شتاء حتّا كما لم تعرفيه من قبل… 8 تجارب استثنائية بين الجبال والبحيرات

شتاء حتّا كما لم تعرفيه من قبل… 8 تجارب استثنائية بين الجبال والبحيرات

محمد حسين

في قلب الجبال، وعلى ضفاف المياه الهادئة، تكتب حتّا فصلًا جديدًا من حكايات الشتاء، عبر مهرجان شتانا في حتّا، الذي يعود هذا الموسم ليؤكد أن الشتاء في دبي لا يُقاس بدرجات الحرارة فقط، بل بالتجارب، والقصص، واللحظات التي تُعاش ببطء وجمال. هنا، لا يكون المهرجان مجرد فعالية موسمية، بل رحلة متكاملة تحتفي بالطبيعة، والمجتمع، والإبداع المحلي، في مشهد يجذب العائلات، ومحبي الاستكشاف، وكل من يبحث عن شتاء مختلف.

بداية الحكاية… شتاءٌ يُروى على مهل في أحضان الجبال

مع انطلاق فعاليات شتانا في حتّا ضمن مبادرة “شتا حتّا”، تتحوّل المنطقة إلى لوحة شتوية مفتوحة، تستقبل الزوار بأجواء دافئة رغم برودة الطقس، وبروح مجتمعية تعكس أصالة المكان. الإقبال المتزايد على المهرجان لا يقتصر على سكان المنطقة أو زوار دبي فحسب، بل يمتد ليشمل زوارًا من مختلف أنحاء دولة الإمارات ودول الخليج، في مؤشر واضح على المكانة المتنامية لحتّا كوجهة شتوية مفضلة، تجمع بين الطبيعة والأنشطة الثقافية والترفيهية.

مهرجان شتانا في حتّا وتجارب استثنائية تنتظر الزوار من مختلف الأعمار
مهرجان شتانا في حتّا وتجارب استثنائية تنتظر الزوار من مختلف الأعمار

تجربة عائلية متكاملة… حيث يجد كل فرد مساحته الخاصة

يتميّز شتانا في حتّا بكونه مهرجانًا صُمّم ليخاطب جميع أفراد الأسرة، من دون استثناء. فبين المساحات المفتوحة، وورش العمل، والعروض اليومية، يجد الزائر نفسه أمام برنامج غني ومتنوّع يوازن بين الترفيه والتعلّم. أكثر من 150 ورشة عمل تفتح أبوابها للعائلات والأطفال، مستوحاة من البيئة الجبلية والثقافة المحلية، لتمنح الزوار فرصة التفاعل مع الفن، والحِرف، والأنشطة الإبداعية في أجواء تحفّز الخيال وتشجّع على المشاركة.

شتانا في حتّا وتجارب استثنائية في أحضان الطبيعة البكر
شتانا في حتّا وتجارب استثنائية في أحضان الطبيعة البكر

الأطفال في قلب المشهد… ذكريات لا تُنسى

يحظى الأطفال بحضور استثنائي في شتانا هذا العام، حيث خُصّص لهم عالم متكامل من الأنشطة المصمّمة بعناية. من حديقة الحيوانات المصغّرة التي تتيح لهم التفاعل مع الحيوانات الأليفة، إلى منطقة الألعاب الشتوية التي تجمع بين الحركة والتشويق، يعيش الصغار تجارب مليئة بالطاقة والضحكات. وفي كل زاوية، تتحوّل اللعبة إلى ذكرى، والمغامرة إلى قصة تُحكى لاحقًا، في مشهد يعكس رؤية المهرجان في صناعة تجارب عائلية حقيقية.

أجمل التجارب التراثية بانتظار زوار مهرجان شتانا في حتا
أجمل التجارب التراثية بانتظار زوار مهرجان شتانا في حتا

دعم الإبداع المحلي… حين تتحوّل الأحلام إلى قصص ملهمة

لا يكتفي مهرجان شتانا بتقديم الترفيه، بل يذهب أبعد من ذلك عبر دعمه الواضح لريادة الأعمال والمشاريع الوطنية الناشئة. ضمن مبادرة “بكل فخر من دبي”، يفتح المهرجان المجال أمام رواد الأعمال من أهالي حتّا ودبي لعرض منتجاتهم، في مساحة تحتفي بالإبداع المحلي وتمنحه منصة حقيقية للتواصل مع الجمهور. كما يبرز هذا الموسم حضور مبادرة “التاجر الصغير”، التي تمنح الأطفال فرصة خوض تجربتهم الأولى في عالم الأعمال، في مشهد إنساني ملهم يعكس ثقة المجتمع بقدرات الجيل الجديد.

مهرجان شتانا في حتّا وتجربة شتوية مثالية
مهرجان شتانا في حتّا وتجربة شتوية مثالية

المذاق جزء من الرحلة… تجارب طهي تُعاش أمام الجمهور

في شتانا، لا تكتمل التجربة من دون نكهة. هذا الموسم، تتنوّع التجارب الغذائية بين أكشاك محلية ومبادرات مبتكرة، من بينها التعاون مع “هوم بيكري” في منطقة بحيرة ليم، إلى تجربة “البوب أب شِف” التي تستضيف طهاة إماراتيين يقدمون عروض طهي حي أمام الزوار. هنا، يصبح الطعام تجربة حسية متكاملة، تتقاطع فيها الروائح والنكهات مع مشهد الطبيعة المحيطة، لتضيف بُعدًا جديدًا لرحلة الزائر.

حين تضيء الجبال… الفن يلتقي بالطبيعة

مع حلول المساء، تتحوّل المنطقة المحيطة ببحيرة ليم إلى مسرح بصري مفتوح، حيث تنعكس العروض الضوئية على الجبال والمياه في مشهد يخطف الأنظار. أعمال فنية مستوحاة من طبيعة حتّا تُقدَّم بأسلوب مبتكر، من بينها عروض الدرون التي ترسم تشكيلات رمزية في السماء، أبرزها صورة النسر، أحد رموز البيئة الجبلية. في هذه اللحظات، يتجلّى جمال حتّا كلوحة حيّة، يُعاد اكتشافها من خلال الضوء والحركة.

من الجبال إلى البحيرات… 8 تجارب تعيد تعريف شتاء حتّا
من الجبال إلى البحيرات… 8 تجارب تعيد تعريف شتاء حتّا

الفن والهدايا… ذاكرة تُحمل معك إلى البيت

يقدّم متجر “براند دبي” تجربة مختلفة لعشّاق الفن والهدايا التذكارية، من خلال تعاون مع نخبة من الفنانين الإماراتيين الذين قدّموا أعمالًا مستوحاة من جمال حتّا. بين الفن التقليدي، والرقمي، وفن البكسل، والكولاج، والتطريز، يجد الزائر قطعًا فنية تحمل روح المكان، لتصبح ذكرى ملموسة ترافقه بعد انتهاء الزيارة.

حتّا beyond المهرجان… اكتشاف الطبيعة في مسارات جديدة

لا يقتصر شتانا في حتّا على موقع واحد، بل يمتد ليشمل تجارب موزّعة في مناطق مختلفة، بهدف إبراز تنوّع الطبيعة المحيطة. من التخييم الليلي، إلى تجارب تصوير النجوم في بحيرات سهيلة، يفتح المهرجان أبوابًا جديدة لاكتشاف حتّا من زوايا أقل شهرة وأكثر عمقًا، في دعوة مفتوحة للتواصل مع الطبيعة بعيدًا عن الإيقاع السريع للمدينة.

متعة الترفيه في شتانا في حتا
متعة الترفيه في شتانا في حتا

شتاء يُشبه حتّا… بساطة لا مثيل لها

في مجمله، يقدّم مهرجان شتانا في حتّا تجربة شتوية مختلفة، تتقاطع فيها الطبيعة مع الثقافة، والترفيه مع المعنى، والاحتفال مع الهدوء. إنه دعوة مفتوحة لاكتشاف حتّا كما هي: وجهة تنبض بالحياة، وتعرف كيف تحوّل الشتاء إلى قصة تُعاش بكل الحواس.