصارت بعض الدول تقول: إذا كان هذا المكون آمنًا في هذا السوق، يجب أن يُقبل في الأسواق الأخرى. قد لا يكون هذا كافيًا حتى الآن، لكن بالتأكيد نحن نقترب من توحيد المعايير عالميًا.

كايتلين ماسي-ساندوفال، رئيسة العمليات لعلامة سيركاديا

"هي": تحتفي مجلة "هي" دائمًا بالنساء المؤثرات اللواتي يتركن بصمة في مجالاتهن ويقدن التغيير الحقيقي. برأيك، ما هي أهم صفات القيادة؟ وكيف تقومين بدعم وتمكين الجيل القادم من النساء في عالم الجمال؟

كايتلين: الصفة الأهم التي نبحث عنها في القادة، سواء في مؤسستنا أو في قطاع الجمال والعافية بشكل عام، هي القدرة على إلهام الآخرين. نحن نؤمن إيمانًا عميقًا بأن الشركات لا تُحرّك الأشخاص، بل الأشخاص هم من يُحرّكون الشركات. ولكي نحقق أهدافنا، علينا أن نتمكن من بناء فرق يمكنها نقل الرسالة ونقل روح العلامة. عندما نُوائم بين أهدافنا وأهداف فريقنا، ننجح معًا. ولهذا نحتاج إلى قادة ملهمين. نحن في سيركاديا لا نعمل فقط لخدمة العملاء، بل نطمح إلى تمكين مجتمع الأخصائيين ليدعموا بدورهم مجتمعاتهم، وهذا هو جوهر القيادية الحقيقية.

كايتلين ماسي-ساندوفال، رئيسة العمليات لعلامة سيركاديا
كايتلين ماسي-ساندوفال، رئيسة العمليات لعلامة سيركاديا

"هي": مع كل معرفتك واطلاعك على أحدث الابتكارات، كيف يبدو روتينكِ الجمالي اليومي؟ وما هي مكوناتكِ الفعالة المفضلة وتلك التي تتجنبينها؟

كايتلين: أنا أؤمن كثيرًا بفيتامين A فهو من العناصر الأساسية في العناية بالبشرة، شرط استخدامه بعناية وفي المساء، تماشيًا مع إيقاع الجسم البيولوجي. مؤخرًا، احتفلت ببلوغي الأربعين، وأصبح لدي روتين أكثر عمقًا، أستخدم فيه علاجًا مبتكرًا لدينا يُعرف بـ SWiCH Dermal Rejuvenation System. يمنح هذا العلاج خلايا البشرة الطاقة التي كانت لديها في سن الشباب. نحن لا نحارب التقدم في العمر، بل نُبطئه بلطف. ونصيحتي الجمالية هي اعتماد روتين "سويتش" المنتظم، وستلاحظين الفرق.

"هي": برأيك ما الذي يجب أن يطالب به المستهلك اليوم؟

كايتلين: الشفافية. يجب أن يطالب المستهلكون بالمزيد من الوضوح من العلامات التجارية. نرى بعض الماركات تلاحق الترند دون مراعاة لحاجات البشرة الفعلية. الحقيقة أن الجسم يعرف كيف يعالج نفسه، حيث تملك البشرة نظام حماية وتجدد خاص بهاوإذا فهمنا هذه الطبيعة وعملنا معها، يمكننا أن نتقدم في العمر بجمال وهدوء.

كايتلين ماسي-ساندوفال، رئيسة العمليات لعلامة سيركاديا
كايتلين ماسي-ساندوفال، رئيسة العمليات لعلامة سيركاديا

لكننا نرى اليوم منتجات فيها تركيزات مفرطة، لمجرد أن 2% من المنتج أعطت نتيجة، فيفترض البعض أن 10% منه ستعطي نتيجة أفضل، وهذا ليس صحيحًا دائمًا. علينا أن نعود للأساسيات. ومن حق العميل المطالبة بإجابات واضحة وصادقة من المصنعين.

"هي": هل تعتقدين أن العلامات التجارية مستعدة لتكون بهذا القدر من الشفافية؟ أم أن ذلك يتعارض مع استراتيجياتها التسويقية؟

كايتلين: أعتقد أن كل علامة لديها الفرصة للتعامل بشفافية. الأمر فقط يعتمد على مدى توافق ذلك مع قيمها الأساسية.

"هي": هل تعتقدين أنه من الأفضل اختيار المنتجات المتوفرة في العيادات والمراكز المتخصصة بدلًا من تلك التي تُباع على الرفوف والصيدليات؟

كايتلين: غالبًا ما تُظلم منتجات الصيدلية أو المنتجات المتاحة مباشرة للمستهلك. في النهاية، واقي الشمس هو واقي شمس، سواء كان بسعر درهمين أو خمسين درهمًا، المهم هو استخدامه.
الخبراء التجميليون قادرون على تصميم روتين أكثر تخصصًا بفضل خبرتهم، لكننا نؤمن بأهمية تلبية احتياجات كل شخص ضمن ميزانيته. شراء منتج بسيط من الصيدلية هو بداية جيدة. ومع تطور الاحتياجات، يمكن زيارة الأخصائيين للحصول على روتين تصحيحي متقدم. لا يجب أن ننتظر حتى سن الثلاثين أو الأربعين للبدء بالعناية بالبشرة، بل يجب أن نؤسس من عمر صغير لعادات صحيحة.

"هي": تُعد دبي اليوم مركزًا عالميًا للجمال والابتكار. ماذا يعني لكم أن تكونوا جزءًا من هذا السوق؟ وما هي تطلعاتكم للعلامة في المنطقة؟

كايتلين: دبي مركز نابض للجمال والعافية، ونحن فخورون بوجودنا هنا، وبالفريق الرائع الذي يمثل سيركاديا في المنطقة.
كونها مدينة متعددة الثقافات، فإنها تتماشى تمامًا مع فلسفتنا في العناية بالبشرة، مما يسمح لنا بتقديم حلول متقدمة لمشاكل مثل التصبغات والحماية من الشمس، من خلال عدسة علمية تركّز على الإيقاع البيولوجي للبشرة.

كايتلين ماسي-ساندوفال، رئيسة العمليات لعلامة سيركاديا

"هي": ما هو الدرس الأهم الذي تعلمتموه من العمل مع خبراء العناية بالبشرة حول العالم – والذي لا يزال يوجّه نهجكم اليوم؟ أود أن أسمع منكما معًا.

كايتلين: الدرس الأهم هو احتضان كل أنواع البشرة. عند بناء علامة تجارية، يجب أن نتأكد من أن لدينا الحلول التي تتناسب مع الجميع، مهما كانت درجة بشرتهم اللونية أو الروتين الجمالي الذي يتبعونه. نحن نؤمن بالشمولية، وهذا جوهر كل ما نقوم به.

مايكل: العالم مكان واسع، لكن دبي تُعتبر نقطة محورية. في هذه الزيارة، أدركنا أن الكثير من الدول، داخل المنطقة وخارجها، تنظر إلى دبي لتتابع كل ما هو الجديد. المستقبل يصنع هنا، ولهذا من الضروري أن نكون حاضرين. تقديم حلول تتناسب مع كل شخص ليس بالأمر السهل، إذا لا يوجد حل واحد يناسب الجميع، لكننا نؤمن أن كل شخص يستحق منتجًا يناسب احتياجات بشرته، وهذا أحد أهدافنا الأساسية.