
متاحف الغد في بيتك: زيارات افتراضية لأعظم كنوز العالم
كان عام 2020 والجزء الأول من عام 2021، علامة فارقة في تاريخ البشرية، ورغم ما حمله هذا الوقت من قلق وخوف وتوتر بسبب تفشي فيروس "كورونا"، إلا أنه وكما يقال: "تأتي المنحة من قلب المحنة"، فمع عمليات الإغلاق العام، والحظر، والالتزام بالمنازل في شتى بقاع المعمورة، ولأن الحاجة أم الاختراع، تفتقت العقول عن أفكار جديدة كليا، كان أعظمها في مجال الرحلات والترفيه "السياحة الافتراضية"، حيث عمدت الكثير من الوزارات والهيئات حول العالم لإتاحة السياحة عن بعد في هذه الفترة العصيبة، واستمر الأمر بعدها وارتفعت وتيرة عمليات التطوير مع تسارع التكنولوجيا.

اليوم نقدم لكل امرأة عاشقة للسفر وللوجهات الثقافية العالمية، ولا تملك وقتا للسفر، رحلة سياحية لا تتطلب حجز تذكرة ولا تعب السفر ولا مغادرة المنزل أيضا.
لطالما كانت زيارة المعالم والمتاحف العالمية الكبرى جزءاً لا يتجزأ من أي رحلة سياحية مميزة، إن الإحساس بأنكِ تقفين أمام التحف في فلورنسا، أو التجول بين أروقة قصر اللوفر في باريس هو ما يبقى في الذاكرة في مثل هذه الرحلات، وفي زمن التحولات التكنولوجية، لم يعد هذا الإلهام مقتصراً على الرحلات الفعلية، " فما لا يدرك كله لا يترك جله"،فقد أصبحت "متاحف الغد" بوابتكِ السحرية نحو أجمل الوجهات السياحية في العالم، لتبدئي رحلة استكشاف مدهشة من مقعدكِ المريح في المنزل.
الزيارة الافتراضية: سياحة استباقية من المنزل
الزيارة الافتراضية هي أحدث صيحات السياحة، وهي في الحقيقة كنز للمرأة التي تخطط لسفرها بعناية، ببساطة شديدة تتيح لكِ هذه التقنية التجول في قاعات المتاحف عبر شاشة جهازكِ باستخدام تقنيات 360 درجة، أو الاستمتاع بـتكبير اللوحات والقطع الأثرية بجودة فائقة لمشاهدة تفاصيل قد تفوتكِ في الزيارة الفعلية بسبب الحواجز أو الزحام.

هذه التجربة تمنحكِ ثلاثة مزايا سياحية لا تُقدر بثمن:
السفر التجريبي: يمكنكِ اكتشاف المتحف افتراضياً أولاً لتقرري، هل يستحق تخصيص يوم كامل في رحلتكِ القادمة؟ هذا يضمن أن يكون سفركِ مُركّزاً ومناسباً لذوقكِ تماماً.
توفير الجهد والمال: استمتعي بأجمل المعروضات العالمية دون تكاليف، وهي مثالية للأوقات التي تكونين فيها مشغولة ولا تستطيعين السفر، بسبب ضغط العمل، أو مدارس الأولاد.
التعمق في التفاصيل: أغلب الجولات الافتراضية مدعومة بشروحات صوتية ونصوص تفصيلية معدة من قبل خبراء، مما يحوّل المشاهدة إلى عملية تعلم سياحي وثقافي متعمق، تخيلي أنتِ تشاهدين كنوز العالم الأثرية مصحوبة بدليل سياحي موثوق وأنتِ تحتسين قهوتك في المنزل.
جولات افتراضية تبدأ من لندن وتنتهي في الرياض

كما قررنا سابقا أن التسارع الإلكتروني غير الكثير من المفاهيم والتوجهات، لذا تعاونت كبرى الوجهات السياحية في العالم، بالذات عبر منصات مثل "Google Arts & Culture" أو من خلال مواقعها الرسمية، لتقديم تجارب الزيارات الافتراضية،فتعالي معنا لنبدأ رحلة الاستكشاف:
لندن وروما (التاريخ والفن)

يمكنكِ البدء بـالمتحف البريطاني في لندن، حيث تتجولين في "الساحة الكبرى" وتكتشفين عظمة حجر رشيد، ثم انتقلي إلى متاحف الفاتيكان في روما، لتستكشفي كنيسة سيستين الشهيرة وغرف رافائيل بزاوية 360 درجة، وكأنكِ هناك فعلاً بعيداً عن حشود السياح.
باريس ونيويورك (الحداثة والإبهار)

في متحف أورساي في باريس، يمكنكِ الغوص في روائع الانطباعيين الفرنسيين (مونيه وسيزان) في مبنى محطة القطار القديمة المذهل. ولرؤية الفن المعاصر، انتقلي إلى متحف غوغنهايم في نيويورك، وتجولي عبر درجها الحلزوني الشهير الذي يُعد تحفة فنية معمارية.
سيول وأمستردام "كنوز فنية"

يقع المتحف الوطني للفن الحديث في كوريا الجنوبية في عدة مواقع، المعرض الرئيسي في غواتشون، وفروعه في دوك سو غونغ، وسيول، وتشيونغجو، فيه مزيجًا ملهمًا من المطبوعات والتصميم والنحت والتصوير الفوتوغرافي، من جوزيف بويس إلى وارهول ونام جون بايك، ومجموعة عالمية من الفنانين المرموقين، أما متحف ريكز في أمستردام فيضم مجموعةً واسعةً من الأعمال الفنية والتاريخية موزعةً على 80 معرضًا، تتيح الجولة التفاعلية فرصةَ التعرّف عن كثب على كل لمسةٍ من لمسات فيرمير ورامبرانت.
لا تنسي كنوزنا العربية
المنطقة العربية لم تغب عن هذا التحول الرقمي، وواكبت العديد من المؤسسات الثقافية عمليات السياحة الافتراضية، وأتاحت كنوزها رقمياً، لتلهمكِ في زياراتكِ القادمة إلى عواصمنا المتميزة:
المتحف الوطني السعودي (الرياض)

المتحف الوطني السعودي في العاصمة الرياض، هو أفضل وأشمل موقع لتبدئي منه رحلتكِ الافتراضية إلى المملكة العربية السعودية، المتحف يروي قصة الجزيرة العربية والمملكة عبر ثماني قاعات، عبر جولة افتراضية بتقنية 360 درجة عالية الدقة، ويمكنكِ التجول بحرية في جميع قاعات المتحف، بدءاً من قاعة الإنسان والكون وصولاً إلى قاعات الممالك العربيةوتاريخ توحيد المملكة.
متحف الفن العربي الحديث في الدوحة

تأسس المتحف العربي للفن الحديث عام 2010، وتضم مقتنيات متحفأكثر من 9 آلاف عمل فني، مما يجعلها المجموعة المتخصصة الأكبر من نوعها في العالم، ويقدم مجموعات فنية منسقة ببراعة مع دلالات ثاقبة، تحكي قصة الفن العربي الحديث بلسان خبرائه.
مؤسسة الأتاسي للفن والثقافة

مؤسسة الأتاسي هي مبادرة فنية غير ربحية تهدف إلى الحفاظ على الفن والأرشيف السوري الحديث والمعاصِر والترويج لهما، تسعى إلى دعم المشهد الفني من خلال أنشطة عبر الإنترنت وبرامج وفعاليات حية، وتُتيح المؤسسة معارض افتراضية متخصصة في الفن السوري الحديث والمعاصر، مع إضاءات خاصة على دور المرأة في تطوير المشهد الفني.
نصائح لرحلة افتراضية ناجحة
عزيزتي إن التكنولوجيا جعلت العالم بين يديكِ، استغلي "متاحف الغد" لبناء معرفتكِ السياحية، وتخطيط رحلاتكِ المستقبلية بدقة وشغف، الهدوء في بيتكِ لم يعد يعني الانقطاع عن العالم، بل أصبح نقطة انطلاق لأجمل المغامرات، ولتحويل جلستكِ في المنزل إلى رحلة سياحية ثقافية مدهشة:

- خصصي لها وقتاً: لا تجعلي الزيارة مجرد تصفح سريع، خصصي وقتًا محددا للزيارة الافتراضية، واعتبريها موعداً ثقافياً هاماً في جدولكِ.
- استخدمي الشاشة الكبيرة: عززي الإحساس بالواقعية واستخدمي الشاشة الأكبر لديكِ، فذلك يغمركِ أكثر في الأجواء المعروضة.
- ابحثي عن الخبايا: استخدمي أدوات البحث في المواقع للعثور على أقسام أو معروضات غير مشهورة،فهذا يمنحكِ ميزة الاكتشاف.
- اكتبي قائمة الأماكن المفضلة: دوّني أسماء المتاحف والقطع التي أثارت إعجابكِ،اعتبريها قائمة "الأمنيات السياحية" لرحلاتكِ المستقبلية، التي ستبدئين في التخطيط لها قريباً.