الترف البصري: 5 فنانات سعوديات حولن الجدران إلى لوحات فنية مذهلة
في مشهد ينبض بالترف البصري.. جاء الفن الجرافيتي كإحدى أبرز وأقوى أنواع الأساليب الفنية التي جعلت الفن يخرج من بين جدران المعارض، وأطر اللوحات، إلى جدران الأماكن العامة، لينحت ويسقي الفن في عيون العابرين والمُتأملين ويمنحهن جرعة من الإلهام والترف البصري، بتحويل المساحات العامة إلى منصات نابضة بالألوان والقصص.. وفي إطار ذلك لنسلّط الضوء على خمس فنانات سعوديات استطعن أن يصنعن حالة من الترف البصري، ويحوّلن الجدران إلى لوحات مذهلة تُدهش العين وتثري المشهد الفني السعودي بلمساتهن المميزة.
نورة بن سعيدان

تعد الفنانة السعودية "نورة بن سعيدان" واحدة من أبرز الفنانات المبدعات في المملكة في فن الجداريات، بل وتعد نموذجا للإبداع السعودي الذي يتجاوز الحدود الجغرافية ويصل إلى العالم، بتحقيقها للعديد من الإنجازات المتميزة، ومن أبرزها حصولها على وسام الجوقة برتبة فارس للفنون والآداب من الرئيس الفرنسي، لتنال لقب أول فنانة سعودية تحظى بهذا الوسام الفرنسي الرفيع، كما سجلت حضورها من خلال مشاركاتها الإبداعية المتنوعة في أبرز المحافل والمناسبات والمواسم الفنية والثقافية، ومن أبرزها موسم الرياض، وعام الخط العربي مع وزارة الثقافة، وعام القهوة السعودية، مما يعكس مدى تأثير أعمالها الفنية في المشهد الثقافي العالمي.
ولقد وضعت الفنانة نورة بن سعيدان، والتي تحمل درجة الماجستير في تجميل الطرق والأنفاق من خلال الفن والجداريات، بصماتها الملحوظة من خلال الفن الجرافيتي، بإبداعها في تزيين المساحات العامة وتحويل الجدران إلى لوحات فنية تعكس ثقافة وجمالا، ومن أبرز إبداعاتها الفنية جاء رسمها للجداريات الرامية للارتقاء بالمتعة البصرية لزوار موسم الرياض 2021، برسمها لـ 16 جدارية ضمن جداريات بوليفارد رياض سيتي، لأشهر الشخصيات والمطربين والكتاب في الشرق الأوسط، وخاصة تلك الجدارية التي تتضمن الفتاة ذات الشعر البنفسجي، والتي نالت شهرة واسعة وأصبحت علامةً مميزة للمنطقة، والتي أدرجتها وزارة التعليم ضمن منهج الفنون الدراسية في مقررات التعليم العام للمرحلة الثانوية.
بسمة فلمبان

تتميز الفنانة السعودية "بسمة فلمبان" بكونها قيّمة معارض وباحثة تعمل في المجال الإبداعي، وتعد واحدة من أكثر الوجوه العربية حضوراً في فن الجداريات، كما عرفت بأنها صاحبة النظرة الفريدة والشغوفة بالفن، وهو ما أهلها لتكون هي القيمة الفنية في مهرجان رش "فن الجداريات" 2023 التي نظمته هيئة الفنون البصرية، إلى جانب الفنان والكاتب والقيم الفني البريطاني "سيدار لويسون"، وهو المهرجان الذي أسهم بإخراج الفنون الجدارية من داخل المبنى إلى أسواره، عبر إضفاء طابع فني في الانتقال من الماضي إلى الحاضر.
وكانت بسمة فلمبان قد انتقلت من التصميم إلى الفن المعاصر خلال أول ظهور لها في المتحف البريطاني عام 2012، قبل أن تفوز بجائزة المرأة العربية في فئة "المواهب الشابة" عام 2014، وتحصل بعد ذلك على درجة الماجستير في الفنون التقليدية والإسلامية من مدرسة الأمير تشارلز للفنون التقليدية في لندن، فيما نبعت خبرة فلمبان كقيمة معارض وباحثة في حركات الفن المعاصر، من تأسيسها لمبادرة فن الشارع السعودي عام 2011م والتي تدعم من خلالها مجتمع الهيب هوب المحلي في جدة، عبر انتاج معارض وبرامج وعروض حية لأعمالهم لتساهم في بناء جسر بين المجال والمؤسسات الفنيّة والمجتمع عامّةً.
زينب الماحوزي

تتميز فنانة الجرافيتي "زينب الماحوزي" بأسلوبها الخاص وأفكارها الخاصة بها في فن الشوارع وفن الجداريات، فيما تتميز أعمالها الفنية من خلال عدة مناسبات ومشاريع هامة بالتركيز على الرسائل الإيجابية المتنوعة التي تلمس قضايا المجتمع بشكل عام، وكانت قد بدأت مشوارها في عالم الفنون بخوض مجالات متنوعة من الفنون كالرصاص والزيتي والأكريلك، وفي عام 2011 اقتحمت مجال الفن الجرافيتي من خلال مشاركتها بإحدى المناسبات في جدة، فيما حرصت على تعليم نفسها وتنمية قدراتها في هذا الفن المميز، إلى أن تمكنت من ابتكار أسلوبها الخاص وأفكارها الخاصة بها.
ولقد قادها شغفها وممارستها لهذا المجال لخوضها للكثير من التجارب الناجحة من خلال عدة مناسبات ومشاريع هامة داخل وخارج المملكة، ومن أبرزها إطلاقها لعدة معارض شخصية، ورسمها لجدارية ضمن مشروع جميرا بدبي، وكذلك مشاركتها بجدارية ضمن أول مبادرة لتزيين الأحياء القديمة بفن الجرافيتي مبادرة (الفن شرقي) بحي البايونية بالخبر، كما كانت إحدى الفنانات المشاركات في النسخة الأولى من مهرجان "شفت22" المتخصص بفن الجداريات والذي أطلقته هيئة الفنون البصرية خلال أكتوبر 2022، من خلال تقديم جدارية بعنوان "روح من نور" برسالة توعوية إيجابية، لنشر رسالة الفن بـ "السلام والمسامحة".
هدى بيضون

الفنانة "هدى بيضون" هي فنانة بصرية متعددة التخصصات، حيث يمتد عملها ليشمل الرسم، الوسائط المختلطة، التصوير الفوتوغرافي، والفن الرقمي، ولقد بدأت مسيرتها المهنية كفنانة بصرية في عام 2009 من خلال الرسم والعمل مع وسائط الإعلام المختلطة والتصوير الفوتوغرافي، وبعد تجويد مهاراتها والحصول على التقدير لأعمالها الفنية على الصعيدين المحلي والعالمي، انتقلت إلى باريس لمواصلة رحلتها الإبداعية من خلال دراسة التصوير الفوتوغرافي للأزياء.
ويتميز أسلوبها الفني باستخدامها للوسائط المتنوعة، وبرسائلها الموجهة نحو النظر إلى ما وراء السطح واستكشاف العوالم الحميمة التي تخلقها، ولقد شاركت هدى بيضون بأسلوبها الفني المتميز والمؤثر في العديد من المهرجانات والمحافل والمعارض الفنية المحلية والعالمية، فلقد كانت إحدى الفنانات المشاركات في النسخة الأولى من مهرجان "شفت22" المتخصص بفن الجداريات، بتقديمها لجدارية إبداعية لانغماس المجتمع في العالم الرقمي، كما سجلت بيضون حضورها عالميا بالمشاركة في معارض عالمية في العلا ولندن وبينالي البندقية.
حنان كمال

تعد الفنانة "حنان كمال" فنانة متعددة المواهب، فهي فنانة جرافيتي وموسيقية، وكانت قد بدأت رحلتها في الفن الجرافيتي عام 2008، وعرضت فنها في العديد من الفعاليات والمواقع، انطلاقا من رغبتها في أن تُحول العالم إلى مكان مفعم بالألوان من خلال لوحاتها الجدارية، هذا بالإضافة إلى أن تميز أعمالها بالتعبير عن قضايا اجتماعيّة، ومن أبرزها التلوّث، وتمكين المرأة.
ولقد قدمت حنان كمال العديد من الأعمال الجدارية الموزعة في أنحاء السعودية، وكانت قد حصدت العديد من المراكز متقدمة في العديد من المسابقات على المستوى المحلي، مثل مسابقة "Red Bull Doodle Art"، ووضعت بصمتها أيضاً في دبي من خلال كونها أحد المشاركين الذين ساهموا في صنع أطول جداٍريّة سُجلت بموسوعة غينيس كأطول جدارية للغرافيتي في العالم في عام 2014.