
عطلات صيفية بتوقيع الضيافة الراقية في أفخم الفنادق والمنتجعات
ليست كل الرحلات الصيفية بحاجة إلى وجهة بعيدة فأحيانًا يكفي النظر خارج نافذة جناحك الفندقي لتبدأي مغامرة من نوع آخر، فهناك فنادق ومنتجعات لا تُشبه غيرها حيث تتنوّع تجارب الضيافة الصيفية هذا العام لتصبح انعكاسًا لعشق الفخامة الممتزجة بالحنين والهدوء، وترسم ملامح صيف مفعم بذكريات لا تُنسى، ومع اقتراب موسم العطلات الصيفية يتزايد البحث عن تجارب إقامة تعبّر عن أسلوب الحياة المعاصر من جهة، وتوفر مساحة للتأمل والراحة من جهة أخرى.
واليوم ننتقي لك مجموعة مختارة من الفنادق الراقية المثالية لعطلات 2025 ، والتي تُعيد تعريف معنى الضيافة الصيفية لتصبح لحظات مُصاغة بعناية تجمع بين الذوق الرفيع والتواصل مع الذات.
فندق ذا مارك نيويورك

بالقرب من سنترال بارك وفي قلب الجانب الشرقي الأعلى من مانهاتن يستقبل فندق "ذا مارك" نيويورك زواره هذا الصيف بأجواء راقية وخدمات مصممة بعناية لتلبية تطلعات الباحثين عن تجربة إقامة تجمع بين سحر المدينة وطابعها الثقافي الأنيق، ويقع الفندق داخل مبنى تاريخي يعود إلى عشرينيات القرن الماضي ويستوحي تصميمه الداخلي من أناقة هوليوود الكلاسيكية، بينما يقدم خدمات عصرية تلائم أنماط الحياة الراقية في فرصة لاكتشاف روح نيويورك بطريقة فريدة.
وقد عُرف "ذا مارك" بكونه وجهة مفضلة للعديد من الشخصيات العالمية والمشاهير، كما يلفت الأنظار بلمساته الفريدة التي أضافها المصمم الفرنسي جاك جرونج، إذ تمكن من الحفاظ على الطابع الكلاسيكي للمكان مع دمج عناصر تصميمية حديثة وأثاث فاخر، ويمكن للضيوف الاستمتاع بإطلالات مدهشة على أفق المدينة من داخل الأجنحة والغرف الفسيحة، مثل بنتهاوس سنترال بارك الذي يضم خمس غرف نوم ويقع في الطابقين العلويين من الفندق.

وبينما يستمتع الزوار بأجواء الفندق الداخلية يمكنهم أيضاً الانطلاق في رحلة بحرية على متن قارب "ذا مارك" الشراعي من طراز هيرشوف فئة S، الذي يبدأ موسمه الصيفي من مرسى نورث كوف في تريبيكا بدءاً من 24 مايو، وتستمر الجولة لمدة ساعتين في مياه ميناء نيويورك، وتوفر مشاهد بانورامية للغروب مثالية للاحتفال بالمناسبات الخاصة أو الاستمتاع بأمسية راقية مع الأصدقاء وسط أجواء حصرية.
ويقع الفندق على بُعد خطوات معدودة من معالم نيويورك الأيقونية مثل سنترال بارك ومتحف متروبوليتان للفنون، كما يوفّر خيارات تسوق راقية حيث يمكن للضيوف استخدام خدمة النقل المجانية التي تأخذهم مباشرة إلى متجر "بيرجدورف جودمان" بعد ساعات الدوام الرسمية.
كما يمكن حجز جناح "سلامبر بارتي" الذي يقدم تجربة مخصصة للأطفال تشمل خيمة داخل الغرفة، وفيلم عائلي مع الفشار والحليب بالشوكولاتة عند الوصول، ويُتاح أيضاً تنظيم نزهة خاصة في سنترال بارك بإشراف فريق الطهو بالفندق، لتكون تجربة الطعام في الهواء الطلق جزءاً من الذكريات المميزة.
لابيتا دبي باركس آند ريزورتس

مع ارتفاع درجات الحرارة واقتراب موسم الإجازات يفتح فندق لابيتا أبوابه أمام العائلات الباحثة عن تجارب صيفية مليئة بالمرح والاسترخاء في قلب دبي باركس آند ريزورتس، ويُعد لابيتا الفندق الوحيد في دبي الذي يحمل طابع جزر المحيط الهادئ، ويجمع بين ضيافة دافئة مستوحاة من الجزر الاستوائية وخدمة راقية تهتم بأدق التفاصيل، وتتميز ديكوراته بلمسات تقليدية كالأثاث القبلي والأسقف المصنوعة من الخيزران، مما يضفي إحساساً بالأصالة والدفء منذ لحظة الوصول.
ويضم الفندق 504 غرفة، من بينها 60 جناحًا صُممت جميعها لتلبي احتياجات العائلات، كما تشمل المرافق بركتي سباحة على شكل بحيرة، ونهرًا بطيء الجريان يضفي أجواء استرخائية مثالية، إلى جانب منطقة لعب مخصصة للأطفال تعزز من متعتهم على مدار اليوم.
ويقدّم الفندق عرضًا خاصًا يُتيح إقامة مجانية للأطفال تشمل الوجبات، مما يجعل من هذه التجربة فرصة فريدة لاستكشاف عالم ترفيهي واسع الطيف وسط أجواء مستوحاة من الثقافة البولينيزية.
ويمكن أيضاً ضمن هذا العرض الدخول إلى مجموعة من المنتزهات الترفيهية التابعة لدبي باركس آند ريزورتس، مثل موشنجيت دبي وليغولاند دبي وحديقة ليغولاند المائية، إلى جانب ريفرلاند دبي و"ريال مدريد وورلد"، حيث تتنوع الأنشطة ما بين المغامرات السينمائية والفعاليات التفاعلية والألعاب المناسبة لجميع الأعمار.
أما الأطفال فسيكونون على موعد مع مجموعة من الأنشطة اليومية التي تبدأ بلقاءات مرحة مع شخصياتهم المفضلة، مرورًا بتوزيع المثلجات المجانية وانتهاء بتجارب زراعة النباتات في الماء داخل أروقة "نادي الأطفال".
ويمكن أيضاً تناول الأطباق البولينيزية والمشروبات الاستوائية على ضفاف المسبح في مطعم آري، حيث يلتقي طابع الجزر الهادئ مع نكهات مبتكرة تُناسب أجواء الصيف.
فندق السيف التراثي من مجموعة كوريو

مع بداية موسم الصيف تتجه الأنظار إلى دبي القديمة حيث تتناغم الأصالة مع تفاصيل الضيافة الفاخرة ضمن أجواء تحتفي بالتراث المحلي وتعيد إحياء تفاصيله اليومية، ويقدّم فندق السيف التراثي دبي من مجموعة كوريو التابعة لهيلتون تجربة إقامة مختلفة تعكس الطابع الإماراتي التقليدي وتمنح الزائر فرصة حقيقية للتواصل مع روح المدينة القديمة.
فالإقامة في فندق السيف التراثي لا تقتصر على الاستجمام فقط، بل هي تجربة نحو استعادة حكايات الأمس والتواصل مع نبض المكان الذي انطلقت منه مدينة دبي، وفي هذا الصيف يمكن عيش لحظات تعبّر عن أصالة المكان وهدوئه، بين تصاميم مستلهمة من الماضي وتجارب متكاملة تعيد للزائر الإحساس بالانتماء إلى التراث المحلي في أدق تفاصيله.
وتبدأ الرحلة منذ لحظة الدخول إلى غرفة "البيت" المصممة بأسلوب يحاكي البيوت الإماراتية القديمة من حيث الألوان والنقوش والمواد المستخدمة، حيث تتسلل أشعة الشمس برقة عبر النوافذ الخشبية وتنساب أنغام خور دبي في الخلفية لتشكّل مشهداً يوقظ الذاكرة ويستحضر قصص الحارات القديمة، ويمكن الاستمتاع في الصباح بوجبة إفطار في مطعم سبعة حيث تعبق الأجواء برائحة الخبز الطازج والتوابل المحلية، في تمهيد ليوم يحمل في طياته الكثير من الدفء والحنين.
ويمتد سحر التجربة إلى خارج أسوار الفندق حيث تقع منطقة السيف على ضفاف خور دبي، وتعد من أبرز الأحياء التي حافظت على طابعها التراثي، وبينما تتوزّع الممرات الحجرية والمعالم المعمارية المستوحاة من الطراز المحلي يمكن الانغماس في جولة ممتعة بين الأسواق الشعبية التي تضم أكشاك الحرف اليدوية، أو التوقف عند الواجهة البحرية لمشاهدة مراكب "الداو" التقليدية وهي تتابع رحلاتها اليومية وسط مشهد عمراني يجمع الماضي بالحاضر.
ومع عودة الزائر إلى الفندق في نهاية اليوم تتكامل التجربة بإقامة تلامس الحواس، حيث تتناسق الألوان الترابية والتفاصيل التقليدية داخل الغرف بطريقة تعكس ملامح العمارة المحلية، ومع اقتراب الغروب يمكن الجلوس على الشرفة الخاصة ومراقبة مشهد الشمس وهي تسقط بهدوء خلف مياه الخور، بينما تعبر مراكب "الداو" في لحظة صمت بصري تنقل إحساساً عميقاً بالسكينة.
وعند حلول المساء يمكن العودة إلى مطعم سبعة لتناول عشاء مستوحى من المطبخ الإماراتي، يتم تقديمه في أجواء دافئة تركز على البساطة وروح اللقاء، ويقدّم المطعم أطباقاً تقليدية تعبّر عن المكوّنات المحلية بنكهاتها الأصيلة، في حين تتيح الأجواء المحيطة للزائر التفاعل مع المكان كأنّه بين أهله.
منتجع باب الشمس

في قلب صحراء دبي يقدم منتجع باب الشمس تجربة صيفية مختلفة تتناغم مع إيقاع الطبيعة وتفاصيلها الهادئة، وهنا يتحول المشهد الرملي الهادئ إلى وجهة تفيض بالأنشطة والعناية الذاتية، حيث تتداخل اللحظات الخاصة مع تجارب مدروسة تلامس الحواس.
ويمكن أن يبدأ النهار بجلسة سبا مع شروق الشمس تتبعها فترة استرخاء قرب المسبح، قبل التوجه إلى مطعم ظلة لتناول الغداء وسط أجواء مفتوحة على المشهد الصحراوي، وعند الغروب حين تتلون الرمال بأطياف ذهبية تنشط أجواء المنتجع بجولات صحراوية، وجلسات الرماية والموسيقى الحية في لاونج أنوا، حيث تتداخل هذه الأنشطة مع هدوء الصحراء في مشهد متوازن.
وعند الاقتراب من الكثبان الرملية في دبي يظهر منتجع باب الشمس كأحد المعالم التي تجمع بين الطابع الصحراوي والأناقة المستلهمة من التراث العربي، ومع العرض الصيفي يصبح بالإمكان الاستمتاع بإقامة تتّسم بالخصوصية في غرف وأجنحة تتناثر فيها التفاصيل التي تعكس روح المكان.
ويمكن بدء اليوم بفطور متوسطي غني بنكهات موسمية في مطعم ظلة ثم التوجه إلى المسبح الواسع للاسترخاء تحت الشمس، أو اختيار الجلوس في ظل أشجار النخيل، وبمرور الوقت نحو فترة ما بعد الظهر تتنوع الخيارات بين الأنشطة المرتبطة بالثقافة المحلية مثل عروض الصقارة وركوب الجِمال لتمنح التجربة طابعاً استكشافياً.
أما عند الغروب فينتقل الزائر إلى عالم آخر من النكهات والعروض الترفيهية، حيث تجمع تجارب الطعام بين أطباق تُقدّم للمشاركة ومشروبات مميزة في لاونج أنوا، وبين النشاط والاسترخاء يتضح أن منتجع باب الشمس يعيد تعريف تجربة الصيف من منظور الضيافة العربية الأصيلة.
وبينما ينخفض الضوء تدريجياً تُقام جلسة يوغا تحت السماء المفتوحة حيث يساعد التأمل على تحقيق توازن ذهني، فكل تفاصيل المنتجع تعكس فهمًا عميقًا للحاجة إلى استعادة الحيوية من خلال التواصل مع الذات في مكان يُقدّم التجدد بأسلوب بسيط ومؤثر.
ولمحبي التفاصيل الثقافية توجد فرص للتعرف على تقاليد المنطقة الصحراوية من خلال أنشطة تسلط الضوء على الممارسات المحلية الأصيلة، وبين الضحكات والأحاديث الطويلة يتحول يوم الأصدقاء إلى تجربة تحتفي بالعلاقات، حيث يُعاد بناء الذكريات في بيئة بعيدة عن النمط اليومي المعتاد.