الأميرة شارلوت وكيت ميدلتون

نغمات الحب في وندسور.. الأميرة شارلوت وكيت ميدلتون في "دويتو" ملكي ساحر

عبد الرحمن الحاج
25 ديسمبر 2025

في مشهدٍ يجسد استمرارية الإرث الروحي والموسيقي داخل العائلة المالكة البريطانية، خطفت الأميرة شارلوت الأنظار وهي تسير بثقة على خطى والدتها أميرة ويلز الأميرة كيت ميدلتون، ففي لقطاتٍ حصرية بثت عشية عيد الميلاد ضمن برنامج "معاً في خدمة ترانيم عيد الميلاد"، شاركت الأميرة الصغيرة والدتها عزفاً ثنائيًا دويتوعلى البيانو، في لحظة لم تكن مجرد أداء فني، بل كانت رسالة بليغة عن الترابط والتعافي.

كيمياء موسيقية بين جيلين

الأميرة شارلوت وكيت ميدلتون

داخل القاعات المهيبة لقلعة وندسور، وبأناقة كلاسيكية، جلست شارلوت صاحبة السنوات العشر بابتسامتها الواثقة وكنزتها الصوفية الرقيقة، لتعزف بيد واحدة جنباً إلى جنب مع كيت ميدلتون، التي أطلت بفستان مخملي أخضر عكس دفء المناسبة.

هذا التناغم ليس وليد الصدفة؛ فكيت التي تمتلك خلفية موسيقية أكاديمية وشهادة المستوى الثالث في العزف والخامس في النظرية، تحرص على نقل هذا الشغف لابنتها، وقد سبق وكشفت في عام 2023 أن شارلوت تتلقى دروساً منتظمة، وهو ما أكده أسطورة البيانو الصيني "لانغلانغ"، حين نقل عن كيت قولها لابنتها تشجيعاً: "انظري، إذا تدربتِ كثيراً، يمكنكِ أن تصبحي مثله".

سر المقطوعة: "هولم ساوند" ورسائل الطبيعة

الأميرة شارلوت وكيت ميدلتون

لم يكن اختيار مقطوعة "هولم ساوند"للملحن الاسكتلنديإرلاند كوبر عشوائياً، فهذه المقطوعة كتبها الملحن خصيصاً لوالدته "شارلوت"، مما يضفي عمقاً رمزياً على عزف الأميرة شارلوت لها.

ترتبط أعمال كوبر بشدة بالطبيعة وجزر أوركني، وهو محور يتقاطع مع فلسفة كيت ميدلتون الخاصة، ففي رسالتها بمناسبة عيد الأم، وصفت الأميرة الطبيعة بأنها الملاذ الآمن لعائلتها، خاصة خلال رحلتها الشجاعة مع العلاج الكيميائي من مرض السرطان في عام 2024. وتؤكد المصادر أن هذه المقطوعة تحديداً هي ما تستمتع الأم وابنتها بعزفه معاً في خصوصية منزلهما، لتكون رمزاً للسكينة والقيم الأسرية التي تتبناها الأميرة.

البيانو.. لغة كيت في الأزمات والاحتفالات

الأميرة شارلوت وكيت ميدلتون

يعد هذا العرض هو الظهور العلني الثالث لكيت كعازفة بيانو، بعد أدائها المذهل عام 2021 مع توم ووكر، وظهورها الافتتاحي في يوروفيجن2023. لكن هذه المرة تحمل وزناً عاطفياً أكبر، فالعزف جاء مصحوباً بتعليق صوتي للأميرة تتحدث فيه عن قوة التواصل في الأوقات التي تبدو فيها الحياة مجزأة أو غير مستقرة.

شجرة التواصل ودفء العائلة

الأميرة شارلوت وكيت ميدلتون

تمركز حفل الترانيم الخامس، الذي أقيم في دير وستمنستر، حول قيم الحب والتعاطف، وفي لفتة إنسانية، شاركت شارلوت وشقيقاها، الأمير جورج والأمير لويس، في إضافة أسمائهم إلى شجرة التواصل، مؤكدين أن القوة الحقيقية للعائلة المالكة تكمن في تلك الروابط الإنسانية البسيطة التي تجمعهم بالعالم وبالطبيعة من حولهم.

شارلوت.. "النسخة المصغرة" من كيت وتعدد المواهب

الأميرة شارلوت وكيت ميدلتون

إلى جانب براعتها المكتشفة حديثاً في العزف على البيانو، تظهر الأميرة شارلوت شغفاً بمجموعة متنوعة من الهوايات التي تجعلها شخصية ملهمة لفتيات جيلها، وهي تفاصيل لطالما ركزت عليها التقارير المتخصصة:

tتتبع شارلوت خطى والدتها أيضاً في حب الرقص، حيث كشفت كيت في مناسبات سابقة أن ابنتها تعشق الباليه والرقص الإيقاعي، وتمارس تدريباتها بانتظام، وهو ما يفسر رشاقتها وحضورها الواثق في المناسبات الرسمية.

أيضًا وبعيداً عن الطابع الملكي الهادئ، توصف شارلوت بأنها طفلة نشطة للغاية، فهي تمارس الجمباز وتجيد مهارات التوازن، كما أنها تهوى كرة القدم، وهو اهتمام تشاركه مع والدها الأمير ويليام الذي يترأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، وشقيقها جورج الذي شوهدت في أكثر من مناسبة كروية بصحبة والده، - أمراء ويلز من جماهير نادي أستون فيلا المخلصين-.

كذلك في لفتة كشفتها كيت ميدلتون سابقاً "ونشرتها مجلة هي"، أبدت شارلوت اهتماماً مبكراً بالتمثيل، مما يعكس شخصيتها المنطلقة والاجتماعية.

إرث "الجدة" في عيون الحفيدة

الأميرة شارلوت وكيت ميدلتون

يربط المحللون دائماً بين شخصية شارلوت القوية، وبين جدتها الكبرى الملكة إليزابيث الثانية، ليس فقط في الملامح، بل في الهوايات أيضاً، مثل حب الخيول والفروسية، وهو الرابط الذي يجعل من شارلوت رمزاً لاستمرارية التقاليد الملكية البريطانية بروح عصرية.