
هل تساقط شعرك طبيعياً أم مرضياً؟ إليك الأجوبة من "هي" مع الدكتورة لمى قسطنطين
تساقط الشعر هو هاجس جمالي وصحي يشغل بال كثير من النساء على حد سواء. فرغم أنه ظاهرة فسيولوجية طبيعية تحدث يومياً دون أن تشعرين بها، إلا أن التحول من التساقط العادي إلى فقدان ملحوظ في كثافة الشعر يمكن أن يُشير إلى وجود اختلال داخلي يتطلب التدخل الطبي أو تغيير في نمط الحياة.
لذلك، توجهنا في " هي" بأسئلتنا إلى أخصائية الجلد الطبيبة لمى قسطنطين التي قدمتشرحا مفصلاً لفهم أنواع تساقط الشعر وأسبابه المتعددة، فإليكم كل نصائحها وتوجيهاتها:

تساقط الشعر اليومي،وما هو المعدل الطبيعي؟
وفق الطبيبة لمى قسطنطين في حديثها لـ "هي"، فإنه من الطبيعي أن تفقد المرأة يومياً ما يتراوح بين 50 إلى 100 شعرة، ضمن الدورة البيولوجية لنمو الشعر، حيث تمر كل شعرة بثلاث مراحل: النمو، التراجع، ثم السقوط. هذه الدورة تضمن استمرارية تجدّد الشعر بشكل منتظم.
وعادةً لا نلاحظ هذا التساقط لأنه يتم بشكل متوازن، حيث تنمو شعيرات جديدة لتعويض المتساقطة. لكن في بعض الحالات، يختل هذا التوازن فيتجاوز معدل السقوط قدرة فروة الرأس على إنتاج شعر جديد، وهنا يبدأ القلق.

كيف نعرف أن تساقط الشعر غير طبيعي؟
علامات تساقط الشعر المفرط تشمل:
- وجود شعر بكميات كبيرة على الوسادة عند الاستيقاظ
- ملاحظة الشعر على أرض الغرفة أو في حوض الاستحمام
- رؤية كتل من الشعر في فرشاة التمشيط

- ظهور فراغات واضحة في فروة الرأسخصوصاً في منطقة التاج أو منتصف الرأس
عند ظهور هذه المؤشرات، من الأفضل التوجه إلى طبيب مختص في أمراض الشعر وفروة الرأس لتحديد السبب الحقيقي ووضع خطة علاجية فعّالة.
أنواع تساقط الشعر: من الوراثة إلى العوامل المكتسبة
تساقط الشعر الوراثي (Androgenic Alopecia)
بحسب الطبيبة لمى قسطنطين، يُعد الصلع الوراثي من أكثر الأسباب شيوعاً لتساقط الشعر، ويصيب كلا الجنسين، لكنه يختلف في الشكل.
فعند النساء:
- يتمثل في انخفاض كثافة الشعر تدريجياً في منطقة الفرق أو وسط الرأس
- نادراً ما يؤدي إلى صلع كامل كما يحدث عند الرجال
يبدأ هذا النوع عادة بين العقد الثاني والرابع من العمر، مع وجود تاريخ عائلي واضح من طرف الأب أو الأم أو كليهما.
العلاج يتفاوت بحسب العمر، شدة الحالة، واستجابة الشخص، ويشمل خيارات متعددة من المستحضرات الموضعية إلى الأدوية المساعدة، وأحياناً عمليات زراعة الشعر.
تساقط الشعر المكتسب، أسباب متعددة ومتداخلة
يحدث هذا النوع نتيجة تغيرات بيئية، هرمونية، أو مرضية، ويمكن أن يكون مؤقتاً أو مزمناً بحسب العامل المسبب.
التغيرات الهرمونية:
- الحمل والولادة والرضاعة:تتأثر الهرمونات بشكل كبير خلال هذه المراحل، ما قد يسبب تساقطاً مؤقتًا للشعر يبدأ بعد الولادة بأسابيع.

- سن اليأس:انخفاض مستويات الإستروجين يؤدي إلى ترقق الشعر وازدياد التساقط.
- توقّف موانع الحمل الفموية:قد يسبب تغيراً مفاجئاً في التوازن الهرموني، ويؤدي إلى تساقط مؤقت.
التقدم في العمر:
وفق الطبيبة لمى قسطنطين، فإنه مع التقدم في السن، تصبح بصيلات الشعر أضعف، وتقل كثافة الشعر تدريجياً، خصوصاً في حال وجود عوامل وراثية مرافقة.
الأمراض المزمنة:
- السكرييؤثر على الدورة الدموية الواصلة إلى فروة الرأس.
- اضطرابات الغدة الدرقية سواء خمول أو فرط نشاط: تؤثر بشكل مباشر على نمو الشعر.
- أمراض المناعة الذاتيةمثل الذئبة أو الثعلبة البقعية، حيث يهاجم الجسم بصيلات الشعر.
الأدوية:
بعض العلاجات قد يكون لها تأثير جانبي مباشر على بصيلات الشعر، ومنها:
- العلاج الكيميائي
- مضادات الاكتئاب
- أدوية الضغط ومثبطات المناعة
التوتر والضغط النفسي:
يعد الضغط النفسي من أبرز الأسباب غير العضوية لتساقط الشعر. فالتوتر الشديد يؤثر على توازن الهرمونات والنظام العصبي، ما يؤدي إلى تساقط مفاجئ (Telogen Effluvium).
نقص الفيتامينات والمعادن:

- نقص الحديد:يؤدي إلى ضعف تغذية بصيلات الشعر.
- نقص فيتامينD:يؤثر على نمو الشعر وتجديده.
التغذية السيئة والحمية القاسية:
الأنظمة الغذائية التي تفتقر للبروتين، الحديد، والأحماض الدهنية الأساسية تضعف الشعر وتؤدي إلى فقدانه بشكل ملحوظ.
العوامل الخارجية:
- الاستخدام المفرط للصبغات ومواد التمليس الكيميائية
- الإفراط في التصفيف الحراري
- التعرض للعلاج الإشعاعي لفروة الرأس
- العمليات الجراحية الكبرى التي تُجهد الجسم وتسبب تساقطاً مؤقتاً
أمراض فروة الرأس:
- الثعلبة: مرض مناعي ذاتي يسبب تساقط بقعي مفاجئ
- الفطريات والالتهابات الجرثومية: تسبب تهيجاً في فروة الرأس وقد تؤدي إلى تساقط موضعي
تساقط الشعر الموسمي.. ظاهرة طبيعية لا تدعو للقلق
من الطبيعي أن تشهد بعض الفصول تغيّراً في كثافة الشعر، وهي حالة تُعرف بـتساقط الشعر الموسمي(Seasonal Hair Loss). تحدث هذه الظاهرة نتيجة تبدّل الفصول وتأثر الجسم بالتغيرات المناخية والضوئية.
- في فصل الخريف بين شهر سبتمبر وشهر أكتوبر: يتساقط الشعر الذي دخل مرحلة السكون خلال الصيف
- في فصل الربيع بين شهر أبريل وشهرمايو:يتبدل الشعر القديم تمهيداً لنمو شعر جديد مع ارتفاع درجات الحرارة
هذه الحالة لا تتطلب علاجاً طبياً، لكنها تستفيد من دعم الشعر بمكملات غذائية خفيفة، والاهتمام الروتيني بفروة الرأس والتغذية.
متى تستشير المرأة الطبيب؟
ليس كل تساقط يستدعي القلق، لكن الحالات التالية تستوجب تقييماً متخصصاً:
- تساقط مفاجئ وغزير في فترة قصيرة
- ظهور بقع صلعاء أو فراغات واضحة في فروة الرأس
- وجود حكة، احمرار، أو التهابات مرافقة للتساقط
- فقدان شعر الرموش أو الحواجب
- وجود تاريخ عائلي قوي للصلع الوراثي
خطوات وقائية وعلاجية لدعم صحة الشعر
- تحليل مخزون الحديد والفيتامينات بشكل دوري
- اتباع نظام غذائي غني بالبروتين والمعادن
- ممارسة التأمل وتقنيات الاسترخاء لتقليل التوتر
- اختيار منتجات العناية الخالية من السلفات والكحول
- تجنب الصبغات القاسية ومواد الفرد الكيميائية
- تدليك فروة الرأس بانتظام لتحفيز الدورة الدموية