آل يورك

مائدة الملك في ساندرينغهام: أسرار القائمة المختصرة وكواليس استبعاد "آل يورك"

عبد الرحمن الحاج
24 ديسمبر 2025

يستعد قصر ساندرينغهام العريق لاستقبال واحدة من أكثر احتفالات عيد الميلاد إثارة للجدل في عهد الملك تشارلز الثالث، فبينما كان العام 2024 شاهداً على أكبر تجمع عائلي ملكي، تطل احتفالات هذا العام بظلال مختلفة، حيث تعكس قائمة المدعوين ملامح الملكية الرشيقة التي يتبناها الملك، ليس فقط من الناحية الاقتصادية، بل من الناحية الأخلاقية والسياسية أيضاً.

الغائبون الحاضرون: نهاية حقبة الأمير أندرو

أندرو وزوجته السابقة سارة فيرغسون
الأمير أندرو وزوجته السابقة سارة فيرغسون

خلف الأبواب المغلقة في "رويال لودج"، يقضي أندرو وزوجته السابقة سارة فيرغسون ما قد يكون عيد ميلادهما الأخير في المقر الملكي قبل رحيلهما المرتقب العام المقبل، وللعام الثاني على التوالي، جاء القرار الملكي حاسماً: "لا مكان لدوق ودوقة يورك على مائدة ساندرينغهام".

هذا الاستبعاد لم يكن وليد الصدفة، بل هو نتيجة تراكمات من الخطايا الملكية، التي بدأت بعلاقة أندرو بالممول جيفري إبستين، ولم تنتهِ عند الكشوفات الأخيرة التي نشرتها وزارة العدل الأمريكية، والتي تضمنت صوراً وصفت بالصادمة للأمير في أوضاع غير لائقة داخل أروقة القصور الملكية، زاد الطين بلة الرسائل المسربة لـ "فيرغي" سارة فيرغسون التي كشفت عن ازدواجية في التعامل مع ملف إبستين، مما جعل وجودهما في الاحتفالات الرسمية عبئاً لا تستطيع الملكية تحمله في الوقت الراهن.

معضلة الأميرات: ولاء القلب أم واجب التاج؟

الأميرتان بياتريس ويوجيني
الأميرتان بياتريس ويوجيني

تجد الأميرتان بياتريس ويوجيني نفسيهما في وضع لا تحسدان عليه؛ حيرة بين الولاء للوالدين والوفاء للملك، الأميرة بياتريس، التي رزقت مؤخراً بطفلتها أثينا، قررت كسر التقاليد هذا العام والتوجه إلى الخارج في رحلة تزلج، في خطوة فسرها المراقبون بأنها هروب دبلوماسي من إحراج التواجد في ساندرينغهام بدون والديها.

أما الأميرة يوجيني، فما زالت تعيش صراعاً مماثلاً، حيث لم يتأكد بعد ما إذا كانت ستقبل دعوة الملك لتكون حاضرة بجانب أبناء عمومتها، أم ستختار البقاء بجانب والديها المنهكين سياسياً واجتماعياً في أيامهما الأخيرة بالمنزل الملكي.

المائدة المستديرة: 39 مقعداً في حضرة الملك والملكة

عيد ميلاد الملك تشارلز في ساندرينغهام
عيد ميلاد الملك تشارلز في ساندرينغهام

على الرغم من الغيابات، يتوقع أن تضم المائدة نحو 39 شخصاً، بفضل التسهيلات التي أدخلها الملك تشارلز على البروتوكولات القديمة. فبعد أن كانت القواعد الصارمة للملكة إليزابيث تمنع حضور الشركاء غير المتزوجين، أصبح الباب مفتوحاً للخطيبات والصديقات، مثل هارييت سبيرلينغ خطيبة بيتر فيليبس، التي ستكون الوجه الجديد في احتفالات هذا العام.

قوام الحضور الملكي الأساسي:

عائلة ويلز: يتصدر المشهد الأمير ويليام وكيت ميدلتون وأطفالهما الثلاثة (جورج، شارلوت، ولويس)، وهم الورقة الرابحة للملكية والجاذب الأكبر لجمهور المحبين الذين يصطفون أمام كنيسة القديسة مريم المجدلية.

عائلة ويلز
عائلة ويلز

آل إدنبرة وآل آن: الأمير إدوارد وزوجته صوفي، بجانب الأميرة آن وعائلتها الكبيرة التي تشغل حيزاً واسعاً من المقاعد بفضل أبنائها وأحفادها.

آل إدنبرة وآل آن
آل إدنبرة وآل آن

عائلة الملكة كاميلا: في لفتة تعكس تقدير الملك لزوجته، تمت دعوة أبناء الملكة كاميلا توم ولورا وأحفادها، ليكونوا جزءاً من العائلة الكبيرة في ساندرينغهام.

عائلة الملكة كاميلا:
عائلة الملكة كاميلا

هاري وميغان خارج الحسابات

أما عن الابن المغترب، فمن الواضح أن الهدنة الهشة التي بدأت بلقاء الشاي القصير في "كلارنس هاوس" بين تشارلز والأمير هاري في سبتمبر الماضي، لم تكن كافية لفتح أبواب ساندرينغهام أمام عائلة ساسكس.

يؤكد المقربون أن ضمير هاري المرتاح -كما وصفه في مقابلاته الأخيرة- وتأكيده على أن مذكراته "سبير" كانت للمساءلة وليس للانتقام، لم يغير من واقع الأمر شيئاً، فالفجوة ما زالت عميقة، والملك يفضل قضاء عيد ميلاد هادئ بعيداً عن صخب التصريحات الإعلامية التي ترافق عادةً أي تحرك للدوق ودوقة ساسكس.

هاري وميغان خارج الحسابات
هاري وميغان خارج الحسابات

التقاليد التي لا تتغير: المشي نحو الكنيسة

بعيداً عن السياسة، يظل جوهر عيد الميلاد الملكي في ساندرينغهام يتمثل في تلك المسيرة الصباحية نحو الكنيسة، إنه الوقت الذي تتحول فيه العائلة المالكة من مؤسسة حكم إلى عائلة بشرية تلتقي بشعبها، ومن المتوقع أن يستمر الاحتفال لمدة ثلاثة أيام، تتخللها مآدب العشاء الفاخرة وتبادل الهدايا الرمزية، في طقس يحاول من خلاله الملك تشارلز التأكيد على استقرار العرش رغم العواصف التي تحيط ببعض أفراده.