أجمل القرى الأوروبية التي يجب زيارتها هذا الصيف
أصبحت زيارة القرى الأوروبية من الأنشطة المفضلة لدى السائح العربي، حيث تتميز بكونها وجهات تبعث على الاستجمام والاسترخاء وفي نفس الوقت تتيح استكشاف التاريخ والتعرف على الحياة اليومية للسكان عن قرب.
ومع حلول الصيف تعد القرى الأوروبية من أجمل الوجهات التي ننصحكِ بزيارتها، حيث يساهم الطقس الصيفي المعتدل في متعة الرحلة بالاضافة الى مشاهد الحياة النابضة في الفعاليات الصيفية المختلفة.
إليك أجمل القرى الأوروبية التي تستحق الزيارة هذا الصيف للحصول على عطلة لا مثيل لها، والاستمتاع بأوقات الاستجمام والذكريات الفريدة من نوعها.
سان جيمينيانو، إيطاليا
في قلب منطقة توسكانا تقع سان جيمينيانو وهي قرية تاريخية تعود للعصور الوسطى وتشتهر بأبراجها المرتفعة وتُعرف أحيانًا بلقب مانهاتن العصور الوسطى حيث تنتصب الأبراج الـ14 الباقية كشواهد على المكانة التي كانت تحظى بها العائلات هنا قديماً، وتوفر إطلالات بانورامية على الكروم وبساتين الزيتون المحيطة.
وخلال أشهر الصيف تتوهج واجهات الحجر القديمة بضوء الشمس الدافئ، بينما تنبض الساحات بالحياة مع الزوار الذين يستمتعون بجلسات المقاهي الهادئة، ويمكن استكشاف شوارعها الضيقة المرصوفة بالحجر التي تحتضن محلات الآيس كريم المصنوعة يدويًا، كما تعد كاتدرائية سان جيمينيانو ومتحف البلدية من المحطات الأساسية لعشّاق التاريخ، وفي الصيف تقام فعاليات محلية متنوعة مثل عروض موسيقية مفتوحة في الهواء الطلق واستعراضات تعيد الحياة للعصور الوسطى.
مانارولا، إيطاليا
على امتداد الساحل الليغوري تتربع مانارولا على منحدر صخري يطل على البحر، وتُعد من أجمل القرى في منطقة تشينكوي تيري، حيث تنسدل منازلها بألوانها الزاهية نحو المياه بينما تغطي الكروم المدرّجة التلال من حولها في منظر يبدو كأنه لوحة فنية، وخلال الصيف يسود القرية طقس مشمس ويمكن قضاء اليوم في السباحة داخل الميناء الطبيعي أو التنزّه على دروب مثل طريق الحب أو تناول وجبة بحرية طازجة في مطاعم تطل على مشهد الغروب.
وبينما ازدادت شهرتها عالميًا إلا أن مانارولا ما زالت تحافظ على عاداتها وتقاليدها، كما يواصل الحرفيون المحليون عملهم في صناعة المنتجات اليدوية، وفي الأمسيات الصيفية تظهر القرية في أبهى صورها مع العروض الموسيقية والأنوار المتلألئة وأجواء السهر.
كاركاسون، فرنسا
في جنوب فرنسا تبدو كركاسون كأنها انتقلت من صفحات رواية قديمة إلى أرض الواقع، حيث تحيط بها أسوار مزدوجة وأبراج مراقبة وجسور مرفوعة فتأخذ الزائر مباشرة إلى أجواء العصور الوسطى، وتُعد سيتي دي كركاسون المعلم الأبرز في القرية وهي قلعة مرتفعة تهيمن على الأفق وتُصنّف كموقع تراث عالمي من قبل اليونسكو، وخلال الصيف تزداد أجواء المكان حيوية بفضل الفعاليات المفتوحة والعروض الفنية، إلى جانب الإضاءات الليلية التي تبرز تفاصيل الحجارة القديمة.
وداخل الأسوار يمكن التنقل بين شوارع مرصوفة تمر بمحلات الحرفيين والمقاهي والمباني التاريخية التي لا تزال قائمة منذ قرون، وتُعد كنيسة سان نازير وسيلسوس من أبرز المعالم لمحبي العمارة حيث تجمع بين الطرازين الرومانسكي والقوطي، أما خارج المدينة فيمكن زيارة قناة دو ميدي للاستمتاع بجولات مائية وسط مشاهد طبيعية تتناثر فيها زهور دوار الشمس.
روسيون، فرنسا
في قلب منطقة لوبيرون تقع قرية روسيون التي تميز نفسها بتدرجاتها اللونية الفريدة، حيث تطغى ألوان الأحمر والبرتقالي والأصفر على مبانيها مما يمنحها طابعًا بصريًا لا يُشبه أي مكان آخر، خاصة مع الخلفية الطبيعية التي تندمج فيها غابات الصنوبر والسماء الزرقاء، وهذه الألوان مستمدة من الرواسب المحلية للصبغة الطبيعية المعروفة بالأوكر والتي كانت تُستخرج سابقًا وتُستخدم في صبغات فنية، أما في فصل الصيف فتمنح أشعة الشمس القرية مظهرًا أكثر إشراقًا وجاذبية لمحبي التصوير.
وبالإضافة إلى طابعها البصري الفريد توفر روسيون تجربة ريفية هادئة تعبق بروائح الخزامى وتفاصيل الحياة البسيطة، حيث تنتشر معارض الفنون ومحلات السيراميك اليدوي والمقاهي الصغيرة التي تقدم حلويات معطرة بالخزامى ومشروبات مثلجة، كما يمكن التنزه في درب الأوكر وهو مسار قصير يمر بين المنحدرات الصخرية الملونة، ويشبه إلى حد بعيد السير وسط وادٍ رملي بألوان غير معتادة، وخلال الصيف تُنظم أسواق مفتوحة وأمسيات موسيقية تُضفي على القرية طابعًا فنيًا خاصًا.
جيثورن، هولندا
في الريف الهولندي وتحديدًا في مقاطعة أوفرايسل تقع قرية هادئة تُعرف بلقب البندقية الشمالية وهي جيثورن، حيث تحل القنوات المائية محل الشوارع وتتحرك القوارب بدلًا من السيارات، وتتناثر على ضفّتي تلك القنوات منازل ذات أسقف مغطاة بالقش وحدائق مرتبة بعناية تتصل ببعضها عبر جسور خشبية مقوّسة، مما يمنح المكان طابعًا خياليًا أشبه بحكايات الخيال، وخلال فصل الصيف يُعد التنقل بالقارب الوسيلة المفضلة لاكتشاف سحر القرية حيث يمكن الاستمتاع برحلة هادئة تمرّ بجوار الزهور ومشاهد منازل القرية الجميلة، ويمكن أيضاً استئجار قوارب كهربائية صامتة أو مراكب تقليدية للاستمتاع بتجربة مريحة تحافظ على هدوء الطبيعة المحيطة.
ورغم أن جيثورن تستقطب الزوار من مختلف أنحاء العالم فإن أجواءها تبقى ساكنة وأقرب إلى الحياة اليومية الهادئة، وتحيط بها محميات طبيعية تُعد موقعًا مفضلاً لمحبي مراقبة الطيور وركوب الدراجات الهوائية، كما يمكن زيارة متحف ’t Olde Maat Uus للتعرف على نمط الحياة المحلي في الماضي وتوفر المقاهي القريبة من القنوات فرصة تناول القهوة مع هذه المشاهد الخلابة.
لوتربرونين ، سويسرا
بينما يمتد وادي لوتربرونين بين جبال الألب السويسرية تتوزع على جانبيه منحدرات شاهقة تتساقط منها الشلالات وتطل عليه قمم مكسوة بالثلوج حتى في ذروة الصيف، وتبدو القرية الواقعة وسط هذا المشهد الطبيعي الساحر كأنها مأخوذة من قصة خيالية، ويُعد شلال Staubbach من أبرز المعالم حيث يندفع من ارتفاع يقارب 300 متر ليضيف لمسة درامية إلى المشهد.
وفي موسم الصيف تتفتح أزهار المروج وتتسع المسارات الطبيعية مما يمنح الزائرين فرصًا وافرة للاستكشاف والمشي لمسافات طويلة بين الزهور البرية.ويكمن تفرّد لوتربرونين في طابعها الأصيل وهدوئها المريح، حيث تنتشر في أرجائها منازل خشبية وشرفات تزينها الأزهار، مما يعكس ملامح الريف السويسري التقليدي، ويمكن الانتقال عبر عربات التلفريك إلى القرى الجبلية المجاورة مثل Wengen وMürren، والاستمتاع بإطلالات بانورامية خلابة، كما يمكن لمحبي المغامرة تجربة الطيران المظلي أو زيارة شلالات Trümmelbach الجليدية المخفية داخل الجبل.
روندا، إسبانيا
تقع روندا فوق وادٍ عميق في منطقة الأندلس وتتميز بموقعها الفريد الذي يفصل بين جزئيها جسر ضخم يُعرف باسم الجسر الجديد، وهذا الجسر يربط بين طرفي القرية فوق فجوة صخرية عميقة تحفرها مياه نهر Guadalevín ويوفر إطلالات آسرة خاصة عند غروب الشمس.
وخلال الصيف تنعكس أشعة الشمس على واجهات المباني البيضاء وأسقفها الحمراء بينما تلمع الجبال المحيطة في الأفق تحت وهج النهار، وامتازت القرية بقدرتها على جذب الأدباء والفنانين على مر العصور مثل إرنست همنغواي وأورسون ويلز الذين وجدوا فيها مصدر إلهام دائم.
وفي الجزء القديم من القرية المعروف باسم La Ciudadتتشابك الأزقة الضيقة والساحات الصغيرة والقصور الأندلسية مثل قصر Mondragón الذي يحمل بين جدرانه طابعاً تاريخياً واضحاً، ويمكن أيضاً زيارة حلبة مصارعة الثيران التي تعد من الأقدم في إسبانيا والتي تشكل محطة شيقة، كما تحتضن القرية عروض الفلامنكو والمهرجانات الموسيقية خلال أشهر الصيف، فتتحول ساحاتها إلى مسارح مفتوحة تعج بالإيقاعات الأندلسية.
وندسور، بيركشاير، إنجلترا
في قلب مقاطعة بيركشاير الملكية تقع وندسور وهي قرية تجمع بين الطابع الإنجليزي التقليدي والهيبة المرتبطة بالعائلة الملكية، ويُعد قصر وندسور من أبرز معالمها كونه أحد المقرات الرسمية للعائلة المالكة البريطانية، وهو محاط بحدائق تزدهر في فصل الصيف وتضفي على المشهد العام أناقة طبيعية، ويمكن قضاء الوقت بالتجول على ضفاف نهر التايمز أو السير في The Long Walkوهو ممر طويل تصطف على جانبيه الأشجار ويؤدي إلى بوابات القصر الرئيسية في مشهد يأسر الأنظار.
وبالاضافة الى كونها وجهة للمهتمين بالتاريخ الملكي، تقدم وندسور أيضاً تجربة متكاملة تتنوع بين المباني ذات الطراز النصف خشبي والمقاهي الصغيرة والمحلات الراقية، ويقع على الجانب الآخر من النهر معهد Eton العريق حيث يمكن استكشاف أروقته العتيقة، كما يُمكن الاستمتاع بيوم مشمس في حديقة Windsor Great Parkالتي توفر مساحات واسعة للنزهات، وخلال أشهر الصيف تزداد الأنشطة الخارجية مثل عروض المسرح المفتوحة، والجولات البستانية ومهرجانات الخيول التي تضفي حيوية على أجواء القرية.
