فوائد زيت القطران للوجه وطرق استخدامه

تخيّلي أن بشرتكِ كقطعة حريرٍ ناعمة؛ ثم فجأةً تُلقى عليها مادةٌ كيميائيةٌ حارقةٌ تُحوّلها إلى أرضٍ جرداء. هذا بالضبط ما قد يفعله زيت القطران بوجهكِ إن استخدمتهِ من دون فهمٍ أو استشارةٍ طبية.

قد تَغرِيكِ منشورات تُروّج له كـ"علاج سحري" للصدفية أو حب الشباب، لكنّ الحقيقة التي يجب أن نُسلط الضوء عليها، هي أن هذه المادة السوداء اللزجة – رغم فوائدها المُحددة في حالاتٍ نادرة – تحمل في طيّاتها سمومًا خفيّة تُهدد جمالكِ وصحتكِ.

وبالتالي، الأمر ليس مجرد "تجربة جلدية"، بل مقامرةٌ بمستقبل بشرتكِ. فقطعة القماش الحريرية لا تُصلحها إلا يدّان خبيرتان، وكذلك وجهكِ لا يُعوَّض.

لذا، تذكّري دومًا، أن وراء كل إعلان جذاب عن زيت القطران، مُكونات سامة مثل"البنزين والرصاص تتربص بكِ، أطباء جلدية يصرخون: "توقفوا هذا ليس مكانه الوجه، قصص ضحايا خسرنَ نضارة بشرتهن بسبب تجربة "وصفة شعبية".

من هذا المنطلق،تُصبح استشارة الطبيب المختص البوابة الذهبية لتجنب الكوارث، والاعتماد على العلم هو الدرع الواقي من الندم؛ ولمزيد من المعلومات حول فوائد زيت القطران للوجه، تتبعّي السطور القادمة للاستفادة من توصياتاستشاري الأمراض الجلدية الدكتور طلال عبد الرحيم من القاهرة.

لا تخدَعنّكِ لمعة الزيتِ الأسود... فتحت قشرتهِ يكّمن الخطر

ووفقًا للدكتور طلال، زيت القطران أو القَطِرانهو مادة سوداء لزجة تُستخرج عادةً من تقطير الفحم أو الخشب، وتُستخدم تقليديًا في بعض العلاجات الجلدية أو الصناعية. لكن استخدامه على الوجه يثير تساؤلات حول فوائده ومخاطره؛ كونه يحوي مركبات معقدة مثل "الهيدروكربونات العطرية"، والتي قد تكون ضارة إذا لم تُستخدم بحذر. عمومًا، يُستخدم في بعض المنتجات الطبية مثل "شامبو علاج القشرة أو الصدفية" بتركيزات منخفضة جدًا تحت إشراف طبي.

هل يُستخدم زيت القطران على الوجه؟

وتابع دكتور طلال، لا يُنصح باستخدامه مباشرةً على الوجه لأنهيُسبب تهيجًا شديدًا للبشرة الحساسة، كذلك يزيد من حساسية الجلد لأشعة الشمس مما يؤدي إلى حروق أو تصبغات، كما أنه قد يسدّ المسام ويُفاقم مشاكل مثل "حب الشباب".  وهنا يُمكن استخدام البدائل الآمنة للعناية بالوجه؛ فإذا كنتِ تبحثين عن حلول لمشاكل البشرة، جربي هذه البدائل الطبيعية أو الطبية الآمنة:

• زيت الجوجوبا: يرطب البشرة من دون سد المسام.
• زيت شجرة الشاي: مضاد للبكتيريا، مفيد لحب الشباب "يُخفف بالماء قبل الاستخدام".
• الزيوت المغذية: زيت اللوز الحلو أو زيت الأرجان.
• المنتجات الطبية:السيراميدات أو الريتينول (باستشارة طبيب).
• لتقشير الجلدحمض الساليسيليك أو حمض الجليكوليك بتركيزات مناسبة.

زيت القطران للوجه.. بين الحقيقة والتحذيرات

وأضاف دكتور طلال، زيت القطران هو أحد المواد التي تترسب بعد الانتهاء من عملية تكرير النفط بالشكل الجزئي، يتميز برائحته الذكية والمنعشة، يحتوي على المعادن" النيكل، الفانديوم، الرصاص، الكروم، الزئبق، النحاس، الكبريت، السليلنيوم"، كما أنه يتمتع بالعديد من الخصائص الطبية وأهمها" مضاد للالتهابات، تخفيف آلام العضلات، تخلص أنسجة الجسم من السموم المتراكمة بها"، فضلًا عن ذلك يدخل في العديد من العلاجات التجميلية للوجه والشعر. عمومًا، زيت القطران ليس خيارًا شائعًا أو آمنًا للعناية بالوجه بشكل عام، لكنه يُستخدم في بعض الحالات الطبية الخاصة تحت إشراف طبي. إليكِ التفاصيل:

• علاج الصدفية والإكزيما: تحتوي بعض المراهم الطبية على مشتقات مُعالَجة من القطران بتركيز منخفض لتقليل الالتهاب وتقشير الجلد الميت "تُستخدم غالبًا لفروة الرأس أو مناطق الجسم، وليس للوجه بسبب حساسية البشرة".
• مكافحة حب الشباب الشديد:قد يصف الأطباء مستحضرات تحتوي على مكونات مشتقة من القطران لتنظيم إفراز الدهون في حالات نادرة، لكنها ليست خط العلاج الأول.
• المخاطر والآثار الجانبية الأكثر شيوعًا: تهيج البشرة "يسبب احمرارًا، حكة، أو تقشيرًا خاصةً في البشرة الحساسة.الحساسية الضوئية"يزيد من حساسية الجلد لأشعة الشمس، مما قد يؤدي إلى حروق أو تصبغات داكنة. انسداد المسام"قوامه الثقيل قد يُفاقم حب الشباب أو يُسبب ظهور الرؤوس السوداء".
• السمية المحتملة:يحتوي على مركبات الهيدروكربونات العطرية التي قد تكون مسرطنة مع الاستخدام طويل المدى.
• يحتوي زيت القطران على مركبات كيميائية قوية مثل الهيدروكربونات العطرية والمعادن الثقيلة (كالرصاص والزئبق)، والتي تسبب "احمرارًا وحكةً شديدة في الجلد، طفحًا جلديًا أو التهابًا تحسسيًا، خاصةً مع الاستخدام المتكرر، تأثيرات سامة على الخلايا بسبب تراكم المعادن الثقيلة في الأنسجة.
• أظهرت دراسات أن زيت القطران يزيد من خطر الإصابة بحروق الشمس حتى مع التعرض القصير للأشعة فوق البنفسجية، مما يؤدي إلى "تصبغات داكنة يصعب علاجها، تلف الخلايا وزيادة احتمالية الإصابة بسرطان الجلد مع الاستخدام طويل المدى".
• قوام الزيت الثقيل واللزج يُسد مسام البشرة، مما يزيد من "ظهور الرؤوس السوداء والبثور، تفاقم الالتهابات البكتيرية أو الفطرية، خاصةً إذا كانت البشرة مصابة بأي عدوى.
• تُصنف منظمة الصحة العالمية (WHO) بعض مركبات القطران كمُسرطنة محتملة، خاصةً مع الاستخدام المزمن
• تسمح إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) باستخدامه في منتجات محدودة للصدفية أو الإكزيما على فروة الرأس بتركيزات منخفضة، لكنها تحظر استخدامه على الوجه من دون إشراف طبي.

فوائد زيت القطران للوجه

حذر دكتور طلال، من استخدام زيت القطران للعناية بالوجه من دون استشارة الطبيب المختص، كونه من الزيوت المتسببة في" تهيج الجلد، انتشار الطفح الجلدي، زيادة فرصة الحروق الجلدية المتنوعة وحساسية الوجه بصفة عامة، فضلًا عن ذلك يجب تجربته على اليدين قبل الاستخدام للتأكد من عدم الحساسية حتى بعد مراجعة الطبيب وعدم استخدامه لفترات طويلة.أما عن فوائد زيت القطران للوجه بصفة عامة فهي:

• يُحد من ترهل الوجه.
• يُخففالتجاعيد والخطوط الرفيعة الناتجة عن التقدم في السن.
• يُستخدم كتونر، كونه يطهر الوجه بعمق على الدوام.
• يقضي على البكتيريا الموجودة بمسام الوجه.
• يُعيد إصلاح الخلايا التالفة بالوجه.
• يُقلل فرص تعرض الوجه للالتهابات والفطريات المتنوعة.
• يُبطئ نمو الخلايا التي تعاني من أي مشكلات وبالتالي يحافظ على صحة وطبيعة الوجه.

طريقة استخدام زيت القطران للوجه

شدّد دكتور طلال، على عدم استخدام زيت القطران من دون استشارة الطبيب المختص، مع مراعاة تجنب وضعه على الأماكن الجلدية المصابة بعدوى بكتيرية؛ أما عن طريقة استخدامه للوجه، فيخلط مع الكريمات الآخرى المرطبة حسب توجيهات الطبيب، لعلاج الحالات التي تستعدي الاستفادة من فوائده، مع مراعاة التقيد بالجرعات المحددة والمدة التي يقررها الطبيب لتفادي أضراره في المدى البعيد.

وأخيرًا، لا توجد أدلة كافية على فوائد زيت القطران للوجه تُبرر مخاطره، بينما الدراسات الطبية تُحذر من استخدامه من دون إشراف مُتخصص. فإذا كنتِ تُعانين من مشاكل جلدية، استشيري طبيبًا لتلقي علاجات آمنة وفعَّالة. وتأكدي أن العناية بالوجه تحتاج إلى لُطفٍ وحكمة؛ فلا تجعلي تجارب الآخرين تُغامر بسلامة بشرتكِ.