أرتشويل في أزمة: جيمس هولت يترجل عن قيادة مؤسسة هاري وميغان

في عالم هاري وميغان، حيث تتداخل الأضواء مع التحديات الإنسانية، يبرز اسم جيمس هولت كواحد من القلائل الذين شهدوا "العاصفة" من داخلها، منذ عام 2021، تولى هولت دفة قيادة مؤسسة "أرتشويل"، وقبلها كان حائط الصد الإعلامي للزوجين في أكثر فترات حياتهما اضطراباً (2019-2021)، وهي المرحلة التي شهدت تخليهما عن واجباتهما الملكية والانطلاق نحو المجهول في الولايات المتحدة.

اليوم، يطوي هولت صفحة العمل التنفيذي اليومي، معلناً تنحيه عن منصبه، في خطوة تحمل الكثير من العواطف والكثير من التساؤلات حول مستقبل الفريق الإداري لدوق ودوقة ساسكس.

"امتياز المسيرة".. كلمات الوداع الصادقة

لم يكن جيمس هولت مجرد موظف، بل كان رفيق رحلة ظهرت ملامحها في وثائقي "هاري وميغان" على نتفليكس، وفي بيان تنحيه، لم يتحدث بلغة الأرقام، بل بلغة الأثر، وصف العمل مع الزوجين بأنه أعظم امتيازات مسيرته المهنية، مسترجعاً ذكريات ثماني سنوات بدأت بمشروع لدعم الصحة العقلية للجنود البريطانيين، وانتهت بمهام إنسانية معقدة لمساعدة الأطفال المصابين في غزة.

وعن ميغان ماركل، قال هولت كلمات تعكس عمق العلاقة المهنية فقال: أدركتُ وجود روح شبيهة بروحي، شخص يجد السعادة في أصعب اللحظات ويتواصل بصدق مع الناس، لكن يبقى العمل على حماية العائلات من الأذى عبر الإنترنت هو الإنجاز الذي وصفه هولت بأنه الأغلى في حياته، مؤكداً أن تلك العائلات كانت مصدر إلهامه اليومي.

العودة إلى الجذور والمهام الجديدة

بعد خمس سنوات في صخب لوس أنجلوس، اختار هولت أن يعود بعائلته الصغيرة إلى لندن، ومع ذلك، لن ينقطع الخيط الذي يربطه بآل ساسكس تماماً، فمن المقرر أن يستمر كمستشار خيري رفيع المستوى، وسيتولى الإشراف على رحلاتهما الإنسانية الدولية المخطط لها في عام 2026.

من جهتهما، عبر هاري وميغان عن اعتزازهما بهولت، واصفين دعمه بالاستثنائي طوال عقد من الزمان، ومؤكدين على فخرهما باستمرار تعاونهما معه من العاصمة البريطانية.

"أرتشويل" في مهب التغيير: هل هو وقت عصيب؟

لا يمكن قراءة رحيل هولت بمعزل عن المشهد العام في مؤسسة "أرتشويل"، يأتي هذا التغيير الإداري الكبير في وقت حساس، حيث شهدت المؤسسة تسريحاً لثلاثة من موظفيها الأساسيين، من بينهم كيرستنسليفن، مديرة البرامج والعمليات.

والأكثر إثارة للانتباه في الأوساط الصحفية، هو فقدان الزوجين للمتحدث الإعلامي الحادي عشر لهما خلال خمس سنوات فقط، بعد استقالة ميريديثماينز، رئيسة قسم الاتصالات، التي لم تكمل عامها الأول في المنصب، هذا التغيير المتسارع في الوجوه الإدارية يضع "أرتشويل" تحت مجهر التقييم من جديد.

ما هي "أرتشويل"؟ أكثر من مجرد اسم

"أرتشويل" ليست مجرد مؤسسة خيرية، بل هي مظلة حياة أطلقها الزوجان في أكتوبر 2020، واستلهمت اسمها من ابنهما الأول، الأمير آرتشي. تضم هذه المظلة:

•      آرتشويل الخيرية (Archewell Philanthropies): الذراع الإنساني العالمي.

•      آرتشويلبرودكشنز (Archewell Productions): المحرك الإعلامي الذي أنتج وثائقي "هاري وميغان" المثير للجدل، وسلسلة "هارت أوف إنفيكتوس"، وصولاً إلى مشروع ميغان الأحدث عن أسلوب الحياة "آزإيفر" (As Ever) بالتعاون مع نتفليكس.

وبين فخر الإنجازات الماضية وقلق التغييرات الإدارية الحالية، يبقى رحيل جيمس هولت علامة فارقة في مسيرة هاري وميغان المستقلة، وهو ما يفتح الباب أمام تساؤل مهم: من سيقود أحلام آرتشويل في المرحلة القادمة؟