
أول فندق فني في مصر... ميادة عبدالمطلب تأخذ "هي" في جولة داخل Hyatt Centric Cairo West
في ضواحي القاهرة الغربية، على مشارف المتحف الكبير وأطلال الأهرام، يأتي فندق Hyatt Centric Cairo West كمقترح بصري مختلف. يقدّم نفسه كموقع للسؤال: كيف يمكن للضيافة أن تُصبح تجربة جمالية؟ وهل يمكن لغرفة فندق أن تشبه عملًا فنيًا أكثر مما تشبه منتجًا؟
في هذا اللقاء، تروي لنا ميادة عبدالمطلب رئيسة التسويق كيف تحوّل الفندق إلى مساحة بحث بصري، لا تسعى لإبهار الزائر بقدر ما تدفعه للتأمل. تتحدث عن تجربة العمل مع فنانين محليين، وعن تفاصيل صغيرة كتماثيل البابون، التي وُضعت لا كزينة بل كعلامات حوار. وتكشف كيف أن الجمال هنا ليس متناسقًا دائمًا، بل متعمّد في توتره، كما هو الفن حين يُترك ليقول ما يريد.

الهوية كمشروع بصري حيّ
منذ لحظة الدخول، ينكشف توجه الفندق بوضوح. الأعمال الفنية تتصدر المشهد لا لتجميل الجدران، بل لتكون جزءًا من نسيج المكان. تقول ميادة عبدالمطلب، عن هذا التصور: "ما أقدّمه في Hyatt Centric Cairo West هو سرد بصري متكامل يربط الفندق بالزائر من لحظة دخوله وحتى مغادرته. الفن ليس زينة، بل أداة لفهم الهوية المصرية وتقديمها بلغة جديدة."
في بهو الفندق، جدارية ضخمة بعنوان "أعمدة الهوية المصرية السبعة" للفنان إبراهيم خطاب، تعيد ترتيب عناصر الذاكرة الجمعية، بينما تُوزّع تماثيل "البابون" داخل الغرف بطريقة غير مكررة، بحيث لا تتشابه أي غرفتين. كل تمثال – من بين أكثر من 300 قطعة – تم طلاؤه يدويًا، بمشاركة أكثر من 100 فنان.
ما بين الإقامة والتجربة
على خلاف ما يُتوقّع من الفنادق ذات التصنيف العالي، يتخذ Hyatt Centric Cairo West خيارات غير مألوفة: صالة ألعاب مائية بمعدات لياقة بدنية تحت الماء، غرفة لتسجيل البودكاست، طاولة بلياردو داخل مسبح. هذه العناصر لا تأتي كمجرد إضافات ترفيهية، بل كجزء من تجربة فكرية تُعيد طرح سؤال: ما وظيفة الفندق اليوم؟
توضح ميادة: "لم نرد أن يكون الفندق مجرد مكان للنوم، بل مساحة تتفاعل مع الزائر، وتحرّض فضوله الفني والثقافي. حتى خيارات الترفيه مصممة بحيث تخلق سياقًا مختلفًا للتجربة."
فنان واحد لا يكفي
في سبيل تحقيق هذا المزاج البصري، تمت الاستعانة بـ11 فنان مصري معاصر، لم تكن الأعمال جاهزة سلفًا، بل أنتجت خصيصًا للمكان. من أعمال تركيبية، إلى جداريات، إلى عناصر تكميلية في المساحات العامة.

تقول ميادة: "لكل فنان أسلوبه ومفرداته. أردنا أن تكون التجربة متنوعة، فيها صوت جماعي يحكي عن مصر لا كأيقونة ماضٍ جامدة، بل كذاكرة حيّة ومتحوّلة." ومن بين تلك الأعمال يبرز نحت ثلاثي الأبعاد لمحمد بناوي بعنوان "أرض الحضارة"، يقدّم فيه قراءة بصرية للجغرافيا المصرية من منظور يتجاوز الظرف البريدي السياحي.
التحول من فندق إلى منصة
لا يُفترض بالفن أن يُعلَّق فقط على الجدران أو يُحفظ في قاعات العرض المغلقة. في بعض السياقات، يمكن للفن أن يتسرّب إلى التفاصيل اليومية، هذا ما تؤمن به ميادة عبدالمطلب، حيث تقول: "نؤمن بأن الفن لا يعيش في المعارض فقط، بل يمكن أن يكون جزءًا من الحياة اليومية. ولهذا وفّرنا مساحة عرض حقيقية، وفرصة للفنانين كي يواجهوا جمهورًا غير تقليدي."