جرأة مطلقات صغيرات تصبّ في مصلحته

إعداد: تامر عبد الحميد واجه المسلسل الخليجي "مطلقات صغيرات" الذي عرض في رمضان هذا العام على شاشة قناة دبي انتقادات واسعة، لاسيما أنه أول عمل درامي يناقش بجرأة وقوة قضية مجتمعية مستترة خلف الأبواب المغلقة. فعادات وتقاليد المجتمع أصبحت تضيق الخناق على فتيات صغيرات وقعن ضحية الاختيار السيئ أو الزيجات الفاشلة، اذ ان مشكلة الطلاق المبكر باتت تغزو المجتمعات الخليجية وتؤثر على استقرار الأسر وتهددها بالتفكك، وأغلب حالات الزواج في سن الشباب مهددة بالطلاق في ظل غياب التفاهم وعدم تحمل المسؤولية من قبل الطرفين. هذا الواقع دفع فريق عمل المسلسل إلى تقديم وعرض هذه المشكلة بكل جرأة وموضوعية. لا شك أن الانتقادات أثرت بشكل إيجابي على العمل حيث أُثبت أنه حظي بنسبة مشاهدة عالية من قبل الجماهير، ومن المعروف أن العمل الدرامي الذي لا ينال حصة من النقد والهجوم يمر مرور الكرام. تناول المسلسل ظاهرة الطلاق المبكر التي أصبحت إحدى الظواهر الخطيرة في المجتمع الخليجي بشكل عام، فمناقشة هذه الظاهرة التي لم يتطرق إليها أحد من قبل في أي عمل درامي سواء خليجي أو عربي جاءت في صالح العمل ككل، الأمر الذي دفع الجهات والمؤسسات الحكومية والاجتماعية والنفسية القيام بواجباتها للحد من هذه الظاهرة. وخلال تسلسل الأحداث، سلط العمل بجرأته الضوء على حياة الفتيات الصغيرات المطلقات، باحثاً في أعماق تلك المعاناة التي تعيشها شخصيات العمل وهي "فاطمة وعايشة ومريم وسارة" بين نظرة المجتمع لهن باعتبارهن مطلقات وبين قدرتهن على التعايش مع هذا الواقع المرير وكيفية استكمالهن لحياتهن بشكل طبيعي. ولم تقف أحداث المسلسل عند عرض معاناة الفتيات المطلقات فقط، بل ناقش بموضوعية واقع وأسباب طلاق الفتيات الصغيرات، ورصد أيضاً القوانين التي لم تنصف المرأة في هذا الجانب عبر رصد حالات وإحصاءات مستمدة من إحصاءات رسمية من خلال شخصية نادية الشاهين المحامية والمدافعة عن حقوق المرأة والمتبنية لقضية الدفاع عن الزوجات والمطلقات في قوانين الأحوال الشخصية المختلفة. يذكر أن مؤسسة دبي للإعلام تولت إنتاج هذا العمل العام الماضي، وكان من المفترض أن يعرض في رمضان 2012، إلا أن الخريطة الدرامية المزدحمة بالأعمال حالت دون ذلك، وأعلنت المؤسسة حينها أنها ستضم العمل إلى خطتها لرمضان عام 2013.