تعرفي على أضرار الضوء الأزرق ومخاطر الشيخوخة الرقمية على بشرتك

لا تزال الدراسات الحديثة تكشف لنا عن معلومات وحقائق صادمة وراء ظهور التجاعيد المُبكرة. أجل، حقائق صادمة؛ فلم يعد سوء عنايتك بالبشرة أو العادات الغذائية الخاطئة أو قلة شرب الماء أو العوامل الخارجية هي الأسباب الجوهرية وراء علامات الشيخوخة المُبكرة فحسب.بل ظهرت في الآونة الأخيرة دراسات متنوعة تُحذر من أضرار الضوء الأزرق ومخاطر الشيخوخة الرقمية.

ربما لم تسمعي عزيزتي عن الضوء الأزرق وتأثيراته السلبية على بشرتك، ولكن هذا هو حال بشرتنا اليوم! والغريب أننا نسعى إلى سُبل الجمال وإهداره في نفس الوقت، بالطبع، إهداره؛ فكل تصرفاتنا أو تعامُلتنا مع الأجهزة الإلكترونية تؤكد ذلك.

ولكن قبل أن تسأليني عن ماذا أتحدث؟ وما المقصود بكلامي؟ وما هي علاقة الأجهزة الإلكترونية ببشرتك؟ أرجو منكِ الجلوس والاسترخاء أثناء قراءة السطور القادمة، ثم التمعن في القراءة واستيعاب حديثي معكِ اليوم، فهو ليس بمثابة نصائح، ولكن جئتُ لكِ اليوم بتحذيرات علمية ودلائل بحثية تُشير إلى مدى العلاقة الطردية بين استخدامك المفرط للأجهزة الإلكترونية وبين علامات الشيخوخة المُبكرة، والتي حتمًا ستُدمر خلايا بشرتك وتُلحق الضرر بها بلمح البصر ومن دون ساق إنذار.

لذا دعينا نوضح بالتفصيل ما هو الضوء الأزرق؟ ومخاطر الشيخوخة الرقمية على بشرتك، وكيفية وقاية بشرتك من أضراره؟ وذلك من خلال استشاري الأمراض الخلدية أ. د عمرو صلاح بكلية طب جامعة عين شمس في القاهرة.

 

ما هو الضوء الأزرق

أوضح دكتور عمرو، أن الضوء الأزرق يُعتبر جزء من طيف الضوء المرئي الموجود في ضوء الشمس، ولكنه ينبعث من الأجهزة الإلكترونية مثل: "شاشات الكمبيوتر والهواتف"، إذ إن نسبة الضوء الأزرق المُنبعثة من الشمس تكون أكبر بكثير من الضوء المنبعث من الأجهزة، ولكننا بصفة عامةنتعرض إلى الأجهزة أكثر من أشعة الشمس، وبالتالي يُمكن أن تؤثر هذه الأشعة على بشرتنا بشكل كبير.

 

وهنا أشارت بعض الدراسات إلى أن الضوء الأزرق يُمكن أن يؤثر على صاحبات البشرة الداكنة، وإصابة بشرتهن بالتورم والاحمرار؛وبعض التغيرات الصبغية أكثر من صاحبات البشرة الفاتحة اللاتي تعرضن لنفس كمية الضوء. ما يؤدي ذلك إلى تلف الحمض النووي وتلف ألياف الكولاجين والإيلاستين!

تأثيرات الضوء الأزرق على البشرة

يقول الدكتور عمرو انه علينا مواجهة الحقيقة، وهي أن الضوء الأزرق المُنبعث من الأجهزة الإلكترونية يعود بالضرر على بشرتنا؛ فمعظمنا وليس النساء أوالفتيات فقط يقضون حاليًا أكثر من 6 ساعات أمام أجهزتهم الإلكترونية كل يوم، ويبدو أن الأجهزة الإلكترونية تستهلك من يومنا وقتًا يزيد عما نخصصه للنوم، سواءً أثناء متابعة أحد برامجنا المُفضلة على نتفليكس أو تصفُح مواقع التواصل الاجتماعي.

عمومًا، تُعد الخطوط الرفيعة، والالتهابات، والتصبُغات، والترهل؛ بعض الآثار السلبية الناجمة عن الضوء الأزرق أو ما يعرف باسم "الضوء المرئي عالي الطاقة"، وذلك بسبب قدرة هذه الأشعة على اختراق البشرة بشكل أعمق من الأشعة فوق البنفسجية طويلة ومتوسطة المدى، وصولاً إلى طبقة الأدمة، وهي أساس البشرة الصحية ومكان تخزين الكولاجين والإيلاستين.

فضلًا عن ذلك، بشرتنا حساسة للضوء بطبيعتها، حيث يُمكن للضوء الأزرق المُنبعث من الأجهزة الإلكترونية أن يُحرض تفاعلات في البشرة بعد 60 دقيقة فقط من التعُرض له، ومن هذه التفاعلات انكماش خلايا البشرة وتعرُضها للموت المُبكر، ما يؤدي ذلك إلى تسريع ظهور علامات التقدم في السن.

والجديربالذكر، أنه يمُكن لقضاء الوقت الطويل أمام الأجهزة الإلكترونية أن يؤدي إلى الكثير من الأضرار، إذ أظهرت الدراسات أن قضاء أسبوع على أجهزة الحاسوب يضاهي بتأثيراته التعرض لضوء الشمس لمدة 25 دقيقة من دون وقاية.

ويوضح الدكتور عمرو، آثار الضوء الأزرق في توليد الجذور الحرة: "تؤدي هذه الجسيمات الدقيقة إلى آثار سلبية على البشرة عبر الارتباط بالكولاجين وإضعاف الإيلاستين، ما يُسبب ذلك ظهور التجاعيد وترهُل البشرة؛ كما يؤدي الضوء الأزرق إلى ظهور التصبغات على البشرة، وهي إحدى علامات التقدم المُبكر في السن، ويرجع ذلك إلى أن الضوء المرئي يؤدي إلى تفعيل إنتاج الميلانين. والأكثر من ذلك، أننا لاحظنا أنماطًا جديدة من التصبُغ على جوانب الوجه التي قد تكون عادةً على تلامس مع الهواتف المحمولة!

كيفية حماية البشرة من أضرار الضوء الأزرق

أكد الدكتور عمرو، أنه في البداية، علينا مُراقبة استخدامنا اليومي للأجهزة الإلكترونية، كون جهازنا العصبي يحتاج إلى فترات من الراحة بدلاً من بقائه في حالة من التأهب، حيث يؤدي الاستخدام المستمر للأجهزة الإلكترونية إلى إرهاق الجهاز العصبي وارتفاع مستويات الأدرينالين والكورتيزول اللذان يُسببا جفاف وتهيُج البشرة.

وبشكل مماثل، فإن الحد من استخدام الأجهزة الرقمية يُمكن أن يُعيد التوازن إلى البشرة وروتين اليوم بشكل عام، كذلك نُنصح باستخدام تطبيق Space للهواتف الذكية لتحديد فترات استهلاك الأجهزة الإلكترونية كل يوم؛ ويُمكن البدء باتباع نصيحة عالم النفس المهتم بالبيئة "لي تشامبرز" بإغلاق الأجهزة الإلكترونية مع غروب الشمس كل يوم ووضعها بعيدًا.

نصائح لحماية البشرة من مخاطر الشيخوخة الرقمية

يقدم الدكتور عمرو، نصائح هامة لمُساعدك عزيزتي على حماية بشرتك ووقايتها من ظهور التجاعيد المُبكرة الناتجة عن أضرار الضوء الأزرق المُبعث من الأجهزة الإلكترونية؛ فلا تغفليها:

• غرفة النوم خالية من الأجهزة الإلكترونية:

احرصي على النوم في غرفة خالية من جميع الأجهزة الإلكترونية وهاتفك في المقام الأول، إذ يُمكن أن يؤثر الضوء الأزرق على دورة نومك، وذلك من خلال تعطيل وظيفة إفراز هرمون النوم المعروف باسم الميلاتونين. وعلاوة على ذلك، كشف باحثون أن الضوء الأزرق يُمكن أن يؤدي إلى تعطيل الساعة البيولوجية لبشرتك، حيثتُشير نتائج الأبحاث إلى دور التعرض للضوء الأزرق في الليل في خداع خلايا البشرة لتقوم بوظائفها النهارية بدلًا من عملية الإصلاح الطبيعية التي تقوم بها خلال الليل. وثبت بالفعل أن تجديد الخلايا، وهي عملية أساسية لشد البشرة، تكون أسرع بثمانية أضعاف خلال الليل بالمقارنة مع منتصف النهار.

 

• روتين العناية بالبشرة داخل وخارج المنزل:

بما أن ضوء الشمس والأجهزة الرقمية تصدُر إشعاعات من الضوء الأزرق، فأنتِ بحاجة إلى اتباع روتين عناية ببشرتك داخل وخاج المنزل على حدًا سواء؛ إذ تؤكد الأبحاث دور مضادات الأكسدة في مواجهة هذه الآثار السلبية. ويُشجع دكتورعمرو على استخدام فيتامينات C و Eالتي تم إثبات فوائدها علميًا، وينصح بتطبيق مُستحضر قوي يجمع فعالية هذين العنصرين في النهار، واللجوء لفيتامين A في المساء. ولا يقتصر الأمر على مكافحة الجذور الحرّة، إذ تربط الدراسة بين التعرض للضوء الأزرق لمدة 30 ساعة وزيادة مستويات الالتهاب بنسبة 40٪؛ لذا يُنصح باستخدام سيروم ذا أورديناري بالزنك 1% والنياسيناميد 10٪ لمكافحة آثار الجذور الضارة والاستفادة من خواص النياسيناميد في تقليل الاحمرار.

• استخدام الواقي الشمسي:

أكد دكتور عمرو، أنه لا يُمكن وقاية بشرتك من الضوء الأزرق بشكل فعال إلا باستخدام واقيات الشمس التي تحوي أكسيد الحديد وثاني أكسيد التيتانيوم، لإعطاء حماية فائقة للبشرة على عكس الواقي الذي يحوي مُنتجات تقليدية. وإلى جانب العناية ببشرتك، يجب تغطية شاشة الحاسوب بواقيات خاصة من الضوء الأزرق، وتفعيل الوضع الليلي على الأجهزة؛ بالإضافة إلى تقليص استخدام الأجهزة الإلكترونية.

مدى تأثير ظاهرة الشيخوخة الرقمية على البشرة في المُستقبل

وبحسب ما قاله دكتور عمرو، على الرغم من  أنه لا يوجد دليل علمي قوي على أن الضوء الأزرق يضر الجلد، إلا أن ظاهرة الشيخوخة الرقمية تُعتبر الآن محط اهتمام التقنيات المُتطورة للعناية بالبشرة، والتي قد توفر العديد من المُنتجات الجديدة الذكية لحماية البشرة والتألق ببشرة صحية.

وأخيرًا، جمعنا لكِ كل ما يجب معرفته عن أضرار الضوء الأزرق ومخاطر الشيخوخة المُبكرة على بشرتك في المستقبل، لذا ساري بتغيير عاداتك اليومية وتجنبي قدر المُستطاع التعامل مع أجهزتك الإلكترونية، واحرصي على اتباع النصائح السالفة الذكر. والأهم كوني على دراية كاملة بأن التقنيات الحديثة ومُنتجات العناية بالبشرة المُبتكرة لن تُحقق فوائدها من دون تغيير عاداتك اليومية وتعديل أساليب حياتك في التعامل مع بشرتك وصحتك في المجمل العام.