الشعر أداة قوية لإيصال رسائل اجتماعية وجمالية؟

كيف غيّر جيل زد مفاهيم الجمال من خلال العناية وألوان وتسريحات الشعر؟

ندى الحاج
14 يوليو 2025

كان الشعر يوماً ما يُعامل كرمز للانضباط والجاذبية وفق معايير محددة: لون طبيعي، تصفيفة أنيقة، وشكل يتماشى مع السياق الاجتماعي والمهني. كانت النساء تتبع نماذج ثابتة لما يُعتبر "جميلاً" أو "مناسباً". ولكن مع ولادة جيل زد، تغيّر كل شيء. لم يعد الشعر مجرد تفصيل جمالي في المظهر العام، بل أصبح وسيلة قوية للتعبير عن الهوية، وكسر الصور النمطية، بل وحتى إيصال رسائل اجتماعية وشخصية.

لذلك، إليك كيف غيّر جيل زد قواعد العناية بالشعر، وتعامله مع الألوان والتسريحات، وكيف أصبح الشعر اليوم انعكاساً صادقاً للحرية والتنوع.

كيف كانت العناية بالشعر في الماضي؟

لأجيال مضت، ارتبطت العناية بالشعر بفكرة واحدة: الحفاظ على المظهر النظيف والمصفف والأنثوي حسب القواعد التقليدية.

  • المرأةكانت تتّبع روتيناً ثابتاً: غسل الشعر، استخدام الزيوت أو الكريمات، تصفيفه بشكل سلس أو تمويجه بخفة حسب الموضة السائدة، مع الامتناع عن استخدام الألوان الغريبة. الألوان المسموحة كانت تدور في نطاق البني، الأسود، الأشقر أو الأحمر القاتم، وغالباً كانت مرتبطة بالعمر أو الوضع الاجتماعي.

حتى في فترات التمرد السابقة، مثل السبعينيات أو التسعينيات، بقيت هذه الظواهر محصورة في فئات فرعية أو حركات ثقافية، لكنها لم تصل إلى مستوى القبول المجتمعي الواسع الذي نشهده اليوم.

جيل زد يستخدم الشعر ليعبّر عن شخصيته بحرية

جيل زد نشأ في عالم سريع، رقمي، متنوّع، ومفتوح على جميع الثقافات والتعبيرات. لم تعد التقاليد والقيود الجمالية تعني لهم الكثير. بل على العكس، أصبح الخروج عنها هو القاعدة الجديدة.

الشعر كمرآة داخلية:

شعر هذا الجيل ليس مجرد مظهر خارجي، بل هو لغة بصرية تعبّر عن الحالة النفسية، التوجهات الفكرية،  والمزاج اللحظي. فقد تجدين من تقص شعرها تماماً بعد تجربة عاطفية، أو من تختار تسريحة شجاعة كطريقة لإعلان استقلالها عن نمط عائلي محافظ.

ألوان غير تقليدية.. ولم تعد حكراً على الفنانين:

ما كان يوماً يُعتبر صادماً أو مقتصراً على المشاهير أو نجوم البوب، أصبح اليوم مشهداً مألوفاً في الجامعات، مراكز التسوق، وحتى أماكن العمل الحديثة. الألوان الصارخة مثل الأزرق، البنفسجي، الأخضر النيون، الوردي الفاتح، أو الشعر متعدد الألوان "قوس قزح"، لم تعد حكراً على الفنانين أو المغنيين، بل أصبحت خياراً متاحاً لكل من ترغب في تجربة فنية على رأسها.

جيل زد لا يرى في اللون صدمة أو تمرّداً، بل يرى فيه حقاً مشروعاً للتعبير عن الذات. والأهم من ذلك، أن هذه الخيارات لم تعد بحاجة لتبرير.

التسريحات من المثالية إلى العشوائية

لم يعد الشعر بحاجة لأن يكون مثالياً ومصقولاً. فالتسريحات العفوية، المجعدة، الطبيعية أصبحت معياراً جمالياً بحد ذاتها.

  • الفتيات لم يَعُدن مضطرات لتنعيم شعرهن أو كويه ليظهرن بمظهر أنثوي.في الماضي، كانت الأنوثة تُقاس جزئياً بنعومة الشعر ولمعانه واستقامته، فالشعر المنسدل كان عنوان الجاذبية والرقي. الفتيات ذوات الشعر المجعد أو الكثيف كنّ يُشجّعن على "إصلاح" شعرهن عبر أدوات التنعيم والحرارة والمستحضرات الكيميائية التي تؤذي البنية الطبيعية للشعر على المدى الطويل.

أما اليوم، فجيل زد قلب هذه المفاهيم رأساً على عقب. لم تعد الفتاة تشعر بالضغط لتغيير طبيعة شعرها لتتناسب مع نظرة المجتمع، بل أصبحت تحتفل بملمس شعرها الطبيعي، أياً كان. تركت أدوات التمليس جانباً، وتبنّت خصلاتها كما هي، لترسل رسالة واضحة مفادها أن الأنوثة لا علاقة لها بالشكل النمطي، بل بحرية الاختيار والتعبير.

لم تعد الفتاة تشعر بالضغط لتغيير طبيعة شعرها لتتناسب مع نظرة المجتمع، بل أصبحت تحتفل بملمس شعرها الطبيعي
لم تعد الفتاة تشعر بالضغط لتغيير طبيعة شعرها لتتناسب مع نظرة المجتمع، بل أصبحت تحتفل بملمس شعرها الطبيعي
  • الكيرلي عاد بقوة بعد أن كان يُعتبر "غير أنيق".لفترة طويلة، كان الشعر الكيرلي يُصنّف على أنه غير مرتب، ويحتاج إلى ترتيب. ظهرت فتيات كثيرات في وسائل الإعلام بالشعر الأملس فقط، ما كرّس صورة معينة للجمال.

لكن الآن، يعيش الشعر المجعّد لحظة ذهبية. لا يكتفي جيل زد بترك الشعر المجعد على طبيعته، بل يبحث عن روتين خاص للعناية به، من خلال منتجات تدعم التموجات وتبرزها دون أن تقيّدها.

من بين هذه المنتجات إليك:

• شامبو خالٍ من السلفات

جيل زد يبحثن عن شامبوهات خالية من الكبريت
جيل زد يبحثن عن شامبوهات خالية من الكبريت

لأن الشعر المجعد بطبيعته أكثر عرضة للجفاف، فإن غسله بشامبو خفيف، خالٍ من الكبريتات، أمر ضروري للحفاظ على رطوبته الطبيعية.

• بلسم مرطّب بعمق

البلسم الغني بالمكونات الطبيعية مثل زيت الجوجوبا أو زبدة الشيا هو الخطوة التالية المهمة. يتم تطبيقه لفك التشابك وتغذية الخصلات، ويُترك أحياناً لبضع دقائق ليمنح الشعر نعومة تدوم طوال اليوم.

• كريم التصفيف للشعر الكيرلي

هذا الكريم مصمَّم خصيصاً لزيادة تعريف التموجات ومنع الانتفاش. يُستخدم على شعر مبلل بعد الغسيل، ويمنح الخصلات شكلاً مرناً وحيوياً.

• جل خفيف أو موس لتثبيت الكيرلي

لمن يبحثن عن تثبيت خفيف يحافظ على الشكل الطبيعي دون أن يبدو الشعر "صلباً"، يستخدم الجيل الكيرلي أو الموس لتثبيت التموجات بلطف.

• بخاخ الريفريشر

لإعادة إحياء التموجات في اليوم الثاني أو الثالث بعد الغسيل، يُستخدم هذا البخاخ المائي الممزوج بالزيوت الخفيفة لترطيب الشعر وتحديد التموجات من جديد دون الحاجة لغسله بالكامل.

• أقنعة عميقة مرة في الأسبوع

جيل زد يحرص على تطبيق ماسك عميق أسبوعياً لترميم الشعر، خاصةً بعد التعرض للشمس أو التصفيف الحراري. هذه الأقنعة غنية بالبروتين والزيوت، وتساعد في تقوية الشعرة من الداخل.

أدوات العناية: من الزيوت الطبيعية إلى المنتجات المتخصصة

جيل زد، رغم عشقه للعفوية، لم يتخلَّ عن العناية بالشعر، لكنه أعاد تعريفها. أصبحن أكثر وعياً بنوع منتجاتهن:

  • يستخدمن منتجات خالية من السيلكون والكبريتات.كان من الشائع في الماضي استخدام شامبو غني بالرغوة ومنتجات تعطي ملمساً ناعماً فورياً، دون الاكتراث بما قد تسببه من أضرار على المدى الطويل. لكن وعي جيل زد غيّر هذا النمط بشكل واضح.

باتت الفتيات اليوم يبحثن عن منتجات خالية من السيلكون والكبريتات والبارابين، لأنهن يدركن أن هذه المواد، رغم نتائجها المؤقتة، قد تؤدي إلى تلف الشعر، جفاف الفروة، وتقصف الأطراف.

يفضلن المكونات اللطيفة والطبيعية التي تنظف دون أن تجرّد الشعر من زيوته الأساسية. الشامبو الخالي من الكبريتات أصبح المعيار الذهبي، والمكيّف الخالي من السيلكون بات أساسياً في كل روتين شعري.

هذا التحوّل يعكس نضجاً في نظرة الجمال، حيث لم يعد الهدف هو المظهر اللحظي، بل صحة الشعر واستدامته على المدى البعيد.

  • يعتمدن على الروتينات الطبيعية المستوحاة من التراث مثل الصبار أو زيت الأرغان، لكن بتغليف حديث.رغم حبّهن للتجديد، لم تنفصل فتيات جيل زد عن الجذور. بل عمدن إلى إعادة إحياء المكونات الطبيعية التي استخدمتها الأمهات والجدات، لكن بلمسة عصرية.

 الألوفيرا، المعروف بقدرته على ترطيب الشعر وتغذية الفروة، عاد بقوة إلى روتينات العناية.

زيت الأرغان المغربي، ذلك الذهب السائل، أصبح مكوّناً أساسياً في الكثير من مستحضراتهن اليومية.

زيت الأرغان المغربي،  أصبح مكوّناً أساسياً في الكثير من مستحضراتهن اليومية لجيل زد
زيت الأرغان المغربي،  أصبح مكوّناً أساسياً في الكثير من مستحضراتهن اليومية لجيل زد

زيت جوز الهند، الزنجبيل، زيت الخروع، العسل الطبيعي، وماء الورد كلها باتت عناصر متكررة في خلطات منزلية أو منتجات جاهزة ذات جودة عالية.

  • يتابع جيل زد نصائح التصفيف عبر TikTok وInstagram أكثر من استشارات الصالونات التقليدية.في زمن السوشيال ميديا، تغيّر مصدر الثقة الجمالية بشكل جذري. لم تعد الصالونات التقليدية أو نصائح مصفف الشعر هي المرجع الأول، بل أصبحت المنصات الرقمية، المصدر الأكثر تأثيراً.
جيل زد يتابعن نصائح التصفيف عبر التواصل الإجتماعي
جيل زد يتابعن نصائح التصفيف عبر التواصل الإجتماعي

فيديوهات قصيرة تشرح روتين العناية بالشعر خطوة بخطوة.

تجارب حقيقية لفتيات أخريات بملمس شعر مشابه.

محتوى متخصص حسب نوع الشعر: كيرلي، ويفي، مستقيم، كثيف، أو خفيف.